منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 30 Oct 2017, 11:20 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي تنبيهُ الأزواجِ النبلاءِ إلى أنَّ خدمةَ الأهلِ من شيمِ الفضلاءِ

تنبيهُ الأزواجِ النبلاءِ إلى أنَّ خدمةَ الأهلِ من شيمِ الفضلاءِ
الحمد لله رب العاملين، وصلى الله وسلم على نبيه الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد، فإن من سنة الله في خلقه أن خلق العباد جنسين من ذكر وأنثى، ومن فطرة الله تعالى أن جعل ميولا من أحد الجنسين إلى الآخر؛ فجعل لهما سبيلا شرعيا إلى العلاقة بينهما وهو : الزواج، وجعل الله تعالى برحمته هذا الزواج سكنا بين الزوجين، قال الله تعالى {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} [189].
ولكن هذه السكينة تحصل بأسباب يلزم على الزوج القيام بها حتى يهنأ بعيشة سعيدة مع أهله، فعليه أن يكون لهم خير زوج كما كان النبي صلى الله عليه وسلم ورغب فيه حيث قال كما في الحديث الذي رواه ابن حبان وابن ماجه والترمذي وغيرهم عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب(1924)، فكان النبي صلى الله عليه وسلم حسن العشرة مع أزواجه رضي الله عنهن.
ومن حسن عشرته مع أزواجه صلى الله عليه وسلم أنه كان يخدم أهله ونفسه في بيته، روى البخاري في صحيحه عن الأسود بن يزيد، سألت عائشة رضي الله عنها، ما كان النبي صلى الله عليه وسلم، يصنع في البيت؟ قالت : "كان يكون في مهنة أهله، فإذا سمع الأذان خرج".
فكان هذا من سنته وهديه، وتشريعا لأمته صلى الله عليه وسلم.
قال ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح (26/44) : "قال المهلب : هذا من فعله على سبيل التواضع، وليسن لأمته ذلك؛ فمن السنة أن يمتهن الإنسان نفسه في بيته فيما يحتاج إليه من أمر دنياه وما يعينه على دينه، وليس الترفه في هذا بمحمود ولا من سبيل الصالحين، وإنما ذلك من سير الأعاجم".
وقال أيضا (28/358) : "وقول عائشة رضي الله عنها (كان في مهنة أهله) يدل على دوام ذلك من فعله متى عرض له ما يحتاج إلى إصلاحه؛ لئلا يخلد إلى الدعة والرفاهية التي ذمخا الله وأخبر أنها من صفات غير المؤمنين فقال {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا} [المزمل 11]".
قال العلامة زيد بن هادي المدخلي رحمه الله تعالى في شرح الأدب المفرد (2/133) : "وفعله هذا تشريع للأمة؛ ليتأسوا به في هذا الخلق العظيم، خلق التواضع وعدم الترفع، وخدمة النفس وخدمة الأهل، لاسيما عند الحاجة؛ فقد تضعف المرأة، وقد لا يستطيع الابن أو الابنة على عمل ما، فتوجد الرحمة وحسن الخلق في الرجل الراعي المسؤول عن البيت والأسرة، يقدم الخدمات الجليلة، وإن كان له منزلة رفيعة في العلم أو السلطان أو الجاه أو المال أو نحو ذلك، لا يمنعه ذلك".
وقد جاء في الأحاديث الصحيحة بعض ما كان يقول به النبي صلى الله عليه وسلم من بعض الأعمال التي يترفع أحدنا عنها، لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم بها تواضعا منه ورحمة بأهله وشفقة عليهن.
ومن ذلك ما رواه ابن حبان في صحيحه وأحمد في المسند عن عائشة، أنها سئلت : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت : "كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم" صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (4937).
وروى ابن حبان في صحيحه وأحمد في المسند والترمذي في الشمائل عن عائشة، قالت : سئلت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت : "كان بشرا من البشر يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه" صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (4996) وفي الصحيحة (671).
فكان النبي صلى الله عليه وسلم :
- يخيط ثوبه.
- يخصف نعله.
قال ابن الأثير رحمه الله في النهاية في غريب الحديث والأثر (ص374) : "أي كان يخرزها".
- يفلي ثوبه.
قال الحافظ ابن حجر الهيثمي رحمه الله في أشرف الوسائل إلى فهم الشمائل (ص 494) : "(ويفلي ثوبه) أي يلتقط ما فيه من القمل ونحوه، وظاهر ذلك أن نحو القمل كان يؤذي بدنه الشريف، إلا أن يقال : لا يلزم من التفلية وجوده بالفعل، على أنه يحتمل من وسخ ونحوه".
- يحلب شاته.
وغيرها من الأعمال، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم "يخدم نفسه".
قال العلامة ابن عيثمين رحمه الله تعالى في شرح رياض الصالحين (3/529) : "فمثلا إذا كان الإنسان في يته فمن السنة أن يصنع الشاي مثلا لنفسه، ويطبخ إذا كان يعرف الطبخ، ويغسل ما يحتاج إلى غسله، كل هذه من سنة".
والمستن بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب له من الأثر الطيب الكثير، وذلك من جهتين :
1 _ من جهة الثواب والأجر؛ فإنه سنة متبعة.
2 _ من جهة السعادة والهناء؛ فإنه من دوافع المحبة والتقدير.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شرح رياض الصالحين (3/529) :"أنت إذا فعلت ذلك تثاب عليه ثواب سنة؛ اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام وتواضعا لله عز وجل؛ ولأن هذا يوجد المحبة بينك وبين أهلك إذا شعر أهلك أنك تساعدهم في مهنتهم أحبوك، وازدادت قيمتك عندهم، فيكون في هذا مصلحة كبيرة".
هذا ما يسر الله تعالى جمعه، نفنا الله تعالى به.
أسأل الله تعالى أن يسعدنا في الدنيا والآخرة، ويجلعنا متبعين مستنين بهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في عشرة الأزواج وفي كل أمور الدين.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
كتبه
أبو البراء
يوسف صفصاف
الإثنين 10 صفر 1439
الموافق لـ 30 أكتوبر 2017
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, آداب, تزكية, خدمةالأهل

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013