منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 23 Nov 2014, 04:47 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي [السفنجة والمِرآة] .سمات القلب السلفي السليم .

بسم الله الرحمن الرحيم.


[السفنجة والمِرآة] .سمات القلب السلفي السليم .

الحمد لله مقلب القلوب والأبصار ، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي علمنا الثبات على الدين و حذرنا جميع الأخطار ، ورضي الله عن الآل والصحب الأصفياء الأطهار .
أمابعد :
القلب تلك المضغة التي عليها مدارالصلاح أوالفساد ، و هو مستودع للخير أو الشر ، فصلاحه بزيادة الإيمان والثبات، وفساده بزيغه بالكفر أو الشرك أو الشك أو الشبهات ، قال تعالى {... فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (5) سورة الصف.
فقلب السلفي سليم لسلامة منهجه ومعتقده ، وقواعده ثابتة على ماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابه رضي الله عنهم أحمعين.
قال الله تعالى { إلا من أتى الله بقلب سليم }
اختلف في القلب السليم فقيل : من الشك والشرك ، فأما الذنوب فليس يسلم منها أحد ; قاله قتادة وابن زيد وأكثر المفسرين . وقال سعيد بن المسيب : القلب السليم الصحيح هو قلب المؤمن ; لأن قلب الكافر والمنافق مريض ; قال الله تعالى : في قلوبهم مرض وقال أبو عثمان السياري : هو القلب الخالي عن البدعة المطمئن إلى السنة . وقال الحسن : سليم من آفة المال والبنين . وقال الجنيد : السليم - في اللغة - اللديغ ; فمعناه أنه قلب كاللديغ من خوف الله . وقال الضحاك : السليم : الخالص .
قال القرطبي: وهذا القول يجمع شتات الأقوال بعمومه وهو حسن ، أي الخالص من الأوصاف الذميمة ، والمتصف بالأوصاف الجميلة ; والله أعلم . (تفسير القرطبي)
عن مجاهد ، قوله : ( إلا من أتى الله بقلب سليم ) قال : ليس فيه شك في الحق . ( تفسير الطبري ).
وقال صلى الله عليه وسلم : ((ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)). رواه البخاري ومسلم.
وفي الحديث: ((لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم لسانه، ولا يستقيم لسانه حتى يستقيم قلبه)) .
ولهذا كان الظاهر لازماً للباطن من وجه، وملزوماً له من وجه، وهو دليل عليه من جهة كونه ملزوماً لا من جهة كونه لازماً، فإن الدليل ملزوم المدلول، يلزم من وجود الدليل وجود المدلول، ولا يلزم من وجود الشيء وجود ما يدل عليه، والدليل يطرد ولا ينعكس بخلاف الحد فإنه يطرد وينعكس) مجموع فتاوى ابن تيمية 227 /18
فالقلوب نوعان من حيث الايرادات.
يقول ابن القيم: (قال لي شيخ الإسلام – رضي الله عنه – وقد جعلت أورد عليه إيراد بعد إيراد: لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة، فيتشربها؛ فلا ينضح إلا بها ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة، تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها؛ فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته، وإلا فإذا أَشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقراً للشبهات، أو كما قال) ((مفتاح دار السعادة)) (1/ 443).
يقول ابن القيم عن هذه النصيحة: (ما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك) ((مفتاح دار السعادة)) (1/ 443).
لقد عمل ابن القيم بنصيحة شيخه فإذا وردت الشبهات العارضة إنعكست بسبب مايحمله من صفاء عقيدة وقواعد سلفية متينة لا تتزعزع.
واليوم ما أكثر الشبهات والايرادات ممن يزعمون النصح والوسطية ، وهم كما وصفهم العلماء يلخبطون الناس بأفكاره وجهلهم.
ومن شبهاتهم:
وصف علماء الجرح والتعديل واتباعهم بالغلاة.
وهذه شبهة يرد عليها شيخ الإسلام بن تيمية بقوله :
التحذير من أهل البدع واجب باتفاق المسلمين
حيث قال كما في: مجموع الفتاوى 28 – 231 - قال : ( .... ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة , أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة , فان بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين ).
وهذا الإمام أحمد ، إمام أهل السنة يقول:
الكلام في أهل البدع أفضل من الصلاة والصيام والاعتكاف بل من الجهاد في سبيل الله:
قال شيخ الاسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى في نفس المصدر قال : ( ... حتى قيل لأحمد بن حنبل رحمه الله تعالى : الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب اليك أو يتكلم في أهل البدع , فقال : اذا قام وصلى واعتكف , فانما هو لنفسه , واذا تكلم في أهل البدع فانما هو للمسلمين , هذا أفضل .قلت : فانظر رحمك الله كيف جعل الامام أحمد رحمه الله الرد على أهل البدع والتحذير منهم وكشف عوارهم أفضل من الصلاة, والصيام, والاعتكاف , وفيه رد على من يتهرب من قول الحق في المخالفين بحجه أنه يشغل عن العبادة , فأقول هل أنت أعلم من الامام أحمد ؟ وهل فتواه كانت مجانبة للصواب حين أفتى بأن التكلم في أهل البدع أفضل من الصلاة والصيام ونحوها من العبادات التي أنت تخشى أن تشغلك الردود عنها ؟
ومن شبهاتهم التي يدندنون حولها:
شبهة أنكم تفرقون المسلمين.
وقد أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق:
(ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة) قيل: ومن هي يا رسول الله؟ قال: (الجماعة). وفي رواية أخرى: (ما أنا عليه وأصحابي).
يقول الشيخ بن باز رحمه الله تعالى :... فالواجب على جميع أهل الإسلام أن يَزِنوا أقوالهم وأعمالهم وعباداتهم بما قاله الله ورسوله، وما شرعه الله، وما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، بما وافق الشرع وما جاء في كتابه وما ثبت عن رسوله صلى الله عليه وسلم ويعرضوها عليها فهذا هو الحق المقبول، وما خالف كتاب الله، أو خالف السنة من عباداتهم وطرقهم فهو المردود، وهو الداخل في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))...إهـ [فتاوى نور على الدرب الجزء الأول]
وفي صحيح البخاري : وَمُحَمَّدٌ فَرَّقَ بَيْنَ النَّاسِ ( أي يفرق بين المؤمن والكافر، والحق والباطل ) .
فالدعوة السلفية تفرق بين الناس !
تفرق بين المحق والمبطل ، و بين المتبع والمبتدع ، وبين من يقبل الحق ومن يرده .
قال ابن قُـدامة رحمه الله: (ومِـن السُنة هجران أهل البدع ومباينتهم وترك الجدال والخصومات في الدين وترك النظر في كتب المبتدعة والإصغاء إلى كلامهم وكل محدثة في الدين بدعة) .
فيجب مباينة أهل البدع ومفارقتهم .
العلماء مِرآة الحق التي لا تظلم أحدا.
يقول ابن القيم رحمه الله محذراً من كتب المبتدعة:
يا من يظن بأننا حفنا عليهم *** كتبهم تنبيك عن ذا الشان
فانظر ترى لكن نرى لك تركها *** حذراً عليك مصائد الشيطان
فشباكها والله لم يَعْلَق بها *** من ذي جناحٍ قاصر الطيران
إلا رأيت الطير في قفص الرّدى *** يبكي له نوحٌ على الأغصان
ويظلّ يخبط طالباً لخلاصه *** فيضيق عنه فرجة العيدان
والذنب ذنب الطير خلّى أطيب *** الثّمرات في عالٍٍ من الأفنان
وأتى إلى تلك المزابل يبتغي *** الفضلات كالحشرات والديدان
يا قوم والله العظيم نصيحة *** من مشفقٍ وأخٍ لكم معوان

قال الشيخ محمد خليل هراس في شرحه لنونيّة ابن القيم معلقاً على هذه الأبيات:
" ولا يظنن أحد أننا نتجنى على القوم أو نتهمهم بغير الحق، فتلك كتبهم تخبر عنهم كل من ينظر فيها وتشهد عليهم شهادة صدق، فليقرأها من شاء ليتأكد من صحة ما نسبناه إليهم، لكنا مع ذلك ننصح كل أحد أن لا يقرأ هذه الكتب حتى لا يقع في حبائلها ويغرّه ما فيها من تزويق المنطق وتنميق الأفكار، لا سيما إذا لم يكن ممن رسخ في علوم الكتاب والسنة قدمه ولا تمكن منهما فهمه، فهذا لا يلبث أن يقع أسير شباكها، تبكيه نائحة الدوح على غصنها، وهو يجتهد في طلب الخلاص فلا يستطيع، والذنب ذنبه هو، حيث ترك أطيب الثمرات على أغصانها العالية حلوة المجتنى طيبة المأكل، وهبط إلى المزابل وأمكنة القذارة يتقمّم الفضلات كما تفعل الديدان والحشرات.إهـ
ومع هذا يصرون على قواعدهم المبتدعة وينشرونها ، وكلما جاءتهم حجة يزدادون في الخصومة ويزدادون في غيهم وباطلهم .
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} (204) سورة البقرة
عن عائشة رضي الله عنها: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم" (رواه البخاري ومسلم)، وفسره الإمام النووي رحمه الله فقال: "(الألد) شديد الخصومة، مأخوذ من لديدي الوادي وهما جانباه، لأنه كلما احتج عليه بحجة أخذ في جانب آخر، (الخصم) الحاذق بالخصومة، والمذموم هو الخصومة بالباطل في رفع حق، أو إثبات باطل".
وهؤلاء هم أصحاب القلوب المشربة بالشبهات كالسفنجة ، طمست قلوبهم الإيرادات ، و شيطانهم أظلهم سواء السبيل.
الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل:
لقد بوب الإمام البخاري رحمه الله أحد أبواب كتاب الإيمان بقوله: "باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر، وما يُحذر من الإصرار على النفاق والعصيان من غير توبة لقول الله تعالى: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[آل عمران: 135]
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله على هذا الباب: "وكأن المصنف لمّح بحديث عبد الله بن عمرو المخرج عند أحمد مرفوعاً قال: "ويل للمصرّين الذي يصرّون على ما فعلوا وهم يعلمون" أي: يعلمون أن من تاب تاب الله عليه، ثم لا يستغفرون، قاله مجاهد وغيره"، وصورة الإصرار هي العزم على معاودة الذنب، وعدم الإقلاع بالتوبة إلى الله منه، والله أعلم.
ولنعلم أن قواعد السلف معلومة ومنهجهم واضح ، ليس فيه زيادة ولا نقصان ، ومن خالف فهو من الخوالف ولن تقبل توبته حتى يترك بدعته ، قال عليه الصلاة والسلام : «إِنَّ اللهَ حَجَبَ التَّوبَةَ عَن كُلِّ صَاحِبِ بِدعَةٍ حَتى يَدَعَ بِدعَتَهُ» [صحيح، الألباني –صحيح الترغيب- (54)].
ويتلخص لدينا:
1-أن القلب السليم هو الخالي من الكفر والشرك والشك و البدع والشبهات وحب الدنيا ورد الحق ، وهو القلب الخالص من الأوصاف الذميمة كلها.
2- اجعل قبلك كالمِرآة تعكس الشبهة ولا تقبلها ، ولا تجعله كالسفنجة يشربها فيصبح مقرا للشبهات فتهلك.
3- العلماء نصحة لطلابهم فيجب اتباعهم ، لأنهم يريدون لك الخير ويحذرونك من الشر.
4- كثرت الشبهات في هذا الزمن ، حتى ممن يدعون السلفية والسلفية براء منهم.
5- احذر شبهة وصف علماء الجرح والتعديل وطلابهم بالغلو .
6-احذر شبهة أنكم تفرقون المسلمين بسبب التحذير من الدعاة.
7-الدعوة السلفية تفرق الناس ، حتى يتميز من يقبل الحق ومن يرده.
8-يجب مباينة أهل البدع ومفارقتهم.
9-العلماء يكشفون أهل الشبهات من كتبهم ولا يحيفون عليهم .
10-أهل الشبهات يصرون على قواعدهم المبتدعة وينشرونها ، وكلما جاءتهم حجة يزدادون في الخصومة ويزدادون في غيهم وباطلهم .
11-الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.

نسأل الله تعالى أن يبصرنا بعيوبنا، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، إنه على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
.

--------------------------
أبوعبد السلام جابر البسكري
30محرم 1436 هجرى


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام جابر البسكري ; 08 Feb 2016 الساعة 10:41 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08 Feb 2016, 10:46 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

تم تعديله ليلة الثلاثاء 30 ربيع الثاني 1437 هـجري.
أسأل الله أن ينفع به .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, آداب, تزكية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013