لا انصج المبتدئ بكتب ابن حزم وابن القيم في الفقه للشيخ سليمان الرحيلي
بسم الله الرحمان الرحيم
قال الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله كلاما رائعا حول كتب ابن حزم وابن القيم في الفقه رحمهما الله وقدم نصيحة غالية لطالب العلم تنفعه في مسيرته العلمية ، فاحببت أن أنقلها لاخواني ليعم النفع ان شاء الله ونسال الله الاخلاص .
قال حفظه الله في الدرس الاول في شرح كتاب الصلاة من منهج السالكين للشيخ ابن سعدي رحمه الله :
" وكتاب المحلي لابن حزم رحمه الله في فوائد فقهية كبيرة وعظيمة ، وإن كنت في العادة لا أنصح المبتدئ في الفقه ان يقرأ كتب الامام ابن حزم رحمه الله .
بل وازيد على هذا ايضا لا أنصحه حال ابتدائه ان يقرا كتب الامام ابن القيم رحمه الله في الفقه ، لانه إن بدأ بقراءة كتب ابن حزم رحمه الله فابن حزم رحمه الله يورد الآثار وهو واسع الحجة ، واسع الحجة لا أعني قوي الحجة ، لكنه واسع الحجة في النفي :، ولا يثبت في هذا شيئ، وليس عندهم أدنى ذرة من فقه او أثر ، القط أفقه من قائل هذا القول او نحو ذلك.
كما انه يجرء طالب العلم المبتدئ على العلماء ، فبعض الناس يحب الاثر وأنعم به من حب الا أنه يظن ظنا خاطئ ان حب الاثر يعني ألا يحترم العلماء إن خالفوا الاثر في ظنه ، ولهذا أنا اقول كتب ابن حزم رحمه الله لطالب الفقه لا ينبغي ان يبتدئ بها المبتدئ و لا ينبغي ان يستغني عنها باحث في الفقه ، فيها فوائد عظيمة جدا .
وأما ابن القيم رحمه الله وابن القيم رحمه الله قوي الحجة مثل الامام الألباني رحمه الله في زماننا إذا قرأت كلام ابن القيم رحمه الله لاتكاد تقتنع بكلام غيره ، وأبى الله ان يكون الحق محصورا في كلام إمام من الأئمة مهما كان ، لا شيخ الاسلام ابن تيمة ولا شيخ الاسلام ابن القيم ولا الامام أحمد ولا الامام مالك ولا الامام الشافعي و لا الامام أبو حنيفة بل ولا أحد من الصحابة في ذاته وفرده .
لكن المبتدئ لو بدا يقرأ كتب ابن القيم رحمه الله لا يكاد بعد هذا يقتنع برأي في الفقه ، كما أن بعض الناس اذا استمع الى أشرطة الشيخ ناصر الألباني رحمه الله لا يكاد يسمع لأي قول بعد ذلك ، وذلك بعض الناس قد يحظر دروس كثيرة وتقرر حجج في مسالة ولكن لأنه سمع كلام الشيخ ناصر رحمه الله قديما في المسالة ما يتغير ما يغير .
وأنا أقول حقيقة أن كل امام من أئمتنا سواء من أئمتنا المتقدمين أو من أئمتنا المتاخرين لم ينحصر الحق في قوله كما أني لا اعلم إماما من أئمة المسلمين يخلو قوله من الحق هذا الاعتدال .
وأنا اعيب على بعض طلاب العلم اليو م انهم يذمون التقليد القديم ويتمسكون بالتقليد الجديد ، طالب العلم الموفق يكون حظه الدليل لا القائل مع معرفة قدر القائل واحترامه وتبجيله وتنزيله المنزلة اللائقة به هذه مسالة جاءت هكذا ."
المصدر : شرح كتاب الصلاة من منهج السالكين للشيخ ابن سعدي رحمه الله . (صوتي ) .
التعديل الأخير تم بواسطة أبو مالك أبو بكر حشمان ; 23 Aug 2013 الساعة 09:33 AM
|