من الأدعية النبوية النافعة المهجورة: دعاء يقيك أصول الشر كلها.
]
من الأدعية النبوية النافعة المهجورة: دعاء يقيك أصول الشر كلها.
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
فقد أخرج البخاري رحمه الله في الأدب المفرد وصححه الألباني برقم 663 قال:
حدثنا يحيى بن موسى قال حدثنا وكيع قال حدثنا سعد بن أوس عن بلال بن يحيى عن شتير بن شكل بن حميد عن أبيه قال قلت يا رسول الله علمني دعاء أنتفع به قال قل اللهم عافني من شر سمعي وبصري ولساني وقلبي وشر منيي قال وكيع منيي يعني الزنى والفجور.
قال الشيخ العلامة عبيد الله المباركفوري رحمه الله في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 501/8:
وللنسائي والبخاري في التاريخ والبغوي (( فأخذ بيدي )) وكان أخذه {صلى الله عليه وسلم} كفه لمزيد الاعتناء والاهتمام بالتعليم ( اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ) ، أي حتى لا أسمع شيئًا تكرهه . وقال في الحرز الثمين قوله من شر سمعي بأن أسمع كلام الزور والبهتان والغيبة وسائر أسباب العصيان أو بأن لا أسمع كلمة الحق وأن لا أقبل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ( وشر بصري ) ، أي حتى لا أرى شئيًا تكرهه ، وقيل : أي خائنة الأعين وغيرها من معاصي النظر ، وقيل : بأن أنظر إلى محرم أو أرى إلى أحد بعين الاحتقار وأن لا أتفكر في خلق السماء والأرض بنظر الفكر والاعتبار ، ( وشر لساني ) ، أي حتى لا أتكلم بما لا يعنيني ، وقيل : أي من شر نطقي فإن أكثر الخطايا منه وهو الذي يورد المرأ في المهالك ، وخص هذه الجوارح لما أنها مناط الشهوة ومثار اللذة ، ( وشر قلبي ) ، أي حتى لا أعتقد اعتقادًا فاسدًا ولا يكون فيه نحو حقد وحسد وتصميم فعل مذموم أبدًا وقيل : أي بأن أشتغل بغير أمر ربي وقيل : أي من شر نفسي والنفس مجمع الشهوات والمفاسد بحب الدنيا والرهبة من الخلق وخوف فوت الرزق والأمراض القلبية من نحو حسد وحقد وطلب رفعه وغير ذلك ( وشر منيي ) هو المني المشهور بمعنى الماء المعروف مضاف إلى ياء المتكلم ، أي بأن أوقعه في غير محله أو يوقعني في مقدمات الزنا من النظر واللمس والتقبيل والمشي والعزم وأمثال ذلك . وقيل هو أن يغلب عليه حتى يقع في الزنا أو مقدماته ، وقيل : أي من شر شدة الغلمة وسطوة الشهوة إلى الجماع الذي إذا أفرط ربما أوقع في الزنا أو مقدماته لا محالة فهو حقيق بالاستعاذة من شره ، وخص هذه الأشياء بالاستعاذة لأنها أصل كل شر وقاعدته ومنبعه.
التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالرحمن عبدالله بادي ; 31 Jul 2016 الساعة 12:44 PM
|