منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21 Jun 2018, 11:04 PM
أبو عبد الرحمن محمد الجزائري أبو عبد الرحمن محمد الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: May 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 241
افتراضي [فاجعة عين مران] بداية استدراج ، من الترحم عليه إلى طلب المدد منه



الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه . أما بعد :
إن العقل من أعظم نعم الله تعالى على عباده ، إذ ميّزهم به عن غيره من المخلوقات ، سخر لهم من النعم ما ظهر منها و ما بطن ، وفطرهم فطرة نقية سليمة . قال تعالى : " إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ "1 ، أي في غاية الكمال ، قال السفاريني في منظومته :
فالجازمون من عوام البشر *** فمسلمون عند أهل الأثر

إلاّ أن من الناس قد يحيد طريق الفطرة ، و يأبى إلا الضلال فيتبع شيطانه ، إذا ما استحكم فيه سيطر عليه ليظفر به في قعر جهنم خالدا معه فيها أبدا ، وهذه هي غايته و هدف حزبه من الجن و الإنس أن يحول دون تمام إرادة الله على عباده 2 . فكان الناس بعد آدم كلهم موحدون يعبدون الله ، فيهم العلماء و الصالحون و لهم أتباع يقتدون بهم ، فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم : لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم فصوروهم . فلما ماتوا وجاء آخرون دب إليهم إبليس فقال : إنما كانوا يعبدونهم وبهم يسقون المطر فعبدوهم 3. و هكذا كانت أول بداية انحراف البشرية ، حين عظموا العباد تركوا المعبود ، فتحولوا من عبادة ربهم إلى الإشراك به . و لن تسلم هذه الأمة مما وقع فيه المتقدمون ، فقد أخبر المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى بوقوع الشرك وحدوثه في هذه الأمة، ولا يكون هذا إلا بالغلو في الصالحين و الإفتتان بالقبور و الأضرحة . قال صلى الله عليه و على آله وسلم : " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالمُشْرِكِينَ، وَحَتَّى يَعْبُدُوا الأَوْثَانَ، وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي ثَلاَثُونَ كَذَّابُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي "4.

المشاهد اليوم في عين مران5 ، بعد صرخة المصلحين من أهل التوحيد لخشيتهم و لو بعد حين من وقوع الناس في الشرك و اتخاذها عيدا لهم ، الذي هو أكبر الكبائر . ها هو يحدث اليوم ما حذروا منه بعد مرور عام فقط على موت المقبور صاحب الوصية 6 . بعض شيعته أغواهم الهوى و استزلهم الشيطان ، أو ربما دنيا يريدون إصابتها أو رتبة خيف ضياعها ، انزلقوا إلى متاهات البدع 7 محيين سنة سلفهم في الوعدات ، يدعون الناس إلى الإحتفال بذكرى وفاة الإمام ، بإقامة الطّعّام 8 و ربما يُحَضِّرون لقراءة القرآن على قبره عند المسجد، فتكون وليمة أقرب إليها ما تكون عرسا . يجتمعوا إليها يتذكرون فيها عالمهم و إمامهم المصلح فيأكلون و يحزنون على فقدانه 9 ، يترحمون عليه اليوم ليُطلَب منه المدد غدا.

قال الشيخ الفقيه المالكي أحمد حماني رحمه الله تعالى ، مفتي الجزائر . مجيبا عن حكم إقامة الوعدات أو الزردات10 : فإنّ هذه الزردات كانت من آثار غفلتنا، منافية ليقظتنا، وكان علماؤنا رحمهم الله يسمونها (أعراس الشيطان). ثم قال – رحمه الله تعالى - : أفترانا نحيي آثار الشرك ونحن الموحدون ؟
لقد وقف العلماء وقفة صادقة ضدّ هذه المناكير في الزرد، لا فرق بين علماء الإصلاح وغيرهم ممن كان يناصر جمعية العلماء ومن كان خارجها حتّى قضوا على الزردة، وساء ذلك الدوائر الاستعمارية فأرادت أن تحييها وتحافظ عليها، وفي علمي أنّ آخر زردة قسنطينة، أقامها سياسي فشل في سياسته الإدماجية، فعادى العلماء واتّهمهم وأقام زردة بثيران المعمرين وأخرافهم، وأين مدينة قسنطينة عرين أسد الإصلاح، لكنّه دفن نفسه ولم تقم له قائمة 11. فمن يريد أن يسير اليوم بإحياء الزردة والوعدة، فبشره بخيبة تصيبه مثل خيبة الأمس فأحذر يا صاحب السؤال!.
ثم إنّ الطعام واللحم المقدّم في الزردة لا يحلّ أكله شرعا لأنّه مما نصّ القرآن على حرمة أكله فإنه سبحانه وتعالى يقول :﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ والدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ12. فاللحم من القسم الرابع أي مما أهل لغير الله، أي ذبح لغير الله بل للمشايخ 13 . لحمها حرام، وطعامها حرام، لأنّه صنع بذلك اللحم؛ والحضور في الزردة حرام، لأنه تكثير لأهل الباطل، ولو كان الذي حضر إماما أو رئيس أئمة أو دكتورا أو عالما ؛ إهـ بتصرف.

فكل من أحيا فينا سنة القبوريين و خالف الهدي النبوي الصريح ، لن يفلح و الله في مقصده ، وسيكون كما قال الله سبحانه و تعالى : ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ14 ، وهذا وعد من الله صادق، ولن يخلف الله وعده.
و العلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1)صحيح مسلم ( 5109 ) ؛
2)جاء في غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب لمحمد بن أحمد بن سالم السفاريني : يعني أن مطلوب الرب من العباد، صلاح قلوبهم من المحن والفساد، ولا صلاح للقلوب، حتى تستقر فيها معرفة علاّم الغيوب، وتمتلئ من خوفه وخشيته ومحبته، وعظمته، والتوكل عليه ومهابته، والالتجاء إليه، وهذا حقيقة التوحيد لله تعالى، وهو معنى (لا إله إلا الله) فلا صلاح للقلوب حتى تفرد محبة المحبوب.إهـ ؛
3)تفسير الطبري [ نوح:23 ] ؛
4)صححه الشيخ الألباني في صحيح ابن ماجه ( 2/352) ؛
5)عين مران بلدية تابعة لولاية الشلف ، تم دفن إمام المسجد الكبير عند المدخل على يمين القبلة في الرصيف التابع للمسجد ؛
6)هو الإمام أحمد حجان المدعو اليوسفي –رحمه الله تعالى- ؛
7)قال النبي صلى الله عليه وسلم : " وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا " أخرجه أبو داوود في سننه . قال المناوي في فتح القدير : معناه النهي عن الاجتماع لزيارته اجتماعهم للعيد إما لدفع المشقة أو كراهة أن يتجاوزوا حد التعظيم. فإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام ينهانا عن اتخاذ قبره عيدا فما بالك بمن هو دونه ؛
8)الطّعّام بتشديد الطاء و العين ، هو أكلة مشهورة عند أهل المنطقة و المغرب عموما تدعى بالكسكسي ؛
9)الأصل في الحزن أنه مفقد للحماس مذهب للشهية ، إلا الصوفية فلا حزن مع الأكل ، ذكر الإمام الشافعي – رحمه الله تعالى - الصوفية في أربع خصال: كسول، أكول، نؤوم، وكثير الفضول ؛
10)جريدة الشعب اليومية: الاثنين 18/11/1991 رقم 9 – رياض الإسلام ؛
11)زردة ابن جلول، انظر تفاصيلها في البصائر العدد الأول ؛
12)[المائدة: 3]؛
13)قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الاقتضاء: «قوله تعالى: ﴿وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ﴾ ظاهره أنه ما ذبح لغير الله، مثل أن يقال هذا ذبيحة لكذا؛ وإذا كان هذا هو المقصود فسواء لفظ به أو لم يلفظ، وتحريم هذا أظهر من تحريم ما ذبحه النصراني للحم وقال فيه باسم المسيح ونحوه، كما أن ما ذبحناه نحن متقربين به إلى الله سبحانه كان أزكى وأعظم مما ذبحناه للحم وقلنا عليه باسم الله؛ فإن عبادة الله سبحانه بالصلاة له والنسك له أعظم من الاستعانة باسمه في فواتح الأمور، فكذلك الشرك بالصلاة لغيره والنسك لغيره أعظم شركا من الاستعانة باسم هذا الغير في فواتح الأمور؛ فإذا حرم ما قيل فيه باسم المسيح والزهرة فلأن يحرم ما قيل فيه لأجل المسيح والزهرة، أو قصد به ذلك أولى...؛ وعلى هذا فلو ذبح لغير الله متقربا به إليه: لحرم، وإن قال فيه بسم الله؛ كما يفعله طائفة من منافقي هذه الأمة الذين يتقربون إلى الأولياء والكواكب بالذبح والبخور ونحو ذلك، وإن كان هؤلاء مرتدين لا تباح ذبيحتهم بحال، لكن يجتمع في الذبيحة مانعان ... »
وقال الشيخ الفوزان حفظه الله: «قوله تعالى: ﴿وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ﴾ يشمل النوعين: ما تقرب به لغير الله، ولو ذكر عليه اسم الله، ويشمل ما ذبح لغير التقرب، وإنما ذبح للحم، لكن سَمَّي عليه غير اسم الله سبحانه وتعالى عند الذبح».[المنتقى من فتاوى الفوزان (49/3)]؛
14)[فاطر: 43].



وكتبه الفقير إلى الله :
أبو عبد الرحمن محمد الجزائري
ليلة الجمعة 08 شوال 1439 للهجرة
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, مسائل, عين امران, فاجعة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013