لقد ذكر بعض مشايخنا أن من أسباب هذه الفتنة ضعف التكوين، وهو ما عبر عنه الإمام ربيع بن هادي -صرف الآه عنه كيد الأعادي- بقوله في مواضع:
-هؤلاء لم يهضموا للسلفية.
-لم يتربوا تربية سلفية.
-أنتم لا تعرفون منهج السلف.
وهذا هي الحقيقة المرة للأسف، وإلا بالله يا عقلاء: أليس في كلِّ قضية ينقمونها على السلفيين إلا وعند المفرقين مثلها وأشد منها، لكن يعذرون هؤلاء ويشنعون على أولئك، لا لشيء لأن لهم صولة!
ولقد تكلمت مع غير واحد قبل هذه الفتنة حول الغلوِّ الحاصل في الساحة فكانوا ينكرونه ويعترفون بوجوده وقبحه، فلما جاءت الفتنة عرفوا ما كانوا ينكرون، وعلى رأسهم شيوخهم الذين دفعوهم، ألبس ابن هادي قد بكى من هذا وقال لا تشمتوا بنا الأعداء، أليس فركوس كان ينكر هذ في مجالسه، أليس لزهر قد قال في خضم هذه الفتنة عن أتباع بويران إنهم على خطى الحدادية، أين كل هؤلاء الذين كنّا نشكوا منهم ومن غلوهم ونتأسف على ما آلت إليه الدعوة بسببهم، بالله؛ أليسوا إلا في صف المفرقين وتحت لوائهم؟! وأما من تاب منهم فنسأل الله أن ينوب عليهم.
جزاكم الله خيرا أبا البراء وبارك الله في أنفاسكم وجعل ما تخطون في ميزان حسناتكم.
|
العرض الشجري