منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 01 Nov 2015, 03:59 PM
مراد قرازة مراد قرازة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
افتراضي بعض المباحث المتفرّعة عن مسألة خلق القرآن (مباحث للمذاكرة)

بسم الله الرحمن الرحيم

بعض المباحث المتفرّعة عن مسالة خلق القرآن

مقدمة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾،
﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً﴾،
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً﴾
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسنَ الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أمّا بعد :
فإنّ مسألة " خلق القرآن " من أهم مسائل العقيدة التي اختلفت فيها مقالات المنتسبين إلى القبلة ، وقد اشتهر هذا الخلاف أكثر من اشتهار أصل المسألة ، - وهو الخلاف في مسألة " الصّفات الاختيارية " - ، لكن ما قد يخفى على الكثيرين منا هو فروع هذه المسألة ، النّاشئة عنها ، والتي تعجّ بها كتب اللّغة والأصول والفقه ، وغيرها ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " والقول في مسألة كلام الله تعالى واضطراب الناس فيها، مبنى على هذا الأصل فإنها من مسائل الصفات، وفيها من التفريع ما امتازت به على سائر مسائل الصفات، وقد اضطرب الناس فيها اضطراباً كثيراً "( 1) ، وقد حاولت في هذا المقام جمع هذه الفروع بعضها إلى بعض في مقال واحد ، فتكون بذلك طريقا مختصرا لإخواننا ، ممّن يرغب في مراجعة هذه المسألة المهمة ، وما تعلّق بها من تفريعات
وقد أغفلت ذكر الأدلة والرّدود لشهرتها وتوفرها في مضانها ، وتشابهها في أكثر المباحث
وأصل هذه المباحث ، جزء من مقال كنت كتبته ردّا على أحد السّفاء عندنا ، والذي زعم أنّ " مسألة خلق القرآن " قضية سياسية ، بين العبّاسيين وخصومهم ، ولا دخل لها في علم ولا عقيدة ، ثمّ أحجمت عن نشره ، بطلب من أحد مشايخنا ، حتى لا أرفع لهذا السافل ذكرا بين النّاس – والله المستعان -‏

* اختلاف النّاس في كلام الله عزّ وجل :

قبل بيان المسائل المتفرعة ، أحببت أولا تذكير إخواني ، بالخلاف في أصل المسألة ، فقد كثرت الأقوال وتفرّعت في كلام الله عزّ وجل ، غير أنّ أصول هذه الأقوال ستة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " والأقوال التي قالها المنتسبون إلى القبلة في هذه المسألة تبلغ سبعة أو أكثر :
‏‏ الأول‏:‏ قول المتفلسفة ومن وافقهم من متصوف، ومتكلم، كابن سينا وابن عربي الطائي، وابن سبعين، وأمثالهم ممن يقول بقول الصابئة، الذين يقولون‏:‏ إن كلام الله ليس له وجود خارج عن نفوس العباد، بل هو ما يفيض على النفوس من المعاني؛ إعلاما وطلبا؛ إما من العقل الفعال كما يقوله كثير من المتفلسفة، وإما مطلقاً كما يقوله بعض متصوفة الفلاسفة، وهذا قول الصابئة ونحوهم، وهؤلاء يقولون‏:‏ الكلام الذي سمعه موسى لم يكن موجوداً إلا في نفسه، ...، وهذا القول أبعد عن الإسلام ممن يقول‏:‏ القرآن مخلوق‏.‏‏
‏ والقول الثاني‏:‏ قول الجهمية من المعتزلة وغيرهم، الذين يقولون‏:‏ كلام الله مخلوق، يخلقه في بعض الأجسام، فمن ذلك الجسم ابتدأ، لا من الله، ولا يقوم عندهم بالله كلام ولا إرادة، وأول هؤلاء الجعد بن درهم، الذي ضحى به خالد بن عبد الله القسري لما خطب الناس يوم عيد النحر وقال‏:‏ ضحوا، تقبل الله ضحاياكم، فإني مُضَحٍّ بالجعد ابن درهم؛ إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليماً، تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا، ثم نزل فذبحه‏‏.‏
‏‏ وهؤلاء هم الذين دعوا من دعوه من الخلفاء إلى مقالتهم، حتى امتحن الناس في القرآن بالمحنة المشهورة في إمارة المأمون، والمعتصم والواثق، حتى رفع الله شأن من ثبت فيها من أئمة السنة؛ كالإمام أحمد رحمه الله و موافقيه، وكشفها الله عن الناس في إمارة المتوكل وظهر في الأمة ‏[‏مقالة السلف‏]‏‏:‏ أن القرآن كلام الله غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، أي هو المتكلم به، لم يبتدأ من بعض المخلوقات كما قالت الجهمية . ‏
‏‏ ‏ والقول الثالث‏:‏ قول أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري ومن اتبعه؛ كالقلانسي وأبي الحسن الأشعري وغيرهم، أن كلام الله معنى قائم بذات الله، هو الأمر بكل مأمور أمر الله به، والخبر عن كل مخبر أخبر الله عنه، إن عبر عنه بالعربية كان قرآنا، وإن عبر عنه بالعبرية كان توراة، وإن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلا‏.‏
والأمر والنهي والخبر ليست أنواعا له ينقسم الكلام إليها، وإنما كلها صفات له إضافية، كما يوصف الشخص الواحد بأنه ابن لزيد وعم لعمرو، وخال لبكر‏.‏
والقائلون بهذا القول منهم من يقول‏:‏ إنه معنى واحد في الأزل، وأنه في الأزل أمر ونهي وخبر، كما يقوله الأشعري‏ ، ‏ومنهم من قال‏:‏ بل يصير أمراً ونهياً عند وجود المأمور والمنهي‏ ، ومنهم من يقول‏:‏ هو عدة معان، الأمر والنهي، والخبر، والاستخبار‏
‏ ‏ القول الرابع‏:‏ قول طوائف من أهل الكلام والحديث من السالمية وغيرهم يقولون‏:‏ إن كلام الله حروف وأصوات قديمة أزلية، ولها مع ذلك معان تقوم بذات المتكلم، وهؤلاء يوافقون الأشعرية والكلابية في أن تكليم الله لعباده ليس إلا مجرد خلق إدراك للمتكلم، ليس هو أمراً منفصلا عن المستمع‏.‏
ثم إن جمهور هؤلاء لا يقولون‏:‏ إن تلك الأصوات هي المسموعة من القارئين، بل يفرقون بين هذا وهذا‏ ، ومنهم طائفة يقولون‏:‏ إن الصوت القديم يسمع من القارئ‏ ، ثم قد يقولون تارة‏:‏إن القديم نفس الصوت المسموع من القارئ، وتارة يقولون‏:‏ إنه يسمع من القارئ صوتين، قديماً ومحدثاً‏ ، وكثير منهم أو أكثرهم لا يقولون بحلول القديم في المحدث، بل يقولون‏:‏ ظهر فيه كما يظهر الوجه في المرآة‏ ، ومنهم من يقول بحلول القديم في المحدث .
القول الخامس‏:‏ قول الهشامية والكرامية ومن وافقهم‏:‏ أن كلام الله حادث قائم بذات الله بعد أن لم يكن متكلماً بكلام، بل ما زال عندهم قادراً على الكلام، وهو عندهم لم يزل متكلماً؛ بمعنى أنه لم يزل قادراً على الكلام، وإلا فوجود الكلام عندهم في الأزل ممتنع، كوجود الأفعال عندهم، وعند من وافقهم من أهل الكلام، كالمعتزلة وأتباعهم وهم يقولون‏:‏ إنه حروف وأصوات حادثة بذات الرب، بقدرته ومشيئته‏‏.‏
ولا يقولون‏:‏ إن الأصوات المسموعة، والمداد الذي في المصحف قديم، بل يقولون‏:‏ إن ذلك محدث‏.‏
القول السادس‏:‏ قول الجمهور وأهل الحديث وأئمتهم‏:‏ إن الله تعالى لم يزل متكلما إذا شاء، وأنه يتكلم بصوت، كما جاءت به الآثار، والقرآن وغيره من الكتب الإلهية‏.‏
كلام الله تكلم الله به بمشيئته وقدرته، ليس ببائن عنه مخلوقاً‏ ، ولا يقولون‏:‏ إنه صار متكلماً بعد أن لم يكن متكلماً، ولا أن كلام الله تعالى من حيث هو هو حادث، بل ما زال متكلماً إذا شاء، وإن كان كلم موسى وناداه بمشيئته وقدرته، فكلامه لا ينفد .‏
‏ ويقولون‏:‏ ما جاءت به النصوص النبوية الصحيحة، ودلت عليه العقول الزكية الصريحة، فلا ينفون عن الله تعالى صفات الكمال سبحانه وتعالى فيجعلونه كالجمادات التي لا تتكلم، ولا تسمع ولا تبصر، فلا تكلم عابديها، ولا تهديهم سبيلا، ولا ترجع إليهم قولاً ولا تملك لهم ضراً ولا نفعاً‏‏ "( 2) انتهى .
وذكر شارح الطّحاوية هذه الأقوال ، وأضاف إليها ثلاثة أخرى وهي : "
القول السابع : أنّ كلام الله عزّ وجل ، يرجع إلى ما يحدثه من علمه وإرادته القائم بذاته ، وهذا قول صاحب " المعتبر " ، ويميل إليه الرّازي في المطالب العالية .
القول الثامن : أنّ كلامه متضمن لمعنى قائم بذاته ، وهو ما يخلقه في غيره ، وهذا قول أبي منصور الماتريدي .
القول التاسع : أنّه مشترك بين المعنى القديم القائم بالذّات ، وبين ما يخلقه في غيره من الأصوات ، وهذا قول أبي المعالي ومن تبعه ." ( 3)

المباحث المتفرّعة عن مسالة خلق القرآن


المبحث الأول : اختلاف النّاس في مسمى الكلام :

اختلف النّاس في مسمى الكلام ، فمنهم من جعله خاصا باللّفظ دون المعنى ، ومنهم من قال بعكسه ، ومنهم من جعله مشتركا بينهما ، ومنهم من جعله جامعا للأمرين ، وهو قول أهل السنّة والسّلف .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقد تنازع النّاس في مسمى الكلام في الأصل ، فقيل :
- اسم اللّفظ الدّال على المعنى( 4)
- المعنى المدلول عليه باللّفظ
- مسمى لكل منهما بطريقة الاشتراك اللّفظي( 5)
- اسم عام لهما جميعا ، يتناولهما عند الاطلاق ، وإن كان مع التّقييد يراد به هذا تارة وهذا تارة ( هذا قول السّلف وأئمة الفقهاء ، وإن كان هذا القول لا يعرف في كثير من الكتب )" (6 )
وسبب هذا الخلاف ، أنّ ابن كلاّب ومن تبعه من الأشاعرة ونحوهم ، لمّا قالوا بالكلامي النّفسي ، لزمهم إنكار الحرف والصّوت واللّفظ ، فقالوا أنّ مسمى الكلام في اللّغة يطلق ويراد به المعنى فقط ، ثم منهم من أنكر أن يكون اللّفظ من مسماه ، ومنهم من جعله كذلك لكنه من قبيل الألفاظ المشتركة ، ومنهم من جعله دالا على اللّفظ بالالتزام غير متضمّن له .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " ولم يكن في مسمى الكلام نزاع بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وتابعيهم ولا من أهل السنة ولا من أهل البدع، بل أول من عرف في الإسلام أنه جعل مسمى الكلام: المعنى فقط هو عبد الله بن سعيد بن كلاب وهو متأخر في زمن محنة أحمد بن حنبل، وقد أنكر عليه علماء السنة وعلماء البدعة "(7 )

المبحث الثاني : كلام الله عزّ وجل بحرف وصوت :

من المعلوم المشهور عند أهل السنّة أنّ الله عزّ وجل يتكلّم بحرف وصوت ، وهو الثّابت في السنّة والقرآن ،وبه قالت أغلب الطّوائف قال شيخ الاسلام : " وكما أنه المعروف عند أهل السنة والحديث ، فهو قول جماهير فرق الأمة ، فإن جماهير الطوائف يقولون : إن الله يتكلم بصوت ، مع نزاعهم في أن كلامه هل هو مخلوق أو قائم بنفسه ؟ قديم أو حادث ؟ " ( 8)
وخالف الأشاعرة في هذا أيضا ، لقولهم بالكلام النّفسي ، قال شيخ الإسلام : " وليس من طوائف المسلمين من أنكر أن الله يتكلم بصوت إلا ابن كلاب ومن اتبعه ، كما أنه ليس في طوائف المسلمين من قال : إن الكلام معنى واحد قائم بالمتكلم إلا هو ومن اتبعه ، وليس في طوائف المسلمين من قال:‏ إن أصوات العباد بالقرآن قديمة أزلية، ولا أنه يسمع من العباد صوتاً قديماً " ( 9)
قال الحافظ ابن حجر : " وأما الصوت فمن منع قال : إن الصوت هو الهواء المنقطع المسموع من الحنجرة ، وأجاب من أثبته بأن الصوت الموصوف بذلك هو المعهود من الآدميين كالسمع والبصر ، وصفات الرب بخلاف ذلك ، فلا يلزم المحذور المذكور مع اعتقاد التنزيه وعدم التشبيه " ( 10)
واستدلالهم بهذا التّعريف للصّوت أيضا استدلال بمتنازع عليه ، فإنّ المتكلّمين أنفسهم اختلفوا في حد الصّوت ، وأصحّ تعريفاتهم أن يقال " الصوت صفة مسموعة " ( 11)
والقول بأنّ الله يتكلّم بصوت لا يعني بحال كون أصوات العباد قديمه أو أنّها صوت الله عزّ وجل ، وهذا ممّا نسبه الأشاعرة لأهل السنّة بهتانا وزورا ، قال شيخ الإسلام : " وأما القول بأن أصوات العباد بالقرآن أو ألفاظهم قديمة أزلية، فهذا أيضاً من البدع المحدثة، التي هي أظهر فساداً من غيرها، والسلف والأئمة من أبعد الناس عن هذا القول.‏ والعقل الصريح يعلم أن من جعل أصوات العباد قديمة أزلية، كان قوله معلوم الفساد بالضرورة " ( 12)

المبحث الثالث : اللّفظ بالقرآن الكريم :

اشتهر في النّاس قول الإمام أحمد " من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال: غير مخلوق فهو مبتدع " ، وحتى تفهم هذه المسألة فهما صحيحا لابدّ من معرفة سياقها التاريخي :
فإنّ النّاس إلى عهد الإمام أحمد كانوا على قولين ( لان قول ابن كلاّب متأخّر عن قول اللّفظية ، وإن تقاربا في الزّمن ) ، طائفة تقول بخلق القرآن – وهم الجهمية – وأخرى تقول غير مخلوق – وهم أهل السنّة والحديث – ، ثمّ ظهرت طائفة قالوا " ألفاظنا وتلاوتنا للقرآن مخلوقة ، وحقيقة قول هؤلاء أنّ القرآن الّذي نزل به جبريل على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قرآن مخلوق لم يتكلّم الله به ، وكان لهؤلاء شبهة كون أفعالنا وأصواتنا مخلوقة؛ ونحن إنما نقرؤه بحركاتنا وأصواتنا ، وربما قال بعضهم: ما عندنا إلا ألفاظنا وتلاوتنا وما في الأرض قرآن إلا هذا ، وهذا مخلوق ، فقابلهم قوم أرادوا تقويم السنة فوقعوا في البدعة وردوا باطلاً بباطل وقابلوا الفاسد بالفاسد ، فقالوا : تلاوتنا للقرآن غير مخلوقة وألفاظنا به غير مخلوقة ،لأنَّ هذا هو القرآن، والقرآن غير مخلوق، ولم يفرقوا بين الاسم المطلق والاسم المقيد في الدلالة وبين حال المسمى إذا كان مجرداً وحاله إذا كان مقروناً مقيدا ، فأنكر الإمام أحمد أيضاً على مَنْ قال: إنَّ تلاوة العباد وقراءتهم وألفاظهم وأصواتهم غير مخلوقة؛ وأمر بهجران هؤلاء كما جهَّم الأولين وبدَّعهم " ( 13)
وسبب الخلاف أنّ " للفظية الخلقية من أهل الحديث يقولون: نقول: إنَّ ألفاظنا بالقرآن مخلوقة؛ وإنَّ التلاوة غير المتلو والقراءة غير المقروء. واللفظية المثبتة يقولون: نقول: إنَّ ألفاظنا بالقرآن غير مخلوقة؛ والتلاوة هي المتلو والقراءة هي المقروء " ( 14)
والتّحقيق أن يفصل ويفرّق بين هذا وهذا ، قال شيخ الإسلام " وأمّا المنصوص الصريح عن الإمام أحمد وأعيان أصحابه وسائر أئمة السنة والحديث فلا يقولون مخلوقة ولا غير مخلوقة، ولا يقولون: التلاوة هي المتلو مطلقاً ولا غير المتلو مطلقاً، كما لا يقولون: الاسم هو المسمى ولا غير المسمى ... فلا يجوز إطلاق الخلق على الجميع، ولا نفي الخلق عن الجميع " ( 15)
والأولى في هذه المسألة وغيرها ، ترك هذا الكلام المحدث جملة وعدم التعرّض له ، والتزام الأثر وقول السّلف ، أنّ القرآن كلام الله غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود
قال شيخ الإسلام : " والمقصود هنا: أنَّ الأئمة الكبار كانوا يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة المشتبهة لما فيه من لبس الحق بالباطل مع ما توقعه من الاشتباه والاختلاف والفتنة ، بخلاف الألفاظ المأثورة والألفاظ التي بينت معانيها، فإنَّ ما كان مأثوراً حصلت له الألفة، وما كان معروفاً حصلت به المعرفة "( 16) ، وقال أيضا " فطريقةُ السَّلفِ والأئمَّةِ يُراعون المعاني الصحيحة المعلومَةِ بالشَّرْعِ والعَقْل ، ويراعون الألفاظ الشرعية فَيُعبّرون بها ما وَجَدُوا إلى ذلك سبيلا ، ومن تكلّم بلفظٍ مبتدَع يَحْتَمِل حَقًّا وباطلا ؛ نسبوه إلى البدعة أيضا ، وقالو : إنما قابل بدعةً ببدعة ورد باطلا بباطل "( 17)

المبحث الرابع : الاختلاف في الحروف :

وهي مسألة في ظاهرها موافقة لمسألة اللّفظ ، غير أنّ لها عند التّحقيق تخريجا غير تخريجها ، قال شيخ الإسلام " وأما ‏[‏الحروف‏]‏ هل هي مخلوقة أو غير مخلوقة‏ ؟‏ فالخلاف في ذلك بين الخلف مشهور، فأما السلف فلم ينقل عن أحد منهم أن حروف القرآن وألفاظه وتلاوته مخلوقة، ولا ما يدل على ذلك، بل قد ثبت عن غير واحد منهم الرد على من قال‏:‏ إن ألفاظنا بالقرآن مخلوقة " (18 )
أمّا الخلف فلهم فيها قولان ، الأوّل : أنّها غير مخلوقة ، لوقوعها في كلام الله ، وهو غير مخلوق ، والثاني : أنّها مخلوقة لوقوعها في كلام البشر وهو مخلوق
والتّحقيق أنّ الكلام في الحروف كالكلام في جنس الصّفات ، قال شيخ الإسلام : " وأصل هذا أن ما يوصف الله به ويوصف به العباد ، يوصف الله به على ما يليق به ويوصف به العباد بما يليق بهم من ذلك ; مثل الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام فإن الله له حياة وعلم وقدرة وسمع وبصر وكلام فكلامه يشتمل على حروف وهو يتكلم بصوت نفسه والعبد له حياة وعلم وقدرة وسمع وبصر وكلام وكلام العبد يشتمل على حروف وهو يتكلم بصوت نفسه .
فهذه الصفات لها ثلاث اعتبارات : تارة تعتبر مضافة إلى الرب وتارة تعتبر مضافة إلى العبد ، وتارة تعتبر مطلقة لا تختص بالرب ولا بالعبد ، فإذا قال العبد : حياة الله وعلم الله وقدرة الله وكلام الله ونحو ذلك فهذا كله غير مخلوق ولا يماثل صفات المخلوقين ، وإذا قال علم العبد وقدرة العبد وكلام العبد فهذا كله مخلوق ولا يماثل صفات الرب ، وإذا قال العلم والقدرة والكلام فهذا مجمل مطلق لا يقال عليه كله إنه مخلوق ولا إنه غير مخلوق بل ما اتصف به الرب من ذلك فهو غير مخلوق وما اتصف به العبد من ذلك فهو مخلوق فالصفة تتبع الموصوف ، فإن كان الموصوف هو الخالق فصفاته غير مخلوقة وإن كان الموصوف هو العبد المخلوق . فصفاته مخلوقة " ( 19)
وأمّا الصّفات المطلقة ، بغير موصوف ، فلا توجد في الواقع وإنّما هي من فرض العقول المجرّدة ، فلا توجد قدرة مطلقة ولا كلام مطلق ولا سمع ولا بصر ولا غيرها ، إنّما هي قدرة وكلام وسمع الله عزّ وجل ، أو كلام وقدرة وسمع المخلوقين ، وكذلك الذّوات في الواقع لا تكون مجرّدة عن الصّفات ، قال شارح الطّحاوية : " ولكن ليس في الخارج ذات مجردة عن الصفات، بل الذات الموصوفة بصفات الكمال الثابتة لها لا تنفصل عنها، وإنما يفرض الذهن ذاتاً وصفة، كلاً وحده، ولكن ليس في الخارج ذات غير موصوفة، فإن هذا محال ولو لم يكن إلا صفة الوجود، فإنها لا تنفك عن الموجود، وإن كان الذهن يفرض ذاتاً ووجوداً، يتصور هذا وحده، وهذا وحده، لكن لا ينفك أحدهما عن الآخر في الخارج " (20 )

المبحث الخامس : قدم المداد :

والمراد بالمداد الحبر الّذي كتبت به المصاحف ، فإنّ بعض المتكلّمين اتّهم أهل الحديث أنّهم يقولون بقدم هذا المداد ، وذلك لسوء قصد أو سوء فهم ، فإنّ كثيرا من أهل الحديث ، كأحمد وغيره ، كانوا يشيرون إلى المصاحف ، ويقولون ما بين دفّتي المصحف غير مخلوق ، ففهم منه البعض أنهم أرادوا كلّ ما حواه المصحف من ورق ومداد ونحوه ، والصّواب أن لا أحد من المنتسبين للقبلة قال بقدم المداد والورق ونحوه .
قال شيخ الاسلام " وأما القول بأن المداد الذي في المصحف قديم، فهذا ما رأيناه في كتاب أحد من طوائف الإسلام، ولا نقله أحد عن رجل معروف من العلماء أنه سمعه منه، ولكن طائفة يسكتون عن التكلم في المداد بنفي أو إثبات، ويقولون‏:‏ لا نقول‏:‏ إنه قديم، ولكن نسكت سداً للذريعة‏‏ .‏
‏ وقد حكاه طائفة عمن سموهم الحشوية القول بقدم المداد، وقالوا‏:‏ إنهم يقولون‏:‏ إن المداد الذي في المصحف قديم، وأنه لما كان في المحبرة كان محدثا، فلما صار في الورق صار قديما .‏‏
ورأينا طوائف يكذبون هؤلاء في النقل، وكأن حقيقة الأمر أن أولئك يقولون قول غيرهم بمجرد ما بلغهم من إطلاق قولهم، أو لما ظنوه لازما لهم، أو لما سمعوه ممن يجازف في النقل ولا يحرره، وربما سمعوه من بعض عوامهم إن كان ذلك قد وقع‏‏ " ( 21)‏

المبحث السادس : تفاضل آيات القرآن :

اختلف النّاس في تفاضل كلام الله عزّ وجلّ على قسمين ، مثبت وناف ، قال شيخ الإسلام : " ..هذا فيه للمتأخرين قولان مشهوران: منهم من قال: لا يتفاضل في نفسه؛ لأنه كله كلام الله، وكلام الله صفة له قالوا: وصفة الله لا تتفاضل، لا سيما مع القول بأنه قديم، فإن القديم لا يتفاضل
والقول الثاني: أن بعض القرآن أفضل من بعض، وهذا قول الأكثرين من الخلف والسلف، فإن النبي قال في الحديث الصحيح في الفاتحة «إنه لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا الزبور ولا القرآن مثلها»، فنفي أن يكون لها مثل، فكيف يجوز أن يقال: إنه متماثل؟ وقد ثبت عنه في الصحيح أنه قال لأبي بن كعب: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية في كتاب الله أعظم؟ قال: " اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ " فضرب بيده في صدره وقال له: «لِيَهَنك العلم أبا المنذر»، فقد بين أن هذه الآية أعظم آية في القرآن، وهذا بين أن بعض الآيات أعظم من بعض " ( 22)‏.
والقول بالتّفاضل هو الحقّ الظاهر الذي تواترت به النّصوص ، وأمّا من منع التفاضل فهم على ضربين ، ولكلّ شبهته في ردّ التّفاضل :
الأول : جماعة من أهل الحديث ، كابن عبد البرّ ( 23)‏ ، وابن حبّان (24 )‏ وغيرهم ، وهؤلاء رأوا أنه لا ينبغي أن نفضل بعض القرآن على بعض ؛ لأن القرآن كلام الله ، وصفة من صفاته ؛ ولو قلنا بأن بعضه أفضل من بعض للزم من ذلك دخول النقص في المفضول منه ، وهذا الزام غير صحيح ، ولا مراد .
الثّاني : قول الأشاعرة والماتريدية ومن سار في فلكهم قال شيخ الاسلام : " والأولون عندهم كلام الله شيء واحد، لا بعض له، فضلا أن يقال بعضه أفضل من بعض؛ والآخرون يقولون: هو قديم لازم لذاته، والقديم لا يتفاضل " ( 25)‏

المبحث السابع : إعجاز القرآن الكريم :

لا شكّ أن إعجاز القرآن الكريم من أهم المسائل الّتي ، تواترت بها النّصوص والأخبار ، واجتمعت عليها فرق ومقالات المنتسبين للإسلام ، وقد اختلف النّاس فيه اختلافا كثيرا ، كلّ يصفه بما بدا له ، وإن كان الحقّ أنّه معجز بلفظه ومعناه ، ومن أوجه عديدة .
وليس المراد هنا التفصيل في مسألة الاعجاز ، وإنّما التّنبيه على قولين ، كلاهما ناتج عن مسالة خلق القرآن :
الأوّل : قول بعض الأشاعرة ، أنّ المعجز هو الكلام النفسي الأزلي ، لأن القرآن الذي بين أيدينا ليس سوى عبارة أو حكاية عنه ، قال الزركشي في البرهان : " ولا خلاف بين العقلاء أن كتاب الله معجز، واختلفوا في إعجازه فقيل: إن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات، وأن العرب كلفت في ذلك ما لا تطيق، وفيه وقع عجزها، والجمهور على أنه إنما وقع بالدال على القديم وهو الألفاظ، فإذا ثبت ذلك فاعلم أنه لا يصح التحدي بشيء مع جهل المخاطب بالجهة التي وقع بها التحدي " ( 26)‏
الثاني : قول بعض المعتزلة ممّن قال بخلق القرآن ، كالنّظام وغيره ، فإنّهم قالوا أنّ القرآن غير معجز بنفسه ، إنّما هو معجز بالصرفة ، وتعني أنّ الله عزّ وجلّ قد صرف العرب عن معارضته على حين أنه لم يتجاوز في بلاغته مستوى طاقتهم البشرية، فانصراف العرب عن معارضتهم للقرآن لم ينشأ من أن القرآن بلغ في بلاغته حد الإعجاز الذي لا تسمو إليه قدرة البشر عادة بل لواحد من ثلاثة:
أولها : أن بواعث هذه المعارضة ودواعيها لم تتوافر لديهم
الثاني : أنّ صارفًا إليها زهدهم في المعارضة فلم تتعلق بها إرادتهم ولم تنبعث إليها عزائمهم فكسلوا وقعدوا على رغم توافر البواعث والدواعي
الثالث : أنّ عارضًا مفاجئًا عَطَّل مواهبهم البيانية، وعاق قدرهم البلاغية، وسلبهم أسبابهم العادية إلى المعارضة على رغم تعلق إرادتهم بها وتوجه همتهم إليها
قال الزّركشي : " وهو قول فاسد ، بدليل قوله تعالى : " قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرً " ، فإنّه يدلّ على عجزهم مع بقاء قدرتهم ، ولو سلبوا القدرة لم يبق فائدة لاجتماعهم لمنزلته منزلة اجتماع الموتى ، وليس عجز الموتى بكبير يحتفل به " ( 27)‏

المبحث الثامن : في تسمية الحكم الشرعي خطابا :

ممّا اشتهر في كتب الأصوليين تعريف الحكم الشّرعي بأنّه " خطاب الشّرع ...الخ " ، ولكنّ كثيرا من المتكلّمين ، انتقدوا هذا التّعريف بشبهة فاسدة ، وهي أنّ الكلام لا يسمّى خطابا إلاّ مع وجود مخاطب ، والكلام عندهم (أي الأشاعرة ) ، قديم قبل وجود المخاطبين .
قال الإمام الشنقيطي رحمه الله " واعلم أن عبارات الأصوليين اضطربت في تعريف الحكم الشرعى . وسبب اضطرابها أمران :
أحدهما : أن بعض المكلفين غير موجود وقت الخطاب والمعدوم ليس بشيء حتى يخاطب
ثانيهما : زعمهم أن الخطاب هو نفس المعنى الازلى القائم بالذات المجرد عن الصيغة "( 28)‏
قال البيضاوي : " وفي تسمية كلام الله تعالى في الأزل خطابا خلاف ... وإذا قلنا لا يطلق الخطاب في الأزل فهو يطلق بعد ذلك عند وجود المأمور والمنهي ينبغي أن يقال إن حصل إسماعه لذلك كما في موسى عليه السلام فيسمى خطابا بلا شك وإلا فلا على قياس قول القاضي وإذا سمينا ما يحصل إسماعه خطابا فلا يخرجه ذلك عن كونه قديما على أصلنا في جواز إسماع الكلام القديم وفي بعض نسخ الكتاب خطاب الله القديم كأنه رأى أن الخطاب يطلق على الكلام " ( 29)‏
ولا شكّ في تهافت هذه الشّبهة ، فإنّ الله عز وجلّ يتكلّم متى شاء ، بما شاء ، وليس آحاد كلامه أزليا كما تقوله المعتزلة ، بل آحاده متجددة بحسب إرادته سبحانه ، قال شيخ الإسلام " وكلا اللله غير مخلوق عند سلف الأمة وأئمتها ، وهو أيضا يتكلّم بمشيئته وقدرته ، عندهم لم يزل متكلّما إذا شاء ، فهو قديم النّوع ، وأمّا نفس النّداء الذي نادى به موسى ، ونحو ذلك فحينئذ ناداه... فكان السّلف يفرّقون بين نوع الكلام وبين الكلمة المعيّنة "
هذا مع أنّ الصحيح أنّ الكلام يسمّى خطابا ، وإن لم يوجد المخاطب بعد ، قال القاضي أبو بكر الباقلاني :" الكلام يوصف بأنه خطاب دون وجود مخاطب ولذلك أجزنا أن بكون كلام الله في أزله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم في وقته مخاطبة على الحقيقة وأجزنا كونه أمرا أو نهيا "( 30)‏

خاتمة :

وفي الأخير فهذا الّذي جمعته هو بعض المباحث الّتي ذكرتها ، وتوفّرت عندي وسيلتها ، وقد أغفلت الكثير منها لتشابهها وتقارب القول فيها ، كاختلافهم في صيغة الأمر والخبر وغيرها ( لأنّ الكلام النفسي لا صيغة له عندهم ) ، وكاختلافهم : هل الأمر عين النّهي عن ضدّه ؟ (لأنّ الكلام النفسي واحد عندهم ) ، وغيرها من مباحث الأصول واللّغة والعقيدة ، ولعلّها إن جمعت أن تكون رسالة جامعية وبحثا منسّقا ، ولعلّ بعض إخواننا من طلبة العلم أن يسبق لمثل هذا ، والمقال مفتوح لإخواننا بغرض الإضافة ، والتعقيب وزيادة الشرح ونحوها من أصول المذاكرة - والله الموفّق -
وصلى اللّه على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
1- مجموع الفتاوى ( 6/518)
2- مجموع الفتاوى ( 6/518- 520) ، بتصرف يسير
3 - شرح العقيدة الطّحاوية لابن أبي العز ( ص128- 129 )
4- من هنا تعرف وجه انتقاد العلماء ، لتعريف النّحويين ، فإنّهم وإن شرطوا الإفادة ( المعنى) من الكلام ، الا ّ أنّهم لم يجعلوها من ماهيته وحقيقته .
5- يُعرَّف اللفظ المشترك بأنه: اللفظ الواحد الموضوع لمعنيين فأكثر ، والمثال الأشهر على الألفاظ المشتركة لفظ (العين)، فهذا اللفظ يُطلق ويراد به العين الباصرة. ويُطلق ويراد به العين الجارية، قال تعالى: {فيها عين جارية} (الغاشية:12). ويُطلق ويراد به الجاسوس، يقال: بعث الملك في المدينة عيونه، أي: جواسيسه. ويُطلق ويراد به الذهب والفضة. ، والاشتراك له ثلاثة أقسام ( اشترك اختلاف ، اشتراك تضاد ، اشتراك تركيب )
6- مجموع الفتاوى ( 12/39-67 )
7- مجموع الفتاوى ( 7/134)
8- مجموع الفتاوى (6/527)
9- المصدر نفسه
10- الفتح (13/469)
11- لتعرف الخلاف في ذلك ، انظر مثلا التعريفات للجرجاني ( ص148)
12- مجموع الفتاوى (6/526)
13- مجموع الفتاوى ( 12/359 )
14- مجموع الفتاوى ( 12/373 )
15- المصدر نفسه
16- درء تعارض العقل والنقل (1/149)
17- المصدر نفسه (1/145)
18- مجموع الفتاوى (12/569)
19- مجموع الفتاوى (12/39-67)
20- شرح العقيدة الطّحاوية لابن أبي العز ( ص78 )
21- مجموع الفتاوى (12/179)
22- مجموع الفتاوى (17/212)
23- الاستذكار (8/116-117)
24- صحيح ابن حبّان (3/52)
25- مجموع الفتاوى (17/53)
26- البرهان في علوم القرآن (1/93)
27- البرهان في علوم القرآن (1/94)
28- مذكرة في أصول الفقه (ص 7)
29- الإبهاج في شرح المنهاج للبيضاوي (1/47)
30- المصدر نفسه


التعديل الأخير تم بواسطة مراد قرازة ; 03 Nov 2015 الساعة 08:31 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03 Nov 2015, 07:26 AM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرًا أخي مراد وبارك فيك على ما كتبتَ وأبنتَ.
أسأل الله أن ينفع بك وبما تكتب.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03 Nov 2015, 08:48 AM
شعبان معتوق شعبان معتوق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: تيزي وزو / معاتقة.
المشاركات: 331
افتراضي

جزاك الله خيرًا أخي مراد و نفع بك إخوانك في هذا المنتدى المبارك.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04 Nov 2015, 12:00 AM
سليم حموني سليم حموني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 67
افتراضي

جزاك الله خيرا وبارك فيك
وأستأذنك في زيادة فرع آخر نشأ عن مسألة خلق القرآن؛ وهو:
دعوى النشأة البشرية للقرآن، أو ما يطلق عليه أصحابه: أنسنة القرآن، وهو كفر مطابق لقول الوليد بن المغيرة؛ شهَّره المستشرقون، وصرح محمد أركون ـ وهو يتبنى هذه الفرية ـ أنه ناشئ عن قول المعتزلة في القرآن وخلقه.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04 Nov 2015, 08:36 AM
مراد قرازة مراد قرازة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
افتراضي

جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم ، سررت بمروركم
الأخ خالد حمودة وشعبان معتوق ، لكما جزيل الشّكر على تشجيعكما لأخيكما
الأخ سليم حموني ، مشكور على الزّيادة والتّنبيه
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05 Nov 2015, 10:38 AM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي مراد ونفع الله بك.

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى :

والله جل جلاله متكلم ***** بالنقل والمعقول والبرهان

قد أجمعت رسل الإله عليه لم ***** ينكره من أتباعهم رجلان

فكلامه حقا يقوم به والا ***** لم يكن متكلما بقران

والله قال وقائل وكذا ***** يقول الحق ليس كلامه بالفاني.

إلى أن قال :

واذكر حديثا ( في صحيح محمد ) ***** ذاك البخاري العظيم الشان

فيه ندا الله يوم معادنا ***** بالصوت يبلغ قاصيا والداني

هب أن هذا اللفظ ليس بثابت ***** بل ذكره مع حذفه سيان

ورواه عندكم البخاري المجسم ***** بل رواه مجسم فوقان

أيصبح في عقل وفي نقل ندا ***** ء ليس مسموعا لنا بإذان

أم أجمح العلماء والعقلاء من ***** أهل اللسان وأهل كل لسان

أن الندا الصوت الرفيع وضده ***** فهو النجاء كلاهما صوتان

والله موصوف بذاك حقيقة ***** هذا الحديث ومحكم القرآن

واذكر حديثا لابن مسعود صريحا ***** انه ذو أحرف ببيان

للحرف منه في الجزا عشر من ال ***** حسنات ما فيهن من نقصان.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06 Nov 2015, 09:42 PM
مراد قرازة مراد قرازة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
افتراضي

جزاك الله خيرا وأحسن إليك أخي جابر ، سررت بمرورك
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, إيمان, عقيدة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013