كتاب ربِّنا عظيمٌ فاقْرَأَهْ *** أجْزاؤُه ثلاثةٌ في عَشَرَهْ
أحزابهُ سِتُّون حِزباً فاعْلَمِ *** أرْباعُهُ قُلْ مائَتَيْنِ قَدْ نُمِي
وأربَعينَ قبْلَها تحقَّقتْ *** فافْهَمْ هُديتَ واعْلَمَنْ بما ثَبَتْ
وسُوَرُ القرآنِ حصْرُها نُقِلْ *** في مائةٍ وأربعٍ عَشْرةِ قُبلْ
وعَدَدُ الآياتِ كلُّه انْجلى *** في سِتَّةِ الآلاف حَقًّا نُقِلا
وزِدْ عليها مائَتَينِ في العدد *** مِن بعدِ ستٍّ وثلاثين وَرَدْ
وعددٌ لكلماته شُهِرْ *** سَبْعٌ وسَبعونَ أُلُوفاً فاعْتَبِرْ
ثمَّ ثلاثونَ وتِسْعٌ قَبْلَهَا *** وأرْبَعٌ مِنَ المِئِينَ بَعْدَها
حُرُوفُه أرْقامُها كَثِيرَهْ *** ثلاثةٌ في مائةٍ شَهِيرهْ
وقَبْلَهَا عِشْرُونَ أَلْفاً كامِلَهْ *** تَلي ثلاثةٌ بدونِ
هْ
وستَّةٌ وسَبْعَةٌ وواحدُ *** عنِ اليمينِ فاعْقِلَنْ يا ماجدُ
وهذه الخِدمةُ للقرآنِ *** أرجو بها أجراً بلا نُقصانِ
مِن ربِّنا الرحمن جلَّ ذكرهُ *** ثمَّ تعالى جَدُّهُ وقَدْرُهُ
والخَتْمُ بالصّلاة والتَّسليمِ *** على النبيِّ المصطفى الرَّحيم
وآله وصحبهِ ومَن تَبِعْ *** لهم بإحسانٍ فنِعْمَ المتَّبِعْ
سَأَلْتُ أهلَ العلمِ والبيانِ *** عنْ زُمرةِ التّحزيب للقرْآنِ
قالوا: رجالٌ مُخلِصون في العمَلْ *** لخالِقِ الكَونِ مقَدِّر الأَجلْ
صحابةُ المعصومِ قومٌ فُضلَا *** وأنجُمٌ زُهْرٌ هُداةٌ نُبلَا
أيَّدَهم ربِّي وأَعْلَى قدْرَهم *** وخَصَّهم بالنَّصرِ تكريمًا لَهُمْ
قَدْ حَزَّبُوه سَبْعَةً كذا أتى *** عَنْهمْ صريحًا واضحًا ومُثْبَتَا
عَدُّوا ثلاثًا ثُمَّ خَمْسًا كاملهْ *** وبعدَها سَبْعًا وتِسْعًا فاضِلَه
وخامِسُ الأحْزابِ إحدى عَشْرَهْ *** فرَتِّلِ القُرْآنَ واعْرِفْ قَدْرَهْ
وسادسٌ كخامِسٍ يا ذا أَتَى *** مَعَ اثْنَتَيْنِ زِدْهُما وأثْبِتَا
أمّا الأخيرُ يا أخي فالسَّابِعُ *** مُفصَّلُ القرآنِ فازَ الخاشِعُ
أمّا الثَّلاثُ (3) فالنِّسا والبقرهْ *** وآلُ عِمرانَ تَقيكَ السَّحَرهْ
ثمَّ تَلي خَمسٌ (4) حِسانٌ رائدهْ *** التَّوبةُ الأنفالُ ثمَّ المائدهْ
وهكذا الأعرافُ والأنعامُ *** يعرِفُها القُرّاءُ يا إمامُ
وبعْدَها سَبْعٌ (5) فكُنْ مُحقِّقَا *** يُونُسُ هودٌ فلْتَكُنْ مُصَدِّقَا
يُوسُفُ والرَّعْدُ إبراهيمُ احْفظَنْ *** والحِجْرُ والنَّحْلُ عظيمةُ المِنَنْ
وبَعْدَها التِّسْعُ (6) فقَيِّدْ وادَّكِرْ *** مَرْيَمُ طَهَ وكذا الكَهْفُ اعْتَبِرْ
والحجُّ ذكرى فاقْرَأَنْها واسْتَقِمْ *** طوبى لعبْدٍ عاملٍ بما عَلِمْ
والمؤمنونَ النّورُ والإسرَا أتى *** وهكذا الفُرقانُ فافْهَمْ يا فتى
والأنبياءُ وبها خَتْمُ العَدَدْ *** سُبحانَ ربِّي بكمالٍ انْفَرَدْ
وخامِسُ الأحزابِ (7) يَحْوِي عَدَدَا *** مِنْ سُوَرِ القُرْآنِ فاشْكُرْ واعْبُدَا
الشُّعرَا نَمْلٌ كذاكَ والقَصَصْ *** والعنكبوتُ الرُّوم كَمْ فيها قَصَصْ
وسَجْدَةٌ وفاطِرٌ لُقمانُ *** مَعْ سَبَأٍ يس يا يَقظانُ
وهكذا الأحزابُ نِعْمَ الخاتِمَهْ *** فافْهَمْ حباكَ الله حُسنَ الخاتِمَهْ
وسادِسُ الأحزابِ(8) حَصْرُهُ عُلِمْ *** في سُوَرٍ جَلِيَّةٍ لِمَنْ فَهِمْ
ص وتنزيلٌ كذاك فُصِّلتْ *** وغافرٌ وزُخرُفٌ يا مَن قَنَتْ
وسُورةُ الدُّخَانِ فَضْلُها أتى *** في نَصِّها حقًّا صريحًا مُثْبَتَا
والصَّافَّاتُ الفَتْحُ والأحْقافُ *** وقُلْ مُحمَّدٌ وذا إِنصافُ
جَاثِيَةٌ منها القُلوبُ تَوْجَلُ *** أَلا اقْرَؤُوها وبها فلْتَعْمَلوا
والحُجُراتُ بالوصايا قدْ أَتَتْ *** أَمْرًا ونَهْيًا مِن خبيرٍ أُحكِمَتْ
وثُمَّ حِزبٌ سابعٌ قدِ اشْتَهَرْ *** مُفَصَّلُ القرآنِ حُسْنُهُ ظَهَرْ
أوَّلُهُ ق جليلٌ قدرُها *** آخِرُه النّاسُ عظيمٌ أمرُها
مُفَصَّلُ القرآنِ كلُّه دُرَرْ *** تَقْدُمُهُ ق عِظاتٌ وعِبَرْ
والذّارياتُ الطُّورُ والنَّجمُ اقْرَأَنْ *** والقَمَرُ الرّحمان كلُّها مِنَنْ
وبَعْدَها يا حَبْرُ تَأتي الواقِعَهْ *** ثمَّ الحديدُ بَعْدَها المُجادَلَهْ
والحَشْرُ دونَ هكذا المُمْتَحَنَهْ *** الصَّفَّ أثْبتْ بالطَّريقِ البيِّنَهْ
وجُمْعَةٌ مُنافقونَ بعدَها *** تغابُنٌ ثمَّ الطّلاقُ أَوْلِها
وهكذا التّحريمُ يا نبيلُ *** تباركَ «المُلكُ» لها التّفضيلُ
والمُلْكُ إِثْرَها يا ذا القَلَمْ *** وحاقَةٌ معارجٌ نوحٌ عُلِمْ
والجِنُّ جاء بعدَها المُزَّمِلُ *** مُدثِّرٌ مِن بَعدِها فَلْتَعْقِلُوا
قيامةٌ فالدَّهْرُ ثمَّ المُرْسَلَهْ *** مَعْ نَبَأٍ والنّازعاتِ الفاضِلَهْ
وسُورَةٌ بِعَبَسَ قَدْ سُمِّيَتْ *** وسُورَةُ التّكْويرِ بَعدَها أَتَتْ
والِانفطارُ شأنُها عظيمُ *** والمُطْفِفَونَ خَصْمُهُمْ حكيمُ
والِانشِقاقُ والبروجُ الطّارقُ *** لا يُفلِحُ الباغِي وخَابَ المَارِقُ
وسَبِّحْ الأعلى تَلِيها الغاشيهْ *** ورتِّلِ الفَجْرَ بِعَيْنٍ بَاكِيَهْ
والشّمْسُ واللَّيلُ ومِن قَبْلُ البَلَدْ *** ثمَّ الضُّحَى مِن بعْدِها فَليُعْتَمَدْ
والشَّرْحُ والتِّينُ يَليهَا العَلَقْ *** وسُورَةُ القَدْرِ كصُبْحٍ انْفَلَقْ
وبَعدَها البيِّنةُ الكريمهْ *** زَلْزَلَةٌ مُخيفةٌ عظيمهْ
والعادياتُ بَعدَها على نَسَقْ *** قارعةُ السَّمعِ ويَوْمُها أَشَقّ
أَلْهاكُمُوا جاءتْ كنَجْمٍ قَدْ طَلَعْ *** وبَعدَها العَصْرُ بِنُورِهِ سَطَعْ
هُمَزَةٌ فِيلٌ قُريْشٌ بَعدَها *** وهكذا الماعُونُ كَوْثَرُ الْبَهَا
والكافِرونَ النَّصْرُ هكذا المَسَدْ *** ومِثْلُهَا النّاسُ بأمْرٍ قَدْ قُدِرْ
أبياتُها طاءٌ ونونٌ قدْ أتتْ *** مُنقادَةً مِن دونِ جُهْدٍ أَوْ عَنَتْ
واضِحَةَ الألْفاظِ والمعاني *** ونَظْمُها كالعِقْدِ يا إِخوانِي
فاقْبَلْهَا مِنِّي يا رحيمُ يا صَمَدْ *** يا مَن يُؤَمُّ وعليه المُعتَمَدْ
أنتَ الكريمُ والشَّكورُ الأعظَمُ *** وغافِرُ الذَّنبِ اللّطيفُ الأَرْحَمُ
وصَلَّى ربِّي ذو الجلالِ والكَرَمْ *** على النَّبِيِّ الهاشِمِيِّ المُحْتَرَمْ
مُحمَّدٍ الهادي ومَنْ له صَحِبْ *** وناصَرَ الحقَّ فأمِّنْ واحْتَسِبْ
وآلِهِ أهْلِ العُلومِ والوَفا *** واللهُ حَسْبي وإلهِي وكَفَى