منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21 May 2016, 04:03 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي خدمة الفضلاء ببيان معنى الدباء

خدمة الفضلاء ببيان معنى الدباء

الحمد لله و صلى الله و سلم على رسول الله و على آله و صحبه و من اهتدى بهداه.
أما بعد، فإن من أنواع الطعام ما كان يحبه نبينا محمد صلى الله عليه و سلم : الدباء، فإنه صلوات الله و سلامه عليه كان يتتبعها في القصعة إذا كانت في جابها الآخر.
و إن الدباء ورد في سنة النبي صلى الله عليه و سلم بمعنيين، و هذا بحسب استعماله، فإنه ورد بمعنى ما يطبخ و يؤكل، و ورد بمعنى الأواني، و سيأتي بيانه في موضعه.
معنى الدباء :
روى الشيخان و غيرهما أنس بن مالك، يقول : إن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه، قال أنس : فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام، فقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزا من شعير، ومرقا فيه دباء وقديد، قال أنس : "فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حول الصحفة"، فلم أزل أحب الدباء من يومئذ.
روى الشيخان و غيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال : قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا يا رسول الله : إنا من هذا الحي من ربيعة، قد حالت بيننا وبينك كفار مضر، فلسنا نخلص إليك إلا في كل شهر حرام، فلو أمرتنا بأمر نأخذه عنك ونبلغه من وراءنا، قال : "آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع : الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن تؤدوا إلى الله خمس ما غنمتم، وأنهاكم عن الدباء، والحنتم والنقير، والمزفت".
و الدباء هو : القرع، و قد جاء مصرحا به في حديث النبي صلى الله عليه و سلم، و في قول بعض الصحابة رضي الله عنهم.
روى ابن ماجه في سننه عن جابر بن طارق الأحمسي قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته، وعنده هذا الدباء، فقلت أي شيء هذا قال : "هذا القرع، هو الدباء نكثر به طعامنا" صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه (3367).
روى مسلم عن زاذان، قال : قلت لابن عمر : قال : "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحنتم، وهي الجرة، وعن الدباء، وهي القرعة، وعن المزفت، وهو المقير، وعن النقير، وهي النخلة تنسح نسحا، وتنقر نقرا، وأمر أن ينتبذ في الأسقية".
و رواه النسائي بلفظ : "ونهى عن الدباء : وهو الذي تسمونه أنتم القرع" صححه الإمام الالباني رحمه الله في صحيح سنن النسائي (5661).
روى ابن حبان في صحيحه عن أنس بن مالك "أن خياطا بالمدينة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على خبز شعير وإهالة سنخة، وكان فيها قرع، قال أنس : فكنت أرى النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه القرع، قال : فكنت أقدمه بين يديه، فلم يزل القرع يعجبني منذ رأيته يعجبه صلى الله عليه وسلم" صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (4986).
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح (9/651) : "(الدباء) بضم الدال المهملة و تشديد الموحدة ممدودة، و يجوز القصر حكاه القزاز و أنكره القرطبي، هو : القرع، و قيل خاص بالمستدير منه، و وقع في "شرح المهذب للنووي" أنه القرع اليابس، و ما أظنه إلا سهوا، و هو اليقطين أيضا، واحده دباة و دبة، و كلام أبي عبيد الهروي يقتضي أن الهمزة زائدة، فإنه أخرجه في "دبب"، و أما الجوهري فأخرجه في المعتل على أن همزته منقلبة، و هو أشبه بالصواب، لكن قال الزمخشري : هي منقلبة عن واو أو ياء".
قال السندي رحمه الله في شرح سنن ابن ماجه (2/1262) : "(القرع) أي : الدباء".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في التعليق على صحيح مسلم (10/244) : "الدباء : هي القرع".
و الدباء كذلك هو : اليقطين.
قال الله تعالى {وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ} [الصافات 146].
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (4/33) : "قال ابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، ووهب بن منبه، وهلال بن يساف وعبد الله بن طاوس، والسدي، وقتادة، والضحاك، وعطاء الخراساني وغير واحد قالوا كلهم : اليقطين هو القرع" .
قال القرطبي رحمه الله (18/103) : "اليقطين : شجر الدباء : وقيل غيرها".
ساق الطبري في تفسيره بسنده عن السدي (19/636) قال : "هو القرع، و العرب تسميه الدباء".
تفسير آخر لليقطين : و هو أن اليقطين كل ما ليس له ساق، و منه الدباء و البطيخ و غيرها.
قال القرطبي رحمه الله في (18/103) : "قال المبرد : يقال لكل شجرة ليس لها ساق يفترش ورقها على الأرض يقطينة، نحو الدباء والبطيخ والحنظل، فإن كان لها ساق يقلها فهي شجرة فقط".
قال الطبري رحمه الله في (633) و هو الذي رجحه : "وكل شجرة لا تقوم على ساق كالدُّباء والبِطِّيخ والحَنْظَل ونحو ذلك، فهي عند العرب يَقْطِين".
أما باعتباره وعاءًا : فإنه كان الدباء ييبس فيخرط من الداخل، فيصير وعاءا، و يملأ شرابا من ماء و تمر للانتباذ.
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (1/259) : "فالدباء بضم الدال و بالمد، و هو القرع اليابس، أي : الوعاء منه".
قال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي (5/632) : "الدباء : بضم الدال المهملة، و تشديد الباء؛ و هو : القرع اليابس، و هو من الآنية التي يسرع الشراب في الشدة إذا وضع فيها".
قال الفيروزآبادي رحمه الله في عون المعبود (10/121) : "هو القرع، و المراد اليابس منه".
قال السندي رحمه الله في شرح سنن ابن ماجه (2/1261) : "(الدباء) أي : الظرف المتخذ من الدباء".
الحكمة من النهي عن الانتباذ في هذه الأوعية :
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (1/260) : "إنما خصت بالنهي؛ لأنه يسرع إليه الإسكار فيها، فيصير حراما نجسا و تبطل ماليته".
قال البوصيري في شرح سنن ابن ماجه (2/1261) : "انقلاب ما هو أشد حرارة إلى الإسكار أسرع فيسكر و لا يشعر".
و الخلاصة : أن الدباء هو القرع –و منهم من خصه بالمستدير منه- و هو اليقطين، و قيل أن الدباء و القرع من أنواع اليقطين.
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
و الحمد لله رب العالمين.
يوسف صفصاف
14 شعبان 1436
21 ماي 2016
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
فوائد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013