(ربيع المدخلي ليس له كتاب فقهي!!)
(ربيع المدخلي ليس له كتاب فقهي !!) كلمة حق أريد بها باطل، هذا ما تفوه به أحدهم، عندما جمعني به لقاء، وحدث بعض النقاش.
وهذا كله من باب الطعن في العلامة ربيع العصر حفظه الله.
أقول: على هذا الفهم الأعوج يكون الغزالي والجويني ثم القرضاوي أئمة لأن لهم مؤلفات في الفقه.
وهل ميزان العلم هو التأليف في الفقه؟ فماذا نصنع بالإمام مالك والإمام أحمد وابن معين وإسحاق بن راهوية والرازيين ثم الذهبي وغيرهم من أهل العلم والفضل؟ هل نضرب بمؤلفاتهم وأقولهم عرض الحائط لأنهم لم يؤلفوا في الفقه؟
وماذا نقول عن أهل العلم ممن ليس له مؤلف مثل الليث بن سعد؟
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: لم لا تكتب لنا مصنفًا في الفقه فإنا في حاجة إلى ذلك؟
فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((إن الكتابة في الفقه يستطيعها كل أحد، والمخطئ فيها ما بين أجر وأجرين ولا يضره خطؤه، بخلاف الخطأ في أصول الدين، فإن الخطأ فيه يضر أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم)).
ثم الرد على أهل البدع والأهواء مطلب شرعي لا تقل أهميته عن التأليف في الفقه، وقد أمر الله عز وجل برد المنكر، قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 14].
كما إن الأمة الإسلامية معرضة للإثم لولا قيام العلامة ربيع المدخلي حفظه الله وإخوانه وطلابه بهذا الواجب.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((مجموع الفتاوى)) (28 / 232): ((ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب ؛ فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعا وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء)) اهـ.
وأقول لهذا وأمثاله كما قال الأول:
أقلوا عليهم لا أباً َ لأبيكموا……من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
أولئك هم خير وأهدى لأنهم……عن الحق ما ضلوا وعن ضده صعدوا
وعادوا عُداة الدين من كل ملحد……وقد حذروا منهم وفي بغضهم جَدّوا
فعاديتموهم من سفاهة رأيكم…… وشيدتموا ركناً من الغي قد هدوا
هذا ونسأل الله أن يهدينا إلى الحق ويحفظ والدنا العلامة ربيع وإخوانه وطلابه وأن يرد عنهم كيد الأعداء، والله أعلم وبالله التوفيق وأخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الخميس 7 جمادي الأول سنة 1436 هـ
الموافق لـ: 26 فبراير سنة 2015 م
|