منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 04 Sep 2016, 08:06 AM
عز الدين بن سالم أبو زخار عز الدين بن سالم أبو زخار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
الدولة: ليبيا
المشاركات: 548
افتراضي من صور النصيحة لولاة الأمر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد أخرج مسلم في ((صحيحه)) عن تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة)).
قلنا: لمن يا رسول الله؟
قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)).
هذا الحديث أصل عظيم في النصيحة.
قال محمد بن أسلم رحمه الله: (هذا الحديث أحد أرباع الدين).
ومن حقوق ولاة الأمر علينا أن ننصح لهم، والنصيحة لولي الأمر لها مجموعة صور ذكرها أهل العلم، جمعت أبرزها من كلامهم، تحذيرًا لمن سلك سبيل المخالفين، وتبصيرًا لهم بسبيل المؤمنين، وإرشادهم للطريق الصحيح المستقيم لنصيحة ولاة أمور المسلمين، من هذه الصور:
قال ابن منده رحمه الله في ((الإيمان)): ((وأما النصيحة لأئمة المسلمين فحب صلاحهم ورشدهم وعدلهم واجتماع الأمة عليهم وكراهية افتراق الأمة عليهم والتدين بطاعتهم في طاعة الله والبغض لمن أراد الخروج عليهم)) اهـ.
وقال الخطابى رحمه الله كما في ((شرح النووي على مسلم)): ((ومن النصيحة لهم الصلاة خلفهم والجهاد معهم وأداء الصدقات إليهم وترك الخروج بالسيف عليهم إذا ظهر منهم حيف أو سوء عشرة)) اهـ.
وقال الإمام محمد بن نصر المروزي رحمه الله في ((تعظيم قدر الصلاة)): ((النصيحة لأئمة المسلمين تعني حب صلاحهم ورشدهم وعدلهم وحب اجتماع الأمة عليهم وكراهة افتراق الأمة عليهم والتدين بطاعتهم في طاعة الله والبغض لمن رأى الخروج عليهم وحب إعزازهم في طاعة الله)) اهـ.
وقال الإمام البغوى رحمه الله في ((شرح السنة)): ((فمن نصيحتهم بذل الطاعة لهم في المعروف، والصلاة خلفهم، وجهادُ الكفار معهم، وأداءُ الصدقات إليهم، وترك الخروج عليهم بالسيف إذا ظهر منهم حيفٌ، أو سوءُ سيرةٍ)) اهـ.
وقال النووي رحمه الله في ((شرحه على مسلم)): ((وأمَّا النَّصيحةُ لأئمَّة المسلمين فمعاونَتُهم على الحقِّ وطاعتُهم فيه، وأَمْرُهم به، وتنبيهُهم وتذكيرُهم برِفقٍ ولطفٍ، وإعلامُهم بما غفلوا عنه ولم يبلغْهم مِن حقوق المسلمين، وتركُ الخروج عليهم، وتألُّفُ النَّاس لطاعتهم)) اهـ.
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله في ((جامع العلوم والحكم)): ((وأما النصيحة لأئمة المسلمين فحب صلاحهم ورشدهم وعدلهم وحب اجتماع الأمة عليهم وكراهة افتراق الأمة عليهم والتدين بطاعتهم في طاعة الله عز و جل والبغض لمن رأى الخروج عليهم وحب إعزازهم في طاعة الله عز و جل)) اهـ.
قال العلامة الفيروزابادى رحمه الله في ((بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز)): ((ومن نصيحتهم مُعاوَنَتُهم على الحقّ وطاعتُهم فيه، وأَمرُهُم به، وتنبيهُهم وتذكيرهم برِفْق، وإِعلامُهم بما غَفَلُوا عنه، وتركُ الخروج عليهم، وتأَلُّف النَّاس لطاعتهم، والصّلاةُ خَلْفَهم، والجهادُ معهم، وأَداء الصّدقات إِليهم وأَلاَّ يغُرُّوهم بالثَّناءِ الكاذب عليهم)) اهـ.
وقال العلامة الصنعاني رحمه الله في ((سبل السلام)): ((والنصيحة لأئمة المسلمين إعانتهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به وتذكيرهم لحوائج العباد ونصحهم في الرفق والعدل)) اهـ.
وقال الملا علي القاري رحمه الله في ((مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)): ((ولأئمة المسلمين بأن ينقاد لطاعتهم في الحق ولا يخرج عليهم إذا جاروا ويذكرهم برفق ولطف ويعلمهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين ويؤلف قلوب الناس لطاعتهم ومن النصيحة لهم الصلاة خلفهم والجهاد معهم وأداء الصدقات إليهم وأن لا يغرهم بالثناء الكاذب عليهم وأن يدعو لهم بالصلاح)) اهـ.
وقال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في ((الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة)): ((وأما النصيحة لأئمة المسلمين، وهم ولاتهم من السلطان الأعظم إلى الأمير إلى القاضي إلى جميع من لهم ولاية صغيرة أو كبيرة، فهؤلاء لما كانت مهماتهم وواجباتهم أعظم من غيرهم وجب لهم من النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم، وذلك باعتقاد إمامتهم والاعتراف بولايتهم ووجوب طاعتهم بالمعروف، وعدم الخروج عليهم)) اهـ.
وقال الشيخ محمد بن جميل زينو رحمه الله كما في ((مؤلفات الشيخ)): ((النصيحة لأئمة المسلمين والحكام : تكون بمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه، وأمرهم به، ونهيهم، وتذكيرهم برفق، وترك الخروج عليهم بالسيف إذا ظهر منهم حيف أو سوء عشرة)) اهـ.
وقال الإمام ابن باز رحمه الله في ((مجموع الفتاوى)): ((أما النصيحة لأئمة المسلمين فبالدعاء لهم والسمع والطاعة لهم في المعروف والتعاون معهم على الخير وترك الشر وعدم الخروج عليهم)) اهـ.
وقال الإمام ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح الأربعين نووية)): ((النصيحة للأمراء تكون بأمور منها:
أولاً: اعتقاد إمامتهم وإمرتهم، فمن لم يعتقد أنهم أمراء فإنه لم ينصح لهم، لأنه إذا لم يعتقد أنهم أمراء فلن يمتثل أمرهم ولن ينتهي عما نهوا عنه.
ثانياً: نشر محاسنهم في الرعية، لأن ذلك يؤدي إلى محبة الناس لهم، وإذا أحبهم الناس سهل انقيادهم لأوامرهم .
وهذا عكس ما يفعله بعض الناس حيث ينشر المعايب ويخفي الحسنات، فإن هذا جورٌ وظلم.
ثالثاً: امتثال ما أمروا به وما نهوا عنه، إلا إذا كان في معصية الله عزّ وجل لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وامتثال طاعتهم عبادة وليست مجرد سياسة، بدليل أن الله تعالى أمر بها فقال عزّ وجل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأولي الأمر منكم) [النساء:59].
خامساً: عدم الخروج عليهم، وعدم المنابذة لهم)) باختصار.
وقال العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله في ((شرح الأربعين النووية)): ((أما النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم فالولاة يكون النصح لهم بالسمع والطاعة لهم بالمعروف، ويكون بدلالتهم على الخير والتعاون معهم على البر والتقوى، وإرشادهم إلى ما ينبغي إرشادهم إليه مما يحصل تنبيههم عليه ولفت أنظارهم إليه، وكذلك الدعاء لهم وترك الخروج عليهم)) اهـ.
وقال العلامة صالح آل الشيخ حفظه الله في ((شرح الأربعين النووية)): ((والنصيحة لأئمة المسلمين أن يُعْطَوا حقهم الذي أعطاهم الله جل وعلا إياه، وبينه تعالى في الكتاب، وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة؛ من طاعتهم في المعروف، وعدم طاعتهم في المعصية، وأن يُجتمع معهم على الحق والهدى، وعلى ما لم نعلم فيه معصية، وأن تُؤلف القلوب لهم، وأن يُجْتَمع عليهم، وأن يُدْعَى لهم، وهذا يشمل الحق الواجب والحق المستحب، وأن يُتْرَك الخروج عليهم بالسّيف طاعة لله جلَّ وعلا وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم وأن يُبايع ولي الأمر المسلم، وألا يموت المرء، وثمَّ والٍ مسلم، وليس في عنقه بيعة له، وأن يأتمر إذا أمره بما ليس بمعصية، وأن ينتهي إذا نهاه عن غير الطاعة، يعني ما كان من قبيل الواجبات، فإن أمره بخلافها لا يُطاع فيه، وإذا أمر بمعصية لا يُطاع فيه، وما كان من قبيل المستحبات والاجتهادات يعني ما يدخله الاجتهاد فإنه يُتْرَك الرأي لما يراه الإمام المسلم؛ لأنّ في ذلك مصالح العباد والبلاد، كما قرره أهل العلم في هذا الموضع.
أيضًا من النصيحة لهم أن تبذل النصح لهم، بمعنى النصح الذي يعلمه الناس، بأن تنبههم على ما يخطئون فيه، وما يتجاوزون فيه الشريعة لمن وصل له، وهذه المرتبة كما قال ابن دقيق العيد في شرحه وغيره هذه فرض كفاية تسقط بفعل البعض من أهل العلم ونحوهم، فحق ولي الأمر المسلم أن يُنْصَح، بمعنى أن يُؤْتَى إليه، وأن يُبَيَّن له الحق، وأن يُبَصَّر به، وأنْ يوضح له ما أمر الله جل وعلا به، وما أمر به الرسول  وأنْ يُعان على الطاعة، ويسدد فيها، ويُبَيَّن له ما قد يقع فيه من عصيان أو مخالفة للأمر)) اهـ.
مما سبق من كلام أهل العلم والفضل مجموعة من صور النصيحة للسلطان، وهي:
1) اعتقاد إمامتهم والاعتراف بولايتهم.
2) ترك الخروج عليهم بالسيف والسنان والقلم واللسان وإن ظهر منهم حيفٌ، أو سوءُ سيرةٍ، ما لم يصدر ويظهر منهم كفر بواحا.
3) بغض من أراد الخروج عليهم.
4) حب صلاحهم ورشدهم وعدلهم.
5) حب اجتماع الأمة عليهم.
6) كراهية افتراق الأمة عليهم.
7) طاعتهم في المعروف.
8) وأن ينتهي إذا نهاه عن غير الطاعة.
9) وإذا أمر بمعصية لا يُطاع فيه، وما كان من قبيل المستحبات والاجتهادات يعني ما يدخله الاجتهاد فإنه يُتْرَك الرأي لما يراه الإمام المسلم.
10) تألُّفُ النَّاس لطاعتهم.
11) نشر محاسنهم في الرعية.
12) الصلاة خلفهم.
13) الجهاد معهم.
14) أداء الصدقات إليهم.
15) معاونَتُهم على الحقِّ وطاعتُهم فيه، وأَمْرُهم به.
16) تنبيهُهم وتذكيرُهم برِفقٍ ولطفٍ.
17) إعلامُهم بما غفلوا عنه ولم يبلغْهم مِن حقوق المسلمين.
18) أَلاَّ يغُرُّرهم بالثَّناءِ الكاذب عليهم.
19) يؤلف قلوب الناس لطاعتهم.
20) أن يدعو لهم.
21) والتعاون معهم على الخير وترك الشر.
22) وأن يُجتمع معهم على الحق والهدى، وعلى ما لم نعلم فيه معصية.
23) وأن يُبايع ولي الأمر المسلم، وألا يموت المرء، وثمَّ والٍ مسلم، وليس في عنقه بيعة له.
24) أن يُعْطَوا حقهم الذي أعطاهم الله جل وعلا إياه.
هذا ما تم جمعه، والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
العلوص ليبيا: يوم الجمعة 16 ذي القعدة سنة 1437 هـ
الموافق لـ: 19 أغسطس سنة 2016 م

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, مسائل, النصيحةلولاةالأمر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013