[ صوتية وتفريغها ] كيف يسترد المسلمون فلسطين؟ | الشيخ محمد سعيد رسلان

[أم صهيب السلفية]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وسئل العلامة ابن العثيمين رحمه الله رب العالمين،هذا السؤال:كيف يسترد المسلمون فلسطين؟

فأجاب رحمه الله:لا يمكن أن يستردوها إلا باسم الاسلام،على ما كان عليه نبينا صلى الله عليه وسلم وأصحابه،كما قال تعالى:{ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}الأعراف.

ومهما حاول العرب ومهما ملؤوا الدنيا من الأقوال والاحتجاجات،فإنهم لن يفلحوا أبدا،حتى ينادوا بإخراج اليهود من فلسطين باسم دين الاسلام،بعد أن يطبقوه في أنفسهم،فإن هم فعلوا ذلك فسوف يتحقق لهم ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم:" لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبأ اليهودي من وراء الحجر والشجر،فيقول الحجر أو الشجر يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعالى فاقتله.أخرجه البخاري ومسلم برواية أبي هريرة رضي الله عنه.

فالشجر والحجر يدلان المسلمين عن اليهود يقول:يا عبد الله باسم العبودية لله،ويقول يا مسلم باسم الاسلام،والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:يقاتل المسلمون اليهود.

ولم يقل يقاتل العرب،ولهذا أقول:إننا لن ننتصر على اليهود باسم العروبة أبدا،لن ننتصر عليهم إلا باسم الاسلام،ومن شاء فليقرأ قوله جل وعلا:{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} الأنبياء.

فجعل الميراث لعباده الصالحين،وما عُلق بوصف فإنه يوجد بوجوده،وينتفي بإنتفائه،فإذا كنا عباد الله الصالحين،ورثناها بكل سهولة ويسر،وبدون هذه المشقات والمتاعب والمصاعب،والكلام الطويل العريض الذي لا ينتهي أبدا،نستحلها بنصر الله جل وعلا،وبكتابة الله لنا ذلك وما أيسره على الله.

نحن نعلم أن المسلمين ما مملكوا فلسطين في عهد الاسلام الزاهد إلا بإسلامهم،ولا استولوا على المدائن عاصمة الفرس،ولا على عاصمة الروم،ولا على عاصمة القبط إلا بالاسلام.

ولذلك ليت شبابنا يعون وعيا صحيحا،أنه لا يمكن الانتصار المطلق إلا بالاسلام الحقيقي،لا اسلام الهوية بالبطاقة الشخصية.

وأقول والعلم عند الله،لا يمكن أن تسترد الشام وأخص بذلك فلسطين،إلا بما أُستردت به في صدر هذه الأمة،بقيادة كقيادة عمر بن الخطاب رضي الله عنه،وبرجال كجنود عمر بن الخطاب رضي الله عنه،لا يقاتلون إلا لتكون كلمة الله هي العُليا.

فإذا حصل هذا للمسلمين،فإنهم سيقاتلوا اليهود حتى يختبأ اليهودي خلف الشجرة،فتنادي الشجرة:يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي،فتعالى فاقتله.

أما ما دام الناس ينظرون إلى هذه العداوة بيننا وبين اليهود على أنها عصبية قومية،فلن نفلح أبدا.

لأن الله لن ينصر إلا من ينصره،كما قال جل وعلا: { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }الحج

فنحن إذا رأينا صدر هذه الأمة،نجد أنها انتصرت على أساس التوحيد،الإخلاص لله والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم،والبعد عن سفاسف الأمور،من الأخلاق الرديئة ،وعن الفحشاء والمنكر وعن تقليد الأعداء،والمشكل أن من الناس اليوم يرى أن تقليد الكفار عز وشرف،ويرون أن الرجوع إلى ما كان عليه رسزل الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، تأخر وتقهقر ورجعية،طبق ما قال الأولون،{وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَضَالُّونَ} المطففين.

فعلينا أيها المسلمون أن نرجع لنقرأ ونتأمل فيما سبق في صدر هذه الأمة،حتى نأخذ بما كانوا عليه من تمسك وعبودية،وحينئذ يُكتب لنا النصر.

قال رحمه الله تعالى:إني أقول وأكرر يجب علينا أن نحذر من شرور أنفسنا،وأن نحذر من شرور الكفار والمنافقين وأتباعهم،ونسأل الله تعالى أن يكتب لنا ولكم النصر لدينه،وأن ينصرنا به وأن ينصره بنا،وأن يجعلنا من أوليائه وحزبه،إنه جواد كريم،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

انتهى جوابه رحمه الله.

ــــــــــــــــــــ
انتهى
تفريغ أم صهيب السلفية.
مصدر التفريغ:
https://www.youtube.com/watch?v=6xbEfG0rhKk