منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 23 Jan 2017, 09:32 AM
عز الدين بن سالم أبو زخار عز الدين بن سالم أبو زخار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
الدولة: ليبيا
المشاركات: 548
افتراضي تحذير الراكع الساجد من مشابهة الشيطان في المساجد (تسع صور من مشابهة الشيطان)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاةُ والسلام على إمامِ المتقين، وعلى آله وصحبِه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد قال الإمام ابن القيم في ((الفروسية)): ((جاءت الشريعة بالمنع من التشبه بالكفار والحيوانات والشياطين والنساء والأعراب وكل ناقص.
حتى نهى في الصلاة عن التشبه بشبه أنواع من الحيوان يفعلها أو كثيرا منها الجهال نهى عن نقر كنقر الغراب والتفات كالتفات الثعلب وإقعاء كإقعاء الكلب وافتراش كافتراش السبع وبروك كبروك الجمل ورفع الأيدي يمينا وشمالا عند السلام كأذناب الخيل.
ونهى عن التشبه بالشياطين في الأكل والشرب بالشمال وفي سائر خصال الشيطان)) اهـ.
فهذه جملة من صور التشبه بالشيطان داخل المساجد، استللتها من بحث لي بعنوان: ((تحذير المسلمين من التشبه بالشياطين))، أضعها تنبيها للغافلين وتحذيرا للمصلين من مشابهة الشياطين، وهي:
1) التعرض لأهل المسجد: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحدكم إذا كان في المسجد جاء الشيطان، فأبس به كما يأبس الرجل بدابته، فإذا سكن له زنقه أو ألجمه)).
أخرجه أحمد في ((المسند)) وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)): ((رواه أحمد، وهو عن أبي داود باختصار، ورجال أحمد رجال الصحيح)) اهـ.
2) المرور بين المصلي وسترته: عن سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته)).
أخرجه أبو داود في ((السنن)) والنسائي في ((الصغرى)) و ((الكبرى)) وابن أبي شيبة في ((المصنف)) والحاكم في ((المستدرك)) والطبراني في ((الكبير)) والبيهقي في ((السنن الكبرى)) و ((السنن الصغرى)) و ((معرفة السنن والآثار)) وابن جرير في ((تهذيب الآثار)) والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) و ((مشكل الآثار)) وأبو نعيم في ((الحلية)) و ((معرفة الصحابة)) وابن حبان في ((صحيحه)) وابن خزيمة في ((صحيحه)) والطيالسي في ((المسند)) وعبد بن حميد في ((المسند)) والحميدي في ((المسند)) وابن قانع في ((معرفة الصحابة)) والبغوي في ((معرفة الصحابة)) وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) والمحاملي في ((آماليه)) وقال الألباني رحمه الله: صحيح.
وأخرجه البزار في ((المسند)) عن جبير بن مطعم.
وأخرجه والطبراني في ((الكبير)) عن سهل بن سعد الساعدي.
وأخرجه والطبراني في ((الكبير)) وابن قانع في ((معرفة الصحابة)) عن سهل بن الحنظلية.
قال الهيثمي رحمه الله في ((مجمع الزوائد)): ((رواه الطبراني في الكبير وفيه بشر بن نمير وهو كذاب)) اهـ.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها فإن الشيطان يمر بينه وبينها ولا يدع أحدا يمر بين يديه)) أخرجه ابن حبان.
قال الإمام الألباني رحمه الله في ((التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان)): حسن صحيح.
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة مكتوبة فضم يده في الصلاة فلما صلى قلنا يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء قال لا إلا أن الشيطان أراد أن يمر بين يدي فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي وأيم الله لولا ما سبقني إليه أخي سليمان لارتبط إلى سارية من سواري المسجد حتى يطيف به ولدان أهل المدينة)).
سيأتي تخريجه.
3) إشغال المصلي وإذائه وإفساد صلاته: عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول: ((أعوذ بالله منك ثم قال: ألعنك بلعنة الله)) ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك قال: ((إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة)) أخرجه مسلم.
قال ابن الجوزي رحمه الله في ((كشف المشكل من حديث الصحيحين)): ((اعلم أن إبليس لما غاظه علو الإسلام ونكا فيه اشتهاره وارتفاع قدر نبينا صلى الله عليه وسلم جاء مستقبلا ليؤذيه)) اهـ.
قال الإمام الألباني رحمه الله في ((تمام المنة)): ((قد صح أن الشيطان أراد أن يفسد على النبي صلى الله عليه و سلم صلاته فمكنه الله منه وخنقه حتى وجد برد لعابه بين إصبعيه)) اهـ.
4) التشويش على المصلي: عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة مكتوبة فضم يده في الصلاة فلما صلى قلنا يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء قال لا إلا أن الشيطان أراد أن يمر بين يدي فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي وأيم الله لولا ما سبقني إليه أخي سليمان لارتبط إلى سارية من سواري المسجد حتى يطيف به ولدان أهل المدينة)).
أخرجه الدارقطني في ((السنن)) واللفظ له من طريقه البيهقي في ((السنن الكبرى)) والطبراني في ((الكبير))، وهو عند أحمد في ((المسند)) وعبد الرزاق في ((المصنف)) والطبراني في ((الكبير)) وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) والبيهقي في ((دلائل النبوة))، وقال الإمام الألباني رحمه الله في ((صفة الصلاة)): أحمد والدارقطني والطبراني بسند صحيح.
5) التشبيك بين أصابع في المسجد: عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان أحدكم في المسجد فلا يشبكن فإن التشبيك من الشيطان)) أخرجه أحمد في ((المسند)) وضعفه الألباني في ((الضعيفة)).
وأخرج مسدد كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن سعيد بن المسيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان أحدكم في المسجد فلا يشبك بين أصابعه، فإنه في صلاة)).
وهذا حديث مرسل.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ((هذا إسناد رجاله ثقات له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا، رواه أحمد بن حنبل في مسنده: ولفظه: إذا كان أحدكم في المسجد فلا يشبكن، فإن التشبيك من الشيطان، وإن أحدكم لا يزال في صلاة ما كان في المسجد حتى يخرج منه)) اهـ.
وقال الشوكاني رحمه الله في ((نيل الأوطار)): ((وقد اختلف في الحكمة في النهي عن التشبيك في المسجد كما في حديث أبي سعيد وفي غيره كما في حديث كعب بن عجرة فقيل لما فيه من العبث . وقيل لما فيه من التشبه بالشيطان . وقيل لدلالة الشيطان على ذلك وجعل بعضهم ذلك دالا على تشبيك الأحوال)) اهـ.
6) الصلاة والمشي مختصرا: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلي الرجل مختصرا أخرجه الترمذي واللفظ له والنسائي في ((الكبرى)) وأبو يعلي في ((المسند)) والطبراني في ((الكبير)) والطحاوي في ((مشكل الآثار)).
قال الترمذي رحمه الله في ((الجامع)): ((حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح وقد كره بعض أهل العلم الاختصار في الصلاة وكره بعضهم أن يمشي الرجل مختصرا والاختصار أن يضع الرجل يده على خاصرته في الصلاة أو يضع يديه جميعا على خاصرتيه ويروى أن إبليس إذا مشى مشى مختصرا)) اهـ.
وقال البغوي رحمه الله في ((شرح السنة)): ((والاختصار: هو أن يضع يديه على خاصرته في الصلاة، ويقال: إن ذلك فعل اليهود، روي ذلك عن عائشة.
وكره بعضهم أن يمشي الرجل مختصرا، ويروى أن إبليس إذا مشى مشى مختصرا، ويقال: إن إبليس أهبط إلى الأرض كذلك)) اهـ.
7) جلوس كجلوس الشيطان: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة ب { الحمد لله رب العالمين }.
وكان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه ولكن بين ذلك وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائما وكان إذا رفع رأسه من السجدة لم يسجد حتى يستوي جالسا وكان يقول في كل ركعتين التحية وكان يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى وكان ينهى عن عقبة الشيطان وينهى أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السبع وكان يختم الصلاة بالتسليم)) أخرجه مسلم.
قال العلامة عبد الله البسام رحمه الله في ((تيسير العلام شرح عمدة الحكام)): ((وكان ينهى أن يجلس المصلى في صلاته كجلوس الشيطان، وذلك بأن يفرش قدميه على الأرض، ويجلس على عقبيه، أو ينصب قدميه، ثم يضع أليتيه بينهما على الأرض.
ثم قال: النهي عن مشابهة الشيطان في جلوسه، وذلك بأن يجلس على عقبيه ويفرش قدميه على الأرض، أو ينصبهما ويجلس بينهما على الأرض، أو ينصبهما ويجلس على عقبيه.
قال في شرح المنتهى: وكلتا الجلستين مكروه)) اهـ.
8) الخروج من المسجد عند الأذان: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة ذهب حتى يكون مكان الروحاء)) رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة أحال له ضراط حتى لا يسمع صوته فإذا سكت رجع فوسوس فإذا سمع الإقامة ذهب حتى لا يسمع صوته فإذا سكت رجع فوسوس)) رواه مسلم.
قال العلامة الفوزان حفظه الله في ((الملخص الفقهي)): ((ويحرم الخروج من المسجد بعد الأذان بلا عذر أو نية رجوع، وإذا شرع المؤذن في الأذان والإنسان جالس؛ فلا ينبغي له أن يقوم، بل يصبر حتى فرغ؛ لئلا يتشبه بالشيطان)) اهـ.
وقال العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله في ((شرح سنن أبي داود)): ((وقد سبق أن مر بنا في الحديث أن الشيطان يفر عندما يسمع الأذان، فالإنسان عندما يخرج من المسجد وهو غير مضطر لذلك يكون فيه مشابهة للشيطان في كونه يخرج بعد الأذان، حيث يخرج والناس يُدعون إلى أن يأتوا إلى المساجد، فإذا لم يكن خروجه لضرورة فإن ذلك معصية)) اهـ.
9) المشي في نعل واحد: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا انقطع شسع أحدكم أو من انقطع شسع نعله فلا يمش في نعل واحدة حتى يصلح شسعه ولا يمش في خف واحد ولا يأكل بشماله ولا يحتبي بالثوب الواحد ولا يلتحف الصماء)) أخرجه مسلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المشي في النعل الواحدة، وقال: ((إن الشيطان يمشي بالنعل الواحدة)) أخرجه الطحاوي في ((مشكل الآثار)).
قال العلامة الألباني رحمه الله في ((الصحيحة)): ((فالحديث في النهي عن المشي في نعل واحدة صحيح مشهور، و إنما خرجت حديث الطحاوي هذا لتضمنه علة النهي، فهو يرجح قولا واحدا من الأقوال التي قيلت في تحديدها، فجاء في " الفتح " (10 / 261): " قال الخطابي: الحكمة في النهي أن النعل شرعت لوقاية الرجل عما يكون في الأرض من شوك أو نحوه، فإذا انفردت إحدى الرجلين احتاج الماشي أن يتوقى لإحدى رجليه ما لا يتوقى للأخرى فيخرج بذلك عن سجية مشيه، و لا يأمن مع ذلك من العثار .
و قيل: لأنه لم يعدل بين جوارحه، و ربما نسب فاعل ذلك إلى اختلال الرأي أو ضعفه . و قال ابن العربي: قيل: العلة فيها أنها مشية الشيطان، و قيل: لأنها خارجة عن الاعتدال . و قال البيهقي: الكراهة فيه للشهرة فتمتد الأبصار لمن ترى ذلك منه، و قد ورد النهي عن الشهرة في اللباس، فكل شيء صير صاحبه شهرة فحقه أن يجتنب " .
فأقول: الصحيح من هذه الأقوال، هو الذي حكاه ابن العربي أنها مشية الشيطان .
و تصديره إياه بقوله: " قيل " مما يشعر بتضعيفه، و ذلك معناه أنه لم يقف على هذا الحديث الصحيح المؤيد لهذا " القيل "، و لو وقف عليه لما وسعه إلا الجزم به . و كذلك سكوت الحافظ عليه يشعرنا أنه لم يقف عليه أيضا، و إلا لذكره على طريقته في جمع الأحاديث و ذكر أطرافها المناسبة للباب، لاسيما و ليس في تعيين العلة و تحديدها سواه .
فخذها فائدة نفيسة عزيزة ربما لا تراها في غير هذا المكان، يعود الفضل فيها إلى الإمام أبي جعفر الطحاوي، فهو الذي حفظها لنا بإسناد صحيح في كتابه دون عشرات الكتب الأخرى لغيره .
(تنبيه) أما الحديث الذي رواه ليث عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: " ربما مشى النبي صلى الله عليه وسلم في نعل واحدة " .
فهو ضعيف لا يحتج به)) اهـ .
هذا ما تم جمعه والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الأحد 24 ربيع الأخر سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 22 يناير سنة 2017 ف

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مشابهةالشيطان, أضاحي, صلاة, فقه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013