ويروى: تظل الطير تتبعه.
المدموم - بالدَّال المهملة -: الأحمر وهو المراد هنا.والمدموم الممتلئ شحما من البعير وغيره، ويقال: هما ضربان من البرود، قال ابن فارس: والعقل من شِيات الثياب: ما كان نقشه طولًا، وما كان نقشه مستديرا فهو الرَّقم.
موعظة:
قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله -: "اعلم - وفَّقك الله تعالى - أن التوبيخ في الآية بسبب ترك فعل البِرِّ لا بسبب الأمر بالبِرّ، ولهذا ذمَّ اللهُ تعالى في كتابه قومًا كانوا يأمرون بأعمال البِرِّ ولا يعملون بها، وبَّخهم به توبيخا يتُلْى على طول الدَّهر إلى يوم القيامة، فقال: "أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ " الآية.
وقال منصور بن إسماعيل، أبو الحسن التميمي الشافعي فقيه مصر (ت:336هـ) فأحسن:
إنَّ قوما يأمرُونا *** بالذي لا يَفعَلونا
لَمجانينُ وإن هُم *** لم يكونوا يُصرَعونا
وقال أبو العتاهية إسماعيل بن قاسم بن سويد العنَزي (ت:213هـ):
وصفتَ التُّقى حتَّى كأنَّك ذو تُقى *** ورِيح الخطايا من ثيابِك تَسْطَعُ
وقال أبو الأسود الدُّؤَلِي في الأبيات المشهورة عنه وتنسب إلى المتوكل الكناني، والأخطل، وسابق البربري، والطِّرِمَّاح:
لا تَنْهَ عن خلُقٍ وتأتي مثلَه *** عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ
وابدأْ بنفسِك فانْهَها عن غَيِّها *** فإنِ انتهَتْ عنه فأنتَ حكيمُ
فهناك يُقْبَل إن وعظتَ ويُقْتَدَى *** بالقولِ منكَ وينفعُ التَّعليمُ
وقال أبو عمرو محمد بنُ جعفر بن محمد بن مطَر النيسابوري المحدث (ت:360هـ): حضرتُ مجلسَ أبي عثمان الحِيْرِي الزَّاهدِ، فخرج وقعد على موضعه الذي كان يقعد عليه للتَّذكير، فسكت حتَّى طال سكوتُه، فناداه رجلٌ كان يُعرفُ: بأبي العبَّاس: تَرى أن تقولَ في سكوتِك شيئا ؟ فأنشأ يقول:
قال: فارتفعت الأصواتُ بالبكاء والضَّجيج .
قال إبراهيم النَّخَعِيّ – رحمه الله -: "إنِّي لأكره القصص لثلاث آيات، قوله تعالى: "أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ "، وقوله: " لم تقولون ما لا تفعلون " ، وقوله: " وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ".
وقال سَلْمُ بن عمرو - رَاوِيَةُ بشَّار بنِ بُرد وتلميذُه -:
ما أقبحَ التَّزهيدَ مِنْ واعِظٍ *** يزهِّدُ النَّاسَ ولا يزهَدُ
لو كان في تزهيدِه صادِقًا *** أضحى وأمسى بيتُه المسجدُ
إنْ رَفَض الدُّنيا فما بالُه *** يستمنِح النَّاس ويسترفِدُ
والرِّزقُ مقسومٌ على مَنْ تَرَى *** يسعى له الأبيضُ والأسودُ
وقال الحسن لمطرِّف بن عبد الله: عِظْ أصحابك، فقال: إنِّي أخاف أن أقول ما لا أفعل، قال: يرحمك الله ! وأيُّنا يفعل ما يقول ! ويودُّ الشَّيطانُ أنَّه قد ظفر بهذا، فلم يأمرْ أحدٌ بمعروفٍ ولم ينهَ عن منكرٍ.
وقال مالكُ عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن: سمعت سعيدَ بن جبير يقول: "لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتَّى لا يكون فيه شيءٌ، ما أمر أحدٌ بمعروف ولا نهى عن مُنكر".
قال مالك"وصدَقَ، مَنْ ذا الذي ليس فيه شيءٌ" اهـ. فائدة:
وقال الزجاج: "العاقِلُ مَنْ عمِل بما أوْجب اللهُ عليه، فمَنْ لم يعملْ فهو جاهِلٌ".
التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 10 May 2014 الساعة 10:57 PM
1- الصَّبر: الحَبس في اللُّغة، وقُتِل فلانٌ صبراً، أي: أُمسِك وحُبِس حتّى أُتلِف، وصًبَرتُ نفسي على الشَّيءِ: حبسْتُها، والمَصْبورَةُ التي نُهِي عنها في الحديث: هي المحبوسة على الموت، وهي المُجثَّمة، وقال عنترة بن شدَّاد:
فصبَرْتُ عارِفةً لذلك حرَّةً *** ترسو إذا نفْسُ الجبانِ تَطلَّعُ
2- قوله تعالى: "وإنها لكبيرة" اختلف المتأولون في عود الضمير من قوله: " وإنها "، فقيل: إن الصبر لما كان داخلا في الصلاة أعاد عليها كما قال: " والله ورسولُه أحقُّ أن يُرضوه " ولم يقل: يرضوهما لأنَّ رضا الرَّسول داخل في رضا الله عزَّ وجلَّ، ومنه قول حسَّان بن ثابت الأنصاري:
إنَّ شرخ الشَّباب والشَّعَر الأســ *** ــــود ما لم يُعاصَ كان جنونا
ولم يقل: يعاصيا، رد إلى الشباب لأنَّ الشَّعر داخل فيه.
وقيل: ردَّ الكناية إلى كلِّ واحد منهما لكن حذف اختصارا قال الله تعالى: " وجعلنا ابن مريم وأمه آية " ولم يقل: آيتين، ومنه قول ضابئ بن الحارث البرجمي:
فمَن يَكُ أمسى بالمدينة رحلُه *** فإنِّي وقَيَّار بها لغريب
وقال آخر:
لكلِّ همٍّ من الهموم سَعَهْ *** والصُّبحُ والمَسْيُ لا فلاح معَهْ
أراد: لغريبان، لا فلاح معهم.
3- قوله تعالى: "على الخاشعين" الخاشعون جمع خاشع وهو المتواضع. والخشوع: هيئة في النفس يظهر منها في الجوارح سكون وتواضع. وقال قتادة: الخشوع في القلب وهو الخوف وغض البصر في الصلاة قال الزجاج: الخاشع الذي يرى أثر الذل والخشوع عليه كخشوع الدار بعد الإقواء هذا هو الأصل قال النابغة:
فائدة:
قال سفيان الثوري: سألتُ الأعمشَ عن الخشوع، فقال: يا ثوريّ أنت تريد أن تكون إماما للناس ولا تعرف الخشوع ! سألتُ إبراهيمَ النخعيَّ عن الخشوع فقال: أُعيمِشُ ! تريد أن تكون إماما للناس ولا تعرف الخشوع ! "ليس الخشوع بأكل الخشن ولبس الخشن وتطأطؤ الرأس ! لكنَّ الخشوع أن تَرى الشريف والدَّنيءَ في الحق سواء، وتخشع لله في كل فرض افترض عليك".
ونظر عمر بن الخطاب إلى شابٍّ قد نكَّس رأسَه فقال: "يا هذا ! ارفع رأسك فإنَّ الخشوع لا يزيد على ما في القلب".
وقال علي بن أبي طالب: "الخشوع في القلب، وأن تلين كفيك للمرء المسلم وألا تلتفت في صلاتك".
قال سهل بن عبد الله: " لا يكون خاشعا حتى تخشع كل شعرة على جسده لقول الله تبارك وتعالى: " تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ".
قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله -: "فمن أظهر للناس خشوعا فوق ما في قلبه فإنما أظهر نفاقا على نقاق".
قوله تعال: "الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)"
1- والظن هنا في قول الجمهور بمعنى اليقين ومنه قوله تعالى: " إني ظننت أني ملاق حسابيه "، وقوله: " فظنوا أنهم مواقعوها " ، قال دريد بن الصِّمَّة أبو قرة الجشمي من بني غزيَّة:
فقلتُ لهم: ظُنُّوا بألفَيْ مُدَجَّجٍ *** سُرَاتُهُمُ في الفارسِيِّ المُسَرَّدِ
ويروى: علانيةً ظُنُّوا....
معنى مدجج: فارس شاكٍ، وسراتهم: رؤساؤهم وخيارهم، الفارسي المسرَّد: الدروع والسرد: تتابع الشيء، وكأنه أراد في الدروع تتابع الحلق في النسج.
وقال أبو دؤاد جارية بن الحجَّاج الحذاقي الإيادي أحد نُعَّات الخيل المجيدين:
قوله تعالى: "وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)"
1- وفى الكلام حذف بين النحويين فيه اختلاف.قال البصريون: التقدير: "يوما لا تجزى" فيه "نفس عن نفس شيئا" ثم حذف "فيه" كما قال الشَّاعر:
يومًا شَهِدناه سَليمًا وعامرًا *** قليلا سوى الطعن النِّهال نوافِلُه
أي: شهدنا فيه.
وقال الكسائي: هذا خطأ لا يجوز حذف " فيه "، ولكن التقدير: واتقوا يوما لا تجزيه نفس، ثم حذف الهاء، وإنما يجوز حذف "الهاء" لأنَّ الظروف عنده لا يجوز حذفها، وقال الفراء: يجوز أن تحذف "الهاء" و"فيه"، وحُكى المهدوِيُّ: أنَّ الوجهين جائزان عند سيبويه والأخفش والزَّجَّاج.
2- ومعنى: " لا تجزي نفس عن نفس شيئا "، أي: لا تؤاخذ نفس بذنب أخرى ولا تدفع عنها شيئا تقول: جزى عنِّي هذا الأمر يجزي كما تقول قضى عنِّي، واجتزأت بالشيء اجتزاء إذا اكتفيت به قال الشاعر أبو حنبل جارية بن مرَّة الطائي:
فإنَّ الغدرَ في الأقوام عارٌ *** وأنَّ الحرَّ يَجْزَأُ بالكُراع
أي: يكتفي بها.
3- وقرى " تُجزئُ " بضم التاء والهمز، ويقال: جَزَى وأَجْزَى بمعنى واحد،وقد فرَّق بينهما قوم فقالوا: جَزَى بمعنى: قضى وكافأ، وأجزى بمعنى: أغنى وكفى، أجزأني اليءُ يجزئني، أي: كفاني قال الشاعر:
وأجزأتَ أمرَ العالمين ولم يكن *** ليُجزئَ إلَّا كاملٌ وابنُ كاملِ
4- قوله تعالى: "ولا هم ينصرون" أي: يعانون، والنَّصر: العون، والأنصار: الأعوان، ومنه قوله: "من أنصاري إلى الله " أي: من يضمُّ نصرته إلى نصرتي وانتصر الرَّجل: انتقم، والنَّصر: الإتيان يقال: نصرت أرض بني فلان أتيتها قال الرَّاعي النُّمَيْري:
إذا دخل الشَّهر الحرام فودِّعي *** بلادَ تميم وانصري أرضَ عامرِ
والنَّصر: المطر، يقال: نُصِرت الأرضُ: مُطِرتْ، والنَّصر: العطاء، قال:
فائدة:
قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله -: "مذهب أهل الحقِّ أنَّ الشفاعة حق وأنكرها المعتزلة وخلَّدوا المؤمنين من المذنبين الذين دخلوا النار في العذاب، والأخبار متظاهرة بأنَّ مَن كان من العصاة المذنبين الموحّدين من أمم النبيين هم الذين تنالهم شفاعة الشافعين من الملائكة والنبيين والشهداء والصالحين.
وقد تمسك القاضي في الرد بشيئين:
أحدهما: الأخبار الكثيرة التي تواترت في المعنى.
والثاني: الإجماع من السلف على تلقي هذه الأخبار بالقبول، ولم يبدُ من أحد منهم في عصر من الأعصار نكير، فظهور روايتها وإطباقهم على صحتها وقبولهم لها دليل قاطع على صحة عقيدة أهل الحق وفساد دين المعتزلة".
1- واختلف النحاة أيضا هل يضاف الآل إلى المضمر أو لا ؟
فمنع من ذلك النحاس والزبيدي والكسائي فلا يقال إلا: اللهم صل على محمد وآل محمد ولا يقال وآله والصواب أن يقال: أهله.وذهبت طائفة أخرى إلى أن ذلك يقال منهم ابن السَّيد وهو الصواب لان السماع الصحيح يعضده فإنه قد جاء في قول عبد المطلب:
لا هُمَّ إن العبد يمنــ *** ــع رحلَه فامنع حِلالك
وانصر على آل الصليــ *** ــب وعابديه اليوم آلَك
حِلالك: القوم المقيمون المتجاورون، يريد سكان الحرم.
وقال خفاف بن ندبة:
أنا الفارسُ الحامي حقيقةَ والدي *** وآلي كما تحمي حقيقة آلكا
وهكذا أورده ابن القيم في "جلاء الأفهام" لكن من غير نسبة.
والذي في الديوان:
أنا الفارسُ الحامي حقيقةَ والذي *** به أُدرك الأبطالَ قِدما كذلك
وفي "الخزانة":
أنا الفارس الحامي حقيقة والدي *** به تُدرَك الأوتار قِدما كذلك
وعليه فلا شاهد فيه.
الحقيقة: ما يحق على الإنسان أن يحميه، أي: تجب عليه حمايته.
1- قوله تعالى: "يسومونكم" قيل: معناه يذيقونكم ويلزمونكم إياه، وقال أبو عبيدة: يولونكم يقال: سامه خطة خسف: إذا أولاه إياها، ومنه قول عمرو ابن كلثوم:
إذا ما المَلْك سام الناسَ خَسفا *** أبَيْنا أن نُقرَّ الخسف فينا
2- قوله تعالى: "يذبحون أبناءكم ": " يذبحون " بغير واو: على البدل من قوله: "يسومونكم " كما قال عبيد الله بن الحُرّ - وأنشده سيبويه -:
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا *** تجد حطبا جزلا ونارا تأججا
ويحتمل أن يقال: إن الواو زائدة بدليل سورة " البقرة "، والواو قد تزاد كما قال امرؤ القيس:
فلمَّا أجَزْنا ساحة الحيِّ وانتحَى *** بنا بطن حِقفٍ رُكام عَقَنقَل
أي: قد انتحى.
وقال آخر:
إلى الملك القَرْم وابن الهُمام *** وليثِ الكتيبة في المُزْدَحم
أراد إلى الملك القرم ابن الهمام ليث الكتيبة وهو كثير.
3- قال ابن كيسان: ويقال في الخير أبلاه الله وبلاه، وأنشد لزهير:
جزى اللهُ بالإحسانِ ما فعلا بكمْ *** وأبلاهُما خير البَلاء الذي يَبْلُو
فجمع بين اللغتين والأكثر في الخير: أبليته، وفي الشَّر: بلوْته، وفى الاختبار: ابتليته وبَلوْته، قاله النحاس.
التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 25 Oct 2014 الساعة 11:29 AM
1- "البَحْرُ": البحر معروف سُمِّيَ بذلك لاتِّساعه.ويقال: فرَسٌ بَحْرٌ: إذا كان واسعَ الجَرْيِ، أي: كثيرَه.ومن ذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مندوب فرس أبى طلحة: "وإنْ وجدْناه لبَحْرًا" رواه أحمد والبخاري ومسلم، والبَحْرُ: الماء المِلْحُ.ويقال: أبحر الماء: مَلُحَ، قال نصيب بن رباح المُكاتِب:
وقدْ عادَ ماءُ الأرض بحْراً فزادني *** إلى مرضى أن أبحَرَ المَشْرَبُ العذْبُ
ويروى: إلى ظمأي...
والبحر: البلدة، يقال: هذه بَحْرَتُنا أي: بلدتنا.قاله الأموي عبد الله بن سعيد أبو محمد اللغوي الكوفي.
والبحر: السُّلال المرض يصيب رئة الإنسان، فيُهزِله ويُضنيه ويقتله مثل: قرحة أو زكام ونوازل أو سعال طويل وتلزمها حُمَّى هادئة .ويقولون: لَقِيتُهُ صَحْرَةً بَحْرَةً، أي: بارِزًا مَكْشُوفًا.
قلت: ومنه قولهم في العامية: "خَلِّيتَهْ صَحْرَهْ"، يعني: مكشوفًا لا شيء عنده، والله أعلم.
2- قوله تعالى: "وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ"، يقال: غَرِق في الماء غَرَقا، فهو غَرِقٌ وغَارِقٌ – أيضا - ومنه قول أبي النَّجم:
وأَغْرَقَهُ غيرُه وغَرَّقَهُ، فهو مُغَرَّقٌ وغَريقٌ. ولِجَامٌ مُغَرَّقٌ بالفضَّة، أي: مُحَلَّى. والتَّغْرِيقُ: القَتْلُ، قال الأعشى ميمون بن قيس أبو بصير:
أَطورَيْن في عامٍ: غزاةٌ ورحلةٌ *** ألا ليت قيْسًا غَرَّقَتْهُ القَوابِلُ
المراد به: قيس بن مسعود الشَّيْبَاني.
وذلك: أنَّ القابلةَ كانت تُغَرِّق المَوْلودَ في ماء السَّلَى – وهو غشاء رقيق يحيط بالجنين، ويخرج معه من بطن أمِّه - عام القحط، ذَكَرًا كان أو أُنْثَى حتى يموت، ثم جُعِل كُلُّ قَتْلٍ تغريقًا، ومنه قول ذي الرُّمَّة:
إذا غَرَّقَتْ أرباضُها ثِنْىَ بكَرْةَ ٍ*** بتَيْهاءَ لم تُصْبِح رَؤُومًا سَلُوبُهَا
الأَرْبَاُض: الحِبال. والبَكْرة: النَّاقةُ الفَتِيَّةُ، وثِنْيُهَا: بطنها الثاني، ورؤوم: عطوف، وسَلوب: مات ولدها أو ألقته لغير وقته، وإنما لم تعطف على ولدها لما لحقها من التَّعب.
1- وأصل "اتَّخَذْتُمُ": اِئتَّْخذتم من الأخذ ووزنه: افتعلتم، سُهِّلت الهمزة الثانية لامتناع همزتين، فجاء ايتَخَذتُم، فاضطربت الياء في التصريف: جاءت ألفا في ياتَخِذُ، وواوًا في مُوتَخِذ، فبُدِّلت بحرف جَلْد ثابت من جنس ما بعدها، وهي التاء، وأدغمت، ثمَّ اُجْلُبَِتْ ألفُ الوصل للنطق، وقد يستغنى عنها إذا كان معنى الكلام التقرير كقوله تعالى: " قلْ أَتَّخذتم عند الله عهدا "، فاستغنى عن ألف الوصل بألف التقرير قال ذو الرُّمَّة غيلان بن عقبة (ت: 117هـ): من البسيط
أَستحدَثَ الرَّكبُ عن أشياعهم خَبَرَا *** أم راجعَ القلبَ من أطرابه طَرَبُ
ونحوه في القرآن:" أطَّلع الغيب "، " أَصْطفى البنات "، " أَسْتكبرت أم كنت ".
ومذهب أبي علي الفارسيِّ أنَّ "اتَّخَذْتُمُ": من "تَخِذَ"، لا من "أَخَذَ". فائدة:
قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله – (ج2 / 105): "روى الترمذي وأبو داود عن أبي هريرة عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يشكرُ اللهَ مَنْ لا يشكرُ النَّاسَ".
قال الخطَّابيُّ ( قلت: في "معالم السنن" 4 / 113): هذا الكلام يتأول على معنيين:
أحدهما: أنَّ مَنْ كان من طبعه كُفران نعمةِ النَّاس وتركِ الشُّكر لمَعْروفِهم، كان مِن عادتِه كُفران نعمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ وتركِ الشُّكرِ لَهُ.
والوجه الآخر: أنَّ الله سبحانه لا يقبل شكرَ العبدِ على إحسانه إليه إذا كان العبدُ لا يشكرُ إحسانَ النَّاس إليه، ويكفُرُ معروفَهم لاتِّصال أحدِ الأمْرَيْن بالآخر" اهـ.
التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 15 Nov 2014 الساعة 11:13 AM
والمَيْن: الكذب، عطفه تأكيدا، ولكن قال ابن قتيبة الدَّيْنُورِي – رحمه الله – في عدي بن زيد، في كتابه "الشعر والشعراء": "وعلماؤنا لا يرون شعره حجة" اهـ.
وقال الحطيئة جَرْوَل بن أوس (ت: 45هـ): من الطويل
ألا حبَّذا هندٌ وأرضٌ بها هندُ *** وهندُ أتى مِن دونهِا النَّأْيُ والبُعْدُ
فعطف الإقفار على القَواء تأكيدا، والقَيّ والقَوَى والقَواءُ: القفر.
قال النَّحاس: وهذا إنَّما يجيء في الشعر.
قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله -: "وأحسن ما قيل في هذا قول مجاهد: "فرقا بين الحق والباطل"، أي: الذي علَّمه إيَّاه" اهـ.
وقيل: الواو صلة في قوله: "الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ"، والمعنى: آتينا موسى الكتابَ الفرقانَ، والواو قد تُزادُ في النُّعوت، كقولهم: فلانٌ حسَن وطويلٌ، قال الشاعر: من المتقارب
إلى الملِك القَرْمِ وابنِ الهُمام *** وليثِ الكَتِيبَةِ في المُزدَحَمْ
قال البغدادي في "الخزانة" (1 / 451): " يجوز عطف أحد الخبرين على الآخر، كما يجوز عطف بعض الأوصاف على بعضها كما هنا، فابن الهمام وليث الكتيبة وصفان للملك، وقد عطفا على الصفة الأولى، وهي القرم.
واستشهد به الفراء في "معاني القرآن" وصاحب "الكشاف" – أيضاً – لهذا الأمر" اهـ.
قوله تعالى: " وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)"
1- القوم: الجماعة الرِّجَالُ دون النِّساء، قال الله تعالى: " لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ"، ثم قال: " وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ "، وقال زهير بن أبي سُلمَى (ت: 13 ق.هـ): من الوافر
وما أدري وسوفَ إخالُ أدْري *** أقومٌ آلُ حِصْنٍ أم نساءُ
وقال تعالى: " وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ": أراد الرِّجالَ دونَ النِّساءِ.
وقد يقع القوم على الرِّجال والنِّساء، قال الله تعالى: " إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ" وفيهم الرِّجال والنِّساء.
2 قوله تعالى: " بَارِئِكُمْ ": البارئ: الخالق، وبينهما فرق، وذلك أنَّ البارئ هو:المبدع المحدث، والخالق هو المُقدِّر النَّاقل مِنْ حالٍ إلى حالٍ، والبريَّة: الخلقُ، وهي "فَعِيلة" بمعنى: مفعولة، غير أنَّها لا تُهمز.
وقرأ أبو عمرو " بَارِئْكُمْ " بسكون الهمزة.
قال النحاس وغيره: وقد أجاز ذلك النَّحويون القدماءُ الأئمَّةُ، وأنشدوا وينسب لأبي نُخيْلة بن حَزَن التَّميمي (ت: 145 هـ): من الرَّجز
وصوَّب البغدادي في "الخزانة" (4 / 484): أن البيت للأُقَيْشر، فالله أعلم.
فمَن أنكر التَّسكينَ في حرف الإعراب فحجته أنَّ ذلك لا يجوزُ من حيث كان عَلَمًا للإعراب.
قال أبو عليّ: وأما حركة البناء فلم يختلف النحاة في جواز تسكينها مع توالي الحركات.
استدراك:
قال المظفّر العلويّ (ت: 656 هـ) في "نُضرة الإغريض في نُصرة القريض" ( 1 / 134): "فأما حذفُ الإعراب فلا يجوز للعربيّ فضْلاً عن المولّد، قال الرَّاجز:
إذا اعوجَجْنَ قلتُ صاحبْ قَوِّمِ *** بالدّوِّ أمثالَ السفينِ العُوَّمِ
وأنشد سيبويه:
فاليومَ أشرَبْ غيرَ مُستَحْقِبٍ *** إثْماً من الله ولا واغِلِ
يريدُ: أشربُ، فحذفَ الضمَّة وهو لحْن، والروايةُ الصَّحيحة فيه:
فاليوم فاشْرَبْ غيرَ مُستَحْقِبٍ ***............
" اهـ.
ويروى:
فاليوم أُسقَى ......، وعليه فلا شاهد فيه.
وأما البغدادي فقال: "ولم يكن سيبويه ليروي إلَّا ما سمع" وقال قبلُ: "وروى غير سيبويه هذه الأبيات على الاستقامة" وقال بعدُ: "وهو الثابت في اللغة" ثمَّ قال: "وقد ذكر سيبويه أنَّ القياس غير الذي رُوي" والله أعلم.
قلت: وإنما يصحُّ هذا المعنى إذا كان معنى الموت هو: همود يعتبر به الغير، وقيل: معنى قوله: "ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ": علَّمناكم بعد جهلكم.
قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله -: "والأول أصحُّ، لأنَّ الأصل الحقيقة، وكان موتَ عقوبةٍ" اهـ يعني: الموتَ على الحقيقة والله أعلم.
تعقيب:
قال أبو عبد الله القرطبي – رحمه الله -: " وقدُ اختُلِف في جواز رؤيةِ الله تعالى، فأكثرُ المبتدعةِ على إنكارها في الدُّنيا والآخرة.
وأهلُ السُّنَّة والسَّلف على جوازها فيهِما ووقوعها في الآخرة، فعلى هذا لم يطلبوا من الرُّؤية مُحَالًا، وقد سألها موسى عليه السَّلام" اهـ.
قلتُ – وبالله التَّوفيقُ -:
هناك مسْألتان تتعلَّقان بالرُّؤيةِ نذكرها باختصارٍ شديدٍ ومَن أراد التفصيلَ فعليه بكتب العقائد السَّلفيَّة:
المسألة الأولى: رؤيتُه تعالى في الدُّنيا، وفيها فروع:
الأول: رؤية الملائكة لربِّهم، وفيها خلاف، وليس هناك دليل صريح أو صحيح يثبت ذلك، فوجب التَّوقف، بلْ جاء ما يدلُّ على أنَّ الملائكة يعبدون الله تعالى في الدُّنيا، حتَّى إذا كان يوم القيامة، كشف لهم عن الحجاب، فيقولون: "سبحانك ما عبدناك حقَّ عبادتك" والله أعلم.
الثاني: رؤية الأنبياء لربِّهم، فاختُلف في آدم عليه السلام هل رأى ربَّه؟ وإنما المُثبَت الكلام دون الرُّؤية، وقد يُستدلُّ على الرُّؤية أنَّ المؤمنين يدخلون الجنَّة على صورة آدم، وآدم إنما خلق في الجنّة، جنَّة عدن، على الصّحيح، والرُّؤية ثابتة للمؤمنين في الجنَّة بالاتِّفاق، والله أعلم.
وأمّا موسى عليه السَّلام، فقد طلبها لمَّا كلّمه ربه وهو على الجبل، فحدث ما حدث، فاندكَّ الجبل، وخرَّ موسى صعقًا، ولم يسطِع ذلك مع أنَّه من أولى العزم من الرُّسل، والخبر في التَّنزيل من سورة الأعراف.
وأمَّا نبيُّنا عليه الصلاة والسلام، فقد اختُلف في ذلك أيضا والصحيح الذي عليه المحقِّقون من أهل العلم: أنّه رآه بقلبه ولم يره بعين رأسه، وقال عليه الصلاة والسَّلام: "نور أنَّى أراه"، وبهذا يجمع بين رأي عائشة رضي الله عنها، ورأي أبي ذرٍّ وابن عبَّاس وغيرهما رضي الله عنهم.
وأمَّا غيرهم من الأنبياء فلم يثبت ما يدل على الاختلاف في رؤيتهم لربِّهم، فنتوقَّف.
الثَّالث: رؤية غير الأنبياء لربِّهم، أمَّا حواء عليها السلام أمُّنا فيقال فيها ما قيل في آدم والله أعلم.
وأمَّا أصحاب موس عليه السلام فقد قال الله تعالى: "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ".
وأمَّا أصحاب محمَّد صلى الله عليه وسلم وأمَّته من بعده، أعني صالحيهم ومن اتَّبع بإحسان، ففيه خلاف، فمنهم من أثبتها وهي رواية عن أحمد، والجمهور على خلاف ذلك، وهو الصَّحيح لعدَّة وجوه، يضيق المقام بذكرها، ولعلَّ من أقوى الوجوه الخلاف المذكور عن الأنبياء ونبيِّنا عليهم الصلاة والسلام.
المسألة الثانية: رؤية الله تعالى في الآخرة، أما في الجنة، فالمؤمنون يرون حقًّا ربَّهم، بل هو أعظم نعيمٍ يعطوه، وهذا بالاتِّفاق، فنسأل الله تعالى أنْ لا يُحرمناهُ، والأدلَّة على ذلك أكثر من أن تُحصر، وهي مما تواتر به النَّقل من القرآن والسُّنَّة، خلافا للمعتزلة والخوارج المارقين.
وأما في الموقف، فيراه أهل الموقف كلُّهم، كافرهم ومؤمنهم، ولكن الرؤية بالنسبة للكفار هي رؤية تعذيب وعقاب لا رؤية تنعيم، لقوله تعالى: "كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ" والحجب لا يكون إلا بعد الكشف، وهو أبلغ في التقريع والتعذيب، والله أعلم، وبهذا قال عبد الرّزاق عفيفي رحمه الله في فتاويه (ج1 / 157).
التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 22 Nov 2014 الساعة 04:59 PM
وقال الزَّجَّاج: أخطأ خالد الهذلي، إنما السَّلوى طائر، وتبعه ابن عطية وقال: "بإجماع المفسِّرين" وقال أبو عبد الله القرطبي: "وما ادَّعاه من الإجماع لا يصحُّ" اهـ، والله أعلم.
ومعنى "ما نَشُورُها": نأخذُها من خليَّتِها كما في "لسان العرب" ( سلا ).
ومنه عين السُّلوان، وقال العجاج: من الرَّجز
لَو أَشرَبُ السُلوانَ ما سَليتُ *** ما بي غِنىً عَنكَ وَإِن غَنيتُ
2- والسُّلوانة - بالضم -: خرزة كانوا يقولون إذا صُبَّ عليها ماء المطر فشربه العاشق سلا، قال:من الطويل
شَربتُ على سُلوانةٍ ماءَ مُزنَة *** فلا وجديدِ العيش - يا مَيُّ - ما أسْلُو
واسم ذلك الماء السُّلوان.
وقال بعضهم: السُّلوان دواء يُسقاه الحزين فيسلو والأطباء يسمونه المُفرِّح، قلت: فأشبه "التَّلبينة" التي قال فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنها مُجِمَّة لفؤاد المريض، وتذهب ببعض الحزن" رواه أحمد وغيره.
يقال: سَلَيْت وسَلَوْت لغتان.
وهو في سُلْوَة من العيش، أي: في رغد.
3- واختلف في السَّلوى هل هو جمع أو مفرد؟ فقال الأخفش: جمع لا واحد له من لفظه، وقال الخليل: واحده سَلْوَاة وأنشد: من الطويل
وإنِّي لتعروني لذكرك هزَّةٌ *** كما انتفَضَ السَّلْوَاةُ من بلل القطر
وقال الكسائي: السَّلْوَى واحدة، وجمعه سَلَاوِى.
******
التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 06 Jan 2015 الساعة 02:27 PM
قال تعالى: "وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)"
1- قوله تعالى: "هَذِهِ الْقَرْيَةَ"، أي: المدينة سُمِّيَت بذلك لأنَّها تقََرَّت أي: اجتمعت، ومنه قَرَيْت الماء في الحوض، أي: جمعته، واسم ذلك الماء قِرى - بكسر القاف – مقصور، وكذلك ما قُرِيَ به الضَّيْفُ قاله الجوهري.
والمِقْرَاة للحوض، والقَرِيُّ لمسيل الماء، والقَرَا للظَّهر ومنه قول حميد الأرقط: من مخلَّع البسيط
لا خَطِل الرَّجْع ولا قَرونِ *** لاحِقِ بَطْنٍ بِقَرَا سَمِينِ
والمَقَارِي: الجِفَانُ الكِبَارُ قال : من الطويل
* عِظَامُ المَقَارِي ضَيْفُهُمْ لا يُفَزَّعُ *
ويروى: جارُهم بدل: ضيفُهم.
وواحد المَقَاري: مِقْرَاة، وكلُّه بمعنى الجمع غير مهموز. والقِرْيَة - بكسر القاف - لغة اليَمَنِ.
2- الباب يجمع أبوابًا وقد قالوا: أبْوِبَة، للِازدِوَاج، لمكان: أخبية، ليشبهه في السجع والوزن، قال تميم بن أُبَيّ بن مُقبل (ت: 37هـ) -وقيل: القُلاخ بن حُباب-: من البسيط
قال ابن قتيبة الدّينوري في "أدب الكاتب": "فجمعَ البابَ: أبوبةً، إذْ كان مُتبَعًا لأخبِيَةٍ، ولو أفرده لم يجز" اهـ.
3- "حِطَّةٌ" بالرفع قراءة الجمهور، وهو أولى من النَّصب في اللغة، لما حُكِيَ عن العرب في معنى: "بدَّل" التي بعدها، قال أحمد بن يحيى: يقال بدَّلتُه، أي: غيَّرتُه، ولم أُزِلْ عينَه.
و"أبدَلْتُه": أزلت عيْنَه وشخْصَه، كما قال أبو النَّجم العِجلي: من الرَّجز