منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 04 Feb 2012, 01:54 PM
محمد وليد محمد وليد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: الجزائر ( الدار البيضاء )
المشاركات: 110
افتراضي لا أثر للعبودية مع الأحرار

لا أثر للعبودية مع الأحرار
أغارت خيل بني القين على أبيات بني معن فاحتملوا فيما غنموا زيد بن حارثة الكلبي، و قد جاء مع أمه سعدى عند أخواله و هو غلام يفعة، فسبوه و باعوه في سوق عكاظ فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد، فلما تزوجت بمحمد صلى الله عليه و آله و سلم وهبته له فصار عبدا لمحمد صلى الله عليه و آله و سلم بتلك الهبة.
قدم ناس من قوم حارثة مكة فرأوا زيدا فعرفوه، فلما رجعوا أخبروا أباه و كان قد وجد على فقده و سبيه وجدا شديدا، و كان دائم البحث عنه، فما أن بلغه نبأ وجوده بمكة حتى خرج هو و أخوه كعب قاصدين إلى مكة ليفتديا زيدا من مالكه بما استطاعا من المال.
قدما لمكة و سألا عن محمد صلى الله عليه و آله و سلم الذي يملك ابنهما فدلا عليه في المسجد بفناء الكعبة، فدخلا عليه فقالا: " ابن عبد المطلب يا بن سيد قومه أنتم أهل حرم الله و جيرانه، تفكون العاني و تطعمون الأسير، جئناك في ابننا عندك تمنّ علينا و تحسن إلينا في فدائه"
قال: " من هو؟"
قالا: " زيد بن حارثة"
فقال: " فهلا غير ذلك؟ "
قالا: "ما هو إلا ذاك"
قال: " ادعوه فأخبراه، فإن اختاركم فهو لكم، و إن اختارني فو الله ما أنا بالذي أختار على من يختارني أحدا "
قالا: " قد رددتنا إلى النصف و أحسنت "
فدعاه فقال: " هل تعرف هؤلاء؟ "
قال: " نعم، هذا أبي و هذا عمي "
قال: " فأنا من قد علمت و قد رأيت محبتي فاخترني أو اخترهما "
قال زيد: " ما كنت بالذي أختار عليك أحدا، أنت مني مكان الأب و العم "
فقالا: " ويحك يا زيد، أتختار العبودية على الحرية و على أبيك و عمك و أهل بيتك؟ "
قال: " نعم، قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبدا ".

كان زيد بحكم العادة عبدا مملوكا و لكنه لم يشعر مع محمد صلى الله عليه و آله و سلم سيد الأحرار- و هذا قبل نبوته – بشيء من آثار العبودية. إنّه لا يستبدّ بالناس، و يمتهنهم و يدوس كرامتهم إلا من لم يستكمل معنى الإنسانية و لم يكن هو في نفسه حرا، أما من كملت إنسانيته و خلصت حريته فإنه لا يستطيع أن يمتهن الإنسانية و لا يذل كرامتها، و إنّ الوصايا التي أوصى بها الإسلام في شأن المملوك و الخدم لا يشعر معها المملوك و الخادم بشيء من العبودية و انحطاط المقام، و محمد صلى الله عليه و آله و سلم المفطور على الرحمة و الإحسان، سيد الناس و سيد الأحرار لم يشعر معه زيد بشيء من أثر العبودية، و اختار البقاء معه على الأب و العم و الأقارب.
جازى محمد صلى الله عليه و آله و سلم زيدا على اختياره له على أبيه و عمه و أهله فأعلن بتبنيه، فصار يدعى زيد بن محمد حتى أبطل الله التبني بقوله: ﴿ ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين و مواليكم [ الأحزاب:5 ]، و زيد أحد السابقين للإسلام، و ما ظنك بمن ربي تحت جناح محمد صلى الله عليه و آله و سلم؟

[ آثار ابن باديس المجلد:2 ، الجزء:2 ، الصفحة: 272-273 ]

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013