هل يعتبر التقديم لكتاب ما و الثناء على الكتاب تزكية مطلقا للكتاب و المولف ؟ يجيبك الشيخ زيد بن هادي المدخلي ، -رحمه الله-.
السؤال :
هل يعتبر التقديم لكتاب ما و الثناء على الكتاب تزكيةً مطلقاً للكتاب و المؤلَّف ، فقد يحتجٌّ البعض بتقديم بعض العلماء لبعض من عٌرف بالحزبية و المخالفات بأن في تقديم الشيخ فلان تزكية له و لكتابه ، فلا يقبلون الكلام فيه ؟
الجواب :
اعلم أوَّلاً : أنه لا يجوز للعالم صاحب السنة و الطاعن في البدع و أهلها أن يقدّم لكتاب صاحبه من أهل الأهواء و الضلالات ، و يضفي عليه المديح. لأن في تقديمه ذلك إغراءً للناس بالكتاب و كاتبه ، فيترتب ذلك الضرر على من قلّ نصيبهم من العلم ، فقد يأخذون عنه جميع ما كتب من هدى و ضلال ، و يقبلون منه كل ما تكلّم به من خير و شر بسبب تقديم صاحب السنة لكتابه.
و ثانيا : قد يعتذر المقدّم بأنه لا يعرف عن صاحب الكتاب أنه مجروح ببدعة فقدّم له هذا الكتاب ، و قال له : قد وقع اختياري عليك يا شيخي العزيز لما أعلم عنك كذا و كذا ، فأرجو تحقيق رغبتي في تقديمكم لكتابي هذا ، فيلبي طلبه بالتقديم ، و قد يجد فوائد في الكتاب كغيره من الكتب ، و الغالب أن تزكية الكتب المؤلفة و وصفها بالجودة و الفائدة تجرُّ إلى تزكية المؤلف و إن كان مجروحا ببدعته ، و متى عُرف المقدم للكتاب ببدعة صاحب الكتاب و عرفّها شارحاَ له خطرها و لوازمها الخطيرة علّه يرجع إلى رحاب السنة ، فيحرز الخير الكثير و الأجر الوفير من الله العليّ القدير.
-الأجوبة الأثرية على المسائل المنهجية ، ص69-.
انتقاء :
أبو زرعة وليد الجزائري
1436ه/جمادى الأولى /24
2015م/مارس/15
التعديل الأخير تم بواسطة أبو فهر وليد ; 15 Mar 2015 الساعة 03:29 PM
|