اليمن الجريح ( قصيدة ).
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله ربّ العالمين ، و الصّلاة والسّلام على أكرم الخلق أجمعين ، وعلى آله الطّيّبين الطّاهرين ، وزوجاته أمّهات المؤمنين ، وأصحابه الغرّ المحجّلين .. وبعد
اليَمَنُ الجَرِيحْ
مَا بَالُ عَيْنِكَ بِالمَدَامِعِ تَهْمُلُ *** قَدْ طَالَ لَيْلُكَ لَيْسَ لَيْلُكَ يَرْحَلُ؟
أَيْنَ التَّبَسُّمُ وَالطَّلاَقَةُ يَا أَخِي *** أَيْنَ المُحَيَّى المُشْرِقُ المُتَهَلِّلُ؟
أَتُرَاكَ صَبٌّ قَدْ قَلاَهُ حَبِيبُهُ *** خَلاَّهُ حَتَّى عَنْ فِرَاشِهِ يَذْهَلُ؟
يَا عَاذِلِي مِمَّا تَرَاهُ لِحَالَتِي *** اِجْلِسْ أُخَبِّرْكَ اليَقِينَ فَتَعْقِلُ
لَيْسَ الصَّبَابَةُ وَالهَوَى مَا ضَرَّنِي *** بَلْ ضَرَّنِي أَمْرٌ شَدِيدٌ مُعْضِلُ
إِنِّي تَذَكَّرْتُ الإِمَامَ الوَادِعِي *** لَيْثٌ يَمَانِيٌّ شَدِيدٌ مُقْبِلُ
شَيْخٌ مُهَابٌ كَالغَضَنْفَرِ فِي الوَغَى *** يَمْشِي السَّبَنْتَى لاَ يَلِينُ وَيَنْكُلُ
دَمَّاجَ فَاسْأَلْ سَوْفَ تُخْبِرُ أَنَّهُ *** سَيْفٌ يَمَانِيٌّ حَدِيدٌ فَيْصَلُ
شَيْخٌ جَلِيلٌ نَاشِرٌ لِلسُّنَّةِ *** فِي عُقْرِ دَارِ الشِّيعَةِے لاَ يَوْجَلُ
لِلسُّنَّةِ الغَرَّاءِ ظَلَّ مُعَلِّمًا *** لَيْلاً نَهَاراً لاَ يَكِلُّ وَ يَفْشَلُ
يَرْمِي التَّشَيُّعَ كَالشِّهَابِ الثَّاقِبِ *** فَقَذَائِفُ الوَحْيَيْنِ غَيْثٌ يَهْطُلُ
قَدْ هَدَّ رُكْنَ الشِّيعَةِے مِنْ أَصْلِهِ *** فَالرُّكْنُ مِنْهُمْ وَاهِنٌ مُتَهَلْهِلُ
لَمْ يُبْقِ إِلاَّ رَايَةً لِلسُّنَّةِ *** خَفَّاقَةً تَعْلُو وَلاَ تَتَنَزَّلُ
مَا كَانَ يُسْمَعُ بِالحُوَيْثِ وَحِزْبِهِ *** حَتَّى مَضَى عَنَّا الإِمَامُ المُقْبِلُ
وَاليَوْمَ يَزْهُو الأُفْعُوَانُ تَبَخْتُرًا *** قَدْ صَارَ فِي ثَوْبِ التَّجَبُّرِ يَرْفُلُ
هَذِي الحُدَيْدَةُ وَالعَرِيشُ وَمَأْرِبٌ *** أَمْسَتْ بِأَيْدِي المَارِقِينَ تَذَلَّلُ
دَمَّاجُ تَبْكِي عِزَّهَا بِدُمُوعِهَا *** كَانَتْ عَزِيزَةَ قَوْمِهَا لاَ تَسْفُلُ
وَاليَوْمَ جَيْشُ الحَوْثِ فِي طُرُقَاتِهَا *** يَمْشِي فَخُورًا فَوْقَهَا يَتَرَجَّلُ
لاَ يَنْتَهِي أَوْ يَرْعَوِي عَنْ غَيِّهِ *** خَلَتِ الدِّيَارُ وَ غَابَ عَنْهَا مُقْبِلُ
هَذِي جُنُودُ الحَوْثِ تَقْتُلُ أَهْلَهَا *** لَمْ يَنْتَهُوا عَنْ غَيِّهِمْ لَمْ يَخْجَلُوا
وَحَرَائِرُ مِثْلُ الجُمَانِ تَلَأْلَأَتْ *** تُهْدَى لِكَلْبِ الحَوْثِ بَلْ هُوَ أَرْذَلُ
يُلْهَى بِأَعْرَاضِ النِّسَاءِ كَمَا الدُّمَى *** هَاذِي النِّسَاءُ بِأَدْمُعٍ تَتَوَسَّلُ
قَامُوا لِحَصْدِ السُّنَّةِے مِنْ أَصْلِهَا *** حَصْدَ السَّنَابِلِ إِذْ عَلاَهَا المِنْجَلُ
تَغْلِي صُدُورُهُمُو بِحِقْدٍ مِثْلَمَا *** يَغْلِي عَلَى نَارٍ تَلَظَّى المِرْجَلُ
وَالرَّفْضُ يَدْعَمُ جُنْدَهُمْ مِنْ مَالِهِ *** إِبْلِيسُ قَائِدُهُمْ فَمِنْهُ تَنَاسَلُوا
يَا أَهْلَ سُنَّةِ أَحْمَدٍ - يَا وَيْحَكُمْ - *** مِنْ بَعْدِ مُقْبِلَ هَلْ يَضِيعُ المِشْعَلُ!؟
يَا أَهْلَ سُنَّةِ أَحْمَدٍ قُومُوا لهَاَ *** قَوْمًا كَرِيمًا طَيِّباً لاَ تَوْجَلُوا
سُلُّوا سُيُوفَ الحَقِّ مِنْ أَغْمَادِهَا *** وَلْتَرْكَبُوا خَيْلاً نِجَابًا تَصْهَلُ
حُقَّ الجِهَادُ لِتَدْفَعُوا عَنْ دِينِكُمْ *** وَلأَجْلِ رَفْعِ السُّنَّةِ فَلْتَفْعَلُوا
حُقَّ الجِهَادُ لِتَدْفَعُوا عَنْ عِرْضِكُمْ *** فَالمَوْتُ مِنْ عَيْشِ الدَّنِيَّةِ أَفْضَلُ
حُقَّ الجِهَادُ أَلاَ اسْتَعِينُوا رَبَّكُمْ *** فَهُوَ القَوِيُّ النَّاصِرُ المُتَفَضِّلُ
حُقَّ الجِهَادُ أَلاَ فَخُوضُوا حَرْبَكُمْ *** فَالمَوْتُ فِي حَرْبِ الرَّوَافِضِ يَجْمُلُ
هَاذِي فَتَاوَى مِنْ مَشَايِخِ سُنَّةٍ *** شَابَتْ لِحَاهُمْ كَالثَّغَامَةِ فَاعْقِلُوا
مَنْ كَابْنِ هَادِي أَوْ عُبَيْدِ الجَابِرِي؟ *** هَذَا اللُّحَيْدَانُ أَلاَ فَلْتَسْأَلُوا
وَكَذَا ابْنُ فَوْزَانٍ يُؤَيِّدُ حَرْبَكُمْ *** ضِدَّ الرَّوَافِضِ مِثْلُهُے لاَ يُجْهَلُ
هَاذِي فَتَاوَاهُمْ بِذَاكَ صَرِيحَةٌ *** فَعَلَى جِهَادِ الرَّفْضِ قُومُوا وَانْسِلُوا
لاَ تَسْمَعُوا مَنْ قَالَ قَوْلَةَ جَاهِلٍ *** وَاللهِ إِنَّهُ عَاجِزٌ وَمُخَذِّلُ
هَذِي شُيُوخُ السُّنَّةِے قَدْ خَالَفَتْ *** قَوْلَ الجَهُولِ فَمَا عَلَيهِ مُعَوَّلُ
يَا رَبِّ فَلْتَنْصُرْ جُنُودَ السُّنَّةِ *** وَاهْزِمْ جُنُودَ الرَّفْضِ فَلْيَتَزَلْزَلُوا
وَ لْتُعْلِ رَايَ السُّنَّةِے خَفَّاقَةً *** فَوْقَ السَّحَابِ فَلاَ تُنَالُ وَتَنْزِلُ
وَاشْفِ الغَلِيلَ مِنَ الرَّوَافِضِ إِنَّهُمْ *** نَالُوا مِنَ الصَّحْبِ الكِرَاِم وَ أَوْغَلُوا
وَأَدِمْ عَلَى اليَمَنِ الشُّمُوخَ وَأَبْقِهِ *** يَمَنًا لِنَشْرِ السُّنَّةِے هُوَ مَعْقِلُ
وَأَحْفَظْ بِنَاءً قَدْ بَنَاهُ الوَادِعِي *** شَيْخٌ جَلِيلٌ أَلْمَعِيٌّ مُقْبِلُ
أبو ميمونة منوّر عشيش
أمّ البواقي - الجزائر -
التعديل الأخير تم بواسطة أبو ميمونة منور عشيش ; 26 Mar 2015 الساعة 04:24 PM
|