عبرة : موقف الإمام أحمد -رحمه الله- من داود الظاهري حين أنكر أنه يقول إن القرآن محدث
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ؛ و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ؛ و على آله و صحبه و من اتبع هديه ؛ اما بعد:
قال أبو زرعة الرازي –رحمه الله- : " ترى داود هذا، لو اقتصر على ما يقتصر عليه أهل العلم لظننت أنه يكمد أهل البدع بما عنده من البيان والآلة ؛ ولكنه تعدى ؛ لقد قدم علينا من نيسابور، فكتب إلي محمد بن رافع، ومحمد بن يحيى،وعمرو بن زرارة، وحسين بن منصور، ومشيخة نيسابور بما أحدث هناك ؛ فكتمت ذلك لما خفت من عواقبه ، ولم أُبْدِ له شيئا من ذلك ؛ فقدم بغداد، وكان بينه وبين صالح بن أحمد بن حنبل حُسْنٌ ؛ فكَلَّمَ صالحا أن يتلطف له في الاستئذان على أبيه ؛ فأتى صالح أباه، فقال: رجل سألني أن يأتيك
فقال (يعني الإمام أحمد): ما اسمه ؟
قال: داود.
قال: من أين هو ؟
قال: من أصبهان.
فكان صالح يَرُوغُ عن تعريفه ؛ فما زال الإمام أحمد يَفْحَصُ حتى فَطِنَ به، فقال: هذا قد كتب إليَّ محمدُ بن يحيى في أمره أنه زعم أن القرآن محدث، فلا يقربني.
فقال: يا أبه ! إنه ينتفي من هذا وينكره.
فقال: محمد بن يحيى أصدق منه، لا تأذن له!. اهـ
(من كتاب " سير أعلام النبلاء " ( 9 / 54 ) طبعة دار الكتب العلمية –بيروت- الطبعة الأولى 1425 هـ )
ربنا ثبتنا على سنة نبيك -صلى الله عليه و سلم- كما فهمها هؤلاء حتى نلقاك