منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 Dec 2014, 10:23 AM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي (إتحاف النبلاء بما جاء في الاستدفاء بالنساء) كتبه أسامة الفرجاني و أذن بنشره علي الرملي

(إتحاف النبلاء بما جاء في الاستدفاء بالنساء) كتبه أسامة الفرجاني و أذن بنشره علي الرملي.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد :


فقد انتشرت الأيام الماضية رسالة فيها بعض الآثار عن السلف في (الاستدفاء بالنساء) وعزاها صاحبها إلى مصنف ابن أبي شيبة رحمه الله ، فرجعت إلى مصنف ابن أبي شيبة للوقوف على أسانيد هذه الآثار ، ودرست هذه الأسانيد وخرجت بهذا البحث اليسير ، وسأذكر فيه هذه الآثار كلها بأسانيدها ، وأتبع كل أثر بحكمه ، ثم أختم هذا البحث بفقه هذه الآثار ، أسأل الله التوفيق والسداد .


وقد بوب الإمام ابن أبي شيبة بابا سماه [في الرجل يستدفئ بامرأته بعد أن يغتسل]، وأورد تحته الآتي :


الحديث الأول :

قال ابن أبي شيبة : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن بشير ، عن إبراهيم التيمي أن عمر كان يستدفئ بامرأته بعد الغسل .
حكمه : ضعيف ؛ للانقطاع بين (إبراهيم التيمي) و (عمر بن الخطاب) فإبراهيم ولد بعد وفاة عمر بنحو ثلاثين سنة .


الحديث الثاني :

قال ابن أبي شيبة : حدثنا وكيع ، عن حماد بن سلمة ، عن عطاء الخراساني ، عن أم الدرداء قالت : كان أبو الدرداء يغتسل ثم يجيء ،وله قرقفة يستدفئ به .
حكمه : ضعيف ؛ لأجل (عطاء الخراساني) وهو : عطاء بن أبي مسلم .
قال شعبة : حدثنا عطاء الخراساني وكان نسيا .
وقال ابن حبان : كان رديء الحفظ يخطيء ولا يعلم .
ثم هو أيضا يدلس ، ولم يصرح هنا بالسماع .
قال الحافظ في التقريب : صدوق يهم كثيرا ، ويرسل ويدلس .اهـ
والقرقفة : ارتعاش واضطراب في الأسنان بسبب البرد .


الحديث الثالث :


قال ابن أبي شيبة :حدثنا حفص وكيع ، عن مسعر ، عن جبلة ، عن ابن عمر قال : إني ﻷغتسل من الجنابة ثم أتكوى بالمرأة قبل أن تغتسل .
حكمه : صحيح ، رجاله كلهم ثقات ، (حفص بن غياث ، ووكيع بن الجراح ، ومسعر بن كدام ، وجبلة بن سحيم).


الحديث الرابع :

قال ابن أبي شيبة : حدثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن إبراهيم بن المهاجر ، عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال : ذاك عيش قريش في الشتاء .
حكمه : حسن ، رجاله ثقات إلا إبراهيم بن مهاجر فمختلف فيه :
منهم من وثقه كابن سعد وابن شاهين والزهري .
ومنهم من ضعفه كابن معين وابن حبان والدارقطني .
ومنهم من توسط فقال (لا بأس به) كالثوري وأحمد والنسائي في رواية، وقال أبو داود : صالح الحديث .
ويرى الشيخ الألباني -رحمه الله - أن الأقرب هو قول من توسط ، فقد قال في [الصحيحة 317/2] : هو حسن الحديث إن شاء الله تعالى . اهـ


الحديث الخامس :

قال ابن أبي شيبة : حدثنا إسماعيل بن علية ، عن حجاج بن أبي عثمان ،حدثنا يحيى بن أبي كثير ، قال : حدثني أبو كثير : قال قلت ﻷبي هريرة : الرجل يغتسل من الجنابة ثم يضطجع مع أهله ؟ قال : لا بأس به .
حكمه : صحيح ، رجاله كلهم ثقات ، (إسماعيل بن علية ، وحجاج بن أبي عثمان الصواف ويحيى بن أبي كثير ، وأبو كثير السحيمي) .


الحديث السادس :

قال ابن أبي شيبة : حدثنا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن الأسود ، قال : كان الأسود يجنب فيغتسل ، ثم يأتي أهله فيضاجعها يستدفئ بها قبل أن تغتسل .
حكمه : ضعيف ، لعنعنة أبي إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي - فإنه مدلس ، ولم يصرح بالسماع .
الحديث السابع :
قال ابن أبي شيبة : حدثنا حفص ، عن الأعمش ، عن إبراهيم قال : كان علقمة يغتسل ثم يستدفئ بالمرأة وهي جنب .
حكمه : صحيح ، رجاله ثقات ، ولا تضر عنعنة الأعمش فإنها منه عن إبراهيم محمولة على الاتصال ، كما قال الإمام الذهبي رحمه الله في (ميزان الاعتدال 224/2) .
و (علقمة) هو ابن قيس النخعي ، ثقة ثبت فقيه عابد ،من كبار التابعين.


الحديث الثامن :

قال ابن أبي شيبة : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة أنه كان يستدفئ بامرأته ثم يقوم فيتوضأ وضوءه للصلاة .
حكمه : صحيح على شرط الشيخين .
وعلقمة هو - كما مر - : ابن قيس النخعي .


الحديث التاسع :

قال ابن أبي شيبة : حدثنا أبو معاوية ، عن حجاج ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي أنه كان يغتسل من الجنابة ،ثم يجيء فيستدفيء بامرأته قبل أن تغتسل ، ثم يصلي ولا يمس ماء .
حكمه : ضعيف جدا ، فالراوي عن علي : الحارث بن عبد الله الأعور مجمع على ضعفه كما قال النووي في الخلاصة .
كما أن أبا إسحاق (السبيعي) وحجاجا (ابن أرطأة) مدلسان ولم يصرحا بالسماع .


الحديث العاشر :

قال ابن أبي شيبة : حدثنا أبو خالد ، عن حجاج ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي قال : إذا اغتسل الجنب ثم أراد أن يباشر امرأته فعل إن شاء .
حكمه : ضعيف جدا .
فيه ما في سابقه من العلل .


الحديث الحادي عشر :

قال ابن أبي شيبة : حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب قال : يباشرها وليس عليه وضوء .
حكمه : صحيح ، وعنعنة قتادة هنا لا تضر ، فإن الراوي عنه هو شعبة ، وقد قال شعبة : كفيتكم تدليس ثلاثة ، الأعمش وأبي إسحاق وقتادة [معرفة السنن للبيهقي 35/1]
وقال أبو عوانة في مستخرجه :حدثنا نصر بن مرزوق ، حدثنا أسد بن موسى قال : سمعت شعبة يقول : كان همتي من الدنيا شفتي قتادة ، فإذا قال (سمعت) : كتبت ، وإذا قال (قال) : تركت . اهـ
مع أن تدليس قتادة في الجملة قليل مغتفر كما قال العلامة الألباني- رحمه الله - في (الصحيحة 614/5) : تدليس قتادة قليل مغتفر ، ولذلك مشاه الشيخان ، واحتجا به مطلقا كما أفاده الذهبي ، وكأنه لذلك لم يترجمه الحافظ في التقريب بالتدليس ، بل قال فيه (ثقة) .اهـ


الحديث الثاني عشر :

قال ابن أبي شيبة : حدثنا وكيع ، عن مبارك ، عن الحسن قال : لا بأس أن يستدفئ بامرأته بعد الغسل.
حكمه : ضعيف ، فمبارك - وهو ابن فضالة - صدوق يدلس ويسوي كما قال الحافظ في التقريب، ولم يصرح هنا بالسماع .


الحديث الثالث عشر :


قال ابن أبي شيبة : حدثنا وكيع ، عن مسعر ، عن حماد : أنه كان يكرهه حتى يجف .
حكمه : صحيح ، وحماد هو : ابن أبي سليمان الفقيه المعروف ، وهو من صغار التابعين .


الحديث الرابع عشر :


قال ابن أبي شيبة : حدثنا شريك ، عن حريث ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة قالت : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يغتسل من الجنابة ثم يستدفئ بي قبل أن أغتسل .
حكمه : ضعيف ، فشريك وهو (ابن عبد الله النخعي) صدوق يخطيء كثيرا ، قاله الحافظ في التقريب .
و (حريث) - وهو ابن أبي مطر الفزاري - ضعيف .
وقد أخرج ابن ماجه هذا الحديث في سننه من طريق المصنف .
وأخرجه الترمذي من طريق هناد عن وكيع عن حريث به .
وقد حكم عليه بالضعف العلامة الألباني رحمه الله ، كما في ضعيف الترمذي برقم 123 ، ابن ماجه برقم 128 .
وأما قول الإمام الترمذي رحمه الله (هذا حديث ليس بإسناده بأس) فمتعقب ،تعقبه العلامة عبد المحسن العباد - حفظه الله - بقوله [بل فيه بأس] (شرح جامع الترمذي شريط 27)


فتلخص من هذا ثبوت :

1) قول ابن عمر : إني ﻷغتسل من الجنابة ثم أتكوى بالمرأة قبل أن تغتسل .
2) قول ابن عباس : ذاك عيش قريش في الشتاء .
3) قول أبي هريرة (لا بأس) لمن سأله عن (الرجل يغتسل من الجنابة ثم يضطجع مع أهله) .
4) قول إبراهيم : كان علقمة يغتسل ثم يستدفئ بالمرأة وهي جنب .
5) قول سعيد بن المسيب [يباشرها وليس عليه وضوء] .
6) وكراهية حماد لذلك حتى يجف .



فقه هذه الآثار :

1) أن بشرة الجنب طاهرة ؛ ﻷن الاستدفاء إنما يحصل من مس البشرة البشرة [شرح مشكاة المصابيح للمباركفوري 307/2]
2) طهارة عرق المرأة الجنب ، ولعابها وسؤرها ، كالرجل الجنب ، وكذا الحائض والجنب . [المصدر السابق] .
3) أن الرجل إذا اغتسل فلا بأس أن يستدفئ بامرأته ، قال الترمذي : [وهو قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين]
فاستدفاء الرجل بامرأته لا بأس به ، لكن لا يقال (هو سنة !) ،
يقول الشيخ العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله : إذا حصل أن الرجل فعل هذا فليس هناك مانع يمنع منه ، لكن لا يقال : إن ذلك سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ﻷن الحديث بذلك ضعيفا . اهـ (شرح جامع الترمذي شريط 27)
وهنا أود التنبيه أن إيراد الأئمة المصنفين كابن أبي شيبة والترمذي وابن ماجه لهذه الأحاديث في كتاب الطهارة : يدلك على أن مرادهم بذلك (أن الجنب ليس نجسا) ، ولو كان مرادهم بيان سنية الاستدفاء لأوردوا هذه الآثار في كتاب النكاح .
والمقصود أن الاستدفاء لا مانع منه ، لعدم المانع الشرعي ، وأكدت هذه الآثار هذا الجواز ، والله أعلم .


وأجدها فرصة طيبة في هذا المقام ﻷذكر إخواني بمكانة مصنف ابن أبي شيبة ، وحسبك قول الحافظ ابن كثير رحمه الله في (البداية والنهاية 315/10) : المصنف الذي لم يصنف أحد مثله قط ،لا قبله ولا بعده! .اه
ـ
كما لا يفوتني أن أنبه أن دراستي السابقة هي لأسانيد ابن أبي شيبة خاصة ، فالأحكام السابقة هي على هذه الأسانيد ، وأشكر في الختام الشيخ عليا الرملي على تفضله بمراجعة بحثي ، والحمد لله رب العالمين .




كتبه أخوكم : أسامة الفرجاني


***تنبيه : قد راجع هذا البحث وأذن بنشره : الشيخ علي الرملي

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 Dec 2014, 10:34 AM
أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: الجزائر /باتنة /قيقبة
المشاركات: 590
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي عبد الله
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
استدفاء, غسل, فقه, طهارة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013