الشيخ محمد بن هادي المدخلي: "لا يضرك أيها السلفي تهديد من هددك إذا خالفك في السنة التي أنت عليها" [تفريغ]
....قول الله جل وعلا " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل " ثبات السحرة أصحاب فرعون قال لهم " فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى " فماذا أجابوه " قالو لن نؤثرك على ماجاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا " فصاحب السنة إذا قال بالسنة ودعى إليها وأنكر ما خالفها ، مايهمه تخويف المخوفين له ولا يضره بإذن الله تبارك وتعالى تهديد المهددين له ، فإن أئمة الهدى قد ضربوا أروع المثل حينما ساروا على طريقة الأنبياء والرسل وأتباعهم فأنتم ترون هذا الموقع من قصة أصحاب موسى عليه الصلاة والسلام حينما هددهم فرعون حينما قال لهم " لأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمنا أينا أشد عذابا وأبقى " فما كان جوابهم إلا هذا " لن نؤثرك على ماجاءنا من البينات والذي فطرنا "
فلا يجوز لك أيها السني السلفي الأثري أن تدع الحديث وأن تذهب إلى قول فلان وفلان مهما عظم مهما كان ، من خالف الحديث فوالله الخوف عليه ، من خالف طريق أهل السنة الخوف والله عليه ولو كان أكبر كبير إنما يعلوا المرأ وإنما ينبل المرأ وإنما يتقوى المرأ باتباعه للسنة ويعلوا بإعزازه للسنة ويرتفع بتعظيمه للسنة ، يجل ويحترم باحترامه لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعته لمن سار على هذا الطريق
فلا تضرك أيها السلفي الأثري السني بإذن الله تبارك وتعالى : تهديد من هددك إذا خالفك في السنة التي أنت عليها وتذكر موقف هؤلاء الذين تغلغل الإيمان في قلوبهم من سحرة فرعون حين آمنوا بموسى عليه الصلاة والسلام فقالوا " لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ماأنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا " يعني لو فرضنا أنك تقتل ، أقصى ما في يدك أنك تخرجنا من هذه الحياة الدنيا بالقتل وهذا لا يضر لأنها منقضية بالقتل أو الموت على الفراش ، لكن النتيجة والثواب عند الله تبارك وتعالى
وهكذا في هذا الزمن نسمع التهديدات للسلفيين للأثريين لأصحاب الحديث نشكوكم إلى المحاكم نشكوكم إلى كذا
يجب على السني ألا يؤثروا فيه وليعلم أن الأمر هو بيد الله تبارك وتعالى " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله و نعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء " فانظروا إلى هذه البشارة من الله ،حسبنا الله يعني كافينا سبحانه وتعالى وحده لا شريك له " ونعم الوكيل " هذه قالها إبراهيم حين ألقي في النار فما ضرته
وهكذا يجب على صاحب السنة أن يقول إذا ما خوف أو هدد أن يقول " حسبنا الله ونعم الوكيل " فينقلب بإذن الله تبارك وتعالى بنعمة من الله وفضل لا يمسه السوء بإن الله تبارك وتعالى " وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط "
قد وصى ذلك الرجل الإمام أحمد رحمه الله حينما ابتلي في فتنة خلق القرآن فكان مما ثبته الله به وصايا الصالحين حينما قال له أعرابي : ياهذا ما عليك أن تقتل هاهنا وتدخل الجنة وقال له آخر رحمهم الله جميعا : إن كنت تحب الله فاصبر على ماأنت فيه فإنه ما بينك ومابين الجنة إلا أن تقتل ، قال له أعرابي : يا أحمد إن يقتلك الحق تمت شهيدا وإن عشت عشت حميدا ،قال الإمام أحمد : فوالله قوي قلبي ، قال له محمد بن نوح رحمه الله : يا أحمد أنت رجل يقتدى بك وقد مد الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك فالتق الله واثبت لأمر الله ولما ضرب بالسوط قال له بعض من كان معه في السجن : لا عليك يا أبا عبد الله فما هو إلا سوطان ثم لا تدري أين يقع الباقي ، الله أكبر يعني لو فرضنا أنك ضربت وجلدت فإنما تحس بأول سوط وثاني سوط ثم يغمى عليك ثم يضربون ما شاؤوا فلا يضرك ولا تحس بالباقي هذا كله تثبيت من الله تبارك وتعالى لمن شاء من عباده
فيا إخوتي ويا أحبتي لنعلم جميعا أن صاحب السنة لابد وأن يبتلى وخصوصا من يعاشر الناس على الصفاء وعلى السنة واتباع السنة لا على ما يريدونه هم ولا على مايهوونه هم فإنه لابد وأن يلحقه مايلحقه لكن الله جل وعلا يظهره ويعليه وينصره ويجعل العاقبة له . نسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يثبتنا وإياكم على الحق والهدى حتى نلقاه .