منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 20 Jan 2015, 01:18 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي المختار من الأقوال في معنى قول إبراهيم: "هَذَا رَبِّي" في ثلاثة المواضع من سورة الأنعام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العلمين حمدا كثيرا، اتخذ إبراهيم خليلا، وصلى الله وسلم على نبيه ورسوله محمد وعلى آله وصحبه صلاة وتسليما مزيدا كثيرا، أما بعد:

يقول الله تعالى في سورة الأنعام: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)}.

"ففي قوله تعالى:{ هذا رَبّى } خمسة أقاويل :

أحدها: أنه قال : هذا ربي في ظني، لأنه في حال تقليب واستدلال.

والثاني: أنه قال ذلك اعتقاداً أنه ربه، قاله ابن عباس (1).

والثالث: أنه قال ذلك في حال الطفولية والصغر، لأن أمه ولدته في مغارة حذراً عليه من نمرود، فلما خرج عنه قال هذا القول قبل قيام الحجة عليه، لأنها حال لا يصح فيها كفر ولا إيمان، ولا يجوز أن يكون قال ذلك بعد البلوغ.

والرابع: أنه لم يقل ذلك قول معتقد، وإنما قاله على وجه الإِنكار لعبادة الأصنام، فإذا كان الكوكب والشمس القمر وما لم تصنعه يد ولا عَمِلَه بشر لم تكن معبودة لزوالها، فالأصنام التي هي دونها أولى ألاّ تكون معبودة.

والخامس: أنه قال ذلك توبيخاً على وجه الإِنكار الذي يكون معه ألف الاستفهام وتقديره : أهذا ربي، كما قال الشاعر (2): [من الطويل]

رَفَوني (3) وَقالوا: يا خُوَيلِدُ لا تُرَع * فَقُلتُ وَأَنكَرتُ الوُجوهَ هُمُ هُمُ " (4)

"أما فيما يخص الأقوال الثلاثة الأولى فقد قال قوم: هذا لا يصح، وقالوا: غير جائز أن يكون لله تعالى رسولٌ يأتي عليه وقت من الأوقات إلا وهو لله تعالى موحِّد وبه عارف، ومن كل معبود سواه بريء، قالوا: وكيف يصح أن يتوهم هذا على من عصمه الله وآتاه رشده من قبل، وأراه ملكوته ليكون من الموقنين؟ ولا يجوز أن يوصف بالخلو عن المعرفة، بل عرفَ الرَّب أوَّلَ النَّظر.
قال الزجاج رحمه الله: هذا الجواب عندي خطأ وغلط ممن قال، وقد أخبر الله تعالى عن إبراهيم أنه قال: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} (5) وقال جل وعز: "إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ" (6) أي: لم يشرك به قط.

قال: والجواب عندي: أنه قال:{هَذَا رَبِّي} على قولكم، لأنهم كانوا يعبدون الأصنام والشمس والقمر، ونظير هذا قوله تعالى:{أَيْنَ شُرَكَائِيَ} (7) وهو جل وعلا واحد لا شريك له. والمعنى : أين شركائي على قولكم؟" (8)

"وَأمَّا إِضْمَارُ الِاسْتِفْهَامِ - إذَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ - لَا يَقْتَضِي جَوَازَ إضْمَارِهِ فِي الْخَبَرِ الْمَخْصُوصِ مِنْ غَيْرِ دَلَالَةٍ، فَإِنَّ هَذَا يُنَاقِضُ الْمَقْصُودَ، وَيَسْتَلْزِمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْفِيَ مَا أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ يُقَدِّرُ أَنْ يَنْفِيَهُ بِأَنْ يُقَدِّرَ فِي خَبَرِهِ اسْتِفْهَامًا، وَيَجْعَلَهُ اسْتِفْهَامَ إنْكَارٍ، قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : هَذَا الْقَوْلُ شَاذٌّ ، لِأَنَّ حَرْفَ الِاسْتِفْهَامِ لَا يُضْمَرُ إذَا كَانَ فَارِقًا بَيْنَ الْإِخْبَارِ وَالِاسْتِخْبَارِ" (9).

"وتعريف الجزأين مفيد للقصر لأنه لم يقل: هذا ربٌّ، فدل على أن إبراهيم عليه السلام أراد استدراج قومه، فابتدأ بإظهار أنه لا يرى تعدد الآلهة ليصل بهم إلى التوحيد واستبقى واحدا من معبوداتهم ففرض استحقاقه الإلهية كيلا ينفروا من الإصغاء إلى استدلاله" (10).

"وقال محمد بن إسحاق: قال ذلك حين خرج من السّرب الذي ولدته فيه أمه، حين تخوفت عليه النمرودَ بن كنعان، لما أنْ قد أخبر بوجود مولود يكون ذهاب ملكك على يديه، فأمر بقتل الغلمان عامئذٍ.
فلما حملت أم إبراهيم به وحان وضعها، ذهبت به إلى سَرَبٍ ظاهر البلد، فولدت فيه إبراهيم وتركته هناك، وذكر أشياء من خوارق العادات، كما ذكرها غيره من المفسرين من السلف والخلف" (11)

"ويضعف أن تكون هذه القصة في الغار لقوله في آخرها: {إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ }، وهي ألفاظ تقتضي محاجّة وردًّا على قوم، وحاله في الغار بعيدة عن مثل هذا، اللّهم إلَّا أن يتأوَّل في ذلك أنه قالها بيْنه وبين نفسه، أي: وقال في نفسه معنى العبارة عنه: يا قوم إنّي بريء مما تشركون، وهذا كما قال الشاعر (12) : [من الرَّجَز]

ثم انثنى وقال في التَّفكير
إنَّ الحياة اليوم في الكُرُورِ

ومع هذا فالمخاطبة تبعده، ولو قال: يا قوم إني بريء من الإشراك لصحّ هذا التأويل وقوِي، فإن قلنا: بأنه وقعت له القصة في الغار في حال الصبوة وعدم التكليف على ما ذهب إليه بعض المفسرين ويحتمله اللفظ، فذلك ينقسم على وجهين: إمّا أن يجعل قوله: {هَذَا رَبِّي} تصميما واعتقادا، وهذا باطل لأنّ التصميم لم يقع من الأنبياء صلوات الله عليهم، وإمّا أن يجعله تعريضا للنظر والاستدلال كأنه : هذا المنير البهيّ ربِّي، إن عضَدت ذلك الدلائلُ، ويجيء إبراهيم عليه السلام، كما قال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: { ووجَدك ضالًّا فهدَى } أي: مهمل المعتقد، وإن قلنا بأن القصّة وقعت له في حال كفره وهو مكلّف فلا يجوز أن يقول: {هَذَا رَبِّي} مصمِّما ولا معرضا للنّظر، لأنها رتبة جهل أو شك، وهو عليه السلام منزه معصوم من ذلك كله، فلم يبق إلا أن يقولها على جهة التقرير لقومه والتوبيخ لهم وإقامة الحجة عليهم في عبادة الأصنام، كأنه قال لهم: أهذا المنير ربي أو هذا ربي، وهو يريد على زعمكم كما قال الله تعالى:{أَيْنَ شُرَكَائِيَ}: فإنما المعنى على زعمكم " (13).

"فالحق أنَّ إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، كان في هذا المقام مناظرا لقومه، مبينا لهم بطلان ما كانوا عليه من عبادة الهياكل والأصنام، فبين في المقام الأول مع أبيه خطأهم في عبادة الأصنام الأرضية، التي هي على صورة الملائكة السماوية، ليشفعوا لهم إلى الخالق العظيم الذين هم عند أنفسهم أحقر من أن يعبدوه، وإنما يتوسلون إليه بعبادة ملائكته، ليشفعوا لهم عنده في الرزق والنصر، وغير ذلك مما يحتاجون إليه" [color="rgb(255, 0, 255)"](14) [/color]

" فأراد أن ينبههم على الخطأ في دينهم، وأن يرشدهم إلى طريق النظر والاستدلال، ويعرِّفهم أن النظر الصحيح مؤدّ إلى أن شيئاً منها لا يصحّ أن يكون إلها، لقيام دليل الحدوث فيها، وأن وراءها محدثاً أحدثها، وصانعاً صنعها، مدبراً دبر طلوعها وأفولها وانتقالها ومسيرها وسائر أحوالها، { هَذَا رَبِّي }: قول من ينصف خصمه مع علمه بأنه مبطل، فيحكى قوله كما هو غير متعصب لمذهبه، لأن ذلك أدعى إلى الحق وأنجى من الشغب" (15)

"وبين في هذا المقام خطأهم وضلالهم في عبادة الهياكل، وهي الكواكب السيارة السبعة المتحيرة، وهي: "القمر"، و"عطارد"، و"الزهرة"، و"الشمس"، و"المريخ"، و"المشترى"، و"زحل"، وأشدهن إضاءة وأشرقهن عندهم الشمس، ثم القمر، ثم الزهرة، فبين أولا أن هذه الزهرة لا تصلح للإلهية؛ لأنها مسخرة مقدرة بسير معيَّن، لا تزيغ عنه يمينًا ولا شمالا ولا تملك لنفسها تصرفا، بل هي جرم من الأجرام خلقها الله منيرة، لما له في ذلك من الحكم العظيمة، وهي تطلع من المشرق، ثم تسير فيما بينه وبين المغرب حتى تغيب عن الأبصار فيه، ثم تبدو في الليلة القابلة على هذا المنوال، ومثل هذه لا تصلح للإلهية؟! ثم انتقل إلى القمر، فبين فيه مثل ما بين في النجم.

ثم انتقل إلى الشمس كذلك، فلما انتفت الإلهية عن هذه الأجرام الثلاثة التي هي أنور ما تقع عليه الأبصار، وتحقق ذلك بالدليل القاطع، { قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ } أي: أنا بريء من عبادتهن وموالاتهن، فإن كانت آلهة، فكيدوني بها جميعا ثم لا تنظرون، { إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } أي: إنما أعبد خالق هذه الأشياء ومخترعها ومسخرها ومقدرها ومدبرها، الذي بيده ملكوت كل شيء، وخالق كل شيء وربه ومليكه وإلهه، كما قال تعالى: { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } (16) ، وكيف يجوز أن يكون إبراهيم الخليل ناظرا في هذا المقام، وهو الذي قال الله في حقه: { وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ } (17) الآيات ، وقال تعالى: { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لأنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } (18) ، وقال تعالى: { قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } (19).

وقد ثبت في الصحيحين، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كل مولود يولد على الفطرة" (20), وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله: إني خلقت عبادي حنفاء" (21), وقال الله في كتابه العزيز: { فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ } (22 ، وقال تعالى: { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى } (23) ومعناه على أحد القولين، كقوله: { فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا }.

فإذا كان هذا في حق سائر الخليقة، فكيف يكون إبراهيم الخليل -الذي جعله الله { أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } (24) ناظرا في هذا المقام ؟! بل هو أولى الناس بالفطرة السليمة، والسجية المستقيمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا شك ولا ريب. ومما يؤيد أنه كان في هذا المقام مناظرًا لقومه فيما كانوا فيه من الشرك لا ناظرا قوله تعالى: { وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنزلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) } [color="rgb(255, 0, 255)"] (25) (26) [/color]
وقال محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي رحمه الله (ت: 1393هـ): " قوله: { هذا رَبِّي } (27) في المواضع الثلاثة محتمَل ، لأنه كان يظن ذلك ، كما روي عن ابن عباس وغيره وهو محتمل ، لأنه جازم بعدم ربوبية غير الله، ومراده هذا ربي في زعمكم الباطل ، أو أنه حذف أداة استفهام الإنكار والقرآن يبين بطلان الأول ، وصحة الثاني، أما بطلان الأول ، فالله تعالى نفى كون الشرك الماضي عن إبراهيم في قوله : { وَمَا كَانَ مِنَ المشركين } (28) في عدة آيات ، ونفي الكون الماضي يستغرق جميع الزمن الماضي ، فثبت أنه لم يتقدم عليه شرك يوماً ما.

وأما كونه جازماً موقناً بعدم ربوبية غير الله ، فقد دل عليه ترتيب قوله تعالى : { فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الليل رَأَى كَوْكَباً قَالَ هذا رَبِّي } إلى آخره « بالفاء » على قوله تعالى: { وَكَذَلِكَ نري إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السماوات والأرض وَلِيَكُونَ مِنَ الموقنين } (29) فدل على أنه قال ذلك موقناً مناظراً ومحاجاً لهم ، كما دل عليه قوله تعالى : { وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ } (30) الآية ، وقوله : { وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ آتَيْنَاهَآ إِبْرَاهِيمَ على قَوْمِهِ } (31) الآية، والعلم عند الله تعالى" (32)اهـ .


"وهذا الذي ذكرنا في تفسير هذه الآيات, هو الصواب: وهو أنَّ المقام مقام مناظرة من إبراهيم لقومه, وبيان بطلان إلهية هذه الأجرام العلوية وغيرها، وأما من قال: إنه مقام نظر في حال طفوليته, فليس عليه دليل" (33).

ولأصحاب هذا القول الذي اخترنا حجج أخرى استخرجها أبو عبد الله فخر الدين الرازي رحمه الله (ت: 606هـ) إلا الحجَّة الثالثة عشرة، فهي من فضل الله تعالى عليَّ:

لحجة الأولى: أن القول بربوبية النَّجم كفر بالإجماع والكفر غير جائز بالإجماع على الأنبياء.
الحجة الثانية: أن إبراهيم عليه السلام كان قد عرف ربه قبل هذه الواقعة لأنه قال قبل هذه الواقعة لأبيه آزر: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأبيه ءَازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا ءَالِهَةً } (34)

الحجة الثالثة: أنه تعالى حكى عنه أنه دعا أباه إلى التوحيد وترك عبادة الأصنام بالرفق حيث قال: {لأبِيهِ يَـا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِى عَنكَ شَيْـئًا} (35) وحكى في هذا الموضع أنه دعا أباه إلى التوحيد وترك عبادة الأصنام بالكلام الخشن واللفظ الموحش، فدل هذا على أن هذه الواقعة إنما وقعت بعد أن دعا أباه إلى التوحيد مراراً وأطواراً، فثبت أن هذه الواقعة إنما وقعت بعد أن عرف الله بمُدّة.

الحجة الرابعة: أن هذه الواقعة إنما وقعت بعد أن أراه الله ملكوت السموات والأرض حتى رأى من فوق العرش والكرسي وما تحتهما إلى ما تحت الثرى، ومن كان منصبه في الدين كذلك، وعلمه بالله كذلك، كيف يليق به أن يعتقد إلهية الكواكب ؟

الحجة الخامسة: أن دلائل الحدوث في الأفلاك ظاهرة فكيف يليق بأقل العقلاء نصيباً من العقل والفهم أن يقول بربوبية الكواكب فضلاً عن أعقل العقلاء وأعلم العلماء ؟

الحجة السادسة: أنه تعالى قال في صفة إبراهيم عليه السلام : {إِذْ جَآءَ رَبَّه بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} (36) وأقل مراتب القلب السليم أن يكون سليماً من الكفر.

الحجة السابعة: مدحه سبحانه بقوله: {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَآ إِبْرَاهِيمَ رُشْدَه مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَـالِمِينَ} (37) أي: آتيناه رشده من قبل: من أول زمان الفكرة، وقوله: {وَكُنَّا بِه عَـالِمِينَ} أي: بطهارته وكماله.

الحجة الثامنة: قوله: {وَكَذَلِكَ نُرِى إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَـاوَاتِ وَالارْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} أي: وليكون بسبب تلك الإراءة من الموقنين، ثم قال بعده: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الَّيْلُ}، و"الفاء" تقتضي الترتيب، فثبت أن هذه الواقعة إنما وقعت بعد أن صار إبراهيم من الموقنين العارفين بربه.

الحجة التاسعة: أن هذه الواقعة إنما حصلت بسبب مناظرة إبراهيم عليه السلام مع قومه، والدليل عليه أنه تعالى لما ذكر هذه القصة قال: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيْنَـاهَآ إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِه } ولم يقل على نفسه، فعُلم أن هذه المباحثة إنما جرت مع قومه لأجل أن يرشدهم إلى الإيمان والتوحيد.

الحجة العاشرة: أن القوم يقولون إن إبراهيم عليه السلام إنما اشتغل بالنظر في الكواكب والقمر والشمس حال ما كان في الغار، وهذا باطل، لأنه لو كان الأمر كذلك، فكيف يقول: {وَإِنَّنِي بَرِى ءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ} مع أنه ما كان في الغار لا قوم ولا صنم.

الحجة الحادية عشرة: قال تعالى: {وَحَآجَّه قَوْمُه قَالَ أَتُحَـاجُّونِّي في اللَّهِ} وكيف يحاجونه وهم بعدُ ما رأوه وهو ما رآهم، وهذا يدل على أنه عليه السلام إنما اشتغل بالنظر في الكواكب والقمر والشمس بعد أن خالط قومه ورآهم يعبدون الأصنام ودعوه إلى عبادتها فذكر قوله: {لا أُحِبُّ الافِلِينَ}: رداً عليهم وتنبيهاً لهم على فساد قولهم.

الحجة الثانية عشرة: أنه تعالى حكى عنه أنه قال للقوم : {وَكَيْفَ أَخَافُ مَآ أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ} وهذا يدل على أن القوم كانوا خوّفوه بالأصنام.

الحجة الثالثة عشرة: ما جاء في "الصحيحين" في قصة الشفاعة، أنَّ أهل الموقف يستشفعون بالأنبياء: "فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَيَقُولُ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ إِنَّ رَبِّى قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلاَ يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَذَكَرَ كَذَبَاتِهِ..." (38) الحديث.
وفي رواية لمسلم (39): "في قِصَّةِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ وَذَكَرَ قَوْلَهُ في الْكَوْكَبِ: {هَذَا رَبِّى}، وَقَوْلَهُ لآلِهَتِهِمْ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا}، وَقَوْلَهُ: {إِنِّي سَقِيمٌ}"، فيكون قوله: {هَذَا رَبِّى} تورية لأجل الوصول بهم إلى بطلان عقيدة عبادة الكواكب، وهو دليل للنِّزاع في هذا المحلِّ، وهو يدلّ على أنَّ مقام إبراهيم عليه السَّلام مع قومه في القصَّة كان مقام مناظرة لا مقام نظر وهذا ظاهر.
قال محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله (ت 1421هـ ) (40): "والكذبات الثلاث التي ذكرها إبراهيم عليه السلام فسِّرت بما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات، اثنين منهن في ذات الله: قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ }، وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا}، وذكر قوله عن امرأته سارة: إنها أختي.
وفي "صحيح مسلم" في حديث الشفاعة السابق أن الثالثة قوله في الكوكب: {هَذَا رَبِّي}، ولم يذكر قصة سارة، لكن قال ابن حجر في "الفتح" (41): " الذي يظهر أنها وهم من بعض الرواة "، وعلل ذلك.
وإنما سَمَّى إبراهيم عليه السلام هذه كذبات، تواضعا منه، لأنها بحسب مراده صدق مطابق للواقع، فهي من باب التورية، والله أعلم" اهـ.


فثبت بهذه الدلائل الظاهرة أنه لا يجوز أن يقال إنَّ إبراهيم عليه السلام قال على سبيل الجزم : هذا ربي" (42).

والله أعلم، والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله وسلم على نبيه ورسوله محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أبو الحارث يوسف بن عومر
ليلة الأحد أظنها سابع وعشرين ربيع الأول سنة ست وثلاثين وأربعمئة وألف.



=======

1- وقال ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" (ج2\ص147): "وقد اختلف المفسرون في هذا المقام، هل هو مقام نظر أو مناظرة؟ فروى ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس ما يقتضي أنه مقام نظر، واختاره ابن جرير مستدلا بقوله: {لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ}" اهـ.
2- هو أبو خراش الهذلي.
3- قال في "الصحاح": رفا: ((رَفَوْتُ الرجل: سكّنته من الرعب)) اهـ، وأنشد البيت.
4- "النكت والعيون" (ج2 \ ص 136-137) لأبي الحسن علي بن محمد الماوردي رحمه الله (ت: 450هـ)، وانظر "تفسير القرطبي" (ج8 \ ص438-441).
5- [إبراهيم : 35].
6- [الصافات : 84].
7- [النحل : 27].
8- "الجامع لأحكام القرآن" (ج8 \ 439) لأبي عبد الله القرطبي رحمه الله (ت: 671هـ).
9- "مجموع الفتاوى" (ج3 \ 295) لأبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني رحمه الله (ت 728هـ) وقال في ثنايا هذا الكلام: " وَهَذَا مِنْ جِهَةِ الْعَرَبِيَّةِ نَظِيرُ مَا زَعَمَهُ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {هَذَا رَبِّي} أَهَذَا رَبِّي ؟" اهـ.
10- "التحرير والتنوير" (12 \ 200).
11- "تفسير ابن كثير" (ج2\ص147).
12- هو للعجاج، ويروى هكذا:
مِيلَينِ ثُمَّ قالَ في التَفكيرِ
وقبله: وَفيهِ كَالإِعراضِ لِلعُكورِ.
13- "المحرر والوجيز" (ج2 \ 313) لأبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي رحمه الله (ت: 542هـ).
14- "تفسير ابن كثير" (ج2\ص147).
15- "الكشاف" (ج2 \ 137) لأبي القاسم محمود بن عمرو الزمخشري جار الله رحمه الله (ت: 538).
16- [الأعراف: 54].
17- [الأنبياء: 51، 52].
18- [النحل: 120 -123].
19- [الأنعام: 161].
20- البخاري (برقم: 1383 - 1374 - 1401 - 4822 - 6679 مكنز)، ومسلم (برقم: 6926 - 6927 مكنز) ولفظه: "وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ".
21- مسلم (برقم: 7386 مكنز ).
22- [الروم: 30].
23- [الأعراف: 172].
24- [النحل: 120].
25- [الأنعام: 80-81].
26- من "تفسير ابن كثير" (ج2\ص147).
27- [الأنعام: 76-77-78 ].
28- [ النحل : 123 ].
29- [ الأنعام : 75 ].
30- [ الأنعام : 80 ].
31- [ الأنعام : 83 ].
32- من "أضواء البيان" (ج2 \ ص12).
33- "تيسير الكريم المنان" (ص240) لعبدالرحمن بن ناصر بن عبدالله السعدي رحمه الله (ت: 1376هـ).
34- [الأنعام : 74].
35- [مريم : 42].
36- [الصافات : 84].
37- [الأنبياء : 51].
38- البخاري (برقم: 3375 - 3396 - 4759 مكنز)، ومسلم (برقم: 501 مكنز).
39- (برقم: 205 مكنز)، قال مسلم رحمه الله: " وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِى زُرْعَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: وُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَصْعَةٌ مِنْ ثَرِيدٍ وَلَحْمٍ فَتَنَاوَلَ الذِّرَاعَ وَكَانَتْ أَحَبَّ الشَّاةِ إِلَيْهِ فَنَهَسَ نَهْسَةً فَقَالَ: أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ نَهَسَ أُخْرَى فَقَالَ: أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَمَّا رَأَى أَصْحَابَهُ لاَ يَسْأَلُونَهُ قَالَ: أَلاَ تَقُولُونَ كَيْفَهْ؟ قَالُوا: كَيْفَهْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى حَدِيثِ أَبِى حَيَّانَ عَنْ أَبِى زُرْعَةَ وَزَادَ في قِصَّةِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ وَذَكَرَ قَوْلَهُ في الْكَوْكَبِ: {هَذَا رَبِّى}، وَقَوْلَهُ لآلِهَتِهِمْ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا}، وَقَوْلَهُ: {إِنِّي سَقِيمٌ}، قَالَ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ إِلَى عِضَادَتَيَّ الْبَابِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ أَوْ هَجَرٍ وَمَكَّةَ قَالَ لاَ أَدْرِى أَيَّ ذَلِكَ قَالَ" وهذا سند صحيح.
40- "مجموع الفتاوى" ( ج8 \ 527).
41- (ج14 \ 32)، ثم قال الحافظ بن حجر رحمه الله (ت 852هـ): "والذي اتفقت عليه الطرق ذكر سارة دون الكوكب، وكأنه لم يعده مع أنه أدخل من ذكر سارة، لما نقل أنه قاله في حال الطفولية، فلم يعدها لأن حال الطفولية ليست بحال تكليف، وهذه طريقة بن إسحاق، وقيل: إنما قال ذلك بعد البلوغ لكنه قاله على طريق الاستفهام الذي يقصد به التوبيخ، وقيل: قاله على طريق الاحتجاج على قومه تنبيها على أن الذي يتغير لا يصلح للربوبية، وهذا قول الأكثر: أنه قال توبيخا لقومه أو تهكما بهم وهو المعتمد، ولهذا لم يعد ذلك في الكذبات، وأما إطلاقه الكذب على الأمور الثلاثة: فلكونه قال قولا يعتقده السامع كذبا لكنه إذا حقق لم يكن كذبا لأنه من باب المعاريض المحتملة للأمرين، فليس بكذب محض" اهـ.
42- "تفسير الرازي" (ج13 \ ص46-47) بتصرف.


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 24 Jan 2015 الساعة 11:05 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 Jan 2015, 01:53 PM
أسامة العابد أسامة العابد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 159
افتراضي دعاء

بارك الله فيك أخي يوسف
وأذكر في احدى محاضرات الشيخ بشير صاري حفظه الله ذكر في قوله تعالى عن ابراهيم عليه السلام (ولم يك من المشركين ) أن حذف النون من يكن للدلالة على أن ابراهيم عليه السلام لم يقرب الشرك أصلا لا في صغره ولا في كبره ولا الشرك يسيره او كثيره ولما فرغنا من الدرس سألته عن قول ابراهيم (هذا ربي ) أجابني أن العلماء فسروها بانه استفهام والله أعلم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20 Jan 2015, 03:02 PM
ندير بومدين حمادي ندير بومدين حمادي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: بني صاف الجزائر
المشاركات: 70
افتراضي

بحث طيّب، بارك الله فيك أخي يوسف
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 Jan 2015, 07:32 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

بارك الله فيكما أخواي: أسامة ونذير على المرور، وجزاك الله خيرا أسامة على الفائدة، وسأنظر في طلبك على الخاص
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 Jan 2015, 10:41 PM
أبو عبد الله كمال أبو عبد الله كمال غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: المسيلة
المشاركات: 36
افتراضي

جزاك الله خيرا اخانا يوسف
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 Jan 2015, 04:48 PM
مدني الأبياري مدني الأبياري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر/العاصمة
المشاركات: 59
افتراضي

---
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 24 Jan 2015, 11:08 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

أرجو من الإخوة إعادة قراءة الموضوع ففيه زيادات جديدة لا يستغنى عنها، وجزاك الله خيرا أخي مدني والإخوة المتاعبعين جميعا
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, مسائل, تفسير, قرآن

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013