منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 02 Jun 2008, 08:40 PM
ابو عبد الله غريب الاثري ابو عبد الله غريب الاثري غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 173
افتراضي القنبلة الذريّة في فضح الطائفة التيجانية الكافرة الشقيّة (3)

القنبلة الذرّيّة
في
فضح الطائفة التيجانية
الكافرة الشقيّة

(3)



الحمد لله وبعد: فكما وعدتُ الإخوة القرّاء فهذا هو الجزء الثالث من سلسلة ((القنبلة الذرّية في فضح الطائفة التيجانية الكافرة الشقيّة)) والتي قمتُ بحول الله بنشر الجزءين الأوّل والثاني منها وقد لاقيا القبول عند أنصار السنّة والتوحيد من روّاد شبكة المعلومات العالمية ((الإنترنت)) وقد اقترح علي بعض الأفاضل تغيير عنوان هذه السلسلة من ((القنبلة الذرّية ...)) إلى ((الشركيات الجلية عند الطائفة التيجانية)) ولكنّي آثرتُ أن أحتفظ بالعنوان الأوّل حتى يتسنّى للقرّاء ربط الأجزاء بعضها ببعض.
هذا وأسأل الله تعالى أن يُرينا الحقّ حقّا ويرزقنا اتّباعه ويُرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه إنّه تعالى سميع مجيب وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.

أخوكم: أبو عبد الله غريب الأثري القسنطيني.

قال المُؤلّف –عليه من الله ما يستحقّ- (ص103) الجوهر الثالث: في دعوة الأسماء العظام.

وقد أخبر هذا الصوفي الزنديق في هذا الجوهر أنّه ينبغي للصوفي ((أن يشتغل بدعوة الأسماء العظام ليُكشف له السرُّ الإلهي)) (!) وقبل ذلك ((عليه أن يتعلّم فنّ الدعوة من المُرشد الكامل العامل (!) وهو من وَجَدَ في كلّ مرتبة من المراتب الإلهية له ذاتاً ...)) ثمّ أخبر هذا المُنافق أنّ ((هذا الدرويش الفقير –يعني نفسه الخبيثة- بقي مدّة مديدة ليروي طريق الدّعوة سافر أكثر البلاد والولايات ولاقى أغلب المشايخ فيها فما وَجَدَ هناك عاملا يطمئنُّ به قلبه إلى أن وصل بعد ذلك إلى خدمة حضرة سلطان الموحّدين (!) الشيخ ظهور الحاج حضور (!) كان كاملا في هذا الفنّ ولازمه مُلازمة كثيرة ...)) ثمّ أخبر عن نفسه قائلا ((كنتُ مُشتغلا في الخلوة عدّة من السنين بالدّعوة حتى ظهر عالم المُغيَّبات أي عالم الأرواح ...)) ثمّ أخبر أنّ أوّل مراحل هذه الطريق الخُرافية هي كتابة حساب أبجد (!) وصوّرهُ في الكتاب بطريقة شيطانية عجيبة.

ثمّ ذكر بعد ذلك أسماء الكواكب والنّجوم وما يقابلها من المعاني (!).
فمثلا ذكر: الحَمَل (ناري) ، الثور (تُرابي) ، ... ثمّ أعطى لكلّ كوكب بُخورا مُعيّناً ثمّ جعل لكلّ كوكب يوماً خاصّا به فللزهرة مثلا الجمعة وهكذا حتى الصفحة (107).

وفي هذه الفقرة من هذا الكتاب العجيب الغريب دندنة وتلميح وتعريض بعقيدتيّ الحلول ووَحدة الوُجود الكُفريتين وحقيقة العقيدة الأولى عند أصحابها أنّّ من عباد الله تعالى من يرتقي عن صفات المخلوقين ويصير أهلا أن تحلّ فيه الذات الإلهية (!!) وهي ما تُسمّى عند الهندوس بالنيرفانا التي تعني الفناء في الروح الأكبر (أي: الله!).
وأمّا حقيقة العقيدة الثانية عند أصحابها فهي أنّ الوجود واحد وأنّه لا فرق بين خالق ومخلوق بل الخالق هو عينُ المخلوق !!
وفي ذلك يقول أحد الصوفية المُشركين:
وما الكلبُ والخنزيرُ إلا إلهُنا ***** وما الله إلا راهبٌ في كنيسة

ويقول آخر:
جلت في تجليها الوجود لناظري **** ففي كل مرئيًّ أراها برؤية

وقد عبّر عنها –أي عن عقيدة وحدة الوجود- أحد الأُدباء المعاصرين بقوله:
((إنها أحدية الوجود، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته –أي الله تعالى-، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده)).
وبقوله: ((الحقيقة التي لا حقيقة غيرها)).
وبقوله غفر الله له: ((ومتى استقر هذا التصور الذي لا يرى في الوجود إلا حقيقة الله؛
فستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق عنها،
وهذه درجة يرى فيها القلب يد الله في كل شيء يراه،
ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئاً في الكون إلا الله؛
لأنه لا حقيقة هناك يراها إلا حقيقة الله)).
وبقوله: ((إنها أحدية الوجود،
فليس هناك حقيقة إلا حقيقته،
وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده،
وكل موجود آخر؛ فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي،
ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية، ...)).
وبقوله تجاوز الله عنا وعنه: ((ولقد أخذ المتصوفة بهذه الحقيقة الأساسية الكبرى، وهاموا بها وفيها، وسلكوا إليها مسالك شتى،
بعضهم قال: إنه يرى الله في كل شيء في الوجود،
وبعضهم قال: إنه رأى الله من وراء كل شيء في الوجود،
وبعضهم قال: إنه رأى الله فلم ير شيئاً غيره في الوجود،
وكلها أقوال تشير إلى الحقيقة، إذا تجاوزنا عن ظاهر الألفاظ القاصرة في هذا المجال؛ إلا أن ما يؤخذ عليهم على وجه الإجمال هو أنهم أهملوا الحياة بهذا التصور.

والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه الحقيقة ويعيش بها ولها، ...)).

وقال:
إلى الشاطئ المجهول والعالم الذي** حننْتُ لمرآه إلى الضفة الأخرى
إلى حيث لاتدري إلى حيث لاترى ** معالم للأزمان والكون تُستَقْرى
إلى حيث لاحيث تميز حدوده! ** إلى حيث تنسى الناسَ والكونَ والدّهرا
وتشعر أنّ الجزء و الكل واحد **** وتمزج في الحس البداهة والفكرا
فليس هنا أمس وليس هنا غد **** ولااليوم فالأزمان كالحلقة الكبرى
وليس هنا غير وليس هنا أنا **** هنا الوحدة الكبرى التي احتجبت سرا

أقول لقد دندن هذا الصوفي الخبيث حول هذه العقيدة الكفرية ولم يصرّح بها وذلك في قوله: ((عليه أن يتعلّم فنّ الدعوة من المُرشد الكامل العامل (!) وهو من وَجَدَ في كلّ مرتبة من المراتب الإلهية له ذاتاً ...)).

وفي (ص140) صرّح المؤلّف بعقيدة وحدة الوجود الكفرية قائلا: ((الاسمُ العشرون: يا رحيم كلّ صريخ ومكروب وغياثه ومعاذه. إن قُرئ ((رحيمَ)) بفتح الميم ((وغياثَه)) بفتح الثاء ((ومعاذَه)) بفتح الذال حصل في قلبه محبّة الله تعالى بحيث كأنّه يراه كلّ ليلة بعين بصيرته ويجدُ في قلبه عشقاً (!) يُشاهدُ به في كلّ شيء الحقّ (!!).
وإن قُرئ بضمّ الميم والثاء والذال يصيرُ صاحبُ الدّعوة موحّداً ولا يجيئ في نظره سوى التّوحيد ولا يرى في الوجود غير الله تعالى. )) اهـ.

وهذا الكلام فيه من الكفر ما الله به عليم .. فقوله: ((يُشاهدُ به في كلّ شيء الحقّ)) وقوله: ((ولا يرى في الوجود غير الله تعالى)) يعني أنّ من قرأ هذا الدُّعاء الخرافي يُصبحُ لا يرى في الوجود غير الله تعالى ويصيرُ كلُّ شيء –من جماد ونبات وحيوان وإنسان- ممّا يقعُ عليه نظرُ من سمّاهُ المُؤلّفُ بالموحّد (!) يصيرُ ذلك الشيء هو عين الخالق جلّ في عُلاه !!!
ولأجل هذه العقيدة الخبيثة قال من يُسمّى عند الصوفية بالشيخ الأكبر والكبريت الأحمر (!) محي الدّين ابن عربي الطائي عليه لعائن الله تترى ومن تبعه من الصوفية الإتّحادية والجهمية الحلولية:

وما الكلبُ والخنزيرُ إلا إلهنا ***** وما الله إلا راهبٌ في كنيسة

وقال:
الرب عبد والعبد رب*****يا ليت شعري من المكلّفُ
إن قلت عبد فذاك ربّ*****أو قلتَ ربُّ أنّى يكلّفُ

وقائل هذا الكلام أضلُّ من اليهود والنّصارى وسائر الملل والنّحل الكافرة !
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((... وهؤلاء الذين يزعم أحدهم أنه يراه (أي الله تعالى) بعيني رأسه في الدنيا هم ضلال، كما تقدم، فإن ضموا إلى ذلك أنهم يرونه في بعض الأشخاص؛ إما بعض الصالحين، أو بعض المردان، أو بعض الملوك أو غيرهم، عظم ضلالهم وكفرهم، وكانوا حينئذ أضل من النصارى الذين يزعمون أنهم رأوه في صورة عيسى ابن مريم‏.

بل هم أضل من أتباع الدجال الذي يكون في آخر الزمان، ويقول للناس‏:‏ أنا ربكم‏!‏ ويأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت ‏!
‏ ويقول للخَرِبَة‏:‏ أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها ‏!‏
وهذا هو الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم أمته، وقال‏:‏‏((‏ما من خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أعظم من الدجال‏))‏، وقال‏:‏‏((‏إذا جلس أحدكم في الصلاة فليستعذ بالله من أربع؛ ليقل‏:‏ اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال‏))‏‏.‏

فهذا ادَّعَى الربوبية وأتى بشبهات فَتَنَ بها الخلق، حتى قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏‏((‏إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، واعلموا أن أحدًا منكم لن يرى ربه حتى يموت‏))‏، فذكر لهم علامتين ظاهرتين يعرفهما جميع الناس؛ لعلمه صلى الله عليه وسلم بأن من الناس من يضل فيُجوّز أن يرى ربَه في الدنيا في صورة البشر، كهؤلاء الضلال الذين يعتقدون ذلك، وهؤلاء قد يسمون ‏((‏الحلولية))‏ و‏((‏الاتحادية)).‏

وهم صنفان ‏:‏

قوم يخصونه بالحلول أو الاتحاد في بعض الأشياء؛ كما يقوله النصارى في المسيح ـ عليه السلام ـ والغالية في علي ـ رضي الله عنه ـ ونحوه؛
وقوم في أنواع من المشائخ، وقوم في بعض الملوك، وقوم في بعض الصور الجميلة، إلى غير ذلك من الأقوال التي هي شر من مقالة النصارى‏.‏

وصنف يعمون فيقولون بحلوله أو اتحاده في جميع الموجودات ـ حتى الكلاب والخنازير والنجاسات وغيرها ـ كما يقول ذلك قوم من الجهمية ومن تبعهم من الاتحادية‏:‏ كأصحاب ابن عربي، وابن سبعين، وابن الفارض، والتلمساني، والبلياني، وغيرهم‏.‏

ومذهب جميع المرسلين ـ ومن تبعهم من المؤمنين وأهل الكتب ـ أن الله سبحانه خالق العالمين، ورب السموات والأرض وما بينهما، ورب العرش العظيم، والخلق جميعهم عباده وهم فقراء إليه‏.‏

وهو ـ سبحانه ـ فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه، ومع هذا فهو معهم أينما كانوا؛ كما قال سبحانه وتعالى‏:‏ ‏((‏هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ‏))‏ ‏(‏الحديد ‏:‏4‏)‏‏.‏

فهؤلاء الضلال الكفار؛ الذين يزعم أحدهم أنه يرى ربه بعينيه، وربما زعم أنه جالسه وحادثه أو ضاجعه‏ !‏
وربما يعين أحدهم آدميًا؛ إما شخصًا، أو صبيًا، أو غير ذلك، ويزعم أنه كلمهم، يستتابون، فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم وكانوا كفارًا؛ إذ هم أكفر من اليهود والنصارى الذين قالوا‏:‏ ‏((‏إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ‏))‏ ‏[‏المائدة‏:72‏].
‏ فإن المسيح رسول كريم وجيه عند الله في الدنيا والآخرة ومن المقربين، فإذا كان الذين قالوا‏:‏ إنه هو الله وإنه اتحد به أو حل فيه قد كفرهم وعظم كفرهم، بل الذين قالوا‏:‏إنه اتخذ ولدًا حتى ٍقال‏:‏ ‏((‏وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا‏)) ‏(‏مريم‏:‏88 ـ 93‏)‏.

فكيف بمن يزعم في شخص من الأشخاص أنه هو‏؟‏

هذا أكفر من الغالية الذين يزعمون أن عليًا ـ رضي الله عنه ـ أو غيره من أهل البيت هو الله‏.

‏ وهؤلاء هم الزنادقة؛ الذين حرقهم علي ـ رضي الله عنه ـ بالنار، وأمر بأخاديد خدت لهم عند باب كندة، وقذفهم فيها بعد أن أجلهم ثلاثًا ليتوبوا، فلما لم يتوبوا أحرقهم بالنار، واتفقت الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ على قتلهم؛ لكن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ كان مذهبه أن يقتلوا بالسيف بلا تحريق، وهو قول أكثر العلماء، وقصتهم معروفة عند العلماء‏.)) من مجموع فتاوى ابن تيمية: ((فصــل في أن دين الله وسط بين الغالي فيه، والجافي عنه)).

وفي هذه الفقرة من المخالفات الشرعية والانحرافات العقدية - بالاضافة إلى ما تقدّم - ما الله به عليم،
فمن ذلك:
حثّ المؤلّف على تعلّم حساب ((أبجد)) أو ((أباجاد)) والنّظر في الكواكب والنّجوم وهذا ضرب من ضروب السحر وشعبة من شعابه كما نصّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

فقد أخرج أبو داود (3905) وابن ماجه (3726) وغيرهما عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ((من اقتبس شُعبة من النّجوم، فقد اقتبس شُعبةً من السّحر، زاد ما زاد)) والحديث صحّحه الإمام الألباني في صحيح الجامع (6074)

وفي فتح المجيد (ص273): قال شيخ الإسلام: فقد صرّح رسول الله صلى الله عليه وسلّم بأنّ علم النّجوم من السّحر، وقد قال تعالى: ((ولا يُفلحُ السّاحرُ حيث أتى)). اهـ.

وقد رُوي عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّه قال في قوم يكتبون أبا جاد وينظرون في النّجوم، قال: ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق. اهـ
قال في فتح المجيد (ص282) رواه الطبراني عن ابن عبّاس مرفوعاً. وإسناده ضعيف... ورواه حُميد بن زنجويه عنه ... اهـ والأثر ضعّفه الإمام الألباني في ضعيف الجامع (3092).

وفي (ص108) رسم المؤلّف -عليه من الله ما يستحقّ- جدولاً لا أفهمُ معناهُ إلا أن يكون من السحر والاستعانة بالشياطين (!) وكتب فيه أسماء الكواكب والأيّام والسنين والشهور بطريقة عجيبة غريبة تشمئزّ لها القلوب وتقشعّر منها الأبدان.

وهذا الفصل بأكمله أي ((الجوهر الثالث)) والذي يمتدُّ من ص103 إلى ص302 ! ملئ بالشرك والاستغاثة بالشياطين وبالأسماء المبهمة والألفاظ الأعجمية الغريبة والرسوم العجيبة والقول بالحلول ووحدة الوجود، كما ملئ بطرق إستحضار الشياطين والعفاريت والجانّ والحيّات والطيور بل والخضر عليه السلام !! فقد قال المصنّف الخبيث (ص304): ((من قرأهُ – أي الحرز الذي ذكره قبل ذلك- أربعين يوماً لإحضار الخضر عليه السلام يحضر)) ؟؟!!!

ومسألة استحضار الخضر عليه السلام عند الصوفية اللئام مبنيّة على أنّه –أي الخضر- حيٌّ إلى يومنا هذا !!

وهذه عقيدة مُسلّمة عند جميع طوائف الصوفية ! وقد كنتُ تكلّمتُ عن هذه العقيدة في موضوعي المنشور على الشبكة بعنوان ((الحكيم الترمذي وعقيدة ختم الولاية)) ولا بأس أن أنقل شيئاً ممّا كتبته هناك لتعمّ الفائدة.

[الحكيم الترمذي وحياة نبي الله الخضر عليه السلام:

والحكيم الترمذي يعتبر من ّأوائل الصوفية الذين نسجوا قصص خرافية وحكايات أسطورية عن نبي الله الخَضر عليه السلام ثمّ تبعه الصوفية المجانين فزادوا على ما ذكره الحكيم وأصحابه أشياء لا يتقبلها عقل ولا يصح فيها نقل !

قال الحكيم الترمذي في كتابه ((ختم الولاية)) في جوابه عن علامات الأولياء:
((وللخضر عليه السلام، قصة عجيبة في شأنهم ـ أي الأولياء ـ وقد عاين شأنهم في البدء ومن وقت المقادير فأحب أن يدركهم، فأعطى الحياة حتى بلغ من شأنه أنه يحشر مع هذه الأمة وفي زمرتهم، حتى يكون تبعاً لمحمد صلى الله عليه وسلم، وهو رجل من قرن إبراهيم الخليل، وذي القرنين، وكان على مقدمة جنده، حيث طلب ذو القرنين عين الحياة ففاتته وأصابها الخضر ...)) (ختم الولاية ص 362)

ومما يجب التنبيه عليه في هذا المقام أنّ الصوفية بجميع طرقها وزواياها يُعظّمون الخضر عليه السلام أعظم من أيّ نبيّ آخر! ذلك لأنّهم يعتبرونه ولياً لا نبياً والمسألة وإن كان فيها خلاف بين أهل العلم –أي في كون الخضر نبيا أم رجلا صالحا- إلا أنّ الصوفية مُجمعون على كونه وليا لا نبيا لما تقرر عندهم من أفضلية الولي على النبي كما سيأتي! ولأنّ القصّة في سورة الكهف تُصوّرُ لنا الخضر بمنزلة المعلّم وموسى بمنزلة المُتعلّم.

كما أنّ الصوفية يحتجّون بقصّة الخضر مع موسى عليهما السلام في تقرير ما يُسمّونه بالعلم اللَدُني، وهو مأخوذٌ من قوله تعالى: ((آتيناه رحمة من عندنا علّمناه من لدنّا علما)) فقالوا أنّ الولي علمه لدُني أي أنّه لا يحتاجُ إلى تعلُّم بل الأمرُ كما قال الله تعالى: ((واتّقوا الله ويعلّمكم الله)) ! ولذلك تجد الصوفية من أشدّ النّاس تنفيرا من طلب العلم الشرعي! ...

ولمّا كان الخضرُ بهذه المرتبة عند القوم فإنّك لا تجدُ صوفياً إلا وادّعى لقاء الخضر والأخذ منه !!

يقول الدجّال المدعو أحمد بن إدريس: ((اجتمعت بالنبي صلى الله عليه وسلم اجتماعاً صورياً ومعه الخضر عليه السلام فأمر النبي عليه السلام الخضر أن يلقنني أذكار الطريقة الشاذلية فلقنني إياها بحضرته صلى الله عليه وسلم)) (مفاتيح كنوز السماوات والأرض لصالح محمد الجعفري ص8)

ويقول الدجّال المدعو أحمد السرهندي كما في كتاب ((المنتخبات من المكتوبات لأحمد الفاروقي ص91 طبعة تركيا)): ((المكتوب الثاني والثمانون والمئتان إلى الملا بديع في بيان ملاقاة الخضر وإلياس عليها السلام وبيان نبذة من أحوالهما)) ثمّ شرع يسرد قصّة لقياه للخضر وإلياس عليهما السلام !!

بل زعم البعراني أن الخضر كان حنفياً !! حيث ذكر في كتاب ((معارج الألباب، ص44)) عن بعض شيوخه أنه ذكر له أن الخضر عليه السلام كان يحضر مجلس فقه أبي حنيفة في كل يوم بعد صلاة الصبح يتعلم منه الشريعة فلما مات (أي الإمام أبي حنيفة) سأل الخضر ربه أن يرد روح أبي حنيفة إلى قبره حيث يتم له علم الشريعة وأن الخضر كان يأتي إليه كل يوم على عادته يسمع منه الشريعة داخل القبر وأقام على ذلك خمس عشرة سنة حتى أكمل علم الشريعة !!

وهذه من خرافات الصوفية بلا شك وبلا ريب!

والمحزن في الأمر أنّ بعض أفاضل العلماء تأثّروا بما يقصّه الصوفية من خزعبلات ومنكرات فقالوا بحياة الخضر تبعا للصوفية! مثل الحافظ ابن الصلاح والحافظ السخاوي والإمام القرطبي والحافظ السيوطي رحمهم الله تعالى! بل نقل بعضهم (وهو النووي رحمه الله تعالى) الإجماع على ذلك!! انظر (شرحه على صحيح مسلم 8/153)

فهل بقي لأحدنا تردّد أو شكّ في وجوب مقاطعة كتب القوم وعدم استماع خطبهم ومحاضراتهم ؟

فإذا تأثّر أمثال هؤلاء الجبال بهذه الخزعبلات أفنسلم منها نحنُ العوام ؟!

قال العلامة الملا علي القاري في ((الموضوعات الكبرى)) (1224): ((الأحاديث التي فيها الخضر وحياته، كلّها كذب، ولا يصحّ في حياته حديث واحد...))

وقال الحافظ العلامة ابن كثير رحمه الله تعالى (قصص الأنبياء ص352 وما بعدها بتصرّف، دار ابن الهيثم، ط1 سنة 1422هـ):
((وأما الخلاف في وجوده (أي الخضر) إلى زماننا هذا، فالجمهور على أنه باق إلى اليوم، قيل لأنه دفن آدم بعد خروجهم من الطوفان فنالته دعوة أبيه آدم بطول الحياة، وقيل لأنه شرب من عين الحياة فحيي وذكروا أخباراً استشهدوا بها على بقاءه إلى الآن وسنوردها مع غيرها إن شاء الله تعالى وبه الثقة.))‏

ثمّ قال بعد إيراد عمدة القوم في حياته عليه السلام:

((وهذه الروايات والحكايات هي عمدة من ذهب إلى حياته إلى اليوم. وكل من الأحاديث المرفوعة ضعيفة جداً لا يقوم بمثلها حجة في الدين، والحكايات لا يخلو أكثرها عن ضعف الإسناد.
وقصاراها أنباء صحيحة إلى من ليس بمعصوم من صحابي أو غيره، لأنه يجوز عليه الخطأ، والله أعلم.
وقد تصدى الشيخ أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله في كتابه: "عجالة المنتظر في شرح الخضر" للأحاديث الواردة في ذلك من المرفوعات فبين أنها موضوعة، ومن الآثار عن الصحابة والتابعين فمن بعدهم فبين ضعف أسانيدها ببيان أحوالها وجهالة رجالها، وقد أجاد في ذلك وأحسن الإنتقاد.))

ثمّ ذكر الأدلّة والبراهين على وفاة الخضر عليه السلام بما لا يُبقي في الذهن شكّ ولا ريب فانظرها للفائدة.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة ((زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور ص39-41 مكتبة الصفا)) ما نصه:
((ثلاثة أشياء ما لها من أصل:
باب النصيرية، ومنتظر الرافضة، وغوث الجهال، فإن النصيرية تدعي في الباب الذي لهم أنه الذي يقيم العالم فذاك شخصه موجود ولكن دعوى النصيرية فيه باطلة، وأما محمد بن الحسن المنتظر، والغوث المقيم بمكة ونحو هذا فإنه باطل ليس له وجود، وكذلك ما يزعمه بعضهم من أن القطب الغوث الجامع يمد أولياء الله ويعرفهم كلهم ونحو هذا فهذا باطل، فأبو بكر وعمر رضي الله عنهما لم يكونا يعرفان جميع أولياء الله ولا يمدانهم فكيف بهؤلاء الضالين المغترين الكذابين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم إنما عرف الذين لم يكن رآهم من أمته بسيماء الوضوء هو الغرة والتحجيل ومن هؤلاء من أولياء الله لا يحصيه إلا الله عز وجل وأنبياء الله الذي هو إمامهم وخطيبهم لم يكن يعرف أكثرهم بل قال الله تعالى: ((ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك)) وموسى لم يكن يعرف الخضر، والخضر لم يكن يعرف موسى بل لما سلم عليه موسى قال له الخضر: وإني بأرضك السّلام، فقال له: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟
قال: نعم،
وقد كان بلغه اسمه وخبره ولم يكن يعرف عينه ومن قال أنه نقيب الأولياء أو أنه يعلمهم كلهم فقد قال الباطل.
والصواب الذي عليه المحققون أنه ميت وأنه لم يدرك الإسلام ولو كان موجوداً، في زمان النبي صلى الله عليه وسلم لوجب عليه أن يؤمن به ويجاهد معه كما أوجب الله ذلك عليه وعلى غيره ولكان يكون في مكة والمدينة ولكان يكون حضوره مع الصحابة للجهاد معهم وإعانتهم على الدين أولى به من حضوره عند قوم كفار ليرفع لهم سفينتهم ولم يكن مختفياً عن خير أمة أخرجت للناس وهو قد كان بين المشركين ولم يحتجب عنهم ثم ليس للمسلمين به وأمثاله حاجة في دينهم ودنياهم، فإن دينهم أخذوه عن الرسول صلى الله عليه وسلم النبي الأمي الذي علمهم الكتاب والحكمة وقال لهم نبيهم ((لو كان موسى حياً ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم)) وعيسى بن مريم عليه السلام إذا نزل من السماء إنما يحكم فيهم بكتاب ربهم وسنة نبيهم فأي حاجة لهم مع هذا إلى الخضر وغيره والنبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرهم بنزول عيسى عليه السلام من السماء وحضوره مع المسلمين وقال ((كيف تهلك أمة أنا أولها وعيسى في آخرها)) فإذا كان النبيان الكريمان اللذان هما مع إبراهيم وموسى ونوح أفضل الرسل ومحمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم ولم يحتجبوا عن هذه الأمة لا عوامهم ولا خواصهم فكيف يحتجب عنهم من ليس مثلهم وإذا كان الخضر حياً دائماً فكيف لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقط، ولا خلفاؤه الراشدين؟!!
وقول قائل إنه نقيب الأولياء، فيقال له: من ولاه النقابة وأفضل الأولياء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وليس فيهم الخضر، وغاية ما يحكى في هذا الباب من الحكايات بعضها كذب وبعضها مبني على ظن رجال مثل شخص رأى رجلاً ظن أنه الخضر، وقال إنه الخضر، كما أن الرافضة ترى شخصاً تظن أنه الإمام المنتظر المعصوم أو تدعي ذلك. وروي عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال وقد ذكر له الخضر ((من أحالك على غائب فما أنصفك، وما ألقى هذا على ألسنة الناس إلا الشيطان)). اهـ
ورحم الله من قال: ((من قال أنّ الخضر نبي فقد أغلق باباً من أبواب الزندقة))]. انتهى النقل مختصراً من ((الحكيم الترمذي وعقيدة ختم الولاية)) وهو منشور على شبكة سحاب وغيرها فليُراجعه من شاء.

أعود إلى كتاب ((الجواهر الخمس)) فأقول: وهذا الحرزُ الذي ذكرهُ المؤلّف ينفعُ لتحويل العدوّ إلى صديق (!) وإلى تحبيب المرأة إلى الرجل والعكس (!) وينفعُ من أكل السمّ وتجرّعه (!) وينفعُ من السلامة من السارقين (!) وينفعُ لهلاك العدوّ (!) وينفعُ لجلب الولد الصالح (!) وينفعُ ليصير المرءُ وجيهاً (!) وينفعُ في المعارك فلا يُصاب بجراح (!) وينفعُ لمن وقع في الصحراء وليس معه ماء ولا طعام فإنّ الماء يأتيه وكذا الطعام (!!) هكذا قال المؤلّف بالحرف الواحد !!

ولستُ أدري أنتّبعُ هذا الصوفي المخرّف الهالك في قوله أنّ هذا الحرز ينفع لتحبيب المرأة للرجل والعكس أو نتّبعُ رسول الله صلى الله عليه وسلّم القائل: ((إنّ الرُقى والتّمائم والتّولة شرك)) ؟! رواه أحمد وأبو داود وابن حبّان وغيرهم وصحّحه الألباني في صحيح الجامع (1632)

وفي فتح المجيد (ص130): قولهُ: ((والتّولة شرك)) قال المُصنّفُ: (هو شيء يصنعونه، يزعمون أنّه يُحبّبُ المرأة إلى زوجها والرّجل إلى امرأته)
وبهذا فسّره ابنُ مسعود، راوي الحديث؛ كما في ((صحيح ابن حبّان))، والحاكم، قالوا: يا أبا عبد الرحمن، هذه الرقى والتّمائم، قد عرفناها. فما التّولة ؟ قال: شيء يصنعه النّساء، يتحبّبن إلى أزواجهنّ.

قال الحافظ: لتّولة بكسر المُثنّاة وفتح الواو واللام مُخفّفاً: شيء كانت المرأةُ تجلبُ به محبّة زوجها، وهو ضربٌ من السّحر، والله أعلم.

وكان من الشرك لما يُراد به من دفع المضار وجلب المنافع من غير الله تعالى. اهـ

أمّا الأسماء التي ذكرها هذا الصوفي في هذا الجوهر فهي كثيرة جدا وكلُّها مُستقبحٌ فمن ذلك ما ذكره في الفصل الحادي عشر (في بيان الدعوة الكبيرة) (ص182 وما بعدها) حيث ذكر 41 اسماً تحت كلّ اسم ذكر العديد من الأسماء.
فمن ذلك الاسم الخامس حيث جاء تحته: (( يا تنكفيل بحقّ خشينود..)) !!
وتحت الاسم التاسع: ((يا أهجماييل بحقّ كفكف وأرفخشد...)) !!!

وذكر في (ص336) الدُّعاء المُعظّم (!) وهو: بسم الله الرحمن الرحيم: قرثيا قرثيا . !!!
وفي أعلى الصفحة دائرة كبيرة تحوي دوائر كبيرة عليها كتابة بحروف لم أر مثلها من قبل قط ! يتوسّطها كلام بالعربية فيه: دائرة رجال الغيب !!!

وإلى هنا آخر ما نقلته عن هذا الجوهر المُسمّى ((في دعوة الأسماء العظام)) وأبد بالنّقل من الجوهر الرابع المُسمّى ((في مشرب الشُطّار)) أو بالأحرى ((في مشرب الكُفّار)).

فالله أسأل التوفيق والسداد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, التيجانية, عقيدة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013