بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين وبعد : فقد أطلعني بعض إخواني على منشور في الشبكة العنكبوتيه صاحبه ممن يعلن إلحاده ولا يكتمه ، يدعو النساء في عيدهن إلى التحرر من الدين الذي يعتبره قيدا للمرأة ، ويحرضها على عصيان أسرتها المتشددة بزعمه لأنها تتمسك بالدين ، فأحببت بعد إستعانتي بالله أن أكتب كلمات كرد على بهتانه ، نصيحة للمؤمنات ، وتذكرة لاخواني طلبة العلم وللمسلمين جميعا .
فلقد شمر أهل الباطل ساعدالجد لنشر باطلهم واتبعهم رعاع الناس اتباعا لأهوائهم لا قناعة من قلوبهم ) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا( سورة النمل آية 14
قال السعدي ـ رحمه الله ـ في تفسيره للآية
" { وَجَحَدُوا بِهَا } أي: كفروا بآيات الله جاحدين لها، { وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ } أي: ليس جحدهم مستندا إلى الشك والريب، وإنما جحدهم مع علمهم ويقينهم بصحتها { ظُلْمًا } منهم لحق ربهم ولأنفسهم { وَعُلُوًّا } على الحق وعلى العباد وعلى الانقياد للرسل " انتهى
انظرو كيف أغرو الكثير من النساء بدعوى التحرر كأنها في سجن، والسلاسل في الأعناق ، هكذا يصور أهل الباطل نساء المؤمنين سعيا لتشويه صورة الإسلام السمحة الذي كان أول من أعطى للمرأة حقها وأعاد لها كرامتها
هم يريدونها أن تتحرر حتى تكون سلعة لمن شاء فهم كما قيل: " يريدون حرية الوصول إليها لا حريتها "
وهاهي نصيحة العالم الرباني ـ الشيخ صالح الفوزان حفظه ـ تحذر وتنذر
" واحذروا من دعاية المظللين، وأفكار المنحرفين، فإن من بيننا اليوم ومن أبنائنا من يسعون في تدمير هذا المجتمع لأنهم مأجورون من قبل دول كافرة يحملون أقلاماً مأجورة وأصواتاً مسعورة ينادون بتشتيت هذا المجتمع، ومن هذا أنهم يريدون أن يمردوا المرأة عن آدابها وأخلاقها، وأن يخرجوها عن مهمتها في الحياة، ويلقوا بها في مهامها الضلال والانحلال ويكلفوها من الأعمال ما لا تطيق، وهم بذلك يسعون إلى إفساد هذا المجتمع، ويدعون أن هذا من تحرير المرأة، وهو في الحقيقة من استعباد المرأة لأن تحرير المرأة الصحيح هو ما جاء به الإسلام فقد كرَّم الله المرأة، ورفع منزلتها الائقة بها، فجعل لها حقوقاً، وجعل عليها حقوقاً لابد أن تتقيد بها، والله سبحانه وتعالى سوا بين الرجل والنساء في الجزاء على الأعمال .. " انتهى انظر http://www.alfawzan.af.org.sa/node/7129
أفلا ترون كيف يضيقون على المتحجبات وقد اخترن الحجاب الشرعي عن قناعة فلما هذه الحملات المسعورة عليهن ؟
سؤال لك أيها الملحد وللعلمانين أمثالك وللمخذلين وهم أخطر من غيرهم كحال المنافقين الذين يظهرون النصرة وعند أول إمتحان يولون الأدبار ولهم ضراط ؟
نقول لذلك الملحد الذي يعلن إلحاده ولا يكتمه جحدا لا شكا ولا ريبا ولذلك العلماني الذي يريد أن يجعل الاسلام فقط في المساجد وللمخذل الذي يغرس رأسه في الأرض كالنعامة ..
لا أراك ( الملحد ) الا فاقد لمعنى الرجولة في أبسط تعاريفها فضلا أن نذكرك بالله الذي لاتؤمن به وتقول أني لا استطيع أن أؤمن بشيىء لا أشاهده ؟
نقول لك إن إيمان المشاهدة لا ولن ينفعك وقدوتك في هذا فرعون لما عالج الموت (قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) ) سورة يونس
قال السعدي ـ رحمه الله ـ في تفسيره للآية
" فلا ينفعك الإيمان كما جرت عادة الله، أن الكفار إذا وصلوا إلى هذه الحالة الاضطرارية أنه لا ينفعهم إيمانهم، لأن إيمانهم، صار إيمانًا مشاهَدًا كإيمان من ورد القيامة، والذي ينفع، إنما هو الإيمان بالغيب " انتهى
والناس أجمعون سيؤمنوا بعد أن يرو الشمس وهي تطلع من مغربها على خلاف عادتها وهذا مايسمى إيمان المشاهدة الذي لا ينفع صاحبه .
عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا ، فَذَاكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ) رواه البخاري باب { لا ينفع نفسا إيمانها } / 158 / ورواه مسلم ( باب بيان الزمن الذى لا يقبل فيه الايمان (157)
إنما المؤمنون حقا هم الذي يؤمنون بالغيب وهذا هو الإيمان الصحيح الصادق النافع صاحبَه في الدنيا والآخرة نقول لك نحن نؤمن بالغيب وهذا هو المؤمن حقا
بسم الله الرحمن الرحيم
( الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)) سورة البقرة
قال السعدي ـرحمه الله ـ في تفسيره
"{ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ } حقيقة الإيمان: هو التصديق التام بما أخبرت به الرسل، المتضمن لانقياد الجوارح، وليس الشأن في الإيمان بالأشياء المشاهدة بالحس، فإنه لا يتميز بها المسلم من الكافر.
إنما الشأن في الإيمان بالغيب، الذي لم نره ولم نشاهده، وإنما نؤمن به، لخبر الله وخبر رسوله.
فهذا الإيمان الذي يميز به المسلم من الكافر، لأنه تصديق مجرد لله ورسله. فالمؤمن يؤمن بكل ما أخبر الله به، أو أخبر به رسوله، سواء شاهده، أو لم يشاهده وسواء فهمه وعقله، أو لم يهتد إليه عقله وفهمه. بخلاف الزنادقة والمكذبين بالأمور الغيبية، لأن عقولهم القاصرة المقصرة لم تهتد إليها فكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ففسدت عقولهم، ومرجت أحلامهم. وزكت عقول المؤمنين المصدقين المهتدين بهدى الله.
ويدخل في الإيمان بالغيب، الإيمان بجميع ما أخبر الله به من الغيوب الماضية والمستقبلة، وأحوال الآخرة، وحقائق أوصاف الله وكيفيتها، [وما أخبرت به الرسل من ذلك فيؤمنون بصفات الله ووجودها، ويتيقنونها، وإن لم يفهموا كيفيتها." انتهى
وبعد أن نتلو عليك آيات الله وأحاديث رسوله صلى لله عليه وسلم نقول لك ( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) و{لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي}
تلعبون على حرية المرأة فقط في كشف وهتك سترها وتبرجها وسفورها وأن تخرج مع من تشاء وتدخل من تشاء وتريدون أن تقتلو الغيرة التي جعلها الله فطرة في عباده ولايختص بها المسلم فقط لكن المسلم أشد تمسكا فلا غيرة له لمن لادين له
أترك اختك وبنتك على تلك الحال لما لاتكتفي بذلك وتزعم تحرير المرأة
ولا أخالك ( دعاة تحرير المرأة ) إلا من الديوثين الذي يقرون الخبث في أهلهم
أيتها المؤمنات المسلمات العفيفات الطاهرات لا تتبعن كل ناعق وتأخذكن كل ريح ويسوقكن كل سائق كراع الابل يسوق مئات الإبل الضخمة الجثة بإشارة منه مع ضعفه وهزالته فكيف إذا كان ملحدا كافرا أومسلما فاسقا مبتدعا
وكن متمسكات بحبل الله واتبعن الهدى واظهرن مخالفة أهل الأهواء فان في ذلك نصرة لدينكن واظهارا لعداوة اهل الباطل وهذا اقل واجب عليكن
قال ابن ابي داود السجستاني في حائيته
تمسك بحبلِ الله وأتبعِ الهُدى * * * ولا تكُ بدعيا لعلك تُفلحُ
ودنْ بكتابِ الله والسننِ التي *** أتت عنْ رسول الله تنجو وتربحُ " انتهى
حجج الحق كالشهب لا تعجل
وفقكم الله لكل خير هذا أقل مساهمة في الذب عن حياض هذا الدين الذي كثر أعداؤه وقل انصاره وأعوانه لكن الله ناصر دينه ولو كره أعداء الدين والملة ـ
ففي " صحيح مسلم " من حديث ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك .
هذا آخر ما يسر الله قوله فما كان من خطأ فمن أنفسنا ومن الشيطان وما كان من صواب فبتوفيق الله وحده لاشريك له ، ومن رأى خطأ فليسعفنا بالنصيحة فنحن أحوج ما نكون إليها .
كتب يوم الجمعة 11 جماد ى الاخرة 1438
الموافق لـ9 مارس 2017
أبو محمد حسين -
كلمات في حق ملحد من دعاة تحرير المرأة
العرض العادي
