منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 Aug 2021, 08:23 PM
محمد الوسيلة عبدالله محمد الوسيلة عبدالله غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2019
المشاركات: 13
افتراضي [ بحث في أدلة الكتاب والسنة حول موضوع الغيبة والنميمة وأسبابهما وخطورتهما على المجتمعات والأفراد وطرق الوقاية منهما ]

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا وأما بعد:
فالغيبة كما عرفها النبي صلى الله عليه وسلم « هي ذكرك أخاك بما يكره» (١)
والنميمة قال ابن عثيمين رحمه الله:
« من نم الحديث أي نقله ونسبه إلى غيره وهي نقل كلام الغير للغير بقصد الإفساد». (١ب)

قال الله جل وعلا «ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله»
قال ابن كثير رحمه الله:
« "ولا يغتب بعضكم بعضا" فيه نهي عن الغيبة وقد فسرها الشارع كما جاء في الحديث الذي رواه أبو داود - وساق سندا - عن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله ما الغيبة؟ قال "ذكرك أخاك بما يكره" قيل أفرايت ان كان في أخي ما أقول؟ قال: " إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته"
وهكذا قال ابن عمر ومسروق وقتادة وأبو إسحاق ومعاوية بن قرة» (٢)
قال ابن عثيمين رحمه الله:
«االغيبة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ”ذكرك أخاك بما يكره“ وهذا تفسير من الرسول عليه الصلاة والسلام وهو أعلم الناس بمراد الله تبارك وتعالى في كلامه: ”ذكرك أخاك بما يكره“ سواء كان ذلك في خلقته أو خلقه أو في أحواله أو في عقله أو في ذكائه أو في غير ذلك... إلى أن قال رحمه الله: واعلم أنك إذا نشرت عيوب أخيك فإن الله سيسلط عليك من ينشر عيوبك جزاء وفاقا لا تظن أن الله غافلا عما يعمل الظالمون بل سيسلط الله عليه بمثل ما يعامل الناس لكن إذا كانت الغيبة للمصلحة فإنه لا بأس بها ولا حرج فيها ...الخ» (٣)
وسيأتي التفصيل فيما يجوز من الغيبة

قال جل وعلا«ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم»
قال السعدي رحمه الله:
« "ولا تطع كل حلاف" أي: كثير الحلف فإنه لا يكون كذلك إلا وهو كذاب ولا يكون كذابا إلا وهو "مهين" أي خسيس النفس ناقص الحكمة ليس له همة في الخير بل إرادته في شهوات نفسه الخسيسة.
"هماز" أي كثير العيب للناس والطعن فيهم بالغيبة والاستهزاء وغير ذلك. "مشاء بنميم" أي يمشي بين الناس بالنميمة وهي نقل كلام بعض الناس لبعض لقصد الإفساد بينهم وإلقاء العداوة والبغضاء»(٤)

والغيبة والنميمة من كبائر الذنوب التي رتب عليها الشرع العقوبة وهما يفسدان العقول والنفوس والأخلاق والأديان لذا جاء الشرع بتحريمهما وسد الطرق التي توصل اليهما فأمر بإكرام المسلم وحرم عرضه وماله ودمه وقال صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع: « إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا» (٥)
وهذا يدل على كمال الشرع الذي جاء بمراعاة المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها لذا حرم النبي صلى الله عليه وسلم الكلام في عرض المسلم بغير حق فقال:
« من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه اللهُ رَدْغَةَ الخَبالِ حتَّى يخرُجَ ممَّا قال» (٦)
وقال صلى الله عليه وسلم:
«ومن رمى مؤمناً بشيء يريد شينه حبسه الله في جسر جهنم حتى يخرج مما قال» (٧)

وقال «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم»

وقال صلى الله عليه وسلم «لا يدخل الجنة قتات » أي نمام
وقال: «لا يدخل الجنه نمام» (٧ب)

قال عبد الله بن عمر: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: «ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن يظن به إلا خيراً» (٨)

هذا وقد يفعل النمام في التفريق بين الأحبة ما يضاهي فعل الشيطان لذلك عدها بعض العلماء أي النميمة من السحر كما سيأتي

ثانياً: أسبابهما
من الاسباب التي تقود الإنسان إلى الغيبة والنميمة:

- الجهل بشرع الله وهو أساس كل شر

- الحسد قد يكون عند الإنسان علم وفقه لكن قد يحمله الحسد على الكلام بالغيبة والنميمة

- البغي يحمل صاحبه على الاعتداء اما بالقول أو بالفعل

- التقليد الأعمى والتعصب للأشخاص وغيرهم وأكثر هذا يكون في المنتسبين إلى العلم

- قلة الصبر عن ما نهي عنه لا سيما إذا كان المنهي عنه متعلقا باللسان كالغيبة والنميمة والكذب

- ضعف العقل والبصيرة

- اتباع الهوى

وغيرها من الأسباب...

ثالثاً: خطورتهما على المجتمعات والأفراد

أمر الله عز وجل بالمحافظة على الضروريات الخمس ومنها حفظ النفس وحذر من انتهاك حرمتها إلا بالحق لأن التهاون بهذا الأمر العظيم يؤدي إلى ضياع الأفراد والمجتمعات ويسبب الخلل فيهما
لذلك لما تكلم المنافقون في عرض النبي صلى الله عليه وسلم ورموا زوجته الطاهرة العفيفة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه بالزنا لم يسكت القرآن ونزلت في ذلك عشر آيات تتلى إلى يوم القيامة برأت عرض النبي صلى الله عليه وسلم من الاتهام الباطل وفضحت المنافقين وبينت خباياهم وحذرت المؤمنين من السير وراء أعداء الله
فكانت هذه المحنة خيرا عظيما على الإسلام والمسلمين
قالت عائشة رضي الله عنها تتكلم عن برائتها مما رميت به:
«فقلت وانا جارية حديثة السن لا أحفظ كثيراً من القرآن إني والله لقد عرفت أنكم قد سمعتم بهذا حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به ولئن قلت لكم إني بريئه - والله يعلم أني بريئه - لا تصدقوني بذلك. ولئن اعترفت لكم بأمر والله عز وجل يعلم أني بريئه تصدقوني وإني والله لا أجد لي ولا لكم مثلاً إلا كما قال أبو يوسف” فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون “
إلى أن قالت رضي الله عنها فو الله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم من مجلسه ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل الله على نبيه .. فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك كان أول كلمة تكلم بها أن قال: ”أبشري يا عائشه أما الله فقد برأك“ ... وأنزل الله عزّ وجل ” إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم“ عشر آيات"». (٩)

والشاهد أن أساس هذه المحنة ومنشؤها الكلام في عرض المسلم بغير حق ولولا فضل الله ورحمته بالمؤمنين لطاحت هذه الفتنة بالمجتمع الإسلامي وقد تأثرت بذلك بعض النفوس المؤمنة فادركتهم رحمة الله وفضله فعفى عنهم
قال جل وعلا «ولو لا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم »[النور]

فالشرع كما اغلق هذا الباب الذي يؤدي إلى التدابر والتقاطع فتح للناس بابا عظيماً وهو التآخي والتآلف والتعاون على البر والتقوى ونشر أسباب المودة بين الناس؛ فقال جل وعلا «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان » [المائدة ٢]
وقال صلى الله عليه وسلم « وكونوا عباد الله إخوانا» (١٠)
وفي هذا دليل على عظمة هذا الشرع وشموله لجميع نواحي الحياة ولهذا نظائر في الشرع كثيرة
قال ابن عثيمين رحمه الله:
تعليقا على حديث حذيفة رضي الله عنه ”لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان“
«فيه بيان كمال الشريعة وشمولها حيث لم تسد على الناس بابا إلا فتحت لهم ماهو خير منه».(١١)

رابعاً طرق الوقاية منهما
- تقوى الله فهي الوقاية من جميع الآفات والشرور
قال جل وعلا «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيماً»
فرتب سبحانه صلاح الأعمال ومغفرة الذنوب على تقوى الله والقول السديد الذي يتضمن البعد عن الغيبة والنميمة
-تعظيم الأمر والنهي فما أمر الله به ورسوله يجب المبادرة إلى امتثاله وما نهى الله ورسوله عنه يجب المبادرة إلى تركه
- الاعتصام بالله وبدينه وبشرعه والتخلق والتأدب بآداب الإسلام في العبادات والمعاملات والأخلاق
قال جل وعلا «ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم»[آل عمران ١٠١]

- المحافظة والمداومة على ذكر الله سبحانه
وكلما كان الإنسان مشغولاً بذكر الله مداوما عليه فإنه يكون أبعد من الآفات والشرور وأقرب لأسباب السلامة والعافية وكلما غفل عن ذكر الله وطاعته فإن الشيطان يستولي عليه ويزين له عمله السيء فيقع في الآفات والشرور ومنها الغيبة والنميمة
قال جل وعلا «أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء»
أسأل الله أن يعيننا على ذكره وأن يرزقنا التمسك بهذه الشريعة ظاهراً وباطناً والوفاةَ عليها

- دراسة أحوال سلفنا الصالح والاقتداء بهم قال الله عز وجل «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر»
قال ابن كثير:
«هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله» (١٢)
وقال جل وعلا «والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضو عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم»[التوبة ١٠٠]
وقال جل وعلا:
«لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر »[ الممتحنه ٦]

فصل
نقولات عن بعض السلف في التحذير من الغيبة والنميمة

قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في كتابه التوحيد:
«الخامسة: أن النميمة من ذلك- أي من السحر -»
قال ابن عثيمين:
«لأنها تفعل ما يفعل الساحر من التفريق بين الناس والتحريش بينهم»(١٣)

قال ابن عثيمين رحمه الله'
«والنميمة من كبائر الذنوب وهي سبب لعذاب القبر ومن أسباب حرمان دخول الجنة قال صلى الله عليه "وسلم لا يدخل الجنة قتات" أي نمام وفي حديث ابن عباس المتفق عليه أنه صلى الله عليه وسلم:"مر بقبرين يعذبان أحدهما كان يمشي بالنميمة" والنميمة كما هي من كبائر الذنوب فهي في الحقيقة خلق ذميم ولا ينبغي للإنسان أن يطيع النمام مهما كانت حاله قال تعالى: " ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم" واعلم أن من نم إليك نم فيك أو منك فاحذره .
وهي أيضًا سبب من اسباب فساد المجتمع لأن هذا النمام إذا أراد أن يعتدي على كل صديقين متحابين ويفرق بينهما بنميمة فسد المجتمع لأن المجتمع مكون من أفراد فإذا تفرقت صار كما قال الله عز وجل" ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" ...
إلى أن قال رحمه الله ونحن لو تأملنا النصوص الشرعية لوجدناها تحرم كل ما يكون سبباً للتفرق والقطيعة قال صلى الله عليه وسلم" ولا يبع بعضكم على بيع أخيه " وقال لا يخطب الرجل على خطبة أخيه " وكل هذا لدفع ما يوجب العداوة والبغضاء بين الناس».(١٤)

وهذا الكلام من هذا الإمام ابن عثيمين رحمه الله في غاية الأهمية يعالج كثيراً من النزاعات والخصومات التي تدور في الساحة الآن فليتأمله العاقل، وينبغي للعاقل أن لا يغتر بمن ظاهره الصلاح إذا كان متلبساً بالغيبة والنميمة

قال ابن عثيمين رحمه الله:
«وعليه فلا ينبغي أن يدخل السوء على مسلم ولهذا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يحدثني أحد عن أحد بشيء فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر"(١٥)
وهذا الحديث فيه ضعف لكن معناه صحيح لأنه إذا ذكر عندك رجل بسوء فسيكون في قلبك عليه شيء ولو أحسن معاملتك ولكن إذا كنت تعامله وأنت لا تعلم عن سيئاته ولا محذور في أن تتعامل معه كان هذا طيبا وربما يقبل منك النصيحة أكثر والنفوس ينفر بعضها من بعض قبل الأجسام وهذه المسائل دقيقه تظهر للعاقل بالتأمل». (١٦)

فصل
فيما يجوز من الغيبة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
«ذكر الناس بما يكرهون هو في الأصل على وجهين:
أحدهما ذكر النوع.
والثاني ذكر الشخص المعين أو الميت .
أما الأول فكل صنف ذمه الله ورسوله يجب ذمه وليس ذلك من الغيبة كما أن كل صنف مدحه الله ورسوله يجب مدحه وما لعنه الله ورسوله لعن كما أن من صلى الله عليه وملائكته يصلى عليه...الخ»(١٧)

قال النووي رحمه الله في كتابه "رياض الصالحين" :
«باب ما يباح من الغيبة:
اعلم أن الغيبة تباح لغرض صحیح شرعي، لا يمكن الوصول إليه إلا بها، وهو ستة أسباب :
الأول: التظلم:
فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي وغيرهما ممن له ولاية أو قدرة على إنصافه من ظالمه، فيقول: ظلمني فلان كذا.
الثاني: الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب: فيقول لمن يرجو قدرته على إزالة المنكر: فلان يعمل كذا، فازجره عنه، ونحو ذلك، ويكون مقصوده التوصل إلى إزالة المنكر، فإن لم يقصد ذلك، كان حراما.
الثالث: الاستفتاء:
فيقول للمفتي: ظلمني أبي أو أخي أو زوجي أو فلان بكذا، فهل له ذلك؟ وما طريقي في الخلاص منه، وتحصيل حقي، ودفع الظلم؟ ونحو ذلك، فهذا جائز للحاجة، ولكن الأحوط والأفضل أن يقول:
ما تقول في رجل أو شخص أو زوج كان من أمره كذا؟ فإنه يحصل به الغرض من غير تعيين ومع ذلك فالتعيين جائز کما سنذكره في حديث هند إن شاء الله تعالى.
الرابع: تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم:
وذلك من وجوه:
منها: جرح المجروحين من الرواة والشهود، وذلك جائز بإجماع المسلمين، بل واجب للحاجة.
ومنها: المشاورة في مصاهرة إنسان، أو مشاركته، أو إيداعه، أو معاملته، أو غير ذلك، أو محاورته، ويجب على المشاور أنه لا يخفي حاله، بل يذكر المساوىء التي فيه بنية النصيحة.
ومنها: إذا رأى متفقها يتردد إلى مبتدع أو فاسق يأخذ عنه العلم، وخاف أن يتضرر المتفقه بذلك، فعليه نصيحته، ببيان حاله، بشرط أن يقصد النصيحة، وهذا مما يغلط فيه، وقد يحمل المتكلم بذلك الحسد، ويلبس الشيطان عليه ذلك، ويخيل إليه أنه نصيحة، فليتفطن لذلك.
ومنها أن يكون له ولاية لا يقوم بها على وجهها، إما أن لا يكون صالحا لها، وإما أن يكون فاسقا ومغفلا ونحو ذلك، فيجب ذكر ذلك لمن له عليه ولاية عامة، ليزيله ويولي من يصلح أو يعلم ذلك منه، ليعامله بمقتضى حاله، ولا يغتر به، وأن يسعى في أن يحثه على الاستقامة أو يستبدل به.
الخامس: أن يكون مجاهرة بفسقه أو بدعته:
کالمجاهر بشرب الخمر، ومصادرة الناس، وأخذ المكس، وجباية الأموال ظلما، وتولي الأمور الباطلة، فيجوز ذكره بما يجاهر به، ويحرم ذكره بغيره من العيوب، إلا أن يكون جوازه سبب آخر مما ذكرنا. السادس: التعر یف:
فإن كان الإنسان معروفا بلقب - کالأعمش والأعرج والأصم والأعمى والأحول وغيرهم - ؟ جاز تعريفهم بذلك، ويحرم إطلاقه على وجه التنقيص، ولو أمكن تعريفه بغير ذلك، كان أولى.
فهذه ستة أسباب ذكرها العلماء، وأكثرها مجمع عليها، دلائلها من الأحاديث الصحيحة المشهورة» اه.(١٨)

قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله:
« وقد نظمها بعض العلماء في قوله:
القدح ليس بغيبة في ستة متظلم ومعرف ومحذر ومجاهر فسقا ومستفت ومن طلب الاعانة في إزالة منكر»(١٩)
أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص لله تعالى والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم

فصل
ويوالى المرؤ بقدر ما فيه من الطاعة و الإيمان ويترك ويذم ويهجر بقدر مافيه من العصيان وأصول الشرع تدل على ذلك
ولكمال الشرع أنه لا يأتي بما تحيله العقول في الأحكام وغيرها فتجد أحكامه كلها موافقة للعقل والفطرة فإذا اختل من ذلك شيء فإنه يرجع إما لضعف النص أو فساد العقل أو الجهل أو ضعف التصور إلى غير ذلك من الأسباب
وقلنا ذلك لكمال الشرع وإحكامه صدقا في الأخبار وعدلا في الأحكام ولا تجد ذلك في غيره قال جل وعلا «وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا»
فاتفق بذلك الشرع والعقل والفطرة على تحريم الغيبة والنميمة وأنهما يفسدان النفوس والعقول والأديان وأيضاً لتحقق ضررهما على المجتمعات والأفراد سوى ما استثناه الشرع في أبواب معينة من جواز الغيبة فيها وذكرنا ذلك والحمد لله رب العالمين

والذي قادني لهذا البحث ما رأيته من التهاون من بعض إخواننا السلفيين في عدم التزامهم بهذه النصوص واقتحامهم للأعراض دون قيود أو ضوابط شرعية...
ولهذا ينبغي على المخطئ السلفي أن يناقش أكثر من غيره إذا كان خطأه ينسب لهذا المنهج كما قال بعض أهل العلم
والله الموفق

هذا جهد المقل فإن وفقت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان والله ورسوله منه براء
ولا أدعي الكمال ولا يقول ذلك عاقل لأن من طبيعة البشر النقص
والكامل الله في ذات وفي صفة وناقص الذات لم يكمل له عمل
أسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا

كتبه: محمد الوسيلة بن عبد الله
القاهرة - زهراء عين شمس
١ / ١ / ١٤٤٣ه‍

_________________________________
المصادر:
(١) رواه مسلم
(١ب) القول المفيد ص ٤٤٠ ط مكتبة الإمام مسلم - القاهرة
(٢) تفسير ابن كثير ٤٦٩/٦ ط دار الآثار - القاهرة
(٣)تفسير سورة الحجرات
(٤)تفسير السعدي سورة ن الآية ١٠ - ١١ ص٨٩٣
ط دار اللؤلؤة - القاهرة
(٥)أخرجه البخاري (٦٧) ومسلم (١٦٧٩).
(٦)أخرجه أبو داود ٣٥٩٧
(٧)أخرجه أبو داود (٤٨٨٣)
(٧ب)البخاري (٦٠٥٦) ومسلم(١٠٥)
(٨) أخرجه ابن ماجه (٣٩٣٢)
(٩)رواها الإمام أحمد في مسنده
(١٠) أخرجه البخاري (٦٠٦٦) ومسلم (٢٥٦٣
(١١)القول المفيد ص٤١٠
(١٢)تفسير ابن كثير ٥٤٥/٦ ط دار الآثار - القاهرة
(١٣)القول المفيد ص٢٧١
(١٤)القول المفيد ص٢٦٩
(١٥) أبو داود برقم (٤٨٦٠) وضعفه الألباني
(١٦)القول المفيد ص٢٥ _ ٢٦
(١٧)مجموع الفتاوى ٢٢٥/٢٨-٢٣٢
(١٨)رياض الصالحين ٣٣٧ - ٣٣٨ ط مؤسسة زاد المعرفة - القاهرة
(١٩) منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف ص١٣٨

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013