منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09 Dec 2015, 09:36 AM
عبد الصمد سليمان عبد الصمد سليمان غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 139
افتراضي يا أهل السنة والجماعة لا تبتئسوا مما يقوله ويفعله الشيعة/ المقالة الثانية: الروافض والقرآن (الرِّسالة الثَّانية لسلايمية وأشباهه)

المقالة الثانية: منزلة القرآن الكريم عند الرافضة الضالين
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله الطاهرين الطيبين وأصحابه الغر الميامين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
لا تبتئس أيها السني من طعن الرافضة الشيعة في القرآن العظيم، والذكر الحكيم؛ وزعمهم أن كلام الله المنزل على نبيه أكثر من هذا الذي بين أيدينا بأضعاف كثيرة، وأن هذا الذي يقرؤه المسلمون، ويتعبد به المؤمنون؛ قد عملت فيه أيدي التحريف والتبديل، والتغير والتحويل، فأزيل منه ما كان فيه، واختزل منه أضعاف ما هو عليه، حتى ألف أحد أئمتهم، والمُقَدمين عندهم؛ كتابا جمع فيه سائر رواياتهم التي تثبت كما زعم وقوع التحريف فيه، وتطرق التبديل إليه؛ وسماه:" فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب".
أقول: لا تبتئس مما يقولون، ولا تحزن من الإفك الذي يزعمون، والباطل الذي يعتقدون، فإن الله عز وجل حفظ كتابه، وتكفل سبحانه وتعالى بصيانته؛ حيث قال الله تعالى:" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)" سورة الحجر. وقال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)" سورة فصلت. فهذه آيات قرآنية فيها الخبر من الله أنه قد حفظ كتابه، وصانه من أن يعبث به، كما أخبر سبحانه أن الباطل لا يمكن أن يتطرق إليه، أفنصدق ربنا سبحانه أم نصدق من خالفه، وقال كلاما يناقض كلامه؟.
ثم إنهم يزعمون أن عليا رضي الله عنه هو وحده الذي قد جمع القرآن كله على وجهه الذي أنزل عليه، فلماذا لم يظهره ويدعو الناس إليه؟ فإذا قيل أنه أرغم على كتمه وعدم إظهاره؛ في خلافة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم وأرضاهم، فلماذا لم يظهره في خلافته؛ يوم كانت الشوكة له، وكان الناس طوعا لأمره، وتبعا لما يقوله ويدعو إليه؟ فإن قلتم كتم في زمن الضعف، فلماذا كتم في زمن القوة وذهاب الخوف؟ والذي نعتقده وندين الله به أن عليا رضي الله عنه كان أشجع من أن يكتم علما علمه لأجل ضرر يتوقعه، كيف يفعل ذلك والله عز وجل يقول في محكم تنزيله:"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)" سورة البقرة، ويقول سبحانه:" إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)" سورة البقرة. فأين ذكركم لشجاعته وبسالته وإقدامه في المواطن التي يجبن فيها غيره، إنكم بكلامكم هذا تظهرونه للناس جبانا رعديدا يخفي سبب هداية الناس ويبقيهم على الضلال والإفلاس مخافة أن يصيبه الباس.
ومما نعتقده وندين الله به أنه رضي الله عنه كان أعظم إيمانا من أن يقدم سلامته على سلامة دين الله بأكمله، فكيف يرضى علي رضي الله عنه أن يُخترم من القرآن قرابة الضعفين، ويختزل منه حوالي الثلثين؛ ويبقى ساكتا إلى أن يقبضه الله رب العالمين؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
ثم ألم يكن في إمكانه أن يُحَفِّظَهُ لغيره، على الأقل لأهله وشيعته ومن أخذ العلم عنه، فإذا لم يأخذ عنه أعداؤه أفلا أخذ عنه أولياؤه؟ ولو كان الأمر كذلك لبقي هذا القرآن المزعوم بيننا، ولوصل برمته إلينا، فلما كان الأمر بخلاف هذا الذي تقتضيه العقول، علم أن هذه الدعوى من أبطل الباطل وأمحل المحال.
ومنهم من يزعم أن نسخة منه لا زالت موجودة إلى اليوم، وهي محفوظة في إيران عندهم وبين أيدي علمائهم، وإذا كان الأمر كذلك لماذا لا يطلعون الناس عليها، ويدعونهم جميعا إليها؟، وبخاصة وقد صارت لهم قوة ودولة، وذهب عنهم ما كانوا يخافونه كما يزعمون من سطوة أهل السنة؟ أقول إنهم لا يفعلون ذلك لأحد أمرين اثنين: إما لأنه عَدَمٌ غير موجود وهذا هو الحق الذي لا شك فيه ولا ريب يعتريه، وإما أنه موجود عندهم ولكنهم يخفونه لأنه مخترع مصنوع ومكذوب موضوع، وما كان هذا حاله يُخشى من إذاعته وبثه، فهم يخشون من نشره أن تزداد فضيحتهم، وأن يظهر للناس أكثر كذبهم وإفكهم، وأن يقوم لهم القاصي والداني ممن له ذوق في العربية وعلم بفنونها المرعية فيرد عليهم ما أظهروه من افترائهم وإفكهم ويبرهن بالأدلة الجلية أن ما يتلونه مما يزعمونه قرآنا أنزل من عند الله لا يمكن أن يكون من كلام الله لبعده عن بلاغته وحسنه وجودته وبهائه، دعنا من قيام الفقهاء والمفسرين من الأئمة الربانيين والعلماء المبرزين عليهم ليبينوا للناس كذبهم وافتراءهم، وضعف ما اجترحته أيديهم؛ من زور ينسبونه إلى الله والله ورسوله منه بريئان، وحينئذ لو وقع ذلك تقوم الحجة العظيمة عليهم، ويُفتضح بين الخلائق أمرهم، ويضطرب مذهبهم، وينقض بسببه بناؤه على رؤوسهم، ولأجل خوفهم من وقوع هذا الذي لا شك في وقوعه لديهم؛ طَعَّمُوا هذه الفرية التي ما فيها مرية بفرية أخرى وهي: أن هذا المصحف المزعوم قد أخذه مهديهم الموهوم، وأدخله معه السرداب، وأهيل بهذه الفرية الأخيرة على الأمر التراب، وبقي في إمكانهم بمثل هذه الافتراءات والدعاوى الكاذبات أن يبتدعوا في دين الله، وأن يحدثوا في شريعة الإله؛ ثم إذا أنكر عليهم ما أحدثوه وابتدعوه سهل عليهم أن يزعموا ثبوت ذلك حقيقة في قرآنهم الذي أخذهم مهديهم وأخفاه عن أعينهم. يوضحه التالي:
ثم إنهم يزعمون ويعتقدون أن القرآن الذي جمعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، أخذه صاحب الأمر كما يسمونه - وهو إمامهم الثاني عشر - ودخل السرداب؛ فحرمهم بعد الذهاب به، من الاهتداء بهديه، والعمل بتشريعاته، وإقامة الحجة على المخالفين به، فهل أُنزل القرآن ليعمل به ويهتدى بهديه، أم ليأخذه المهدي المنتظر، ويخفيه عن كل عين ونظر؟ إن القائل بهذه الخرافة ليزعم أن الله سبحانه أنزل القرآن هداية للناس ثم حرمهم منه، ومنعهم من الاهتداء بهديه.
ثم إذا كانت الهداية النازلة في القرآن ذهبت مع الذي يسمونه بصاحب الزمان، فبأي شيء اهتدى الشيعة ويهتدون إلى الآن؟ بالروايات الكاذبات والأقاويل المفتريات التي يشهد كثير من علمائهم أنها ضعيفة غير ثابتة لا خطام لها ولا زمام.
فلأجل هذا أقول لكل سني لا تبتئس باعتقاد القوم في كتاب الله، فإنهم يشقون باعتقادهم، ويعود شؤم عقائدهم عليهم، فإنهم باعتقادهم التحريف في كلام الله يخالفون كلام الله، ولا يحصلون الهداية منه، بل سهل عليهم تحريفه بتأويله على غير وجهه، وزادوا عليه زيادات ادعوا أنها أنزلت فيه، ولم يعتنوا به تدبرا وفهما وتحقيقا وعملا، وألقوه وراءهم ظهريا وصارت تعاليمه عندهم نسيا منسيا، ودعوا إلى غير ما جاء فيه، وارتبطوا بمرويات لا تقوم على أساس متين يوثق به.
فيزعمون أن الصحابة غيروه عما أنزل عليه، وتفاسيرهم مليئة بالتحريفات الباطلة الكثيرة والتأويلات العاطلة الكبيرة لمعانيه، ومن شاء الاطلاع عليها ومعرفتها بتفاصيلها فليرجع إلى كتاب:" الانتصار لكتاب العزيز الجبار وللصحابة الأخيار على أعدائهم الأشرار" للعلامة الدكتور ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه.
ثم لا تبتئس أيها السني من قولهم وإفكهم لأن هذه الدعوى التي قالوا بها، ونشط شيوخهم في القرن الثالث والرابع في الحديث عنها، عادت عليهم سهامها، وارتدت إليهم نبالها، فقد فضحتهم أمام العقلاء وأظهرتهم على حقيقتهم، وبينت للناس سوء طويتهم ومقاصدهم التي كانوا يخفونها في صدورهم، وأنهم على الأكاذيب والنفاق يعيشون، ومن القرآن الهادي إلى الصراط المستقيم يتبرؤون، ويتوهمون ويوهمون أن مهديهم سيأتي بقرآنهم عند خروجه ليهتدي به من أدركه، فتبا لأمثال هذه العقول المبخوسة، وهذه القلوب المنكوسة المعكوسة.
فلا تبتئسوا يا أهل السنة فإن عقيدة الرافضة الشيعة لا تقوم على أساس، ولا يمكن أن يصدقها ويؤمن بها العقلاء من الناس.
ثم إن الرافضة الشيعة بعقيدتهم الخبيثة هذه في كتاب الله حُرموا مما فيه من الخير العظيم والنفع العميم:
1- فهم محرومون من الاهتداء بهديه الذي قال الله تعالى فيه:" ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)" سورة البقرة، وقال سبحانه:" شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ" سورة البقرة من الآية 185. وقال تعالى:" إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)" سورة الإسراء. وهذا في القرآن كثير.
2- وهم محرمون من الاستشفاء بدوائه قال الله تعالى:"وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)" سورة الإسراء.وقال الله تعالى:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)" سورة يونس. فهو شفاء للأدواء المادية والمعنوية؛ والرافضة إنما حرموا منه بسبب عقائدهم الباطلة التي تقوم حجر عثرة في طريقه.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة ص1122 و1123[1]: فإن الله سبحانه وصفه بكونه هدى في غير موضع وأخبر أنه يهدي للتي هي أقوم الطرق، وهي أقربها إلى الحق؛ فإن الطريق المستقيم هو أقرب خط موصل بين نقطتين، وكلما تعوج بَعُدَ. وأخبر سبحانه أنه شفاء لما في الصدور؛ وهذا يتضمن أنه يشفي ما فيها من الجهل والشك والحيرة والريب، كما أن الهدى يتضمن أنه موصل إلى المقصود، فالهدى يوصلها إلى الحق المقصود من أقرب الطرق، والشفاء يزيل عنها أمراضها المانعة لها من معرفة الحق وطلبه".
3- وهم محرومون من الانتفاع بمواعظه؛ قال الله تعالى:" وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)" سورة هود، وقال تعالى:" وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34)" سورة النور.
4- وهم محرومون من الحياة بروحه ومن الاستنارة بنوره؛ قال الله تعالى:"أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)" سورة الأنعام، وقال تعالى:" وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)" سورة الشورى.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب ص124[2]: وقد قيل إن الضمير في ( جعلناه ) عائد إلى الأمر، وقيل إلى الكتاب، وقيل إلى الإيمان، والصواب: أنه عائد إلى الروح؛ أي: جعلنا ذلك الروح الذي أوحيناه إليك نورا، فسماه روحا لما يحصل به من الحياة، وجعله نورا لما يحصل به الاشراق والاضاءة، وهما متلازمان؛ فحيث وجدت هذه الحياة بهذا الروح وجدت الاضاءة والاستنارة، وحيث وجدت الاستنارة والاضاءة وجدت الحياة،فمن لم يقبل هذا الروح فهو ميت مظلم" اهـ. وهذا واقع الرافضة بسبب اعتقادهم الباطل في القرآن وتصديقهم بالكذب والبهتان وسلوكهم سبيل الشيطان.
5- وهم محرومون من الانتفاع ببراهينه في أنفسهم تقوية لإيمانهم وزيادة في يقينهم، وفي غيرهم إقامة للحجة عليهم ودحضا لأباطيلهم؛ قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174)" سورة النساء.ولذلك فالرافضة من أبعد الناس عن الاستدلال بالقرآن على صحة معتقداتهم أو على رد معتقدات غيرهم.
6- وهم محرومون من الانتفاع بقصصه التي يثبت الله بها من يشاء من خلقه؛ قال الله تعالى:" وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)" سورة هود.
7- وهم محرومون من الانتفاع بعلومه الموجودة فيه والتي أنزلها الله على نبيه ليهتدي بها خلقُه؛ قال الله تعالى:" فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)" سورة آل عمران، وقال تعالى:" لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166)" سورة النساء. قال الإمام ابن كثير رحمه الله: { أَنزلَهُ بِعِلْمِهِ } أي: فيه علمه الذي أراد أن يطلع العباد عليه، من البينات والهدى والفرقان وما يحبه الله ويرضاه، وما يكرهه ويأباه، وما فيه من العلم بالغيوب من الماضي والمستقبل، وما فيه من ذكر صفاته تعالى المقدسة، التي لا يعلمها نبي مرسل ولا ملك مقرب، إلا أن يُعْلِمَه الله به، كما قال تعالى:" وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ"سورة البقرة من الآية 255، وقال:" وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا" سورة طه من الآية 110.
8- وهم محرومون من التفقه فيه وفهم آياته والوصول إلى درره وأسراره؛ قال الله تعالى:" وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46)" سورة الإسراء، وقال الله تعالى:"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)" سورة الكهف.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في روضة المحبين ص[3]305:" ومن غيرته سبحانه وتعالى غيرته على توحيده ودينه وكلامه أن يحظى به من ليس من أهله، بل حال بينهم وبينه غيرة عليه؛ قال الله تعالى:" وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا" سورة الإسراء من الآية 46".
9- وهم محرومون من اطمئنان قلوبهم به وسكونها إليه؛ قال الله تعالى:"الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)" سورة الرعد.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة ص1125[4]: وأخبر أن القلوب تطمئن به أي: تسكن إليه من قلق الجهل والريب والشك، كما يطمئن القلب إلى الصدق ويرتاب بالكذب، فقال تعالى:" الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)" سورة الرعد. وجعل هذا من أعظم الآيات على صدقه، وأنه حق من عنده، ولهذا ذكره جوابا لقول الكفار" وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ" سورة الرعد من الآية 27، فقال:" قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ" سورة الرعد من الآية 27،" الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ" أي بكتابه الذي أنزله وهو ذكره وكلامه".
10- وبالجملة فهم محرمون من بركاته وخيراته قال الله تعالى:" كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)" سورة ص، وقال تعالى:" وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)" سورة الأنعام.
فلا تبتئس أيها السني مما يقولون ويعتقدون فإنهم يشقون به ويعانون منه؛ وخلاصة شقائهم الذي يحصل لهم بهذه العقيدة التي تملأ قلوبهم الآتي:
1- فمن شقائهم بعقيدتهم في كتاب ربهم: تكلفهم في إخفائها ومعاناتهم من كتمها وسترها وعدم التصريح بها، وهذا من أعظم الشقاء أن تعتقد عقيدة لا تستطيع البوح بها والإعلان للناس عنها، فيقع لك الكبت والإحباط الذي يولد الأمراض النفسية والصراعات الداخلية.
2- ومن شقائهم بعقيدتهم في كتاب ربهم: فضح الله لهذه العقيدة على ألسنة بعض علمائهم، وكتابات ثلة من زعمائهم، وهذا مما يجعلهم في اضطراب شديد وقلق أكيد، فهم يخفون وغيرهم يصرح، والغالب يتستر والبعض يفضح، ولأجل هذا قال بعض الباحثين من أهل السنة أن مسألة القرآن للشيعة فيها قولان، والصحيح أن قول من صرح منهم بعدم وجود التحريف إنما هو من التقية التي يتعبدون بها، ويلبسون على المخالفين لهم باستعمالها، وحتى لو قلنا أنه يوجد عندهم خلاف فهو غير ذي جدوى لأن القائلين بالتحريف يمكنهم أن يقنعوا الأتباع بقولهم ويضعفوا قول مخالفهم بمجرد إخبار السامعين بأن قول المخالفين ما هو إلا تقية في الدين، وهذا هو واقع من صرح بأن القرآن كامل لم يتطرق إليه التغيير والتبديل أنه قال ذلك من باب التقية؛ وإلا فلو كانوا صادقين فيما يقولون فلماذا لم يصرحوا بكفر من قال بالتحريف من علمائهم ولم يحكموا عليهم بالخروج عن ملة نبيهم، وإني أتحداهم أن يعينوهم بالتكفير بأسمائهم بدءا بصاحب:" فصل الخطاب" فهل من جواب؟.
3- ومن شقائهم بعقيدتهم في كتاب ربهم: أن كتاب الله يَستوجب كذبهم ويَفضح افتراءاتهم ويَرد باطلهم، فكل أباطيلهم التي يعتقدون ورواياتهم التي بها يستدلون وأقوال أئمتهم التي عليها يعتمدون يردها ويفندها ويبين بطلانها قول الله تعالى:"إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)" سورة الحجر، وهذا مما يجلب لهم الشقاء الذي لا يفارقهم أن القرآن الذي بين أيديهم يحكم بالكذب عليهم ويعلن بخيبتهم ويفصح بضلالهم وانحرافهم.
4- ومن شقائهم بعقيدتهم في كتاب ربهم: أنها استوجبت لهم الطعن فيمن يزعمون تعظيمه، ويدعون تنزيهه؛ أقصد علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث أظهروه بسببها في صورة الجبان الرعديد وهو الفارس الشجاع الصنديد.
5- ومن شقائهم بعقيدتهم في كتاب ربهم: أن القرآن الذي يعتقدون أن عليا رضي الله عنه جمعه ودونه لا وجود له لا في الصدور ولا في السطور، فهم يعتقدون في شيء مفقود بل في عدم غير موجود، يُطالَبون به فلا يستطيعون إظهاره ليقيموا على الأقل الحجة به، فما أعظمه من شقاء يعانون منه، ومن بلاء لا يستطيعون دفعه.
6- ومن شقائهم بعقيدتهم في كتاب ربهم: اعتقادهم أن قرآنهم المزعوم قد أخذه مهديهم الموهوم وحرمهم من الاهتداء بهديه، وإقامة الحجة على المخالفين به، والانتصار بحججه وبراهينه، وكأنه أراد شقاءهم وقصد النكاية بهم، فلماذا أخذه معه ولم يخلفه وراءه أحبا فيهم أم بغضا لهم؟.
7- ومن شقائهم بعقيدتهم في كتاب ربهم: أن اعتقادهم في أخذ المهدي لقرآنهم فيه طعن في الله سبحانه؛ وفي حكمته وعلمه ورحمته ولطفه، فهو انتقاص منه ومن كماله الواجب له، فهذا الذي وصفوا به ربهم سبحانه وتعالى ليتنزه عنه ملك من ملوك الدنيا، أو رئيس من رؤسائها، فهل يعقل من ملك عادل أو رئيس حكيم عاقل أن يبعث بمرسوم لنوابه وولاته ليعملوا به ويطبقوا تعاليمه ثم يأمر أحد جنده بمواراته عنهم وإخفائه عن أعينهم؟ فهل أنزل القرآن هداية للناس أجمعين أم لبعض من يدرك مهدي الرافضة المسكين عند خروجه من سجنه الدفين؟.
8- ومن شقائهم بعقيدتهم في كتاب ربهم: أنهم لا يثقون بما جاء فيه ولأجل ذلك لا ينهلون من علومه، فالخير بين أيديهم وهم محرومون منه بسوء معتقدهم، وما مثلهم إلى كمثل المصاب بداء الكلب الذي إذا رأى الماء نفر وهرب؛ لأنه لا يقوى على بلعه فأصابه الرهاب الشديد منه[5]؛ فيخاف منه وبه بقائه، وينفر عنه وهو سبب حياته.
9- ومن شقائهم باعتقادهم في كتاب ربهم: أنهم استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير؛ فاستبدلوا المرويات الكاذبات التي لا خطام لها ولا زمام بالقرآن الكريم المحفوظ من رب العالمين؛ فإذا كان كتاب ربنا لم يحفظ من التبديل والتغيير فهل يمكن أن تحفظ مروياتكم من الدس والتزوير؟ وإذا كان الرب على حسب زعمكم لا يقدر على حفظ كتابه من كيد أعدائه وهو يخبر فيه أنه تكفل بحفظه فهل يقدر علماؤكم وزعماؤكم أن يفعلوا ذلك بمروياتكم؟ ثم ما هي الأمور التي تجعل الرافضة مطمئنين إلى صحة مروياتهم وثبوتها عمن نقلت عنهم؟ فهل لهم قواعد علمية يسيرون عليها وضوابط حديثية يطبقونها؟ إن الناظر في مرويات القوم والمطلع عليها في كتبهم ليعلم علم اليقين أن غالبها إن لم نقل كلها مكذوبة موضوعة ومخترعة مصنوعة؛ وما كان هذا حاله وهذه صفته كيف يُتخذ بدلا عن القرآن المجيد الذي "لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)" سورة فصلت.
10- ومن شقائهم بعقيدتهم في كتاب ربهم: تسلطهم عليه بالتحريف والتبديل والتغيير وسوء التأويل؛ فأكثروا فيه - لهوانه عندهم وسقوطه بمعتقدهم الفاسد من قلوبهم - من التحريفات والتأويلات الباطلات، وبخاصة والقرآن ليس فيه ما يدل على عقائدهم الفاسدة وأفاكرهم الكاسدة فأرادوا أن يصيروه دالا عليها بتحريف معانيه، وتزييف مراميه، وأمثلة هذا كثيرة والأدلة عليه وفيرة، وقد ذكر العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله جملة منها في كتابه:"الانتصار لكتاب العزيز الجبار وللصحابة الأخيار على أعدائهم الأشرار" فأنصحك بالرجوع إليه والاستفادة منه فإنه من أنفس ما ألف في بابه.
11- ومن شقائهم بعقيدتهم في كتاب ربهم: أنهم صاروا يخالفون كلام الله المنزل على نبيه؛ فيعتقدون نقيض عقائده، ويعملون بخلاف أحكامه، ويتخلقون بالأخلاق التي ذمها الله في آياته، ويتعاملون بالمعاملات التي لا علاقة لها به ولم يشرعها على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وسيأتي إن شاء الله بيان لهذا كله في المقالات القادمة عند الحديث على أئمتهم واعتقاداتهم فيهم والتي لا تمت بصلة إلى كتاب الله سبحانه، وعند الكلام على التقية والمتعة وقتل السنيين وغيرها.
12- ومن شقائهم بعقيدتهم في كتاب ربهم: اهتمام أهل السنة بهذا القرآن الذي يعتقدون تحريفه؛ فيحفظونه بل ويجتهدون في إتقانه وضبطه، كما أنهم يصدرون في كل سنة الملايين من نسخه؛ فهو محفوظ عند أهل السنة في السطور والصدور، وهذا مما يشقيهم ويحزنهم لأنه ببقائه تبقى فضائحهم والحجج التي تبين ضلالهم وانحرافهم وخروجهم عن الصراط المستقيم والدين القويم.
13- ومن شقائهم بعقيدتهم في كتاب ربهم: أنهم هجروا كتاب الله فهم لا يعتنون بحفظه وتلاوته، ولا يهتمون بتدبره والتفقه في مضامينه؛ فضلا عن الاهتمام بالتحقق به وتحقيقه والخضوع لتعاليمه ووصاياه، فهجروه وفيه خيرهم وتركوه وهو سبيل سعادتهم، وما ذلك إلا بسبب سوء معتقدهم وقبيح ما تنطوي عليه قلوبهم، حتى أنني من عجيب ما رأيت وغريب ما سمعت قول لأحد معمميهم يصرح فيه بمنزلة القرآن عندهم ويخبر عن سبب تركهم له وهجرانهم لسوره وآياته؛ قال المعمم المسمى أحمد القبانجي عامله الله بما يستحق:" الشيعة لا يقرؤون القرآن لا يحفظون القرآن؛ أنا واحد مثلا ما أحفظ القرآن أذكر آيات غلط، هؤلاء السنة ما هذا الشيخ وكذا ( يعني ما أحفظه للقرآن)، نحن لا نهتم بالقرآن لماذا لأن عندنا علي؛ الإمام علي هو القرآن الناطق، عندهم الأئمة فيهتمون بعلي والأئمة أكثر من القرآن".
14- ومن شقائهم بعقيدتهم في كتاب ربهم: أنها كما تقدم فضحتهم أمام العقلاء وأظهرتهم على حقيقتهم، وبينت للناس سوء طويتهم ومقاصدهم التي كانوا يخفونها في صدورهم، وأنهم على الأكاذيب والنفاق يعيشون، ومن القرآن الهادي إلى الصراط المستقيم يتبرؤون، فظهور عقيدتهم في القرآن كان سبب شؤمهم وعنوان شقائهم وسبيل اضطرابهم وقلقهم وطريق فضيحتهم التي كانوا يجتهدون في إخفائها ويحرصون على عدم ظهورها ويتواصون بكتمها وسترها حتى لا تظهر فيطلع الناس عليها فيعاملونهم على أساسها.
15- ومن شقائهم بعقيدتهم في كتاب ربهم: أنهم حُرموا مما فيه من الخير العظيم والنفع العميم:1- فهم كما تقدم محرومون من الاهتداء بهديه.2- وهم محرمون من الاستشفاء بدوائه.3- وهم محرومون من الانتفاع بمواعظه.4-وهم محرومون من الحياة بروحه ومن الاستنارة بنوره.5- وهم محرومون من الانتفاع ببراهينه في أنفسهم تقوية لإيمانهم وزيادة في يقينهم، وفي غيرهم إقامة للحجة عليهم ودحضا لأباطيلهم.6-وهم محرومون من الانتفاع بقصصه التي يثبت الله بها من يشاء من خلقه.7-وهو محرومون من الانتفاع بعلومه الموجودة فيه والتي أنزلها الله على نبيه ليهتدي بها خلقُه.8- وهم محرومون من التفقه فيه وفهم آياته والوصول إلى درره وأسراره.9-وهم محرومون من اطمئنان قلوبهم به وسكونها إليه.10- وبالجملة فهم محرمون من بركاته وخيراته.
فعقيدتهم هي سبب شقائهم وبلائهم وعقيدتنا نحن أهل السنة في كتاب ربنا والحمد لله هي سبب سعادتنا وهنائنا وانشراح صدورنا وطيب عيشنا.
- ألم ترى أن السني يحب القرآن الكريم وهم يبغضونه ولابد لأنه يفضحهم ويخبر عن عوارهم وعيوبهم وبطلان عقائدهم وسوء طويتهم.
- ألم ترى أن السني يعتني بالقرآن الكريم حفظا وتلاوة وتدبرا وعملا وهم يهملونه ويتركون الاهتداء به لأنه محرف عندهم لا يوثق به في مذهبهم.
- ألم ترى أن السني يحتج به في إثبات عقائده ورد عقائد مخالفه وهم يردون حججه ويخالفون براهينه ويؤولونه على خلاف ما أنزل عليه ويحرفون لأجل أهوائهم معانيه.
- ألم ترى أن السني يدعو الناس به فيؤثر عليهم بالعلوم التي جاءت فيه لأنها تطابق فطرهم ولا تخالف المتقرر في عقولهم وهم يدعون إلى ما يخالفه من مقررات مروياتهم التي تخالف العقول السليمة والفطر المستقيمة فلا يكسبون إلا من انتكست فطرهم وغيبت عقولهم أما العقلاء وأهل الفطر فينفرون من دعوتهم ويفرون من مذهبهم.
- ألم ترى أن السني يفتخر به ويعلن للناس انتسابه إليه وأخذه به وأن شرفه فيه وهم يتبرؤون منه ولا يفتخرون به ويتنصلون من الانتساب إليه ويفضلون مروياتهم الكاذبة عليه.
- ألم ترى أن السني يفرح به ويسر بقراءته وتلاوته وهم يحزنون لسماعه ويغتمون من آياته وكلماته؛ وبالخصوص عند سماعهم التوحيد الذي دعا النبي صلى الله عليه وسلم إليه، والثناء الذي يطال أقواما عايشوا النبي صلى الله عليه وسلم وخالطوه وكانوا أقرب الناس منه وهم صحابته، والمدح الذي ينال نساء كان الرسول عليه الصلاة والسلام يحبهن ويقربهن ومات وهو راض عنهن وهن زوجاته، وما مثلهم مع القرآن وما جاء فيه من الهدى والبيان إلا كمثل من قال الله فيهم:"وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45)" سورة الزمر.
- ألم ترى أن السني يَفْضُلُ غيره به ويشرف على من سواه بقدر حفظه له وعلمه بحقائقه وهم يَفْضُلون غيرهم بطعنهم فيه وتحريفهم له وحربهم لحقائقه وعلومه.
- ألم ترى أن السني يُفَضِّلُ أهله على نفسه، ويراهم أكمل وأقرب إلى الله وسيلة منه بسببه، وهم يزدرون أهله، وينتقصون ذويه، بل يرى أجهلهم أنه أفضل عند الله ممن يعتني من أهل السنة بحفظه وفهمه والاستقامة على ما جاء فيه.
- ألم ترى أن السني يخشع عند سماعه، ويلين قلبه عند الكلام على آياته وسوره، ويبكي عند الإنصات لتذكيره ومواعظه، وهم تقسوا قلوبهم بالكلام عليه، وتغلظ أكبادهم بالتذكير بما جاء فيه، ولا يلينون ويبكون إلا عند القصص المخترعات، والروايات المكذوبات، وما مثلهم إلا كمثل سائر العصاة من المسلمين الذين أثرت الذنوب على قلوبهم فتجدهم يتأثرون بالأفلام والمسلسلات والقصص المخترعات ولا يجدون قلوبهم عند سماع كتاب ربهم.
- ألم ترى أن السني يتلذذ بتلاوة آياته وسوره بل ويزداد تلذذه به كلما كان أعلم بمعانيه، وهم لا يقرؤونه فضلا أن يتلذذوا به كما أنهم يتألمون لسماعه بل ويزداد تألمهم وحزنهم به كلما كانوا أكثر فهما لمعانيه، وبخاصة كما تقدم عند سماعهم للآيات التي تنقض عليهم مذهبهم وتبطل عقائدهم.
- ألم ترى أن السني يجاهد على ما جاء فيه من توحيد الله سبحانه وإخلاص الدين له ووجوب الإذعان له والاستسلام لشرعه وأوامره ونواهيه، وهم يقاتلون من أجل إبطاله ومخالفة تعاليمه ونشر شريعة تخالف شريعته حتى جاء في بعض مروياتهم أن مهديهم المزعوم سيحكم عند خروجه بشريعة آل داود عليه السلام[6].
- ألم ترى أن السني يستشهد في سبيل ما بث بين ثناياه من عقائد عمرت قلبه وشرائع قيدت جوارحه، وهم يموتون قتالا لحامليه والعاملين بتعاليمه والداعين لما جاء فيه، فموت السنيين في سبيل الرحمن وموتهم في سبيل الشيطان ويصدق في الطائفتين قول الله سبحانه:"الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)" سورة النساء.
- ألم ترى أن السني يستبشر ببشائره ويرهب من نذره ويرجو تحصيل وعده ويخاف نزول وعيده، وهم يستبشرون بما جاء في مروياتهم التي تخالفه وتقرر غير ما جاء فيه، ويخافون مما لا خوف منه ولا ضرر يأتي من قبله، بل مَن الضرر كل الضرر في رجاء نواله والخوف من سطوته لأنه ليس بأهل لذلك كله، وسيأتي بيان ذلك عند الكلام على غلوهم في أئمتهم.
- ثم ألم ترى أن السني يعظمه ويرفعه في المحل الذي يناسبه فيكافئه ربه على حسن أدبه مع كلامه النعيم العظيم الذي يملأ عليه قلبه ويرفعه الله في الدنيا والآخرة كما رفع مقام كتابه ويعزه العزيز بإعزازه لكلامه وهم يستهينون به ويحتقرونه ولا يرون بأسا في تركه والتخلي عنه والتزهيد فيه وهذا هو الذي جلب ذلهم وخزيهم والعار الذي لا يفارقهم.
- وأخيرا ألم ترى أن السني يفرح بفضل الله عليه من إنزاله سبحانه لكلامه على نبيه وجعله له من أهله وذويه والمؤمنين به، وهم يحزنون لوجوده ويفرحون بما يحصلون من متاع زهيد في حربه، فيعتقدون بدعا ويظنون أنهم يحسنون صنعا، والله عز وجل يقول في ما ينطبق على الطائفتين:"قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)" سورة يونس. قال العلامة السعدي رحمه الله في تفسيره:ولذلك أمر تعالى بالفرح بذلك فقال: { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ } الذي هو القرآن، الذي هو أعظم نعمة ومنة، وفضل تفضل الله به على عباده { وَبِرَحْمَتِهِ } الدين والإيمان، وعبادة الله ومحبته ومعرفته. { فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } من متاع الدنيا ولذاتها.
فاللهم اجعلنا ممن يفرحون بكتابك ويتلذذون بتلاوته ويعتنون بحفظه وفهمه والعمل بما فيه وممن يجاهد لنشره وبثه ويموت وهو متمسك به غير مخالف له.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
وكتب: أبو عبد السلام عبد الصمد سليمان
يوم الثلاثاء: 12 / صفر / 1437 هـ
24 / 11 / 2015م


[1]- طبعة دار العاصمة الرياض، حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه الدكتور: علي بن محمد الدخيل الله.
[2]- طبعة دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع، تحقيق عبد الرحمن بن حسن بن قائد تحت إشراف بكر بن عبد الله.
[3]- طبعة دار النبلاء بيروت.
[4]- طبعة دار العاصمة الرياض، حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه الدكتور: علي بن محمد الدخيل الله.
[5]- ولهذا يسمى هذا المرض أيضا هيدروفوبياأورهاب الماء.
[6]- وسيأتي إن شاء الله في مقالات لاحقة الكلام على بعض مروياتهم التي يعتمدون عليها في دينهم.


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الصمد سليمان ; 10 Dec 2015 الساعة 12:24 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09 Dec 2015, 11:09 AM
لزهر سنيقرة لزهر سنيقرة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 343
افتراضي

جًزيت خيرا أخي عبد الصمد وبورك فيك على هذه المقالة النيرة والوقفة السنية، دحضًا للباطل وأهله.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09 Dec 2015, 01:20 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرا عبدالصمد وبارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09 Dec 2015, 09:08 PM
شعبان معتوق شعبان معتوق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: تيزي وزو / معاتقة.
المشاركات: 331
افتراضي

بارك الله فيك أخي عبد الصمد و جزاك خيرًا على هذه المقالة العلمية المؤصلة، في انتظار باقي المقالات إن شاء الله.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 Dec 2015, 08:49 PM
أبو جابر قتادة وذان أبو جابر قتادة وذان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 57
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لزهر سنيقرة مشاهدة المشاركة
جًزيت خيرا أخي عبد الصمد وبورك فيك على هذه المقالة النيرة والوقفة السنية، دحضًا للباطل وأهله.
واكرم به دعاءا من شيخنا المربي ازهر سنيقرة حفظه الله تعالى -جزاكم الله خيرا اخانا الفاضل عبد الصمد
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 Dec 2015, 05:08 PM
عبد الصمد سليمان عبد الصمد سليمان غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 139
افتراضي

جزى الله شيخنا لزهر حفظه الله ورعاه وسائر الإخوة المعلقين خيرا على تعليقاتهم ودعواتهم.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 Dec 2015, 02:05 PM
أبو أنس محمد لعناصري أبو أنس محمد لعناصري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 65
افتراضي

بارك الله فيك أخي الفاضل وجزاك خيرا،
سدد الله رميك
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, ردود

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013