قال ابن الجوزي -رحمه الله-: «فمنهم -أي: الحمقى- هبنَّقة واسمه يزيد بن ثروان ويقال: ابن مروان أحدُ بني قيس بن ثعلبة. ومِن حمقه أنه جعل في عنقه قلادةً مِن وَدْعٍ وعظامٍ وخزفٍ وقال: أخشى أن أُضِلَّ نفسي ففعلتُ ذلك لأعرفها به، فحُوِّلت القلادةُ ذات ليلةٍ مِن عنقه لعنق أخيه، فلمَّا أصبح قال: «يا أخي أنت أنا، فمَن أنا؟» وأضلَّ بعيرًا فجعل ينادي: «مَن وجده فهو له»، فقيل له: «فلم تنشده؟» قال: «فأين حلاوة الوجدان؟» وفي روايةٍ: «مَن وجده فله عشرة»، فقيل له: «لِمَ فعلت هذا؟» قال: «للوجدان حلاوةٌ في القلب». واختصمت طفاوةُ وبنو راسبٍ في رجلٍ ادَّعى كلُّ فريقٍ أنه في عرافتهم، فقال هبنَّقة: «حكمه أن يُلقى في الماء فإن طفا فهو مِن طفاوةَ وإن رَسَب فهو مِن راسبٍ». فقال الرجل: «إن كان الحكمُ هذا فقد زهدتُ في الديوان». وكان إذا رعى غنمًا جعل يختار المراعيَ للسمان وينحِّي المهازيل ويقول: «لا أُصلح ما أفسده اللهُ»»، نسأل اللهَ العافية.
لكل داء دواء يستطب به ... إلا الحماقة أعيت من يداويها
قال المتنبي:
ومن البلية عذل من لا يرعوي ... عن جهله وخطاب من لا يفهم
رُويَ أن عيسى عليه الصلاة والسلام أُتيَ بأحمق ليداويه فقال: "أعياني مداواة الأحمق ولم يعيني مداواة الأكمه والأبرص". وقال الحجاج: "أنا للعاقل المدبر أرجى مني للجاهل المقبل". وقيل: "أنك تحفظ الأحمق من كل شيء إلا من نفسه، وتداويه إلا من حمقه".
لكل داء دواء يستطب به ... إلا الحماقة أعيت من يداويها
قال المتنبي:
ومن البلية عذل من لا يرعوي ... عن جهله وخطاب من لا يفهم
رُويَ أن عيسى عليه الصلاة والسلام أُتيَ بأحمق ليداويه فقال: "أعياني مداواة الأحمق ولم يعيني مداواة الأكمه والأبرص". وقال الحجاج: "أنا للعاقل المدبر أرجى مني للجاهل المقبل". وقيل: "أنك تحفظ الأحمق من كل شيء إلا من نفسه، وتداويه إلا من حمقه".
"محاضرات الأدباء" للراغب الأصبهاني.
بارك الله فيك اخانا يوسف بن عومر على الإضاقة الفييمة
وفيك بارك الله أخي الكريم، وقد يتبجح بعضهم بالحماقة ويجعلها خيرا من العقل لأنها تجلب عليه الرزق، كما حدث للحمدوي وإليك الخبر:
لام النَّاسُ الشَّاعر العباسي الحمدَوي – إسماعيل بن إبراهيم – (ت: 260 هـ) على حُمقِه فأجابهم: "حماقةٌ تعولني خير من عقل أعوله"، وأنشَد: