منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 Jul 2015, 08:50 PM
مراد قرازة مراد قرازة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
افتراضي فضائح الصوفية (قصيدة)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فهذا هو الجزء الخامس من منظومتي النونية المسماة بـ " الشافية الكافية في الانتصار لعقائد الفرقة الناجية " يسر الله اتمامها

فضائح الصوفية


فَصْلٌ فِي
التَّسْمِيَةِ وَالنَّشْأَة
هَذَا وَإِنْ أَخَّرْتُ لَسْتُ بِغَافِلٍ ---- عَنْ نَبْتَةٍ زُرِعَتْ بِكُلِّ مَكَانِ
رُبِطَ اسْمُهَا ِفي النَّاسِ بِالزَّمَنِ الّذِي ---- بَلَغَ السَّلاَمُ بِهِ لِكُلِّ هَوَانِ
أَعْنِي بِهِ الصُّوفِيَّ ذَاكَ المُفْتَرِي ---- وَسَلِيلَ أَهْلِ الدِّيرِ وَالرُّهْبَانِ
سُمُّوا بِلِبْسِ الصُّوفِ زُهْدًا فِي الّذِي ---- لَبِسَ العِبَادُ بِهَا مِنَ الكِتَّانِ
وَكَذَا كِسَاءُ الفَاسِقِينَ وَمَنْ بَغَى ---- لِبْسَ الحَرِيرِ كَمَعْشَرِ النِّسْوَانِ
إِذْ كَانَ أوَّلُهُمْ بِحَقٍّ زَاهِدًا ---- وَمُقَدَّمًا بِالدِّينِ وَالإِيمَانِ
سَمْحُ الكَلَامِ مُحَقِّقُّ التَّوْحِيدِ بَلْ ---- صَافِي العُلُومِ وَبَالِغَ العِرْفَانِ
رَجُلٌ تَفَرَّغَ لِلْعِبَادَةِ وَالتُّقَى ---- وَرَمَى حُظُوظَ النَّفْسِ بِالنُّكْرَانِ
مِثْلُ الجُنَيْدِ وَبِشْرِهِمْ وَكَمَالِكٍ ---- أَهْلِ الهُدَى وَطَرَائِقِ الإِحْسَانِ
هَذَا وَلَا يَخْلُو كَبِيرٌ مِنْهُمُ ----عَنْ شطْحَةٍ أَوْ مِنْ سُقُوطِ لِسَانِ
فَلَهُمْ كَلَامٌ فِي الحَقِيقَةِ وَالهَوَى ---- وَالكَشْفِ أَوْ كَخَوَارِقِ الأَكْوَانِ
لَكِنَّهَا نَزْرٌ قَلِيلٌ فِي الّذِي ---- قَالَ المُتَابِعُ آخِرَ الأَزْمَانِ
وَكَذَا اعْتِزَالُ النَّاسِ كُرْهًا لِلَّذِي ---- رَكِبُوا مِنَ الآفَاتِ وَالعِصْيَانِ
فَكَأَنَّهُمْ فَتَحُوا بهِاَ بَابًا لِمَنْ ---- غَالَى فَأَفْسَدَ بَعْدُ فِي الأَدْيَانِ
مِنْ بَعْدِهِمْ وَرِثَ الطَّرِيقَةَ أُمَّةٌ ---- مِنْ أَهْلِ فَارِسَ مَوْطِنُ الفَتَّانِ
وَغَرَاسُ كَلِّ المُحْدَثَاتِ وَأَرْضُهَا ---- وَسَمَاؤُهَا مِنْ سَائِرِ البُلْدَانِ
كَأَبِي سَعِيدٍ وَ الحَكِيمِ التِّرْمِذِي ---- وَأَبِي اليَزِيدِ وَسَائِرِ الخِلاَّنِ
ذِي النُّونِ وَالشِّبْلِيِّ قَوْمٌ كُلُّهُمْ ---- وَضَعُوا أَسَاسَ البَيْتِ وَالبُنْيَانِ
عَنْهُمْ قَدِ اِشْتَهَرَ التَّصَوُّفُ فِي الوَرَى ---- وَسَرَى كَمِلْحٍ ذَابَ فِي الخِلْجَانِ
وَبِوَقْتِهِمْ مُزِجَ الكَلَامُ بِدِينِهِمْ ---- فَتَنَاقَلُوا شَرْعًا عَنِ اليُونَانِ
وَغَدَى الكَلَامُ لَدَيْهِمُ أَصْلٌ وَقَدْ ---- رَجَعَ السُّلُوكُ إِلَى المَقَامِ الثَّانِي
وَبِعَصْرِهِمْ عُرِفَ اجْتِمَاعُهُمُ عَلَى ---- غَيْرِ الهُدَى وَشَرَائِعِ القُرْآنِ
وَبَدَتْ لَهُمْ تِلْكَ الأُصُولُ وَفَرْعُهَا ---- وَبَدَتْ بَوَاطِنُهُمْ عَلَى الأَعْيَانِ
وَلَقَدْ تَحَمَّلَ كِبْرَهَا عِلْجٌ لَهُمْ ---- فَأَبَانَ قَوْلَ الإِفْكِ وَالبُهْتَانِ
حَلاَّجُهُمْ ذَاكَ البَغِيُّ المُفْتَرِي ---- رَأْسُ الفُجُورِ وَمُفْسِدُ الأَدْيَانِ
مِنْ بَعْدِهِ سَهُلَ الطَّرِيقِ لَدَيْهِمُ ---- وَفَشَا قَبِيحُ القَوْلِ بِالعُمْيَانِ
فَأَتَى ابْنُ فَارِضَ وَابْنُ سَبْعِينٍ كَذَا---- وَالسَّهْرَدُورِي مَنْبِتُ الكُفْرَانِ
وَلَعَلَّ أَشْهَرَ مَنْ تَجَاسَرَ مِنْهُمُ ---- بِالكُفْرِ مُحْيِ الدِّينِ ذُو العِصْيَانِ
وَمَعَ انْحِطَاطِ المُسْلِمِينَ بِدِينِهِمْ ---- وَعُمُومِ جَهْلِ النِّاسِ بِالفُرْقَانِ
طَلَبَ الزَّعَامَةَ فِي البُغَاثِ جَمَاعَةٌ ---- دَعْوَاهُمُ نَسَبٌ إِلَى العَدْنَانِي
فَغَدَى لِكُلِّ المُفْتَرِينَ طَرِيقَةٌ ---- بِعَدِيدِ حَبِّ طَلَائِعِ الرُّمَّانِ
كَالشَّاذِلِيِّ وَنَسْلِهِ البَدَوِيِّ أَوْ ---- جَمْعِ الرَّفَاعِيِّ الحَقِيرِ الدَّانِي
وَكَذَا البَهَاءُ النَّقْشَبَنْدِيُّ الدَّنِي ---- وَجَلَالُهُمْ مِنْ خِلْفَةِ الرُّومَانِ
وَلَعَلَّ أَقْبَحَ مَنْ تَرَاءَى مِنْهُمُ ---- مِنْ غَرْبِنَا فِي آخِرِ الأَزْمَانِ
رَجُلٌ غَدَا بِالكُفْرِ يَنْضَحُ فِي الوَرَى ---- أَعْنِي الخَبِيثَ المَارِدَ التِّيجَانِي
فَإِلَيْهِ قَدْ بَلَغَ التَّصَوُّفُ مُنْتَهًى ---- بِالشِّرْكِ لَمْ يَبْلُغْ لَهُ النَّصْرَانِي
لَكِنْ بِحَمْدِ اللهِ مَا بَلَغَ العُلَا ---- شَيْءٌ مِنَ الأَهْوَاءِ وَالأَدْرَانِ
إِلاَّ وَأُتْبِعَ بِالسُّقُوطِ إِلَى الرَّدَى ---- قَدَرُ العَلِيمِ وَحِكْمَةُ الدَّيَّانِ
فَصْلٌ
فِي مُخَالَفَاتِ الصُّوفِيَّةِ لِتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّة
كَمْ قَرَّرَ الغَاوُونَ مِنْكُمْ غَيْرَ مَا ---- يُرْضَى مِنَ التَّوْحِيدِ لِلرَّحْمَنِ
مِنْ قَائِلٍ بِحُلُولِ رَبِّي فِي الدُّنُا ---- أُوْ بِاتِّحَادِ الخَلْقِ بِالدَّيَّانِ
أَوْ فَاسِقٍ جَعَلَ الخَلَائِقَ عَيْنَهَا ---- رَبًّا فَلَاذَ بِجُمْلَةِ الأَوْثَانِ
أَوْ مُنْكِرٍ لِعُلُوِّهِ عَنْ عَرْشِهِ ---- فَهُوَ الوُجُودُ إِذًا بِغَيْرِ مَكَانِ
أَوْ مَنْ رَأَى رَبَّ العِبَادِ بِدَارِهِ ---- أَوْ مَسْجِدٍ أَوْ سَائِرِ البُنْيَانِ
أَوْ مَنْ تَنَكَّرَ لِلرَّحِيمِ صِفَاتَهُ ---- وَفِعَالَهُ مِنْ مَعْشَرِ العُمْيَانِ
وَلَرُبَّمَا نَسَبُوا القَبِيحَ مِنَ الرَّدَى ---- لِفِعَالِ رَبِّ الجِنِّ وَالإِنْسَانِ
أَوْ مَنْ تَحَامَلَ فِي انْتِقَاصِ اللهِ مَعْ ---- سُوءِ المَقَالِ بِحَضْرَةِ المَنَّانِ
مِمَّنْ يُخَاطِبُ رَبَّهُ "يَا أَنْتَ" أَوْ ---- مَنْ يُبْدِهَا "يَا هُو" بِلَا تِبْيَانِ
مَعْ مَا قَضَوْا لِلهِ مِنْ أَنْدَادِهِمْ ---- فِي خَلْقِهِ أَوْ رِزْقِ ذِي الحِرْمَانِ
وَلَرُبَّمَا نَسَبُوا لَهُمْ تَصْرِيفَ مَا ---- يُجْرِي الإِلَهُ بِهَذِهِ الأَكْوَانِ
مِنْ بُرْءِ مَوْبُوءٍ وَفِكْرَةِ عَالِمٍ ---- أَوْ مَنْعِ مَحْرُومٍ مِنَ الوِلْدَانِ
أَوْ مِنْ شَفِيعٍ دُونَ إِذْنِ اللهِ أَوْ ---- مِنْ غَافِرٍ لِبَوَائِقِ العِصْيَانِ
أَوْ مَنْ يَنُوبُ عَنِ الإِلَهِ بِزَعْمِهِمْ ---- كَنِيَابَةِ الوَالِي عَنِ السُّلْطَانِ
أَوْ مَنْ يُشَرِّعُ غَيْرَ شَرْعِ اللهِ بَلْ ---- مَنْ يَرْفَعُ التَّكْلِيفَ بِالإِنْسَانِ
أَوْ مَنْ رَضُوهُ مُبَارَكًا دُونَ الوَرَى ---- كَذِبًا بِلَا نَصٍّ وَلَا بُرْهَانِ
فَصْلٌ
فِي مُخَالَفَاتِ الصُّوفِيَّةِ لِتَوْحِيدِ الأُلُوهِيَّة
وَلَكُمْ بِشِرْكِ الغَابِرِينَ وَسِيلُةٌ ---- وَطَرِيقَةٌ مَعْلُومَةُ الأَرْكَانِ
عَظَّمْتُمُ مَا عَظَّمُوا مِنْ سَالِفٍ ---- كَقُبُورِ أَهْلِ الصِّدْقِ وَالعِرْفَانِ
وَمَسَاجِدِ المَاضِينَ مِثْلُ مَزَارِهِمْ ---- وَمَآثِرُ المَوْتَى بِلَا نُكْرَانِ
شَيَّدْتُمُ تِلْكَ المَشَاهِدَ فَوْقَهَا ---- وَرَفَعْتُمُ لِلْقَبْرِ بِالبُنْيَانِ
وَلَقَدْ تَأَلَّهْتُمْ بِهَا وَلِأَهْلِهَا ---- وَأَتَيْتُمُ بِالشِّرْكِ وَالعِصْيَانِ
فَصَرَفْتُمُ لِلْخَلْقِ دَعْوَةَ جَاِئرٍ ---- وَنَذَرْتُمُ وَذَبَحْتُمُ بِمَكَانِ
وَرَهِبْتُمُ فِي السِّرِّ عَبْدًا قَدْ قَضَى ---- وَرَجَوْتُمُ المَقْبُورَ كُلَّ أَوَانِ
وَأَنَبْتُمُ لِلْعَالَمِينَ تَضَرُّعًا ---- وَتَقَرُّبًا لِوِلَايَةِ الشَّيْطَانِ
وَكَمِ اِسْتَعَانَ فَرِيقُكُمْ بِالجِنِّ أَوْ ---- بِالسِّحْرِ أَوْ بِطَرَائِقِ الكُهَّانِ
وَتَتَبُّعُ الأَنْوَاءِ تَنْجِيمًا وَقَدْ ---- يَتَعَبَّدُ المِسْكِينُ لِلْأَكْوَانِ
فَجَعَلْتُمُ الشِّرْكَ الصَّرِيحَ كَرَامَةً ---- وَدَلِيلَ صِدْقِ الحُبِّ وَالإِيمَانِ
وَطَلَبْتُمُ بَرَكَاتِ مَنْ شِئْتُمْ وَمَنْ ---- أَفْضَى لِغَيْرِ مَنَازِلِ الحَيَوَانِ
كَمْ رُقْيَةٍ بِدْعِيَّةٍ أَحْدَثْتُمُ ---- مَجْهُولَةٍ تُتْلَى بِغَيْرِ مَعَانِ
عَلَّقْتُمُ تِلْكَ التَّمَائِمَ أُسْوَةً ---- بِالكَافِرِينَ وَعُصْبَةِ النِّيرَانِ
وَحَلَفْتُمُ بِوَلِيِّكُمْ وَرَضِيتُمُ ---- حِنْثَ اليَمِينِ تَكُونُ لِلرَّحْمَنِ
دُونَ الّتِي أَجْرَيْتُمُ لِإِلَهِكُمْ --- سُبْحَانَ رَبِّ النَّاسِ ذِي السُّلْطَانِ
وَرَقَمْتُمُ تِلْكَ التَّصَاوِيرَ الّتِي ---- كَانَتْ بَرِيدَ القَوْمِ لِلْكُفْرَانِ
فَصْلٌ
فِي مَصَادِرِ التَّلَقِّي عِنْدَ الصُّوفِيَّة
أَحْدَثْتُمُ الكَشْفَ الذِي شَابَهْتُمُ ---- بِصَنِيعِهِ لِمَعَاشِرِ الكُهَّانِ
بَلْ أَنْتُمُ تَبَعٌ بِهِ لِمُسَيْلِمٍ ---- وَسَجَاحِهِمْ وَلِأَسْوَدِ البُهْتَانِ
وَلِكُلِّ مَنْ زَعَمَ النُّبُوَّةَ وَادَّعَى ---- وَصْلَ الرَّحِيمِ وَقَالَ بِالكُفْرَانِ
فَالكُلُّ يُخْبِرُ عَنْ إِلَهِ العَرْشِ مَا ---- يَبْغِي بِغَيْرِ تَثَبُّتٍ وَبَيَانِ
زَعَمُوهُ هُمْ وَحْيًا وَقُلْتُمْ أَنْتُمُ ---- إِلْهَامُ نَفْسٍ فَاضَ بِالإِنْسَانِ
فَلَكَمْ تَنَزَّلَ رَبُّنَا فِي إِفْكِكُمْ ---- فَيْضًا عَلَى الأَرْوَاحِ وَالأَبْدَانِ
وَلَرُبَّمَا عَرَجَتْ إِلَيْهِ نُفُوسُكُمْ ---- فَغَدَتْ بِصَيْدِ العِلْمِ وَالإِيمَانِ
وَلَرُبَّمَا تَسْرِي إِلَيْهِ بِأَرْضِنَا ---- فَهُوَ الوُجُودُ جَرَى بِكُلِّ مَكَانِ
وَلَرُبَّمَا سَمِعَتْ هُتَافًا بِالدُّجَى ---- بِمَنَامِهَا وَبِسَكْرَةِ اليَقْظَانِ
وَلَرُبَّمَا سَمَّيْتُمُوهُ فَرَاسَةً ---- أَوْ قُلْتُمُ إِلْهَامَ ذِي الغُفْرَانِ
وَلَكُمْ مَرَاتِبُ دُونَ ذِي مِنْ إِفْكِكُمْ ---- كَمَدَارِجِ الإِلْحَادِ وَالكُفْرَانِ
فَالبَعْضُ يَنْظُرُ بِالمَنَامِ مُحَمَّدًا ---- وَالبَعْضُ أَهْلَ الزُّهْدِ وَالعِرْفَانِ
وَالبَعْضُ يُبْصِرُهُمْ عَيَانًا دُونَمَا ---- حُجُبٍ كَذَاكَ مَنَاظِرُ العُمْيَانِ
وَالبَعْضُ يَلْقَى الخِضْرَ مِنْ وَلَهٍ وَمَنْ ---- يَلْقَى شُيُوخَ الغَيِّ وَالطُّغْيَانِ
وَمَلَائِكَ الرَّحْمَنِ أَيْضًا قَدْ رَأَوْا ---- وَالمُرْسَلِينَ وَصَالِحَ الإِخْوَانِ
وَالأَكْثَرُونَ رَوَوْا بِحَقٍّ مَا رَأَوْا ---- مِنْ صُورَةِ الجِنِّيِّ وَالشَّيْطَانِ
فَهُوَ الّذِي يُلْقِي إِلَيْهِمْ شَرَّ مَا ---- يَبْغِي مِنَ الأَنْجَاسِ بِالأَذْهَانِ
وَجَمِيعُهُمْ يَبْنِي الشِّرَائِعَ بِالّذِي ---- يُلْقِي إِلَيْهِ مُخَرِّبُ الأَدْيَانِ
وَيُحَمِّلُ القُرْآنَ فَهْمًا بَاطِنًا ---- وَحَدِيثَ خَيْرِ الخَلْقِ مَعْنًى ثَانِ
فَصْلٌ
فِي العِبَادَةِ عِنْدَ الصُّوفِيَّة
أَهْلُ العِبَادَةِ ذَا شِعَارٌ لَمْ يَزَلْ ---- بِالزُّورِ يَخْرِقُ مَسْمَعَ الطَّرْشَانِ
فَكَأَنَّ غَيْرَكُمُ لِرَبِّي قَدْ نَسِي ---- وَذَكَرْتُمُوهُ بِغَايَةِ العِرْفَانِ
كَلاَّ فَذِي دَعْوَاكُمُ زُورًا وَلِي ---- عَنْ إِفْكِكُمْ بِالحَقِّ قَوْلٌ ثَانِ
إِنَّ العِبَادَةَ فِي الوَرَى قَدْ شُرِّعَتْ ---- بِشُرُوطِهَا وَبِجُمْلَةِ الأَرْكَانِ
فَمَتَى انْتَفَى شَرْطٌ لَهَا لَمْ يُنْتَفَعْ ---- بِسُلُوكِهَا يَوْمًا مِنَ الأَزْمَانِ
فَهِيَ الّتِي لَا تُرْتَجَى إِلَّا مَتَى ---- طَلَبَ العِبَادُ بِهَا رِضَى الرَّحْمَنِ
وَكَذَاكَ مَا تَبِعَ المُرِيدُ بِوَصْفِهَا ---- لِنَبِيِّنَا المَبْعُوثِ مِنْ عَدْنَانِ
هَذَا وَلَيْسَ الطَّعْنُ فِي النِّيَّاتِ إِذْ ---- هِيَ فِي الغُيُوبِ بِمَنْزِلٍ وَمَكَانِ
لَكِنَّنِي بِالحَقِّ أَسْأَلُ هَلْ لَكُمْ ---- حَظٌّ بِسُنَّةِ سَيِّدِ الأَكْوَانِ
أَنَّى وَقَدْ زَهَّدتُّمُ فِي العِلْمِ بَلْ ---- عَانَدْتُمُ لِشَرَائِعِ القُرْآنِ
وَتَبِعْتُمُ فِي الدِّينِ رَأْيًا دُونَمَا ---- شَرَعَ الإِلَهُ الحَقَّ بِالبُرْهَانِ
كَمْ مِنْ صَلَاةٍ عِنْدَكُمْ غَيْرَ الّتِي ---- صَلَّى بَنُو الإِسْلَامِ وَالإِيمَانِ
أَوْ وِرْدِ ذِكْرٍ قَدْ طَغَى بِلِسَانِكُمْ ---- مِنْ غَيْرِ فَضْلٍ جَاءَ بِالفُرْقَانِ
بَل رُبَّمَا فَضَّلْتُمُوهُ عَلَى الّذِي ---- شَرَعَ الرَّحِيمُ بِظَاهِرِ البُهْتَانِ
وَصِيَامُكُمْ بِالصَّمْتِ فِعْلُ المُقْتَفِي ---- لِمَآثِرِ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ
وَكَذَاكَ حَجُّكُمُ لِغَيْرِ البَيْتِ بَلْ ---- لِمَعَالِمِ الإِشْرَاكِ وَالطُّغْيَانِ
وَعِبَادَةُ الخَلاَّقِ بِالرَّقْصِ الّذِي ---- هُوَ عِنْدَنَا لِأَرَاذِلِ النِّسْوَانِ
وَغِنَاءِ أَهْلِ الفِسْقِ وَالغَزَلِ الّذِي ---- أَنْشَأْتُمُوهُ لِقُرْبَةِ الدَّيَّانِ
وَكَذَا اخْتِلَاطُ الحُمْرِ فِي أَعْيَادِكُمْ ---- فِسْقًا وَهَتْكَ العِرْضِ وَالأَدْيَانِ
وَبَلِيَّةُ الغَاوِينَ مِنْ أَهْلِ الهَوَى ---- وَعَمَى القُلُوبِ بِفِتْنَةِ المُرْدَانِ
تَعْذِيبُ أَنْفُسِكُمْ وَقَهْرُ جُسُومِكُمْ ---- وَعِقَابُهَا بِالبُخْلِ وَالحِرْمَانِ
مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ قَدْ حَوَتْهُ وَإِنَّمَا ---- ظُلْمُ العِبَادِ بِشُورَةِ الشِّيْطَانِ
أَكْلُ النَّجَاسَةِ وَالقَذَارَةِ وَالَّذِي ---- تَأْبَاهُ فِطْرَةُ خَالِقِ الأَكْوَانِ
لِبْسُ الرِّقَاعِ تَقَشُّفًا مِنْ وَاجِدٍ ---- كَالمُنْكِرِينَ لِنِعْمَةِ المَنَّانِ
وَلَرُبَّمَا زَعَمَ السَّفِيهُ لَدَيْكُمُ ---- أَلاَّ جُنَاحَ عَلَيْهِ فِي العِصْيَانِ
وَهُوَ الّذِي جَازَ التَّكَالِيفَ الّتِي ---- قَدْ عُلِّقَتْ بِعَوَاتِقِ الإِنْسَانِ
هَذِي وَرَبِّي شِرْعَةُ الإِلْحَادِ بَلْ ---- عَيْنُ الجُحُودِ وَغَايَةُ الكُفْرَانِ
فَصْلٌ
فِي بَعْضِ المُسَمَّيَاتِ
التِي تَمَيِّزَ بِهَا الصُّوفِيَّةُ عَنْ سَائِرِ المُسْلِمِين
هَذَا وَمِنْ بِدَعِ التَّصَوُّفِ أَنْ رَضُوا ---- أَحْوَالَ أَهْلِ السُّكْرِ فِي الأَدْيَانِ
فَلَهُمْ بِغَيْبَتِهِمْ ذُهُولُ المُبْتَلَى ---- عَنْ حَظِّ نَفْسٍ كَانَ بِالإِمْكَانِ
وَالسُّكْرُ عِنْدَهُمُ يُغَيِّبُ بِالفَتَى ---- عَيْشَ الجُسُومِ وَمَشْهَدَ الأَبْدَانِ
وَالمَحْوُ مَحْوُ العَقْلِ مِنْ فَرْطِ الهَوَى ---- وَالصَّحْوُ عَوْدُ العَقْلِ بِالإِنْسَانِ
وَكَذَا الحُضُورُ فَحَالُ إِدْرَاكِ الدُّنَا ---- وَالصَّوْلُ حَصْرُ العِلْمِ بِالرَّحْمَنِ
وَالجَمْعُ جَمْعُ الخَلْقِ فِي رَبِّ الوَرَى ---- وَالفَرْقُ تَمْيِيزُ الوَرَى بِعَيَانِ
ثُمَّ التَّجَلِّي رُؤْيَةُ الدَّيَّانِ فِي ---- غَيْرِ المَنَامِ وَفِطْنَةِ اليَقْظَانِ
وَفَنَاؤُهُمْ بِاللهِ ذَاكَ المُبْتَغَى ---- وَحُلُولُ رَبِّ العَرْشِ بِالأَكْوَانِ
وَالصِّدْقُ قَوْلُ العَبْدِ أَنِّي رَبُّكُمْ ---- وَالشِّرْكُ إِثْبَاتُ الأَنَا بِمَكَانِ
تَوْحِيدُهُمْ يَعْنِي اِتِّحَادَ جُسُومِهِمْ ---- وَقُلُوبِهِمْ بِجَلَالَةِ الدَّيَّان
وَالحَضْرَةُ اسْتِحْضَارُ أَمْلَاكِ الهُدَى ---- أَوْ مَيِّتٍ مِنْ غَابِرِ الأَزْمَانِ
مِثْلَ النَّبِيِّ أَوِ الوَلِيِّ بِزَعْمِهِمْ ---- بِطُقُوسِ أَهْلِ الشِّرْكِ وَالأَوْثَانِ
وَلَرُبَّمَا طَلَبُوا شُهُودَ اللهِ فِي ---- دَارِ البِلَا وَدَنِيَّةِ الأَوْطَانِ
وَكَمِ اِبْتَلَى اللهُ الحَمِيرَ لِظُلْمِهِمْ ---- بِحُضُورِ شَرِّ الجِنِّ وَالشَّيْطَانِ
وَالكُلُّ مِنْ بِدَعِ المَجُوسِ وَفِكْرِهِمْ ---- وَدِيَانَةِ البُوذِيِّ ذِي الكُفْرَانِ
فَصْلٌ
فِي الطَّرَائِقِ الصُّوفِيَّة
كَمْ فِرْقَةٍ بِالغَيِّ قَدْ شَتَّتْتُمُ ---- أَهْلَ السَّلَامِ وَمَعْشَرَ الإِخْوَانِ
وَرَضِيتُمُ بَعْدَ التَّكَافُلِ فُرْقَةً ---- وَرَضَخْتُمُ لِحَبَائِلِ الشَّيْطَانِ
وَلَسَوْفَ يَعْجَزُ مَنْ يُحَاوِلُ عَدَّهَا ---- وَيَعُودُ بَعْدَ الجَهْدِ بِالخرصَانِ
مَا أُمَّةٌ عُرِفَتْ بِمِثْلِ خِلَافِكُمْ ---- فِي السِّلْمِ بَلْ فِي سَائِرِ الأَدْيَانِ
وَوَضَعْتُمُ فِي كَلِّ حِزْبٍ مُرْشِدًا ---- دُونَ الوَلِيِّ وَنَائِبِ السُّلْطَانِ
أَلْزَمْتُمُ الأَتْبَاعَ طَاعَةَ أَمْرِهِ ---- وَطَرِيقَهُ فِي السِّرِّ وَالإِعْلَانِ
ثُمَّ المُرِيدُ فَذَاكَ عَبْدُ شُيُوخِكُمْ ---- وَأَسِيرُكُمْ مِنْ مَعْشَرِ العُمْيَانِ
وَلَكُمْ مَرَاتِبُ غَيْرَ ذِي مِنْ وَضْعِكُمْ ---- كَمَرَاتِبِ الأَجْنَادِ وَالأَعْوَانِ
قَدْ عَدَّهَا مُحْيِي الذّنُوبِ تَخَرُّصًا ---- خَمْسًا بِلَا سَبَبٍ وَلَا بُرْهَانِ
قُطْبٌ إِمَامٌ ثُمَّ أَبْدَالٌ كَذَا ---- نُجَبَاؤُكُمْ وَنَقِيبُ كَلِّ زَمَانِ
وَالبَعْضُ زَادَ الغَوْثَ وَالأَوْتَادَ مَعْ ---- عُرَفَائِكُمْ بِالإِفْكِ وَالبُهْتَانِ
بِاللهِ أَيُّ دِيَانَةٍ أَنْشَأْتُمُ ---- يَا أَمَّةَ العُمْيَانِ وَالطُّرْشَانِ
مَا فِي كِتَابِ اللهِ وَالسُّنَنِ التِي ---- جَاءَتْ عَنِ المَبْعُوثِ بِالقُرْآنِ
مِنْ إِفْكِكُمْ شَيْئًا بِهِ اسْتَشْهَدْتُمُ ---- كَلاَّ وَلَا جِئْتُمْ لَهَا بِبَيَانِ
لَكِنُّهُ الرَّأْيُ القَبِيحُ بِمَنْ هَوَى ---- قَوْلَ الكَذُوبِ وَشِرْعَةَ الهَذَيَانِ
فَصْلٌ فِي
جَمَاعَةِ التَّبْلِيغ
ذَاكُمْ وَمِنْ رَحِمِ التَّصَوُّفِ أُطْلِقَتْ ---- مَجْمُوعَةُ التَّبْلِيغِ بِالبُلْدَانِ
تَدْعُوا إِلَى شَرْعِ الإِلَهِ بِزَعْمِهَا ---- وَتُقَرِّبُ العَاصِينَ لِلْإِيمَانِ
بِالجَهْلِ قَدْ طَلَبَتْ شَرِيعَةَ أَحْمَدٍ ---- وَبِجَهْلِهَا حَمَلَتْ عَلَى العِصْيَانِ
قَدْ وَكَّلُوا بِعَظِيمِ أَمْرِهِمُ الّذِي ---- رَكِبَ الفُسُوقَ وَغَمْرَةَ الفِتْيَانِ
وَعَصَائِبُ الأَوْبَاشِ مِنْ بَيْنِ الوَرَى ---- وَمَعَاشِر الطُّرْشَانِ وَالعُمْيَانِ
أَفَيُنْذِرُ الجُهَّالَ مَنْ هُوَ مِثْلُهُمْ ---- أَمْ يُرْشِدُ الفُسَّاقَ ذُو الكُفْرَانِ
هُمْ جَمَّعُوا فِي حِزْبِهِمْ أُمَمَ الرَّدَى ---- وَفُلُولَ أَهْلِ الشِّرْكِ وَالطُّغْيَانِ
أَهْلَ المَعَاصِي وَالبَدَائِعِ كُلِّهَا ---- وَطَرَائِقَ الغَالِينَ بِالبُهْتَانِ
فَلَهُمْ لَدَى طُرُقِ التَّصَوُّفِ بَيْعَةٌ ---- وَلَهُمْ بِفِرْقَتِهِمْ إِمَامٌ ثَانِ
كَمْ زَهَّدُوا فِي العِلْمِ أَرْبَابَ النُّهَى ---- وَرَأَوْهُ مَنْشَأَ فُرْقَةِ الإِخْوَانِ
وَرَأَوْا بِأَنَّ الجَهْلَ أَسْلَمُ بِالفَتَى ---- مِنْ نَهْجِ أَهْلِ العِلْمِ وَالقُرْآنِ
جَعَلُوا الدِّيَانَةَ قِسْمَتَيْنِ فَبَعْضُهَا ---- لُبٌّ وَذَاكَ القِشْرُ قِسْمٌ ثَانِ
فَدَعَوْا عِبَادَ اللهِ لِلْأُولَى وَقَدْ ---- زَهَدُوا بِشَطْرِ شَرِيعَةِ العَدْنَانِي
وَمُرَادُهُمْ أَبَدًا تَكَاثُرُ حِزْبِهِمْ ---- مِنْ كُلِّ غَثٍّ أَوْ بِكُلِّ سِمَانِ
وَلَهُمْ بِسِحْرِ القَوْلِ عِلْمٌ دُونَمَا ---- يُرْسِي شُعَاعَ الحَقِّ بِالأَذْهَانِ
فَلَكَمْ سَبَوْا بِالزُّورِ مِنْ عَبْدٍ بِلَا ---- حُجَجٍ تَلُوحُ لَهُمْ وَلَا بُرْهَانِ
بَلْ زُخْرُفُ القَوْلِ الّذِي هُوَ عِنْدَهُمْ ---- رَأْسُ القَصِيدِ وَغَايَةُ التِّبْيَانِ



.


التعديل الأخير تم بواسطة مراد قرازة ; 28 Aug 2015 الساعة 12:01 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 Jul 2015, 05:25 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي مراد
قصائدك دكت حصون الصوفية ، جزاك ربي الفردوس أعلى الجنان.
واصل عطائك وصلك الله بإحسان.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 Jul 2015, 07:36 PM
أبو أنس محمد عيسى أبو أنس محمد عيسى غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 415
افتراضي

بارك الله فيك وأحسن إليك
ما شاء الله قصيدة تفحم كل
من هو صوفي خرافي فجزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 Jul 2015, 03:24 PM
مراد قرازة مراد قرازة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
افتراضي

جزاكما الله خيرا وأحسن اليكما ، سررت بكم جدّا
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, نظم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013