منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 06 Jun 2017, 12:05 AM
موسى بن أحمد مستوي موسى بن أحمد مستوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2017
المشاركات: 43
افتراضي بعض المسائل التي خالف فيها ابن هشام الأنصاري المدرسة الكوفية - المسألة الثانية-

المسألة الثانية ﴿ ما رافع الفعل المضارع ؟ ﴾
1- مذهب الكوفيين:
اختلفت كلمة النحويين في رافع الفعل المضارع نحو:
" يقوم زيد" و"يذهب عمر" ، فذهب الأكثرون إلى أنه يرفع لتعرّيه من العوامل الناصبة و الجازمة، وذهب الكسائي إلى أنه يرفع بالزائد في أوله .
أما الكوفيون فاحتجوا بقولهم : " إنما قلنا ذلك لأن هذا الفعل تدخل عليه النواصب والجوازم فالنواصب نحو : "أن " و"لن" و "إذن" و "كي" وما شابه ذلك ، والجوازم نحو "لم " "لما" و"لام الأمر" و"لام النهي "و"أن" في الشرط وما شابه في ذلك ، فإذا دخلت عليه هذه النواصب دخله النصب نحو:
: "أريد أن تقومَ ، ولن تقومَ ، وإذا أكرمَك ، وكي تفعلَ ذلك " وما شابَه َذلك ، وإذا دخلت عليه الجوازم دخله الجزم ، نحو:" لم يقمْ زيد" و" لم يذهبْ عمر" و" لينطلقْ بكر" و" لا يفعلْ بشر" و" أن تفعلْ افعل " وما شابه ذلك ، وإذا لم تدخله هذه النواصب أو الجوازم يكون رفعا ، فعلمنا أن بدخولها دخل النصب أو الجزم ، وبسقوطها عنه دخله الرفع .
قالوا : ولا يجوز أن يقال " أنه مرفوع لقيامة مقام الاسم ، لأنه لو كان مرفوعا لقيامه مقام الاسم لكان ينبغي أن ينصب إذا كان الاسم منصوبا كقوله :" كان زيد يقوم" لأنه قد حل محل الاسم إذا كان منصوبا وهو "قائما" ثم كيف يأتيه الرفع لقيامه مقام الاسم ، والاسم يكون مرفوعا ومنصوبا ومخفوضا ، ولو كان كذلك لوجب أن يعرب بإعراب الاسم في الرفع والنصب والخفض يدل عليه أنّا وجدنا نصبه وجزمه بناصب وجازم لا يدخلان على الاسم فعلمنا أنه يرتفع من حيث لا يرتفع الاسم مثل الحالتين في النصب والجزم فدل على ما قلنا .
والذي يدل على أنه لا يرتفع لقيامه مقام الاسم أنه لو كان مرفوعا لقيامة مقام الاسم مكان ينبغي أن لا يرتفع لقولهم " كزيد يقوم " لأنه لا يجوز أن يقال : "كاد زيد قائما " فلما وجب رفعه بالإجماع دل على صحة ما قلناه .
2- مذهب ابن هشام :
أما ابن هشام فقد اختار في أكثر مصنفاته مذهب الفراء وأصحابه ، في أن رافع الفعل المضارع تجرده من الناصب والجازم
قال في شرح القطر :" أجمع النحويون على أن الفعل المضارع إذا تجرد من الناصب والجازم كان مرفوعا ، كقولك :" يقومُ زيد ويقعدُ عمر "
وإنما اختلفوا في تحقيق الرافع له ، ما هو؟ ، فقال الفراء وأصحابه : رافعه نفس تجرده من الناصب والجازم وقال الكسائي : "حروف المضارعة ، وقال ثعلبة : "مضارعته الاسم "، وقال البصريون حلوله محل الاسم ، قالوا : ولهذا إذا دخل عليه نحو: " أن ولن ولم ولما " أمتنع رفعه ، لأن الاسم لا يقع بعدها فليس حين إذن حالا محل الاسم ، وأصح الأقوال الأول وهو الذي يجري على ألسنة المعرب ، يقولون : مرفوع لتجرده من الناصب والجازم "(1)، ومن ثم فهو يرجح قول الفراء وما ذهب إليه من أن الرافع هو نفس تجرده من الناصب والجازم ، واختار ابن هشام هذا الرأي أيضا في شرح اللمحة ،و الجامع الصغير وفي شرح الشذور وفي أوضح المسالك .
ولكن ابن هشام في مغني اللبيب عدل عن هذا الرأي ، وعدّه من أخطاء المعربين و اختار مذهب البصريين ، وذلك في الباب السادس " في التحذير من أمور اشتهرت بين المعربين والصواب خلافها قال :" والتاسع قولهم في المضارع في مثل "يقوم زيد " فعل مضارع مرفوع لخلوه من ناصب وجازم والصواب أن يقال مرفوع لحلوله محل الاسم ، وهو قول البصريين ، وكان حاملهم على ما فعلوا إرادة التقريب وإلا فما بالهم يبحثون على تصحيح قول البصريين في ذلك ، ثم إذا أعربوا قالوا خلاف ذلك "(2).
ومن خلال هذه المسألة وغيرها يتضح أن ابن هشام لا يلزم رأيا واحدا في المسألة لذلك يجب تتبع أقواله وآرائه في جميع كتبه ، و قد نظم معنى كلام ابن هشام في هذا الموضع الشيخ عبد الباسط بن حمد الأثيوبي قال :
مضارعاً رَفَعَ عِنْدَ المُعْرِب خُلُوُّهُ مِنْ رَافِعِ ونَاصِبٍ
صَوَابُهُ الحُلُولُ في مَحَلِ اسمٍ لَدَى البَصْرِيِ أَهْلِ العَدْلِ
فقوله : " الحلول " : أي حلول المضارع – في محل اسم –أي سواء حل محل اسم مرفوع كما في " زيد يضرب " أي ضارب أو مجرور أو منصوب ، نحو : " مررت برجل يضرب " و" رأيت رجلا يضرب " ، وإنما ارتفع لوقوعه موقع الاسم، لأنه إذا يكون كالاسم ، فأعطي سبق إعراب الاسم ، وأقواه وهو الرافع " لدى البصري أهل العدل " وصفهم به لأن مذهبهم أقوى المذاهب في غالب تحقيق المسائل النحوية"(3)


وبعدها لخص شارح هذه الأبيات مراد ابن هشام ، وعلل السبب الذي جعلهم يقولون هذا القول : قال : " وكان حاملهم على ما فعلوا إرادة التقريب ، وإلا فما بالهم يبحثون على تصحيح قول البصريين في ذلك ثم إذا أعربوا أو عرّبوا قالوا خلاف ذلك ، والله تعالى أعلم بالصواب" (4)
والصواب في مثل هذه الحالات أن يأخذ الطالب في الإعراب بالأسهل خاصة إذا كان الطالب مبتدئ وهذا ما قرره العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله تعالى- في شرح المقدمة الآجرومية وأوصى الطلبة العمل به في المسائل الخلافية النحوية .

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1-ابن هشام ، شرح قطر الندى ، ص:308.
2- ابن هشام ، مغني اللبيب ، ص: 310.

3-محمد ابن الشيخ علي ابن ادم ابن موسى الأثيوبي : فتح القريب المجيب في شرح كتاب " مدني الجيب نظم مغني اللبيب " ط1، مؤسسة الكتب الثقافية ، ص 360.
4-محمد ابن الشيخ ابن علي ابن ادم : فتح القريب ، ص:360

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013