منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 22 Dec 2013, 10:39 PM
أبو عبيد الله عبد الله أبو عبيد الله عبد الله غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: عين البنيان - الجزائر
المشاركات: 82
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبيد الله عبد الله إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبيد الله عبد الله
افتراضي هل مـيّـز التـرمذي بين الصحيح والحسن في تعريفه للحسن؟

طرأ عليّ إشكال في تعريف الترمذي للحسن، وذلك بعد النظر في الأقوال الشارحة والمعقّبة عليه، هل ميّز الترمذي بين الصحيح والحسن في حده للحسن أول كتابه العلل؟

قال أبو عيسى الترمذي في كتاب العلل:

وما ذكرنا في هذا الكتاب "حديث حسن" فإنما أردنا به حسن إسناده ـ عندنا ـ.
كل حديث يروى لا يكون في إسناده متهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذاً ويروى من غير وجه نحو ذلك. فهو عندنا حديث حسن.

فاشترط ثلاثة حدود له:

الأول: أن لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب. فأخرج رواية المتهم بالكذب والكذاب من باب أولى، ويدخل في الحد: رواية المجهول والمستور، وسيء الحفظ، ممن وُسم بالوهم والغلط والاختلاط، والمدلس بالعنعنة.

الثاني: أن لا يكون الحديث شاذا. ومن هذا الحد عُرف أن الترمذي يرى رأي الشافعي في حد الشاذ، لأنه لو قيل أنه اتبع الحاكم أو الخليلي لأصبح في كلامه حشو ودَوْرٌ.

الثالث: أن تتعدد طرق الحديث. وهذا احتراز عَمَّا لم يرد إِلَّا من وَجه وَاحِد؛ وهو شرط معتبر في الحديث الحسن لغيره، لا الحسن لذاته.
وانتُقد هذا التعريف بأمرين والذي يهمني الأول:

وهو أنه غير مانع لدخول الصحيح فيه:

قال الحافظ أبو عبدِ الله محمدُ بنُ أبي بكرٍ بنِ الموَّاق: إنّهُ لم يَخُصَّ الترمذيُّ الحسنَ بصفةٍ تميزُهُ عن الصحيحِ، فلا يكونُ صحيحاً إلا وهو غير شاذٍ، ولا يكونُ صحيحاً حَتَّى يكونَ رواتُهُ غيرَ متهمينَ، بل ثقاتٌ. قال: فظهرَ من هذا أنَّ الحسنَ عند أبي عيسى صفةٌ لا تخصُّ هذا القسمَ بل قد يَشْركُهُ فيها الصحيحُ. قال: فَكلُّ صحيحٍ عندَهُ حسنٌ، وليسَ كُلُّ حسنٍ عندَهُ صحيحاً.


ويحسن الاستشهاد بقول التبريزي تعليقا على تعريف الخطابي للحسن وما انتقد عليه فيه؛ حيث قال: "إِن الصَّحِيح أخص من الْحسن، وَدخُول الْخَاص فِي حد الْعَام ضَرُورِيّ، وَالتَّقْيِيد بِمَا يُخرجهُ مخل بِالْحَدِّ".

قَالَ الْعِرَاقِيُّ: وَهُوَ مُتَّجِهٌ.

أما الحافظ ابن حجر فقال كما في التدريب: قَدْ مَيَّزَ التِّرْمِذِيُّ الْحَسَنَ عَنِ الصَّحِيحِ بِشَيْئَيْنِ:

أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ رَاوِيهِ قَاصِرًا عَنْ دَرَجَةِ رَاوِي الصَّحِيحِ، بَلْ وَرَاوِي الْحَسَنِ لِذَاتِهِ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ غَيْرَ مُتَّهَمٍ بِالْكَذِبِ، فَيَدْخُلُ فِيهِ الْمَسْتُورُ وَالْمَجْهُولُ وَنَحْوُ ذَلِكَ، وَرَاوِي الصَّحِيحِ لَا بُدَّ وَأَنْ يَكُونَ ثِقَةً، وَرَاوِي الْحَسَنِ لِذَاتِهِ لَا بُدَّ وَأَنْ يَكُونَ مَوْصُوفًا بِالضَّبْطِ، وَلَا يَكْفِي كَوْنُهُ غَيْرَ مُتَّهَمٍ.
قَالَ: وَلَمْ يَعْدِلِ التِّرْمِذِيُّ عَنْ قَوْلِهِ ثِقَاتٌ، وَهِيَ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ، إِلَى مَا قَالَهُ إِلَّا لِإِرَادَةِ قُصُورِ رُوَاتِهِ عَنْ وَصْفِ الثِّقَةِ، كَمَا هِيَ عَادَةُ الْبُلَغَاءِ.
الثَّانِي: مَجِيئُهُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ...

وقال السخاوي في فتح المغيث: وَحِينَئِذٍ فَقَدَ تَبَيَّنَ عَدَمُ كَوْنِ هَذَا التَّعْرِيفِ جَامِعًا لِلْحَسَنِ بِقِسْمَيْهِ، فَضْلًا عَنْ دُخُولِ الصَّحِيحِ بِقِسْمَيْهِ، وَإِنْ زَعَمَهُ بَعْضُهُمْ، فَرَاوِيهِ لَا يُكْتَفَى فِي وَصْفِهِ بِمَا ذُكِرَ، بَلْ لَا بُدَّ مِنْ وَصْفِهِ بِمَا يَدُلُّ عَلَى الْإِتْقَانِ.


- والرد على قول الحافظ ابن حجر: أنه لو قال "ثقات" لكان نفس حدّ الحديث الصحيح. وإنما الترمذي أراد حدّ الحديث الحسن، فلم يميزه عن الحديث الصحيح.



فما هو توجيه كل من هذه الأقوال؟ بارك الله فيكم.
وهل يقال: أن بين الصحيح والحسن عموم وخصوص من وجه، ذلك أنهما يشتركان في كونهما يُحتج بهما، وإن تفاوتا في مرتبة الاحتجاج... فإذا احتج بالحسن فمن باب أولى الصحيح...


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيد الله عبد الله ; 23 Dec 2013 الساعة 08:22 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 Dec 2013, 04:32 PM
ياسين مزيود ياسين مزيود غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 122
افتراضي

بورك فيك أخي عبد الله ولا تبخل علينا بالفوائد وزدنا مما فتح الله عليك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 Dec 2013, 10:48 AM
أبو عبيد الله عبد الله أبو عبيد الله عبد الله غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: عين البنيان - الجزائر
المشاركات: 82
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبيد الله عبد الله إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبيد الله عبد الله
افتراضي

وفيك يبارك الله أخي ياسين، وأثمّن الأدب منك، والشعور متبادل، إلا أن عبارتك تخجلني... وأنت تعلم أني لست بذاك.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيد الله عبد الله ; 26 Dec 2013 الساعة 11:00 AM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 Dec 2013, 12:59 PM
أبو عبيد الله عبد الله أبو عبيد الله عبد الله غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: عين البنيان - الجزائر
المشاركات: 82
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبيد الله عبد الله إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبيد الله عبد الله
افتراضي

وقد وقفت على نقولات أخرى أضيف بعضها، وأرجو مشاركة فعالة:

أولا: القائلين بأن الترمذي ميّز في تعريفه للحسن بين الصحيح والحسن:

[توجيه النظر للجزائري] وَأجِيب بِأَن التِّرْمِذِيّ قد ميز الْحسن عَن الصَّحِيح بشيئين [ثم نقل مضمن كلام ابن حجر]
ثم قال فيما بعد: وَأما قَول بَعضهم إِن التِّرْمِذِيّ قد صحّح جملَة من الْأَحَادِيث لَا ترقى عَن رُتْبَة الْحسن مَعَ انه مِمَّن يفرق بَين الصَّحِيح وَالْحسن فَإِن فِيهِ إبهاما فَإِن أَرَادَ أَنه حكم بِصِحَّة أَحَادِيث هِيَ فِي رُتْبَة الْحسن لغيره فالاعتراض عَلَيْهِ وَارِد وَإِن أَرَادَ أَنه حكم
بِصِحَّة أَحَادِيث هِيَ فِي رُتْبَة الْحسن لذاته فالاعتراض عَلَيْهِ غير وَارِد فَإِن كثيرا من الْمُحدثين يدْخلهُ فِي الصَّحِيح ويجعله فِي أدنى مراتبه وَلذَا قَالُوا إِن من سمى الْحسن صَحِيحا لَا يُنكر أَنه دون الصَّحِيح الْمُقدم الْمُبين أَولا فَهَذَا إِذا اخْتِلَاف فِي الْعبارَة دون الْمَعْنى.


[الوسيط، لأبي شهبة]: وانتقد أيضًا بأنه غير مانع لدخول الصحيح في تعريفه، وهذا الانتقاد مردود لما بينا في شرح التعريف من أن الحسن يكتفي فيه برواية المستور بخلاف الصحيح فلا بد فيه من ثقات الراوة, وأيضًا فالحسن عند الترمذي لا بد من مجيئه من وجه آخر، ولم يشترط أحد في الصحيح ذلك فالحق أن التعريف مانع.


[المدخل الى مناهج المحدثين_ ا.د رفعت عبد المطلب] وتعريف الترمذي للحسن هذا يؤدي الى احتمالين:
الاحتمال الأول: هو أنه لا مانع على مقتضى كلامه من دخول الحديث الصحيح في الحديث الحسن...........
الاحتمال الثاني: أن الترمذي قال في هذا التعريف: "إن الراوي للحسن غير متهم بالكذب، وهذا يحتمل معنيين:
أحدهما لا يتوهم الغفلة والكذب والفسق في الراوي فلا يتهم به.
وثانيهما: أن يتوهم فيه ذلك ولا يتهم به، وهذا هو معنى مستور العدالة، وهو المعني به في هذا التعريف، وقد قصد بهذا القيد الاحتراز عن الصحيح، لأن الشرط في راوي الصحيح أن يكون مشهور العدالة.
على أنه –أيضا- اشترط أن يروى الحسن من غير وجه ولا يشترط ذلك في الصحيح، وعلى هذا يكون الحسن غير الصحيح من كل وجه (توجيه النظر للجزائري).
ولكن السؤال: هل الحسن يشترط فيه أن يأتي من غير وجه، وغير ذلك لا يكون حسنا؟


[شرح الموقظة لفضيلة الشيخ د. عبدالعزيز بن محمد السعيد]

هذا هو ما يظهر من عبارة الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى-، وهذه العبارة أو هذا التعريف، إنما هو منطبق على الحديث الحسن لغيره، ولا يشمل الحسن لذاته، ولعل الإمام الترمذي ممن يجعل الحديث الحسن لذاته قسما من أقسام الصحيح، وفي أدنى مراتب الصحيح، كما يصنعه جملة كبيرة من أهل العلم.
فالشاهد من هذا أن الحديث الحسن، أو كلام الترمذي هذا، متعلق بالحديث الحسن لغيره، وعلى هذا يكون الحديث الحسن لغيره، هوالذي يكون في راويه ضعف، وينجبر بمجيئه من طريق أُخرى.


[الشاذ والمنكر وزيادة الثقة موازنة بين المتقدمين والمتأخرين_ المحمدي]:
يمكن بيان ذلك بما يلي:-
أ - إن الحديث الصحيح يشترط فيه العدالة والضبط، وإن اشتراط الترمذي في حد الحسن أن لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب: ...
يعني أنه أراد الراوي غير الثقة وإلاّ لَمَا عَدَل عن قوله " ثقة " وهي كلمة واحدة إلى قوله"غير متهم بالكذب"إلاّ لإرادة قصور روايته عن وصف"ثقة ". انظر الخلاصة، الطيبي ص43،والنكت على ابن الصلاح، ابن حجر 1/ 476، ومصطلح حسن غريب، أسامة نمر ص7. ...
ب- إن من شروط الحديث المقبول أنْ يكون متصلاً سنداً وهذا يعني أن راوي الصحيح وراوي الحسن لذاته غير داخلين في تعريفه. ... انظر النكت على ابن الصلاح 1/ 388.
ج - إن الحديث المقبول هو الحديث الذي يقوم بذاته، فاشتراطه العدد وأن يأتي من غير وجه، كما في حديث الحسن، يخرجان الصحيح والحسن لذاته. انظر تدريب الراوي، السيوطي 1/ 124، وتوضيح الأفكار، الصنعاني.


ثانيا: القائلين بأن الترمذي لم يميّز في تعريفه للحسن بين الصحيح والحسن:

[شرح الباعث الحثيث- الخضير]

فعلى هذا تعريف الترمذي غير جامع ولا مانع، فهو غير جامع لنوعي الحسن، وغير مانع لدخول أنواع الضعيف كالمنقطع مثلاً، هو لم يشترط الاتصال، وأيضاً غير مانعٍ لما كان بعض رواته فاسق مثلاً، بغير الاتهام بالكذب كما أشرنا، وهو أيضاً غير مانع لدخول الصحيح، فالصحيح لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، ولا يكون شاذاً، ويروى من غير وجه، وإن قال بعضهم دفاعاً عن الترمذي أن الصحيح لا يدخل؛ لأن نفي الاتهام بالكذب يشعر بأنه قاصر عن درجة الصحيح؛ لأنه يؤميء إلى أن الراوي قد تكلم فيه بغير اتهام بالكذب، وعلى كل حال هو متعقب، فالضعيف الذي ضعفه من غير جهة الاتهام بالكذب يدخل فيه.

آراء المحدثين في الحديث الحسن لذاته ولغيره- خالد بن منصور الدريس

7- تبين لي من دراسة الأحاديث التي قال الترمذي فيها: (حسن) أن 75% لها شواهد قوية لذاتها , كما وجدته أطلق الحسن على أحاديث هي صحيحة عنده بل بعضها مدار سندها واحد ومع ذلك يحسن إسناد لأحد الرواة ويصحح آخر مع أن الحديث من حيث المتن ومدار السند واحد , فدلنا هذا التصرف منه -رحمه- الله على أنه يطلق الحسن على متون صحية عنده.
8 - لم يحسن الترمذي جملة من الأحاديث في جامعه مع صلاحيتها لذلك , وتطابق شروط الحسن فيها.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مصطلح, الترمذي, الحسن, حديث

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013