منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 Mar 2016, 02:38 PM
أبو الحسن نسيم أبو الحسن نسيم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
افتراضي المعاني المستفادة من دعوات الكرب

الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على رسول الله،وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه،أما بعد:

فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما،واللفظ للبخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الكَرْبِ: «لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ.

وروى أحمد وأبو داود واللفظ لأحمد عن أبي بكرة:
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ: اللهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ.

وروى الترمذي عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلاَّ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ

وروى أبو داود وابن ماجه عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهَا عِنْدَ الْكَرْبِ: " اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا "

فقد تضمنت هذه الدعوات المباركة عدة معاني وأنواعا من العلوم:

المعنى الأول: التوحيد الذي هو مفزع العبد في البلاء قال الإمام ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان ،من الشاملة ج2 ص135:( فإن أعداءه إذا مسهم الضر فى البر والبحر فزعوا إلى توحيده، وتبرءوا من شركهم، ودعوه مخلصين له الدين. وأما أولياؤه فهى مفزعهم فى شدائد الدنيا والآخرة.
ولهذا كانت دعوات المكروب "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم".
ودعوة ذى النون التى ما دعاً بها مكروب إلا فرج الله كربه "لا إله إلا أنت، سبحانك إنى كنت من الظالمين".
وقال ثوبان رضى الله تعالى عنه "كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إذا راعه أمر قال: الله ربى لا أشرك به شيئا" وفى لفظ قال: " هو الله لا شريك له".
وقالت أسماء بنت عميس رضى الله عنها "علمنى رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم كلمات أقولها عند الكرب: الله، الله ربى، لا أشرك به شيئا".
وفى الترمذى من حديث إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبى وقاص عن أبيه عن جده عن النبى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
"دَعْوَةُ يُونُسَ إِذْ نَادَى فى بَطْنِ الْحُوتِ: لا إِلهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنْتُ مِنَ الظّالمِينَ، فَإنّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ فى شَئْ إلا اُسْتُجِيبَ لَهُ".
وفى "مسند الإمام أحمد" مرفوعا "دَعوَاتُ المَكْرُوبِ: الّلهُمَّ رَحْمَتكَ أَرْجُو، فَلا تَكِلْنِى إلَى نَفْسِى طَرْفَةَ عَيْنِ، وَأَصْلِحْ لِى شَأْنِى كُلّهُ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ".
فالتوحيد ملجأ الطالبين، ومفزع الهاربين، ونجاة المكروبين، وغياث الملهوفين، وحقيقته إفراد الرب سبحانه بالمحبة والإجلال التعظيم، والذل والخضوع. )

وفي ضمن الاعتراف بهذا التوحيد،البراءة من الشرك كما في هذه الدعوات:(لا أشرك به شيئا)فالبراءة من المعبودات التي تعبد من دون الله تملأ القلب من توحيد الله وإجلاله،فلا يبقى تعلق في قلبه إلا بربه سبحانه.

المعنى الثاني:الإستغفار :وهو أن يعترف العبد بذنوبه وتقصيره،وينظر دائما إلى أنه سبب البلاء،فلا يعود إلا على نفسه باللوم والعتب ويرى أن ما هو فيه فبما كسبته يداه،بل يشاهد لطف ربه في أنه لو آخذه بذنبه لهلك،ولكنه تعالى لطف به قال ابن القيم –رحمه الله-مبينا مكانة الاستغفار كما في شفاء العليل ،من الشاملة ج1 ص274:( ولذلك كان الدعاء المفرج للكرب محض التوحيد وهو لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا هو رب العرش العظيم لا إله إلا هو رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم وفي الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم: "دعوة أخي ذي النون ما دعاها مكروب إلا فرج الله كربه لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" فالتوحيد يدخل العبد على الله على والاستغفار والتوبة يرفع المانع ويزيل الحجاب الذي يحجب القلب عن الوصول إليه فإذا وصل القلب إليه زال عنه همه وغمه وحزنه وإذا انقطع عنه حصرته الهموم والغموم والأحزان وأتته من كل طريق ودخلت عليه من كل باب فلذلك صدر هذا الدعاء المذهب للهم والغم والحزن بالاعتراف له بالعبودية حقا منه ومن آياته ثم أتبع ذلك باعترافه بأنه في قبضته وملكه وتحت تصرفه بكون ناصيته في يده يصرفه كيف يشاء كما يقاد من أمسك بناصيته شديد القوى)
ومن العلم الذي دلت عليه هذه الأحاديث ما جاء في دعوة ذي النون(سبحانك إني كنت من الظالمين) ففيها تنزيه الله تبارك وتعالى،واتهام النفس وأنها هي الظالمة تجني على نفسها ويترتب ما يترتب من أنواع البلاء،فأين معاشر الإخوة من هذه المعاني من أناس يتهمون ربهم وينزهون انفسهم،في نحو عبارات التعظيم للنفس لماذا أنا ،ماذا فعلت لربي،ولست أحرق المساجد ونحو تلك العبارات التي تدل على الجهل.

الثالث من المعاني :العلم بأسمائه الله وصفاته وبأثر هذه الأسماء في مخلوقاته:تأمل أخي القارئ كيف تضمنت هذه الأذكار مجموعة من الأسماء والصفات الجليلة التي تثبت على ما يليق بجلال الله وعظمته،وانظر عظيم أثرها في نفسك وأنت في الكرب والبلاء فذكرك لعظمته وحلمه ورحمته وألوهيته وربوبيته وحياته وقيوميته،وكل هذه الأسماء تفتح على القلب تسليما لقضاء الله وقدره،وتفتح عليه معرفة بكفاية الله لعبده وحسن تدبيره له ورحمته العظيمة مع كونه هذا البلاء وراءه المصالح والخير ما لا يحاط بوصف،فينشرح صدره ويطمئن قلبه بما يقضيه مولاه الرب الرحيم،الله الحليم، العظيم الحي القيوم،فربويته لمخلوقاته العظيمة من السموات السبع والأرض والعرش الكريم توسع على القلب ضيقه.

المعنى الرابع:العلم بأن العبد فقير إلى ربه ومولاه،وأنه لو وكله إلى نفسه ولو طرفة عين وكله إلى ضعف وعجز،فهو محتاج إلى تثبيت ربه وكفايته وحفظه في كل لحظة من لحظات أنفاسه،والكرب والبلاء من المواطن العظيمة التي يحتاج فيها إلى توفيق ربه له ليتجاوز ما هو فيه وليسلم من شر ما يجده،ولهذا في الدعاء(لا تكلني إلى نفسي طرفة عين)،فأين هذه المعاني من تلك البرامج التي تقرر على أتباعها الثقة بالنفس في الشدائد ،وأن الإنسان يستطيع بنفسه التغلب على أي صعوبة،أين في هذه البرامج التذلل لله والاستعانة بالله؟،أين في هذه البرامج كون العبد لو وكل لنفسه وكل إلى عجز وضعف؟
ونسأل الله تعالى أن يرفع عن إخواننا بلاءهم،وأن يكشف عنهم كروبهم إنه سميع مجيب.

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
تزكية, رقائق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013