يا أيها الناقلون لكلام الشيخ فركوس تريثوا بارك الله فيكم

[أبو عائشة محمد عواد]

احذر أن تؤتى الدعوة من قِبلك

فقد فتح الله عليك -أيها السامع- لكلام الشيخ فركوس، والناقل له -خاصة في هذه الأحداث الأخيرة- ومنّ الله عليك بلزوم غرزه والأخذ من فيه، فاشكر نعمت ربك فإنك مغبوط.

لكن يا أيها الأخ المحب لنشر الخير والسبّاق لفضح المخذلين والحزبيين، اعلم أن بعض الناس يسهرون ليل نهار لإسقاط علمائكم، وكم من شيخ فاضل عالم أسقطه طلابه، فانتبه لما تخرجه من كناشتك، فليس التحرير والتحقيق مثل الإجابة والفتوى من استحضار للأدلة والجمع بينها، وقد نبه الشيخ عن ذلك مرارا، وأتذكر مرة -قبل أزيد من سنتين- ونحن في مكتبته لما سأله أحدهم سؤالا حساسا، قال الشيخ مجيبًا: أنتم تحرجونني بهذه الأسئلة وهذا قد بيناه في غير موضع، وبعضهم يكذب عليّ ويزيد، ثم يأتون إليّ ويقولون: لمَا قلتَ كذا وكذا في كذا وكذا وما هو إلا كذب. (أو كما قال حفظه الله ورعاه).فوالله كدنا نبكي-حينها- جميعنا وإلى الله المشتكى.

أخي الحبيب لست أثبطك ولا أضيّق عليك، ولك أن تنشر ماتراه حسنا -إن لم يمنعك مانع- لكن كن حكيما تضع الشيء في محله، ونعلم أنّك تريد الخير-وكم من مريد للخير لن يصيبه -فكن-وفقك الله- عاقلا كما قال شيخ الإسلام رحمه الله (الفتاوى 54/20): ...كما يقال ليس العاقل الذي يعلم خير من الشر إنما العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين.اه، فتنبّه!

فبعضهم رأيناه نشر كلاما للشيخ فركوس ثم وضع له عنوانا خبيثا وكأن الشيخ يسقط مشايخ المدينة ووالله هذا من الكذب المحض فالشيخ من أشد الناس تعظيما للكبير فلذلك لم يعقّه أبنائه ولزموا الحق الذي معه، "والجزاء من جنس العمل".

وبعضهم نصب نفسه شارحا ومبينا لمراد الشيخ وإنما هو يشفي غليله فقط، وقد أحسن من قال:

وكل يدعى وصلا بليلى ::: وليلى لا تقر لهم بذاكا

وأنت تعلم -أيها الأخ الناقل- سوء طويّتهم فهم يتقوّلون عليه ويكذبون عليه متعمدّين بل يحلفون -كذبا- على أشياء هو منها بريء براءة الشمس من اللمس، فكيف بمن يقول بل يدافع -بزعمه- عن هذه الدعوة يقول : " سمعتُ الشيخ فركوس!! فاتصال السند ينبؤك بضخامة القضية.[وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء] ، وأذكركم بقوله صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع" رواه مسلم.

ولا أدّعي الإحاطة بما يجري إحاطة السوار بالمعصم فما أنا إلّا عامي من عوام السلفيين، ولا أدّعي أنّي من طلاب العلم قطعا، لكن شيئ حزّ في النفس فقلت أشاطركم إيّاه، وقد -والله- طلب مني من لا أملك رد طلبه أن أتريث في الكتابة ليس لشيء سوى مخافة أن يُؤتى مشايخنا من قبلنا نحن العديمي الحكمة فلنُربع على أنفسنا ولنتق الله ربنا، فالخطأ إذا صدر منك فهو يضرك وحدك، أما أن تنقل الخطأ عن أمثال الجبل العالي مثل شيخنا محمد بن علي فالخطأ سيضر الدعوة "خاصة" إن كان هذا الجبل ممن يشار إليهم ويُحقد عليهم [بل هي دعوة محفوظة ولا يضرها كيد الكائدين] "لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك".
وأبشروا يا إخواني ألم يقل رب العزة" إنّ بعد العسر يُسرا".

أخوكم: محمّد عواد