[ خرجة جديدة ] أوْرَدَهَا الحلبي والحلبي مُشْتَمِلْ * مَاهكَذَا يا حلبي تُورَدُ الإبل

[أبو عبد السلام جابر البسكري]

بسم الله الرحمن الرحيم

أوْرَدَهَا الحلبي والحلبي مُشْتَمِلْ * مَاهكَذَا يا حلبي تُورَدُ الإبل

الحمد لله الذى هدانا لهذا وماكنا لنهتدى لولا ان هدانا الله ، والصلاة والسلام على من تركنا على المحجة البيضاء ، ورضي الله عن آله وصحبه الأوفياء.

أمابعد :

هذا المثل كان كثيرا ما يتمثله العلامة الالباني رحمه الله تعالى لمن خالفه أو أخطأ الحق والصواب فيقول له : أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل.
وهذه خرجة من خرجات الحلبي العجيبة الغريبة أوردها على أحد الفضائيات الأردنية، في برنامج الملف ، يوم الخميس : 12-02-2015 ، وقد احتوى البرنامج على مخالفات ينكرها طالب العلم الصغير فضلا على العالم الكبير، حيث جمع بين البدعة والمعصية ، وذلك لاشتمال البرنامج على :
الموسيقى، والإختلاط بين الجنسين شباب وفتيات فاتنات ، تبرج وسفور ، وعلى الطاولة توسط -علي الحلبي هداه الله-. وقبل أن تبدأ الحصة قرأ المذيع والجمهور – بدعة الفاتحة – على الطيار الكساسبة رحمه الله تعالى ، ودون إنكار من الحلبي الذي دخل بعدها للأستوديو – نحسن الظن ونقول لم يكن هناك – وسيقولون من مصالح الدعوة عدم الإنكار علنا وعلى المباشر.
و قد سمع كلمة الشهيد تتكرر من المذيع وشاهد الصورالتي كُتب فيها كلمة معاذ الكساسبة الشهيد الحق ،هذا كله دون إنكار أو حتى توضيح !! وأن من معتقد أهل السنة أن الشهادة لا تطلق على إي أحد إلا من شهد له الله ورسوله بذلك ومن القواعد القررة عدم تأخير البيان في وقت الحاجة.
والعجيب كله هو ما الذي دعاه إلى هذا اللقاء والرضى بهذه المنكرات؟ ، أليس له قناة تسمى بالأثر ينشط فيها ويقول كلمته !؟
أم هو حب الظهور والصيت ؟ ألم تعلم ان الشيخ الألباني رحمه الله تعالى لا يحب مثل هذه الأمور ، وكان دائما يتمثل القولة المشهورة :"حب الظهور يقصم الظهور".
و كلما تكلم الحلبي يشهر كتاباته في هذه المسألة، أليس هناك كتب للعلماء تحذر من الخوارج من قديم الزمان ومنذ بزوغ الخوارج ، والخوارج لم يظهروا في سوريا أو حلب فقط كما زعمت بل مازالوا يخرجون ويظهرون !
عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يخرج من أمتي قوم يسيئون الأعمال يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ويحقر أحدكم عمله مع عملهم يقتلون أهل الإسلام فإذا خرجوا فاقتلوهم فطوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه كلما طلع منهم قرن قطعه الله كلما طلع منهم قرن قطعه الله.. كلما طلع منهم قرن قطعه الله فردد ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرين مرة أو أكثر وأنا أسمع.. رواه الإمام أحمد.
وهناك خوراج أخطر من الدواعش ، وهم الخوارج القعدة دعاة على أبواب جهنم ، منهم القطبيون أتباع سيد قطب ، الذي تزكي بعضهم ، أمثال محمد حسان وعدنان وشيوخ الاخوان المفسدين التي خرجت داعش والقاعدة من رحمهم .
وخرج الحلبي في القناة بصفة المدافع عن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى ، ولكن ما سرالوثيقة التي وقعت عليها وأرسلتها للبغدادي بما فيه من إنحرفات وتشويه لدعوة المجدد محمد بن عبد الوهاب ! أليست دعوتهما واحدة؟ حيث نُسب في الوثيقة أن التكفير والتفجير بسبب نشر كتب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب! ولم تجب عن الأسئلة التي طرحت عليك في هذا الموضوع وحدت عن الجواب.
ألم تقل في أسامة بلادن :" ...وكما قيل لم يبقى شيء يخاف عليه ولا منه فهو المطلوب رقم واحد لامريكيا . وبالتالي يفعل ما هو باستطاعته أن يفعله . ولكن ظننا به أنه مخلص إن شاء الله ولا نزكيه على الله . وإن كانت هذه الامور التي يفعلها أو تنقل عنه نحن لا نوافق عليها ولا نرتضيها كما هو معروف في منهجنا ومنهج علماءنا "
[سلسلة الأجوبة الحلبية على الأسئلة الشرعية... الشريط14 ]
أليست هذه تزكية للخارجي بلادن وتهوين من شره!؟ أو قل إن شئت إنه منهج الموازنات المبتدع الذي حذر منه العلماء وعلى رأسهم العلامة الألباني رحمه الله تعالى.
وقد سئل الشيخ عبد المحسن العبَّاد -حفظه الله تعالى -:هل يجوز مدح أهل الأهواء ؟ فقال -حفظه لله- : ( إن كان يمدحهم للشّر الذي عندهم فهذا أمره خطير والعياذ بالله , أما لو مدحهم للخير الذي عندهم فهذا لا ينبغي لكي لا يضيع التحذير من باطلهم ، والذي ينبغي التحذير لا المدح )[ درس السنن ، يوم السبت14 /7/1423 ].
وجاء في البرنامج ذكر رسالة عمان فجاء الحلبي بقول جديد فيها لا كما كان يثني ويدافع عنها ، قال : أما بالنسبة لرسالة عمان لا يخفى عليك أنها جاءت عقب أحداث 11 سبتمبر فكانت مناسَبة مناسِبة لتوضيح صورة الإسلام ( للهيئات الدبلوماسية) وهي رسالة لا شك (دبلوماسية) تتكلم عن الإسلام بقواعده العامة أنه دين الرحمة والأمان وو ...إلى آخره.
كل هذه السنوات إلى الآن لم يبين مافيها من أخطاء عقدية ولم يشر إليها ، وهذا يدل على المداهنة على حساب الحق ، والهوي في هاوية التمييع الغالي وتضييع الثوابت دون أن يبالي من أجل ارضاء المخلوق و معصية الخالق.
وفي البرنامج وقفت تلك الفتاة المتبرجة تبرجا فاحشا ، لتلقي كلمة أمام البحر وهو غاض لطرفه يخشى الفتنة ، "ألا في الفتنة سقطوا" ، وهذا تورع بارد ذكرني بعمرو خالد – عافانا الله وإياكم – هل الإختلاط أصبح جائزا ؟أم هي القاعدة الباطلة "الغاية تبرر الوسيلة"؟ ، أم هي القاعدة الأصولية الضرورات تبيح المحظورات !؟.
وذكر مقدم البرنامج أنه جاءت دعوات جميلة في التويتر من المشايخ أمثال الشيخ السديس و الشيخ العريفي و الشيخ سعد ...تنكر على هؤلاء ؟؟ وقال المقدم لماذا لا يجتمع علماء الأمة بين الحطيم وزمزم ويعلنون الحرب على هؤلاء القوم.ودون أن ينكر الحلبي أو يوضح للمقدم والجمهور بأن العريفي على منهج أهل الاهواء من الإخوان المفسدين الذين يشجعون الثورات ويوثرون الفتن والحماقات، نعم سيقولون المقام ليس مقام تحذير، ويأتونك بالمعاذير كماهي عادتهم مع غيره من أهل الأهواء.
والعريفي منهجه معروف وقد رد عليه العلماء الكبار منهم الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى وقال عنه صاحب هوى.
وفي البرنامج قال المقدم : طلب الأمن قبل طلب الغذاء وطلب الأمن قبل التوحيد، حتى عندما أريد أن أوحد واشهد ألا إله إلا الله يجب أن أكون في حل من أمري.
قال الحلبي : أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف .
وكأن الحلبي يقره على كلامه بأن الأمن قبل التوحيد وهذا خطأ ،حتى أنه لم يعقب على كلام المقدم والخطأ الذي وقع فيه ، ومن المعلوم بأن التوحيد سبب للأمن ، قال تعالى :" الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون. "
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :
ـ أنه إذا كان الرعب يلقى في قلوب الذين كفروا لإشراكهم، فإن الأمن يلقى في قلوب الذين آمنوا لتوحيدهم؛ لأن ما ثبت للشيء ثبت ضده لضده، فإذا ثبت الرعب للكفار بسبب إشراكهم ثبت الأمن للمؤمنين بتوحيدهم، ويدل لهذا قوله تعالى: {{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ *}} [الأنعام: 82] ، والظلم هو الشرك كما فسره النبي صلّى الله عليه وسلّم لما نزلت هذه الآية. قالوا: يا رسول الله، أيّنا لم يظلم نفسه قال: «إنما ذلكم الشرك، ألم تسمعوا إلى قول الرجل الصالح : {{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}}»[(116)] [لقمان: 13] .
إذن كلما كان الإنسان أشد إيماناً بالله وأشد توحيداً له كان أشد أمناً واستقراراً، وهذا شيء مجرب؛ لأنه من كان أشد إيماناً بالله وأشد توحيداً لله كان أقوى توكلاً عليه، ومن أقوى أسباب الأمن ومصابرة الأعداء التوكل على الله عزّ وجل حتى إن من الناس من يقوم توكله على الله مقام الدواء في الشفاء، وهذا ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وهو واقع... إلى أن قال : ...إن الإنسان كلما قوي إيمانه بالله وقوي توحيده ازداد أمناً وطمأنينة واستقراراً، وهذا أمر مشاهد مدرك بالحس. إهـ.
إذا ما هذا الخلط واللبس الذي وقع فيه المقدم وأقره عليه الحلبي دون إنكار منه.
والعجيب أنهم قاموا بتفريغ اللقاء كتابيا مبتورا في منتداهم كما هي عادتهم ، ولم يذكروا هذه الحماقات بل حذفوا كثير من الطامات التي جاء بها شيخهم . والحمد لله كل شيء مسجل على اليوتوب ومشاهد للجميع دون زيادة أو نقصان ، ولن أضع رابط الفيديوا لما فيه من منكرات لا يقرها كل سلفي وأما عنوان الحلقة فهو : برنامج الملف - الشهيد النقيب الطيار الاردني الباسل معاذ الكساسبة.
وفي الختام: السلفي لا يزيل المنكر بالمنكر ولا يقع في منكر كهذا ولا يرضى به ، وإلا فمالفرق بينه وبين الدعاة الذين يظهرون مع المردان والفتيات المتبرجات السافرات على القنوات !!
لم أستقصي كل مافي البرنامج لما فيه من منكرات ، وانما هذه تنبيهات فقط ، وهل يستقيم من هذه حاله - نسأل الله السلامة- أن يطعن في كبار العلماء و علم من أعلام السنة الشيخ الدكتور ربيع بن هادي المدخلي أمضى عمره في الدفاع عن السنة و أهلها ؟؟

الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاك الله به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.

أبو عبد السلام جابر البسكري
29 شهر ربيع الثاني 1436 هجري