الرّد المسدّد على من يتّهم المستقيمين بالتّشدّد | الشيخ صالح الفوزان

[أبو عبدالله عمر]

السؤال:جزاكم الله خيرا،يقُول: كَثُرَ الكلامُ في هذا العصر عن الوسطية إلى درجة الدعوة إلى إلغاء بعض الأحكَام الشّرعيّة بحجّة الوسطيّة ،فما المفهُومُ الصّحيح لها ؟
الجواب :
نعم،حصل تلبيس على النّاس ،تفسير الوسطيّة بأن معناها تركُ الدّين وأنّ النّاس كُلّهم سواء ،وكُلّهم على الإنسانية والتآخي في الإنسانية،هذا ما وقعوا فيه الآن ،تفسير الوسطية بهذا وأنّه لا يُبيّنُ الحقُّ ولا يُكفُّرُ الكافر ولا يُبيّنُ الخطأ،الوسطية هي التسامح مع النّاس ولا عدم التّعرض لما هم عليه ولا يُبيَّنُ الحقُ ،هذا تفسيرُ الوسطية بغير معناها والعياذُ بالله ،الوسطية:هي الوسطيّةُ بين الحقِّ والباطلِ الوسطية بين الضَّلال ،الوسطيّة هي الحق الذي يكونُ عليه الرّسلُ وأتباعُهم ،هذه هي الوسطيّة ،الوسطية بين الإنحراف وبين الغُلُوّ،أنا أعود فأقول :الوسطيّة هي ما يكونُ بين الغلوّ و بين التَّساهلِ لأنَّ الآن كثُر الإنكار على الغُلوّ والتّطرف فقط،وتُرك التّساهل و الإنفلات الذي عليه كثير من النّاس اليوم خصوصا المثقفين،لازم يكون الإنكار على هذا وعلى هذا كما نُنكر الغلو والزيادة والتّشدد نُنكر التساهل والتّفريط والإنحلال ،نُنكر هذا ،بل يكون هذا أشد،هذا أشد،الإنحلال أشدُّ من الغلوِّ وإن كان الكلُّ خطيرا ،فلا نأخذ جانبا نُركّز عليه ونترك الجانب الثاني ،كما أنّ أهل الإنحلال والإنفلات يصفون كل من تمسّك بالدّين بأنَّ هذا غُلوّ وأنّ هذا من المتطرفين ،بمجرد أنّه تمسّك بالدِّين ،فيصفون الدِّين بأنّه تطرُّف ،فيفسرُون الحقائقَ على حَسَبِ أهواءهم ورغباتهم،نعم .

قام بتفريغها

أبوعبدالله عمر

[معبدندير]

جزاكم الله خيرا

[أبو محمد صدام البسكري]

بارك الله فيكم