منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 28 Mar 2013, 05:45 PM
أم شكيب القبائلية الجزائرية أم شكيب القبائلية الجزائرية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الدولة: الجـزائر ـ القبائل الكبرى
المشاركات: 99
افتراضي فاحرص على جمع العلوم فإنهـا ◘ ريُ القلوب من الصدى وشفاؤها

بسم الله الرحمن الرحيم
قال بعض أهل العلم: ينبغي للمرء أن يذخر أنواع العلوم، وإن لم تكن له بمعلوم وأن يستكثر منها ولا يعتقد الغنى عنها، فإنه إن استغنى في حال، احتاج إليها في حال؛ وإن سئمها في وقت، ارتاح إليها في وقت؛ وإن شغل عنها في يوم فرغ لها في يوم؛ وأن لا يسرع ويعجل، فيندم ويوجل؛ فربما عجل المرء على نفسه بإخراج كتاب عن يده، ثم رامه فتعذر عليه مرامه. وابتغى إليه وصولاً، فلم يجد إليه سبيلاً؛ فأتعبه ذلك وأنصبه، وأقلقه طويلاً وأرقه كالذي حكي عن بعض العلماء، قال: بعت في بعض الأيام كتاباً ظننت أني لا أحتاج إليه، فلما كان ذات يوم هجس في صدري شيء. كان في ذلك الكتاب، فطلبته في جميع كتبي فلم أجده، فاعتمدت أن أسأل عنه عالماً عند الصباح؛ فما زلت قائماً على رجلي إلى الصباح، قيل: فهلا قعدت؟ قال: لطول أرقي وشدة قلقي.
وباع آخر كتاباً، ظن أنه لا يحتاج إليه، ثم أنه احتاج إليه فالتمس نسخة به، فلم يجدها بعارية ولا ثمن؛ وكان الذي ابتاعه قد خرج به إلى بلده فشخص إليه، وسأله الإقالة وارتجاع المن منه، فأبى عليه. فسأله إعارته لنسخ الكلمة منه، فلم يجبه، فانكفأ قافلاً وآلى على نفسه أن لا يبيع كتاباً أبداً.
وباع آخر كتاباً ظن أنه لا يحتاج إليه ثم أنه احتاج إلى كلمة منه، فقصد صاحبه، وسأله أن يكتبه تلك الكلمة، فقال: والله ما تكتبها إلا بثمن الكتاب كله، فرد عليه ثمن الكتاب وكتب تلك الكلمة.
وقيل لآخر: ألا تبيع من كتبك التي لا تحتاج إليها؛ فقال إن لم أحتج إليها اليوم احتجت إليها بعد اليوم.
واشترى رجل كتاباً، فقيل له اشتريت ما ليس من علمك، فقال: اشتريت ما ليس من علمي ليصير من علمي.
وقيل لآخر ألا تشتري كتباً تكون عندك، فقال: ما يمنعني من ذلك إلا أنني لا أعلم، فقيل: إنما يشتريها من لا يعلم حتى يعلم.
وكان آخر يشتري كل كتاب يراه، فقيل له: إنك لتشتري ما لا تحتاج إليه، فقال: ربما احتجت إلى ما لا أحتاج.
ومما يعزى إلى السري بن أحمد الكندي "من الكامل"
لا تُخدعن عن العلـوم فـإنـهـا ◘ سرج يزيد على الزمان ضياؤها
تنسى القرون فلا يشيد بذكرهـا ◘ أحد ويُذكر دائباً عـلـمـاؤهـا
فاحرص على جمع العلوم فإنهـا ◘ ريُ القلوب من الصدى وشفاؤها

كان بعض القضاة يشتري الكتب بالدين والقرض، فقيل له في ذلك، فقال أفلا أشتري شيئاً بلغ بي هذا المبلغ. قيل: فإنك تكثر؛ فقال: على قدر الصناعة تكون الآلة.
واحتاج بعض النجارين إلى بيع فأسه ومنشاره فباعهما، وحزن عليهما، وندم على بيعهما، إلى أن رأى جاراً له من أهل العلم في سوق الوراقين، وهو يبيع كتبه، فقال: إذا باع العالم آلته، فالصانع أعذر منه؛ وسلا بذلك.
حدثت عن أبي الحسين أحمد بن عبيد الله الكلوزاني، قال: حدثني محمد بن سليمان الجوهري قال: كنا نصحب الجاحظ على سائر أحواله من جد وهزل، قال فخرجنا يوماً لنزهة، فبينا نحن على باب جامع البصرة، ننتظر شيئاً أردناه، إذ عارضتنا امرأة، معها أوراق مقطعة؛ فعرضت ذلك علينا، فلم نجد فيها طائلاً، فتركناها وانصرفنا، وتخلف معها الجاحظ، ونحن ننتظره، فأطال ثم رأيناه قد وزن لها شيئاً، وأخذ الأوراق؛ وقال: انتظروني، ومضى بها إلى منزله؛ فلما عاد أخذنا نهزأ به، ونقول: فزت بقطعة من العلم وافرة، وضحكنا، فقال: أنتم حمقى، والله إن فيها ما لا يوجد إلا فيها، ولكنكم جهال لا تعرفون النفيس من الخسيس.
تقيد العلم ، للخطيب البغدادي

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013