منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 14 Mar 2017, 01:47 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي جهود الشيخ أحمد حماني في الرد على الطرق الصوفية

جهود الشيخ أحمد حماني في الرد على الطرق الصوفية
الحمد لله وَحْدَه، والصلاةُ والسلام على مَنْ لا نبيَّ بعده وعلى آله وصحبِه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فقد كنت قد بينت في مقال مضى جهود الشيخ أحمد حماني رحمه الله في محاربة الشرك، وها أنا ذا اليوم أبين في هذا المقال جهوده رحمه الله في الرد على الطرق الصوفية من خلال ما خلفه من آثار كالصراع بين السنة والبدعة وبعض فتاويه ومقالاته، وقد أردت تسليط الضوء هذه المرة على جهوده رحمه اتجاه الحلول ووحدة الوجود وموقفه من هذا الاعتقاد الخطير، كما بينت بعض جهوده اتجاه بدع الذكر عند الصوفية، وكذلك جهوده في نقد بعض رموز التصوف، وختمت الموضوع بخاتمة حليتها بكلام جميل للشيخ رحمه الله حول أهمية العقيدة.
وحتى لا نطيل عليك أيها القارئ الكريم نشرع بحول الله وقوته في بيان المراد من هذا العمل وسنبدأ بجهوده اتجاه الحلول ووحدة الوجود.
جهوده اتجاه الحلول ووحدة الوجود

يعد الحلول من أخطر البدع الإعتقادية التي أخذت بها الطرق الصوفية وأعطتها عناية بالغة، لهذا كان من الضرورة بمكان أن نقف على مفهوم هذه العقيدة في اللغة والاصطلاح وموقف الشيخ حماني منها.
أولا: تعريف الحلول لغة واصطلاحا:
لغة: مصدر، وعند العلماء: عبارة عن اتحاد الجسمين بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما إشارة إلى الآخر(1).
ويقال: حلَّ المكان وحلَّ به ويحلُّ حلاًّ وحلولاً، إذا نزل به(2).
اصطلاحا:
عرفه بعض الصوفية بأنَّ الله تعالى يحل في العارفين(3).
وقد قسم الجرجاني الحلول إلى قسمين:
حلول جواري، وحلول سرياني، فالحلول الجواري عبارة عن كون أحد الجسمين ظرفا للآخر كحلول الماء في الكوز.
والسرياني: عبارة عن اتحاد الجسمين بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما إشارة إلى الآخر، كحلول ماء الورد في الورد، فيسمى ساري: حالا، والمسري فيه محلا(4).
ومبدأ الحلول هو ثاني المبادئ الصوفية، وهو حلول العنصر الإلهي في العنصر البشري.
وعرفه الشيخ أحمد حماني رحمه الله بقوله: «وفحوى هذا المذهب: أنَّ المولى جل وعلا متحد بمخلوقاته»(5).
ثم ذكر الشيخ أحمد حماني كلاما لابن خلدون في المقدمة حول الحلول ومفاده أن الحلول هو عينه ما تدعيه النصارى في المسيح عليه السلام، وهو أغرب لأنه حلول قديم في محدث، أو اتحاد به، وهو أيضا عين ما تقوله الإمامية من الشيعة الأئمة(6).
ثم قال الشيخ أحمد حماني: «ويكفيه شناعة أن يكون مذهبا للنصارى الذين كفرهم القرآن بهذا القول، وهو مذهب للشيعة الإمامية الإسماعلية وكيدهم للإسلام معلوم»(7).
ثانيا: تعريف وحدة الوجود:
هي مذهب صوفي فلسفي مفاده أن العالم والله شيء واحد، وإقرار بأي وجود إلا وجود واحد وهو الله، وكل ما عداه أعراض وتعيينات له(8).
وعرفها شيخ الإسلام بأنها: «وجود الأعيان نفس وجود الحق وعينه»(9).
أما الشيخ أحمد حماني فقد بين معنى وحدة الوجود من خلال كلام ابن خلدون في المقدمة الذي مفاده أن وحدة الوجود هي نفي الغيرية بين القديم وبين المخلوقات في الذات والوجود والصفات، إذ لا وجود بالحقيقة إلا للقديم لا في الظاهر ولا في الباطن(10).
موقف الشيخ أحمد حماني من الحلول ووحدة الوجود:
عند تتبع كلام الشيخ أحمد حماني رحمه الله عن الحلول ووحدة الوجود من خلال كتابه صراع بين السنة والبدعة، نجد أن الشيخ رحمه الله قد عقد فصلا كاملا حول القول بالحلول ووحدة الوجود، فبين هذه العقيدة إجمالا ثم أتى بأقوال ابن عليوة المستغانمي وأتباعه وأتبعها بالنقد والنقض، ومن كلامه في أول هذا الفصل أنه قال: «من أشد ما أنكر على العليويين وشيخهم، ووقع من أجله الصدام بينهم وبين خصومهم وسالت فيه أودية من المداد في الصحف والكتب والمجلات القول بالحلول ووحدة الوجود...»(11).
كما وصف أقوال ابن عليوة وأتباعه المليئة بالحلول ووحدة الوجود بالفظيعة فقال: «... لا بد أن القارئ الكريم قد تشوق كثيرا لمعرفة بعض هذه الأقوال الفظيعة المنسوبة إلى شيخ العليويين أو إلى أستاذه وبعض تلاميذه...»(12).
وهذه الأقوال الفظيعة قد شحنها ابن عليوة في ديوانه، وهذا ما أكده الشيخ أحمد حماني رحمه في قوله: «إنَّ كثيرا من هذه الأقوال الفظيعة شحن بها هذا الديوان وقد طبع منسوبا إلى صاحبه منذ سنة 1920م»(13).
وقد أنكر الشيخ رحمه الله على إعادة طبع ديوان ابن عليوة لما تضمنه «من ضلالات ما تكاد تنوء بحمله الجبال»(14).
كما أكد أن الديوان مشحونا بالدعاوى الباطنية في قوله: «كما لاحظت أن الديوان وما ألحق به ما يزال مشحونا بالدعاوى الباطنية والدعوة إليها، وبأقوال الحلول ووحدة الوجود، وبكل ما يؤذي الله ورسوله، ولا يجوز بحال من أن يروج في مجتمع المسلمين أو يسمح بتلقينه للسالكين....»(15).
ومن بين الأقوال التي أنكرها الشيخ على هذا الديوان قول أصحابه بارتفاع الحجب عن الله، كما في قول ابن عليوة:
يرفع عنه حجبا كانت لقلبه *** منيعة عن الوصل للمقام الأعلى
ويدخل حضرة الله من يعد فصله *** ويرى ظهور الحق أينما تولى
ويفنى عن العالم طرا بأسره *** فلا قاصرات الطرف يهوى ولا خلا.
فعقب الشيخ على هذه الأبيات بقوله: «فهذا من دعاوى أصحاب وحدة الوجود وهو أن يرى الله سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، في كل موجوداته يفنى فيه! أي ينحل فيه!»(16).
وفي نفس القصيدة يذكر ابن عليوة من هم الواصلون وعلامة وصلهم ويذكر أن من توفرت فيه هذه الأوصاف فهو منهم، قال:
فهل له يا هذا نصيب من ذوقهم *** فإن كنت نعم فلك صور
وإن لم تجد لديك شيئا مما لهم *** فانصف من نفسك وهذا الوصف يتلى.
وبين الشيخ حماني من هم الواصلون عند هذا الشاعر فقال: «الواصلون عنده –أي ابن عليوة- من ارتفعت درجتهم إلى الحلول والاتحاد بالله – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – »(17).
كما بين الشيخ رحمه الله نظرية وحدة الوجود عند ابن عليوة كما جاء في ديوانه:
وليس وجود الحق قبل وجوده *** وبعد وجوده وحيثما تولى
ويقول:
إلى أن ترى العالم لا شيء في ذاته *** أقل من القليل فيتنظيم المولى
فإن برز التعظيم تغنى في عينه *** لأنك لم تكن من أول الوهلا
وهذه الأبيات تثبت نظريته في وحدة الوجود وفي هذا يقول الشيخ أحمد حماني رحمه: «ومما شرحه في هذه القصيدة نظريته في وحدة الوجود وفناء الذات في المعبود حتى يرتقي إلى البقاء وبقاء البقاء...»(18).
ثم قال: «وهذه دعوة صريحة إلى القول بوحدة الوجود!»(19)، .... إلى أن قال الشيخ: «ومثل هذا الكلام لا يصح أن يحسب من آمن به في صف الإسلام ولهذا كفر علماء المسلمين القائلين بالحلول ووحدة الوجود...»(20).
ومن الأقوال الشنيعة التي يقول بها أهل وحدة الوجود رؤية ذات الله في الموجودات، فنجد الشيخ رحمه الله أنه اتخذ موقفا صارما مع هذا القول، ففي تقييمه لكتاب التوحيد للشيخ العرباوي نبه على هذا الأمر الخطير، فقال رحمه الله: «هل من الحق أن ذات الله تتجلى لنا في هذا الوجود، وأنه يمكن أن تقع تحت حِسِّ الرؤية من بعض الخلق؟ ذلك ما توهمه فقراتٌ مما جاء في الكتاب، منها أنَّ: ذات الله سبحانه وتعالى تتجلى لنا في الوجود الذي تعمل فيه حواسنا وعقولنا...»(21)، إلى آخر ما قاله الشيخ العرباوي رحمه الله.
ومن خلال كلام الشيخ حماني نعلم علم اليقين موقفه من وحدة الوجود، فلا أدل مما قاله رحمه الله تعليقا على كلام الشيخ العرباوي رحمه الله: «لا يصح في عرف أهل السنة أن يزعم زاعم أنه يرى ذات الله ولو بضرب الأمثال، ﴿فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ الأَمْثَالَ﴾[النحل:74]، فإن آيات القرآن الكريم ناطقة بالمنع: ﴿لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ﴾[الأنعام:103]، وقد منع موسى الكليم من ذلك: ﴿قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي﴾[الأعراف:143]، وضلَّ أصحاب وحدة الوجود، فزعموا أنهم يرونه في كل شيء، تعالى عن ذلك علوا كبيرا، وهذا ما يوهمه بعض ما جاء في هذا الموضوع»(22).
ثم ذكر الشيخ حماني كلاما للشيخ العرباوي رحمه الله، والذي مفاده أنه: «إذا كنت ممن يتعمقون في بحث المخلوقات فبحسبك قطرة ماء، قطرة واحدة بالتحديد، وعالجها بوسائل العلم الحديث فسترى أنها عالم كبير، فيها كل ما في الوجود كله من قوى وأسرار».
قال الشيخ حماني تعليقا على هذا الكلام: «ماذا في قطرة الماء الواحدة من قوى وأسرار؟ ليس فيها غير ما أودعه الله في خلقه الماء، وقد أجاب عن ذلك القرآن الكريم: ﴿قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى* قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾[طه:49-50].
نحن لا نشك في سلامة موقف المؤلف وبراءته من القائلين بوحدة الوجود، بدليل ما ذكره في قضية رؤية الله ومذاهب المتكلمين، ولكنا أردنا التنبيه حتى لا تزلَّ قدمُ من يقرأ هذه الفقرات من الكتاب»(23).

جهوده اتجاه بدع الذكر

معلومٌ أنَّ الذِكْرَ عبادةٌ من العبادات، وطاعةٌ من أجلِّ الطاعات، وقربةٌ من أفضل القربات، جاء الأمر به، والترغيب فيه، والوعد بالأجر العظيم عليه. قال تعالى: ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾[الأحزاب: 35]، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا﴾[الأحزاب:41-42]، وقال في يوم النحر والأيام الموالية له: ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾[البقرة: 203]. فهذا آيات محكمات كلها تأمر بالذِّكر، وبالإكثار منه، وتحثُّ عليه، وتذكرُ حسن الجزاء به.
ومن هذه الآيات نعلم أنَّ الذِكر عبادة من العبادات التي شرعها الله لنا وليس لأحد أن يخترع عبادةً من عنده، ويأتي بشيء من ابتداعه، لأنَّ اللَّهَ لا يُعْبَد إلَّا بِمَا شَرَعَهُ عَلى لِسَانِ رَسُولِهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
والذكر لغة: مصدر ذَكر الشيء يذكره ذِكراً وذُكراً، وأصل الذكر في اللغة التنبيه على الشيء، ومن ذكَّرك شيئا فقد نبَّهك عليه، وإذا ذكَّرته فقد نبَّهته عليه(24).
والذكر يطلق في الاصطلاح على عدة أمور كالصلاة، وقراءة القرآن، والتسبيح والدعاء، والشكر والطاعة.
ونقل القاضي عياض عن الحربي أنه قال: «للذكر ستة عشر وجها: الطاعة، وذكر اللسان، وذكر القلب، والإخبار، والحفظ، والعظمة، والشرف، والخير، والوحي، والقرآن، والتوراة، واللوح المحفوظ، واللسان، والتفكر، والصلوات، وصلاة واحدة»، وزاد القاضي عياض أيضا فقال: «وقد جاء بمعنى التوبة، وبمعنى الغيب، وبمعنى الخطبة»(25).
وأما الصوفية فالذكر عندهم هو إفراد الله عزوجل بالذكر، ويذكرون الله والنبي صلى الله عليه وسلم، ثم يرقصون ويتواجدون، ومن بدعهم في الذكر ما يجري على ألسنتهم من إفراد الله فيقولون: «الله الله الله الله»، أو «هو هو هو»، وقد يكون بصوت دون حروف، أو تخبيط وأدبه عند ذلك التسليم للوارد(26).
فأنت ترى أن هذا الذكر غير وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو بدعة مخترعة، اخترعه الصوفية وجعلوه ذكرا خاصا لهم يقومون به في جماعات داخل المساجد على شكل حلق يمارسون فيها هذا النوع من الذكر الصوفي، وقد نبه الشيخ أحمد حماني رحمه الله على هذه البدعة في جواب له على سؤال وجه إليه من مدينة الأغواط سنة 1985(27)، فقال رحمه الله: «فأمَّا إن كان الذِّكر في جماعة من الناس، يجتمعون على ذلك، ويحلِّقون، ويرفعون أصواتهم به، أو كان ذِكْرًا مُبتدعًا ومُخترعاً، ولم يكن من كلام الله، ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو كان يشوٍّش على المصلِّين، ويشغلهم عن الخشوع في صلاتهم، ويُدخِل عليهم الحَرج، فإنَّ القائمين على المسجد يستطيعون أن يمنعوا هؤلاء الجماعة، وأن يَحُولُوا بينهم وبين فِعلهم؛ لأنه لم تُشْرع به العبادة بتلك الكيفية، وهم بذلك لا يمنعون المسلمين من ذكر الله، وإنما يَمنعون أهل (البدعة) من الجهر ببدعتهم، والبدعةُ معصيةٌ وليست بطاعة، وهي بدعةٌ تَبَرَّأ من أهلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: «فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي»(28).
ثم قال رحمه الله: «... رَفْعُ الصوت بالذِّكر من الجماعة نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته، فقد جهر به بعض الصحابة أثناء غزوة من غزواته، فقال لهم: «ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا»(29)، أو كما قال. ولم يكن اجتماع القوم في حلقة يرفعون بالذِّكر أصواتهم في عهده صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد صحابته، ولا في عهد السَّلَف الصالح من التابعين وأتباع التابعين، وهي خير القرون».
وقال رحمه الله : «وأمَّا رَفْعُ الصوت، والجهرُ جماعةً، وانتصابُ الإمام للدعاء بالمصلِّين فقد مَنَعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومَنَعَهُ إمامُنا مالك بن أنس رضي الله عنه، وهو بدعةٌ لا خير فيها، وكان مالك رحمه يُنشد كثيراً:
وَخَيْرُ أُمُورِ الدِّينِ مَا كَانَ سُنَّةً *** وَشَرُّ الأُمُورِ المحدَثَاتُ البَدَائِعُ(30).
وفي الحديث الصحيح: «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الأمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالةٌ»(31)، فنبيُّ الله هو الذي سَمَّى البدعة شَرَّ الأمور، فليحذر المبتدعون»
كما حذر رحمه الله من الرقص عند الذكر الصوفي واعتبره بدعة يهودية، وذكر رحمه الله أقوال العلماء كابن الحاج والقرطبي عن مشابهة الصوفية لليهود في طريقة الذكر، وأن الصوفية لا سند لهم في هذا الفعل لا من كتاب ولا من سنة، قال رحمه الله: «لا سند لهم – أي الصوفية – في الرقص عند الذكر من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا من فعل السلف الصالح في خير القرون، وقد حقق العلماء سند فعل الراقصين عند الذكر»(32).
ثم ذكر أقوال العلماء في الرقص عند الذكر كابن الحاج والقرطبي.
كما أكد رحمه الله على أن هذه البدعة أنكرها حزب الإصلاح قديما- أي جمعية العلماء- فقال رحمه الله: «هذا ما كان ينكر حزب الإصلاح على الطُّرقيِّين عمومًا، وقد التزمه الطرقيون ودافعوا عنه ووضعوا له آدابًا وأسماء ورفعوا سنده إلى الصَّحابة رضوان الله عليهم واستشهدوا بأحاديث لا يعترف بها المختصُّون من رجال الحديث ولا تصحُّ عندهم ولا تُسْتَحْسَنُ»(33).
وبين رحمه الله كيفية هذا الذكر المسمى بالحضرة فقال: «كيفية الحضرة التحلق والاهتزاز بحركة متزنة مع شيء من السماع للتشقق والتنشيط، وقصدهم بذلك جمع القلوب على طاعة الله، واستعمال الجوارح في طاعة الله عزوجل، ودفع الكسل والفتور والنوم وجريان المدد بين المجتمعين من القوم، وقد جربوا ذلك فوجدوا له خاصة في تنويم القلب وتهييج سلطان الحب والزج بصاحبها في حضرة القدس والأنس والقرب»(34).
ثم نقل عن صاحب الإبريز سبب هذا الاهتزاز فقال: «وسبب هذا الاهتزاز يمينا وشمالا أن الأقطاب رأوا الملائكة تفعل ذلك كما ذكر صاحب الإبريز»(35).

جهوده في الرد على رموز الصوفية

أولا: موقفه من رابعة العدوية:
يمكن إبراز جهود الشيخ رحمه الله في الرد على بعض رموز الصوفية من خلال فتاويه ومن خلال كتبه كالصراع بين السنة وبالدعة، ومما جاء في فتاويه رده على رابعة العدوية إثر اطلاعه على كتاب الشيخ عمر العرباوي رحمه الله فوجد فيه كلاما يوافق كلام هذه المرأة الصوفية فقال رحمه الله: «وهذا لا يمنعنا من أن نلاحظ لمؤلفه الفاضل ملاحظات تنفع المطلع على الكتاب، ولا تضر بسمعة مؤلفه، منها أننا رأينا في بعض فقرات كتابه جنوحا إلى بعض أقوال صوفية لا يقرهم عليها عليها المحققون من علماء الشريعة، مثل ما جاء في الصفحات الأولى من الكتاب، من أنَّ: محبة الله محبتان: إحداهما المحبة العامة، والثانية محبة خاصة ينفرد بها العلماء الربانيون، وأولياء الله الصالحون....» إلى آخر ما قال الشيخ العرباوي رحمه الله.
وعلق الشيخ أحماني حماني على هذا الكلام بقوله: «مثل هذه الدعوى مروية عن رابعة العدوية التي نسب إليها قولها: إن كنت أعبدك خوفا من نارك فاحرقني بها، وإن كنت أعبدك طمعا في جنتك فاحرمني منها»(36).
ومن أقوالها ايضا:
أحبك حبين حب هوى *** وحبا لأنك أهل لذاكا
فأما الذي هو حب الهوى *** فشغلي بذكرك عمن سواكا
وأما الذي أنت أهل له *** فكشفك لي الحجب حتى أراكا.
فعلق الشيخ على كلامها قائلا: «أليس في هذا القول – نثرا وشعرا- مبلغة وسود أدب في خطاب الله سبحانه، الذي حجب موسى عن رؤيته، وكشف الحجاب لهذه المرأة حتى رأته؛ لأنه أهل أن تراه رابعة.
إن القول بأن طلب الجنة والنجاة من النار حبُّ معاوضة، فيه ازدراء بمن يفعل ذلك، وإنَّ في هذا القول: إنَّ الله لا يعبد أو لا يحب خوفا وطمعا، ردا لنصوص قرآنية مدُدِحَ بها من عبد الله خوفا وطمعا...»(37).
ثانيا: موقفه من ابن عربي وابن الفارض وغيرهما:
وأما رده على محي الدين بن عربي وابن الفارض والنجم الإسرائيلي وغيرهم فلم أجد له ردا مفصلا على هؤلاء وإنما أشار إليهم على أنهم فرسان هذا الميادن- أي الحلول ووحدة الوجود- كما في قوله: «ولقد قال الشعر ابن الفارض، وابن العفيف التلمساني، ومحي الدين بن عربي، وكلهم من فرسان مذهب الحلول ووحدة الوجود...»(38).
وعند نقده لأبيات من قصيدة لابن عليوة مطلعها:
ترى مظاهر الكون تجسد لبعضها *** وثم سر لطيف خفى عن المقلا.
قال رحمه الله: «والبيت الأول ينقل معنى لابن الفارض يزعم فيه أنه عندما يصلي فإنه يصلي لنفسه! فبصفته مخلوقا مأمورا بالسجود يسجد لخالقه وبصفته هو نفسه ذات خالقه يعتبر قد صلى لنفسه!»(39).
ثالثا: موقفه من الحلاج:
وأما عن الحلاج فلم أجد له كلاما مفصلا وإنما وجدت كلاما مختصرا بين فيه أنه حوكم وأعدم، قال رحمه الله: «والحلاج هو الحسين بن منصور إمام القول بالحلول، وقد حوكم وشهد عليه أقرب الناس إليه، وحكم بإعدامه، وكان فيمن أدانه صوفية حضروا محاكمته وحكموا عليه»(40).
رابعا: موقفه من ابن عليوة المستغانمي:
وأما ابن عليوة المستغانمي فقد نال الحظ الوافر من النقد، كيف لا وكتاب صراع بين السنة والبدعة قد ألف للرد عليه، ومما قاله الشيخ أحمد حماني رحمه عن ابن عليوة: «الشيخ أحمد بن عليوة هو الذي تنسب إليه الطريقة ... ولد الشيخ أحمد بن مصطفى بن عليوة بمدينة مستغانم أثناء الثلث الأخير من القرن التاسع عشر ميلادي أواخر القرن الثالث عشر الهجري (سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف، وبها توفي في ربيع الآخر 1353هـ).... ولم يكتف الشيخ – أي ابن عليوة – بالأساليب العادية لدى مشائخ الطرق، أو بما ورثه عن سلفه ومنها إقامة حلقات الذكر التي تدعى الحضرة ولها آداب معلومة عند القوم، وربما رأى هذه الأساليب عتيقة، وقديمة بالية، بل جدد أساليب الدعوة إلى الطريقة، ونسبها إلى نفسه فدعا الطريقة العليوية أو دعيت هكذا تكريما لنشاطه وبراعته، ومن أساليب تجديده اتخاذه الخلوة وتهيئته فيها الأسباب للمختلي حتى يتوهم رؤية الله بعينه جهرة – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – أو يرى والديه الهالكين، أو يرى خوارق للعادة، ومنها تأسست فرقة للدعاة المتجولين، تعقد اجتماعات وتتخذ قرارات...»(41).
خامسا: موقفه من الشعراوي:
وأما موقفه من الشعراوي فهو معروف، والشعراوي قد مكث بضع سنوات في الجزائر هدم فيها ما أصلحه دعاة الإصلاح، مبايعا فيها على الطريقة البلقايدية الهبرية، حيث سافر محمد متولي الشعراوي في عام 1963م إلي الجزائر رئيساً لبعثة الأزهر، وقد عاش في الجزائر سبع سنوات، حيث ارتبط في هذه الفترة ارتباطاً شديداً بشيخ الطريقة البلقايدية محمد بلقايد، وكان الشعراوي يشارك بصفة دائمة في مجالسه وفي حلقات الدروس التي يعقدها.
وفي قصة خرافية التقى الشعرواي بشيخ الطريقة البلقايدية حيث أنَّ الشعراوي لم ير الشيخ بلقايد من قبل، ولكنه عرفه عن طريق الرؤيا في المنام قبل أن يلقاه في الحقيقة في الجزائر!، وذلك حيث عرض على الشعراوي أن يسافر كرئيس لبعثة الأزهر إلى الجزائر ولكنه قرر عدم الذهاب، فجاءه رجل في الرؤيا يسأله لماذا لا تريد القدوم إلينا، وطلب منه السفر للجزائر، فغير الشعراوي رأيه وقبل بالسفر.
وفي حفل الاستقبال الذي أقيم بمناسبة الذكرى الثامنة لاستقلال الجزائر في القصر الرئاسي بالجزائر، لمح الشعراوي رجلًا جالسًا ضمن مجموعة من العلماء، وإذا به هو ذلك الشخص الذي جاءه في الرؤيا ولم يكن قد رآه من قبل، وحينها أسرع الشعراوي إلى محمد بلقايد الذي رآه وابتسم له فتعانقا.
وردا على هذا الخرافي يقول الشيخ أحمد حماني رحمه الله: «... فَيَوْمَ أن زُرتُ «القاهرة» في أواخر السّبعينات وصادف إقامة «مولد سيدي أحمد البدويّ» «والحجّ إليه» فذكرت الصّحف أنّ عدد «الحُجَّاج» زاد على مليونين اثنين، وكان في طليعتهم شيخ الجامع الأزهر، ووزير الأوقاف «الشّؤون الدّينيّة» وكلاهُما مِن أشهر علماء الأزهر، والثّاني مكثَ في الجزائر بضع سنواتٍ، وأَحْيَا فِيهَا ما كانت قَضَتْ عليهِ الحركة الإصلاحيّة ودعوة عبد الحميد بن باديس و«جمعيّة العلماء المسلمين» قبلَ حَظْرِ نشاطِ نظامِها وعملِها كمنظَّمة»(42).
ثم قال: «ملاحَظة: ... كما يُلاحَظُ أيضًا أنّ بعضَ عُلماء الأزهر وهو –الشّيخ- الشّعراويّ بَثَّ أثناءَ زيارتِهِ للجزائر كثيرًا مِن الضَّلالات، منها تقديسُ القبُور، والخُضُوع للقُبوريِّين، وقد تَوَلَّى مِن بعدُ الوزارةَ لشُؤُونِ الدِّين في مِصر، فلم يَحْذِفْ مَا يَقَعُ في المَوَالِيدِ القُبُوريَّة، بلْ ذَهَبَ وزَارَهَا وعَظَّمَهَا»(43).
وبعد هذا العرض لا شك أن القارئ قد تعرف على جهود هذا الإمام في محاربة الشرك ونبذ الخرافات، وأهمية التذكير بخطورة هذه الطرق على مجتمعاتنا، وأن ترك هذا الضلال يروج في أوساطنا مهلك لوطننا وأبنائنا، فوجب التحذير منه وكشفه وفضحه، وفي هذا يقول الشيخ أحمد حماني رحمه الله: «إن ترك هذا الضلال رائجا بين قومنا أهل الإيمان من الشيوخ والكهول والشبان، دون كشفه وفضحه وتحذير الناس من شره وشر أصحابه لمن واجب كل داعية إلى الله بل كل عالم وكل مثقف وأديب يحب قومه ويحرص على حماية عقائدهم وعقولهم من الفساد والضلال...»(44).

خاتمة الموضوع:

وفي الختام أحببت أن أضيع بين يدي القارئ كلمة للشيخ رحمه الله تكون خاتمة للموضوع، وهي كلمة حول أهمية العقيدة في حفظ وحدة المسلمين، إذ بالإسلام الصحيح نكون أمة واحدة متماسكة، وجسد منيع ضد كل التيارات الغربية الكافرة التي تفتك بالمجتمعات، وضد كل التيارات البدعية الهدامة، لأن العقيدة ترياق ضد كل هذه النزعات، وصمام أمان من كل البدعيات والخرافات.
قال الشيخ أحمد حماني رحمه الله: «الأمة الإسلامية أمة واحدة تعبد الله وتتقيه، ولا تعبد غيره ولا تخشى سواه، بهذا أخبر القرآن عنها، وخاطبها به كما خاطب الرسل قبلها، قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾[الأنبياء:92]، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾[المؤمنون:51-52].
توحيد الله في ألوهيته، وتوحيده في ربوبيته، ثم عبادته وحده لا شريك له، وتلقي الشرائع منه وحده لا ربَّ سواه، وتقواه والخشية منه تلك هي مميزات هذه الأمة الواحدة وعقيدتها، ولا أصح من هذه العقيدة، صحيح البنيان، فإذا أقام المرء بنيانه على عقيدة صحيحة سليمة صحت أعماله واطمأن قلبه إلى متانة البنيان وسلم من الزعازع، وإن فسدت العقائد وشابتها عقائد الشرك مسخت النفوس وزاغت عن الحق وتصدع البنيان وانهار، لأنه مبني على شفا جرف هار كما أفصحت الآية عمن انتسب إلى الإسلام ظاهرا وباطنا، ومن تظاهر به دون باطنه.
﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾[التوبة:109].
ولهذا نقول إنَّ من الرشد والتوفيق – في العمل – وضع هذا الموضوع أمام جمهور المسلمين من جديد للبحث واستجلاء الحالة والوضعية الحاضرة للعقيدة عندهم، وكيف كانت العقيدة قبل خير ضمان للنجاح والفلاح والوحدة والنصر والتمكين، وكيف أصبحنا عبرة للأمم في الفشل والخيبة، والوهن مع أننا ننتسب للإسلام وندعي أنَّ مسلمي العالم الحاضر يدعون أنَّ لهم عقيدة أهل بدر، تلك الفئة القليلة الصابرة المثابرة التي غلبت الفئة الكثير بإذن الله، والله مع الصابرين»(45).
رحم الله الشيخ رحمة واسعة فقد أفاد وأجاد في هذا الموضوع المهم.
ولا يسعني في الأخير إلا أن أقول أنَّ هذا ما استطعت جمعه في هذا البحث المتواضع، فأسأل الله تبارك وتعالى أن يتجاوز عني، وأن يغفر للشيخ ويجعله من أهل الجنة، وأن ينفعه بما قدم لنا من علم، وأن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.


==========
(1): المعجم الوسيط (1/194)، بواسطة جهود علماء السلف في الرد على الصوفية: (ص:281).
(2): القاموس المحيط للفيروز آبادي: مادة: حلَّ.
(3): معجم مصطلحات الصوفية (ص: 82)، بواسطة جهود علماء السلف في الرد على الصوفية: (ص:282).
(4): انظر: جهود علماء السلف في الرد على الصوفية: (ص:282).
(5): صراع بين السنة والبدعة (1/188).
(6): المصدر السابق.
(7): المصدر السابق.
(8): جهود علماء السلف في الرد على الصوفية: (ص:283). بتصرف يسير.
(9): فتاوى ابن تيمية (2/160).
(10): صراع بين السنة والبدعة (1/189).
(11): صراع بين السنة والبدعة (1/188).
(12): صراع بين السنة والبدعة (1/203).
(13): صراع بين السنة والبدعة (1/206).
(14): صراع بين السنة والبدعة (1/204).
(15): صراع بين السنة والبدعة (1/204).
(16): صراع بين السنة والبدعة (1/222).
(17): صراع بين السنة والبدعة (1/225).
(18): صراع بين السنة والبدعة (1/226).
(19): صراع بين السنة والبدعة (1/227).
(20): صراع بين السنة والبدعة (1/228).
(21): فتاوى الشيخ أحمد حماني (1/123)، طبعة عالم المعرفة - الجزائر-
(22) :فتاوى الشيخ أحمد حماني (1/124).
(23): المصدر السابق.
(24): تهذيب الأسماء واللغات (3 / 111).
(25): مشارق الأنوار للقاضي عياض (1/269).
(26): جهود علماء السلف في الرد على الصوفية: (ص:270). بتصرف يسير.
(27): فتاوى الشيخ أحمد حماني (1/436).
(28): أخرجه البخاريّ في النّكاح باب التّرغيب في النّكاح رقم (5063)، ومسلم في النّكاح رقم (1401).
(29): أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجهاد والسير : باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير (2992) ومسلم في صحيحه كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار : باب استحباب خفض الصوت بالذكر (2704).
(30): الاعتصام للشاطبي (1/142) طبعة مشهور.
(31): أخرجه مسلم في صحيحه برقم (867)، والنسائي في الكبرى (2/308) في العيدين باب: كيف الخطبة، برقم (1799) [طبعة الرسالة]، مع زيادة «وكل ضلالة في النار»، وابن ماجة: باب اجتناب البدع والجدال، رقم (45).
(32): انظر:صراع بين السنة والبدعة للشيخ أحمد حماني (1/186).
(33): من كلام الشيخ أحمد حماني رحمه الله بتصرف يسير، انظر:صراع بين السنة والبدعة (1/182).
(34): انظر:صراع بين السنة والبدعة للشيخ أحمد حماني (1/182).
(35): الإبريز (2/ 72).
(36): فتاوى الشيخ أحمد حماني (1/119-120).
(37): فتاوى الشيخ أحمد حماني (1/120).
(38): صراع بين السنة والبدعة (1/220).
(39): صراع بين السنة والبدعة (1/228).
(40): صراع بين السنة والبدعة (1/191)، الحاشية رقم: (1).
(41): صراع بين السنة والبدعة (1/172-176).
(42): فتاوى الشيخ أحمد حماني (2/89).
(43): فتاوى الشيخ أحمد حماني (2/90).
(44): صراع بين السنة والبدعة (1/207).
(45): مقال بعنوان: الوضعية الحالية لوحدة الأمة الإسلامية في العقيدة، أنظرها في: محاضرات ومقالات الشيخ أحمد حماني/ جمع وترتيب عبد الرحمن دويب/ تقديم الأستاذ محمد الهادي حسني، (1/266-267). طبعة عالم المعرفة.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 Mar 2017, 03:24 PM
إسماعيل جابر إسماعيل جابر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2017
الدولة: بومرداس
المشاركات: 142
افتراضي

جزاك الله خيرا أخانا بلال على هذا الموضوع القيم
وشكر سعيك لما تبذله من جهود في نفض الغبار عن تراث علمائنا الأماجد
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013