نَظْمُ الخِصَالِ المُوجِبَةِ لِظِل العَرْشِ

[أبو الفضل عثمان المغربي]

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وتابعيه بإحسان إلى يوم الدين

وبــعـد؛ فهذه سبعون خصلة من خصال عباد الرحمن الموجبة لظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، انتظمها علماء جهابذ لتصبح سهلة، مستساغة معانيها، مستحضرة أحاديثها، وذلك لعنايتهم بالحديث والسنة وتقريبها بين يدي الأمة، فتتبعوا كل الأحاديث التي ورد فيها ذكر الخصال الموجبة لظل العرش يوم القيامة.

وممن كتب في هذا الموضوع جماعة من العلماء وعلى رأسهم: شهاب الدين أبو شامة المقدسي و الحافظ ابن حجر العسقلاني و الإمام جلال الدين السيوطي رحمهم الله جميعا.

والشاهد؛ ماذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في (إنباء الغمر / 3/62): إن أبا شامة قد نظم السبع المشهورة في بيتين مشهورين.اهـ

فجمع هو_أي الحافظ ابن حجر رحمه الله_سبعا وردت بأسانيد جياد، فنظمها في بيتين، ثم جمع ثالثة بأسانيد فيها مقال، ونظمها ببيتين آخرين.

ثم جاء بعدهم الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى لينحى منحاهم ويتم ظفيرتهم، فجمع ما نظمه أبو شامة وابن حجر رحمهما الله وما حصل لهما من الأحاديث وجمع باقي الأحاديث الواردة في الباب، ثم نظم ما جاء فيها من الخصال لتتم سبعين خصلة كاملة في كتاب سماه:
(تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش) ثم اختصره بعنوان: (بزوغ الهلال في الخصال الموجبة للظلال)


وهذا مسرد عام لنطم أبي شامة وابن حجر والسيوطي رحمهم الله تعالى:


وقال النبي المصطفى إن سبعة = يظلهم الله العظيم بظله
محب عفيف ناشئ متصدق = وباك مصل والإمام بعدله(1)
وزد سبعة إظلال غاز وعونه = وإنظار ذي عسر وتخفيف حمله
وحامي غزاة حين ولوا وعون ذي = غرامة حق مع مكاتب أهله(2)
وزد مع ضعف سبعتين إعانة = لأخرق مع أخذ لحق وبذله
وكره وضوء ثم مشي لمسجد = وتحسين خلق ثم مطعم فضله
وكافل ذي يتم و أرملة وهت = وتاجر صدق في المقال وفعله
وحزن وتصبير ونصح ورأفة = تربع بها السبعات في فيض فضله(3)
وزد مع ضعف من يضيف وعزبة = لأيتامها ثم القريب بوصله
وعلم بأن الله معه وحبه = لإجلاله والجوع مع أهل حبله
وزهد وتفريج وغض وقوة = صلاة على الهادي وإحياء فعله
وترك ربا سحت زنا ورعاية = لشمس وحكم للأناس كمثله
وصوم وتشييع لميت عيادة = فسبع بها السبعات يا زين أهله
وزد سبعتين الحب لله بالغا = وتطهير قلب والغضوب لأجله
وحب علي ثم ذكر إنابة = وأمر ونهي والدعاء لسبله
ومن أول الأنعام يقرأ غداته = ومستغفر الأسحار يا طيب فعله
وبر وترك النم والحسد الذي = يشين الفتى، فاشكر لجامع فعله
وزد بعد ذا قاضي الحوائج صالح = العبيد وطفلا والشهيد بقتله
وأٌمــا وتعليمـا وهجـرة = فزادت على السبعين من فيض فضله (4)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

(1) هذان البيتان من نظم أبي شامة لحديث أبي هريرة رضي الله عنه المشهور.
(2) هذه السبعة خصال في البيتين من نظم ابن حجر رحمه الله تعالى، وأحاديثها صحيحة.
(3) وهذه التي تلتها كذلك من نظمه رحمه الله، وأحاديثها ضعيفة!
(4) هذه كلها للسيوطي رحمه الله تعالى، وأغلب أحاديثها في (المسند) و (الزهد) عند أحمد وابن المبارك ... وبعضها غريب وله شواهد.

(ومن أراد الاطلاع على متون الأحاديث وأسانيدها كاملة فليرجع إلى الأصل؛
تمهيد الفرش ومختصره بزوغ الهلال للإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى)

ـــــــ والـحـمـد لـلــه رب الـعـالـمـيـن ــــــــ