تَبْكِي الصَّبَابَةُ مِنْ مُحِبٍّ مُغْرَمِ - قصيدة -
بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تَبْكِي الصَّبَابَةُ مِنْ مُحِبٍّ مُغْرَمِ *** تَرَكَتْ هَوَاهَا عِنْدَ قَلْبٍ مُصْرِمِ
إِنَّ المُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُتَيَّمٌ *** أَتُرَى يَبِيعُ هَوَاهُ ذَاكَ بِدِرْهَمِ؟
فَرِحَ العَوَاذِلُ عِنْدَ ذَا لَمَّا رَأَوْا *** مَا اسْتَوْدَعَتْ قَدْ عَادَ غَيْرَ مُكَرَّم
كَمْ عَبْرَةٍ مُهْرَاقَةٍ سَالَتْ عَلَى *** خَدِّ المُحِبِّ الصَّبِّ ذَاكَ المُغْرَمِ
وَقَفَ الصِّحَابُ بِهَا عَلَيْهِ مَطِيَّهُمْ *** قَالُوا: تَجَمَّلْ لِلْقَضَاءِ وَسَلِّمِ
حُبُّ الصَّحَابَةِ سُنَّةٌ مَتْلُوَّةٌ *** فَالْزَمْهَا دَيْنًا كَالْغَرِيمِ بِمُغْرَمِ
حُبُّ الصَّحَابَةِ كُلِّهِمْ لِي مَذْهَبٌ *** فَالْزَمْهُ عَضًّا كَالشُّجَاعِ مُصَمِّمِ
يَا مَنْ يَسُبُّ الصَّحْبَ صَحْبَ مُحَمَّدٍ *** فَاهْنَأْ بِجَيْشٍ لِلْهِجَاءِ عَرَمْرَمِ
شَاكِي السِّلَاحِ مُقَلِّدًا لِحُسَامِهِ *** وَالنَّبْلُ يَرْشُقُ فِي صَوَاعِقَ رُجَّمِ
سَبُّ الصَّحَابَةِ هَزَّ كُلَّ مُوَحِّدٍ *** لَا يَرْضَى مَنْزِلَةَ الأَصَمِّ الأَبْكَمِ
فَالصَّمْتُ عَنْ هَذَا الخَنَا لَا يُحْتَمَلْ *** بِالقَلْبِ حَلَّ كَمَارِجٍ مُتَضَرِّمِ
إِنَّ المَنَاكِبَ وَالنُّفُوسَ جَمِيعَهَا *** لَفِدَاءُ صَحْبِ الأَبْطَحِيِّ الأَكْرَمِ
بُغْضُ الرَّوَافِضِ سُنَّةٌ سَلَفِيَّةٌ *** فَتَقَرَّبَنْ بِالبُغْضِ غَيْرَ مُذَمَّمِ
فَعَقِيدَتِي حُبُّ الصَّحَاَبَةِ كُلِّهِمْ *** بِأَبِي وَأُمِّي إِنْ يُمَسُّوا لَتُرْجَمِ
وَلَقَدْ كَفَانِي صَحْبِي مُؤْنَةَ هَجْوِكُمْ *** رَبِّ فَأَبْلِغْهُمْ مَكَانَ الأَنْجُمِ
صَلَّى الإِلَهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ *** مَا نَاحَ طَيْرٌ أَوْ شَدَا بِتَرَنُّمِ
أبو الحارث يوسف بن عومر
ليلة السبت الثالث والعشرين من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وأربعمئة وألف للهجرة
التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 14 Mar 2015 الساعة 10:29 AM
|