منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 Dec 2007, 09:14 PM
بشير ابو عبد الرحمن بشير ابو عبد الرحمن غير متواجد حالياً
bachir-dellys.blogspot
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 600
إرسال رسالة عبر MSN إلى بشير ابو عبد الرحمن
افتراضي الإهتمام بعلوم الكتاب والسنة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد النبي الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد أما بعد :
فالحمد لله رب العالمين على توفيقه وسداده لفعل الخيرات والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، فهذا الموقع الذي تم افتتاحه عن طريق الإخوة الأفاضل ليكون موقعاً علمياً لعلماء أهل السنة والجماعة السلفيين في اليمن هذا يعتبر من فضل الله سبحانه وتعالى على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من أجل أن ينهلوا من العلوم الشرعية الصافية النقية بعيداً عن البدع والمخالفات والخرافات ومن أجل أيضاً الشباب المسلم من أجل أن يتفقه في دين الله رب العالمين لأن التفقه في دين الله سبحانه وتعالى هو الخير كله ولهذا جاء في الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه وفي غير الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : من يرد الله به خيرا ً يفقهه في الدين ) فالتفقه في الدين هو الخير كله وهو الخير الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة وبين قوله سبحانه وتعالى : (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْيُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )
فالله سبحانه وتعالى اختص هذه الأمة بنزول هذا الخير وتحمل هذه الرسالة وهذه الدعوة العظيمة المباركة التي هي دعوة الرسل من قبلنا وجعل الله سبحانه وتعالى رسالة الدعوة طريقاً لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولجميع أتباعه في كل زمان وفي كل مكان إلى قيام الساعة ولهذا قال ربنا في كتابه الكريم : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْاتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ)
ولهذا نحن ندعو جميع المسلمين وجميع الناس إلى استماع ما يلقى في هذا الموقع المبارك من علم الكتاب والسنة فعلم الكتاب والسنة هو النور الذي أنزله الله سبحانه وتعالى ولهذا يقول الله عز وجل في كتابه الكريم (قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُمَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِإِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ( فعلم الكتاب والسنة هو الضمان الذي يضمن لجميع الجن والإنس أن يخرجهم من الظلمات إلى النور أن يخرجهم من ظلمات الجهل ومن ظلمات الكفر ومن ظلمات الشرك ومن ظلمات البدع ومن ظلمات الفساد ومن ظلمات المعاصي ومن ظلمات الشر كله إلى نور التوحيد وإلى نور العبادة وإلى نور الطاعة وإلى نور العلم وإلى نور السنة وإلى نور إتباع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والله سبحانه وتعالى قد كلف رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأنزل عليه هذا النور وأنزل عليه هذا الكتاب لإخراج الناس من الظلمات إلى النور قال ربنا في كتابه الكريم : (الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَىالنُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)
فربنا سبحانه وتعالى أمر نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يحمل هذا الكتاب ولهذا انزله الله عز وجل عليه من أجل إخراج الناس من الظلمات إلى النور ومن ظلمات المعاصي والفساد والبدع إلى نور العلم والهداية والمعرفة والسنة فخيرٌ كبير للمسلم عند أن يتلقى علوم الكتاب والسنة من موردها الصافي فأهل السنة والجماعة في اليمن والحمد لله رب العالمين يلقون على إخوانهم العلوم الشرعية سواء كان ذلك بواسطة الكتب المؤلفة أو كان ذلك بواسطة الأشرطة من خلال المحاضرات ومن خلال خطب الجمعة أو من خلال الدروس التي تلقى في مراكزهم وفي مساجدهم وكلها نور من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولهذا الله يقول في كتابه الكريم :
(اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَامِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّيُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍيَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِياللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِوَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
فالله يبين في هذه الآية العظيمة المباركة فيقول ( يهدي الله لنوره من يشاء ) فالله سبحانه وتعالى هو الذي يهدي لنوره من يشاء من عباده فحاول أيها الأخ الكريم أن تستهدي بنور الله رب العالمين وأن ينالك من هذا النور العظيم المبارك الذي أنزله الله سبحانه وتعالى وأن تفتح قلبك لهذا النور العظيم ولهذا الهدى فالكتاب الكتاب هو النور وكذلك هو الهدى كما قال الله عز وجل في كتابه الكريم : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّمِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْوَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْيَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)
فهذا القرآن هو الهدى الذي أنزله الله عز وجل هداية للجن والأنس فمن استهدى به من الجن والإنس هداه بإذن الله رب العالمين وكما قال ربنا في كتابه الكريم : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍمِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُوَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ( ..إلى آخر الآية فالشاهد قول الله سبحانه وتعالى : (هدى لناس) فالله أنزل القرآن هدى للناس ، والناس هنا أسم جنس فهو هدى لكل من أراد أن يهتدي به وسواء كان هذا الإنسان كان كافرا أو كان م سلما و سواء كان عربياً أو عجمياً فالقرآن هدى لجميع الناس بإذن الله رب العالمين سبحانه وتعالى ولهذا هدى الله عز وجل بهذا القرآن الكريم هدى الله قلوبا كانت غلفا وبصَّر أعينا كانت عميا لم تبصر وكذلك بين الله عز وجلّ و جلّى الله سبحانه وتعالى عن القلوب غشاوتها فهو دواء نافع للقلوب بإذن الله ولهذا قال ربنا في كتابه الكريم : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَافِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِوَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)
فالقرآن الكريم خير من جميع الأموال ومن جميع المكتسبات المادية في هذا الحياة هو والله خير من التجارة بل هو والله خير من الملك ومن الرئاسة و الوزارات ، هو خير من ذلك كله حين يتعلم المسلم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا والله هو الخير وهذه والله هي الهداية .
ولهذا يحرص المسلم على مثل هذه المواقع إذا كان الكثير من شباب العالم كله يضيعون أوقاتهم في الإنترنت ومشاهدة أمور لا تجوز بل ربما مشاهدة الفجور والفساد فأنتم يا شباب الأمة وأنتم يا شباب الإسلام ينبغي أن تستغلوا أوقاتكم في سماع كلام أهل العلم وكذلك سماع المحاضرات وسماع التوجيهات والدروس النافعة التي تنفعكم في الدنيا والآخرة فالدنيا أخوة الإيمان زمنها قصير وأيامها قليلة وقصيرة وأنتم تستقبلون حياة لانهاية لها وهي الحياة الأخروية ولهذا تزودوا من علوم الكتاب والسنة من أجل أن تكون قائدة لكم إلى الجنة .
فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما جاء عند ابن حبان بسند صحيح من حديث جابر رضي الله عنه يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إن هذا القرآن شافع مشفع ما حل مصدق من جعله بين يديه قاده إلى الجنة ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار) فالقرآن إذا اتبعت أحكامه أيها الأخ الكريم واستبنت أحكامه من أهل العلم والعلماء وعملت بذلك كان قائداً لجنة عرضها السماوات والأرض بإذن الله سبحانه وتعالى وكان سبباً أيضاً لجلاء قلبك من جميع الأدران ومن جميع الظلمات بإذن الله حين تتعلم الكتاب والسنة وحين تتلمذ على علماء أهل الكتاب والسنة تتقشع من قلبك بإذن رب العالمين ظلمات الجهل وظلمات البدع وظلمات المعاصي وظلمات الشهوات المحرمة وتقبل على الهدى الذي رسمه رب العالمين لك ولجميع عباده ولهذا قال ربنا في كتابه الكريم : ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُالْمُؤْمِنِينَ( فمن أراد أن يهتدي للطريق الأقوم في كل شيء فعليه أن يتعلم كتاب الله وأن يتعلم سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وخاصة أن يتعلم على أيدي أهل السنة والجماعة في كل بلد من بلاد الله رب العالمين وخاصة في بلادنا في بلادنا هذا فالحمد لله فقد أوجد الله سبحانه وتعالى نخبة مباركة من العلماء العاملين بالكتاب والسنة والذين فرغوا أنفسهم لتعليم المسلمين كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد تركوا حظوظهم الدنيوية وأقبلوا إلى ما ينفع الأمة في الدنيا والآخرة هؤلاء العلماء الذين نفع الله عز وجل بهم والذين نفع الله بهم العدد الكثير من أبناء المسلمين في اليمن وفي غير اليمن بفضل الله سبحانه وتعالى ولهذا حوت مراكزهم عدداًَ كبيرا من المسلمين من اليمن ومن خارج اليمن يعلمون الناس الكتاب والسنة ويعلمون الناس طريق الهدى ويعلمون الناس ما ينفعهم في الدنيا والآخرة فينبغي على المسلمين أن يهتموا بأمثال هؤلاء العلماء وأن يتتلمذوا على أيديهم وأن يقبلوا على علومهم النافعة التي هي من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن أقوال سلف هذه الأمة وكذلك هؤلاء العلماء يحذرون من البدع والمخالفات ويحذرون من المعاصي والفساد ويحذرون من كل ما يشين هذا الإسلام ومن كل ما يكدر صفوه فهم يتأسون بمن سلف يتأسون بالصحابة الذين
قال عنهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) والحديث رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى
فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول خير الناس قرني فدعوة أهل السنة والجماعة تدعو الناس إلى أن يعملوا بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى فهم الصحابة الذين هم خير هذه الأمة بل هم خير الأمم كما قال الله عز وجل (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِوَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ)
فهذه الأمة هي خير الأمم بإذن الله والصحابة رضي الله عنهم هم أفضل هذه الأمة وهم خير هذه الأمة
ولهذا جاء في صحيح الإمام البخاري أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) والحديث رواه البخاري من حديث عمران بن حصين رضي الله عنهما
فالنبي عليه الصلاة والسلام خير أمتي قرني فالصحابة هم في خير القرون وهم خير الأمة خير هذه الأمة فلهذا أمرنا ربنا سبحانه وتعالى أن نتبعهم وأن نسلك طريقهم قال ربنا في كتابه الكريم : (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْافَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُالْعَلِيمُ)
فالله لا يقبل إيمان أحد إلا إذا كان موافقا لإيمان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإيمان أصحابه لأن الله يقول(فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا)
ولهذا دعوة أهل السنة والجماعة دعوة تدعو من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتدعو جميع المسلمين أن يفهموا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على فهم الصحابة الذين اخذوا فهمهم من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهم أعلم الناس بالقرآن الكريم وهم أعلم الناس بسنة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وهم أعلم الناس بمراد الله ، وهم أعلم الناس باللغة العربية ، وقد نزل القرآن على لغتهم فهم أعلم الناس بالقرآن و بعلومه وبمفاهيمه وبتفاسيره وهم أعلم الناس بمراد الله رب العالمين لأن القرآن نز ل عليهم وهم يعلمون أسباب النزول ولهذا لا تصلح هذه الأمة إلا بما صلح أول هذه الأمة فهذه الأمة لا يمكن أن تكون صالحة ولا يمكن أن
تكون مستقيمة إلا إذا أقامت دينها على ما أقامه الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ومن خالف منهج الصحابة فهذا على خطر عظيم ولهذا قال ربنا في كتابه الكريم : (وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْغَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَوَسَاءَتْ مَصِيراً) ولهذا أخوة الإيمان ينبغي أن نفهم أن منهج أهل السنة والجماعة هي دعوة إلى الكتاب والسنة بعيدة عن الأهواء و بعيدة عن البدع و بعيدة عن الضلالات و بعيدة عن الانحرافات و بعيدة عن التحزبات و بعيدة عن التعصب المذهبي و التعصبات الجاهلية بجميع أنواعها
إلى جمع الكلمة وإلى تحكيم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عملا بقول الله عز وجل : (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْكُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ)
وبقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ؟ قيل : ومن يأبى يا رسول الله ؟ قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبي ) رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
بل وعملا بقول ربنا في كتابه الكريم : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراًأَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَوَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) فلهذا ينبغي للمسلمين أن يفرحوا إذا فتحت لهم أبواب العلوم الشرعية فإنها هي التي أذن الله عز وجل لنا أن نفرح بها كما قال الله : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَافِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِوَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) ففضل ربنا ورحمة الله كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم فليفرح المسلم إذا تسنت له العلوم الشرعية فقد أذن الله عز وجل له بالفرح عند تسنى العلوم الشرعية له ولهذا ينبغي علينا جميعاً أن نهتدي بهدى الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم وأن نسير على طريقهم وأن نسلك السبيل الذي سلكوه فسبيلهم هو سبيل النجاة وطريقهم هو طريق النجاة ولهذا يحذر كل مسلم من مخالفة الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم فمخالفة الصحابة هلاك عياذاً بالله رب العالمين ولهذا يقول عبد الله بن مسعود إن الله سبحانه وتعالى أطلع على قلوب العباد فرأى قلب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أفضل القلوب و اتقاها فاختاره الله سبحانه وتعالى لحمل رسالته ولتبليغ دينه ثم نظر إلى قلوب الناس بعد قلب نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرأى قلب الصحابة أفضل القلوب أبرها و أتقاها وأنقاها فاختارهم لصحبة نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولتبليغ دينه
هكذا جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه فهذا الكلام يبين أن أفضل الخلق محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأفضل هذه الأمة أصحاب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهم أفضل الأمم وأتقى الأمم وأبر الأمم فقد قاموا بالدين كما أراد الله سبحانه وتعالى وكما أمرهم به نبيهم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولهذا أخوة الإيمان ينبغي أن نهتم بعلوم الكتاب والسنة ، فعلوم الكتاب والسنة هي النور التي أنزل الله سبحانه وتعالى على نبيه وشتان بين الفريقين بين من يعيش على الكتاب والسنة وبين من يعيش مندساً بين أحوال البدع والمخالفات والمعاصي
فالذي يعيش على الكتاب والسنة ومع الكتاب والسنة هذا يعيش مع النور في قلبه ومع النور في جوارحه و مع النور في طريقة و مع النور في جميع أحواله لهذا قال ربنا في كتابه الكريم : ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِيالنَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا)
فالذي يعيش مع الكتاب والسنة مثله كمثل الذي يعيش في نور ساطع يستضيء به في جميع المجالات وفي جميع الطرق وفي جميع الأحوال ومثل الذي يعيش بين المعاصي والبدع والشهوات المحرمة والانحرافات كمثل الذي يعيش ظلام دامس لا يدري أين يضع قدمه ولهذا قال ربنا في كتابه الكريم : (وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ ) الفرق شاسع بين شخص أعمى لا يرى ما بين يديه ولا يرى ما حوله وبين شخص له نور يستنير به وينظر ينظر إلى الحياة وينظر إلى ما يوجد في صرح هذه الحياة فشتان ما بين هذا وهذا هذا يبصر ويميز
فالذي ليس له نور والذي ليس له بصر هذا لا يميز بين المخلوقات ولا يميز بين المرئيات وأما من كان له نور ينظر به إلى المخلوقات فإنه يميز بين الألوان بإذن الله وهكذا حالة من يتمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويسير على المنهج الصحيح الذي جاء به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والذي سلكه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولهذا ينين الله سبحانه وتعالى حالة من يكون له نو ر ومن لم يكن له نو ر ما الفارق بين الفريقين قال ربنا في كتابه الكريم : (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْفَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْيَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ) ومن لم يجعل الله له نور فما له من نور من لم يأخذ حظه من علم الكتاب والسنة فليس له من نور ولهذا ي كون النور عند المسلم بقدر ما تعلم من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فكلما ازداد علمه ازداد النور الذي عنده بأمر الله عز وجل.
فالعلم هو النور الذي أنزله الله سبحانه وتعالى ،
ولهذا الله عز وجل يقول في هذه الآية الكريمة : (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ) ومن لم يجعل الله له نور فمن الذي سيعطيه نورا ومن أين له هذا النور الذي يميز به بين هذه الأمور فلا نور إلا لم أعطاه الله سبحانه وتعالى ولهذا هذا النور العظيم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ينبغي على المسلمين جميعا أن يتسابقوا عليه وأن يستبقوا إليه وأن يتضلعوا منه وأن يستكثروا منه فمن كان مستنيرا في الدنيا بعلوم الشريعة فهو الذي سيستنير في الآخرة بإذن الله رب العالمين ولهذا قال ربنا في كتابه الكريم : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُمَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِوَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُعَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِيكَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُوَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ) فالذين يتبعون النور الذي أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم هؤلاء هم أهل الفلاح بإذن الله رب العالمين وهم أهل النجاة بإذن الله هم أهل الفلاح في الدنيا وهم أهل الفلاح في الآخرة ولهذا ينبغي على المسلم إذا أراد أن ينجو من المهالك وأن ينجو من مهاوي الردى أن يتضلع من هذا النور الذي أنزله الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين ليستنير به في ظلمات الجهل والمعاصي فالله عز وجل يتكفل لكل من طلب منه الهداية ولكل من استقام على طاعته وسلك طريق نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتكفل الله عز وجل له أن يخرجه من جميع الظلمات وأن ينقله إلى النور بإذنه سبحانه وتعالى .
ولهذا قال الله : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِوَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِإِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ومن هنا يجب أن نفهم أن الدعاة الذي يدعون إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى منهج صحابة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
فهم الذين يسعون لإخراج الناس من الظلمات إلى النور وأما الذي يدعون الناس إلى البدع ويدعون الناس إلى المعاصي ويدعون الناس إلى الفساد
فهؤلاء هم الذي يخرجون الناس من النور إلى الظلمات
كما قال الله : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِوَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِإِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) لهذا ينبغي على جميع المسلمين أن يستكثروا من هذا النور الذي أنزله الله سبحانه وتعالى وأن يتضلعوا منه وان يكثروا منه لأنه هو سبيل النجاة بفضل الله سبحانه وتعالى هو سبيل النجاة للمؤمنين في هذه الدنيا وفي الآخرة بإذن الله رب العالمين ولهذا الله سبحانه وتعالى يبين في كتابه الكريم ان هذا النور الذي أنزله إلى يستطيع أحد أن يطفئه إذا دخل قلوب العباد بإذن الله سبحانه وتعالى فمن كان متمسكا بالكتاب والسنة لن يستطيع أحد أن يطفئ نور قلبه ولا يستطيع أن يضله أحد إلا إن يشاء الله . قال ربنا في كتابه الكريم : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُإِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) ولو كره الكافرون فالله عز وجل يأبى إلا أن يتم هذا النور ، وهذا النور الكامل الساطع الواضح الجلي الذي لا يكدره مكدر ولا يغير صفاءه شيء هذا في منهج أهل السنة والجماعة الذين يسيرون على طريق السلف الصالح الذين أمرنا بالسلوك سبيلهم والمضي على طريقهم .
ولهذا يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وهو يبين لنا في بعض وصاياه قال : أنه ستكون أمور مشتبهات فعليكم بالتوءدة فإن الرجل يكون تابعا في الخير خير من أن يكون رأساً في الضلالة " كهذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه يأمرنا أن نسلك طريق الهدى وأن نبتعد عن طريق البدع وعن الأمور المخالفة التي تكون مخالفة لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويقول ابن مسعود : اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم وكل بدعة ضلالة " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم أي قد كفانا غيرنا فالصحابة رضي الله عنه و أرضاهم قد وضحوا لنا الطريق وقد جاء لهم الحق من عند الله رب العالمين فأصبح الطريق واضحاً فما بقي بعد الحق إلا الضلال وما بقي بعد طريق الله إلا طريق الشيطان عياذا بالله رب العالمين .
ولهذا يجب على كل مسلم أن يحذر من طريق الضلال ومن طريق الزيغ ، فهذا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يأخذ حجرين فيضع أحدهما على الأخرى ثم يقول لأصحابه : هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور ؟ قالوا : يا أبا عبد الله ما نرى بينمها من النور إلا قليلاً قال : والذي نفسي بيده لتظهرن البدع حتى لا يُرى من الحق إلا قدر ما ترون ما بين هذين الحجرين من النور " ، يقول : "والله لتفشون البدع حتى إن ترك منها شيء قالوا : تركت السنة أي حتى إذا ترك شخص من الناس شيئا من البدع قالوا فلان ترك السنة " .
هكذا يقول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقد كانوا بنور الله وبما أعطاهم الله
من النور ولهذا فهموا أن البدع ستنتشر في المستقبل وأن المخالفات ستنتشر في المستقبل ولهذا حذروا من البدع وهذا نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما جاء ذلك عند أبي داود والترمذي وابن ماجة وعند الإمام أحمد من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه : (قال وعظنا رسول الله موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاوصنا فقال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش بعدي يرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ( وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) ] هذا الحديث العظيم دليل على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ أنه أخبر بالتفرق والتمزق في صفوف هذه الأمة أخبر قبل أن يكون ولهذا كان كما قال النبي عليه الصلاة والسلام فالصحابة الذين طالت أعمارهم وتأخر موتهم نظروا إلى تلك الفرق التي ظهرت التي خالفت كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد ظهرت أصول الفرق الضالة في زمن الصحابة ظهرت القدرية وظهرت الشيعة وظهرت الخوارج وكذلك في المتأخرين ظهرت المعتزلة وهكذا بقية البدع التي ظهرت فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ( فإنه من يعش بعدي يرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ) ولهذا دعوة أهل السنة والجماعة في اليمن تدعو جميع المسلمين إلى وحدة الصف وإلى جمع الكلمة على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأن يلتحق الآخر بالأول أن يلتحق المتأخرون بالأوائل ، بالصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ، فالصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم هم الذين سلموا من البدع والمخالفات وهم الذين كانوا أسلم من جميع القرون المتأخرة فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما جاء في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو : (وإن أمتكم هذه جُعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها )فالرسول بين أن السلامة كل السلامة وأن العافية كلها في الصحابة رضي الله عنهم ؛ ولهذا لم يثبت أن أحدا من الصحابة أندرج تحت بدعة أو تكلم بالبدعة أو خاض في أسماء الله وصفاته بل كانوا على طريق محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن طعن في الصحابة فهو منحرف ضال وهو عدو للإسلام لأن الذي يريد أن يطعن بالشهود للإسلام إنما يريد أن يطعن بالشهادة والشهادة هي الإسلام فالصحابة رضي الله عنهم هم وأرضاهم حملة هذا الدين وهم حملة القرآن والسنة فالذي يطعن فيهم فقد طعن في القرآن و السنة ، فطعنه مردود في نحره فهو مرفوض وهو مرفوض من أوساط الأمة لا يقبل في أوساط الأمة ولهذا يجب علينا جميعا أن نسلك هذا الطريق الذي سلكه أصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد كانوا أتقى الناس وأبر الناس من بعد نبيهم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولهذا أخوة الإيمان هذا العلوم وهذه المواقع العلمية التي تُفتح من أجل نشر الكتاب والسنة إنما الغاية منها من أجل تصحيح مفاهيم الأمة ،ومن أجل تصحيح وضع المسلمين ، ومن أجل تصحيح عقائد المسلمين ، ومن أجل تصحيح عبادات المسلمين ، ومن أجل تنبيه الغافلين الذي هم في غفلة والذين تحكمت في نفوسهم الأهواء وتحكمت في نفوسهم الغفلة .
فهذه المواقع المباركة التي يتحدث فيها السلفيون أهل السنة والجماعة هذه إنما من أجل تصحيح مفاهيم الأمة ومن أجل عودة المسلمين إلى الدين الصافي الحق ومن أجل نبذ البدع ومن أجل رفض البدع لأن البدع هي التي شوهت جمال الإسلام ، وهي التي أضرت بالمسلمين ، وهي التي فرقت بين المسلمين .
فلو أن المسلمين رجعوا إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لسلموا من هذه الأمراض الخطيرة التي أمرضت قلوبهم والتي فرقت جموعهم والتي مزقت صفوفهم ، فالبدع فعلت بالمسلمين الأفاعيل وكم أضرت بالأمة الإسلامية وكم مزقتها وفرقتها وجعلتها شذر مذر يتحقق فيها قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . قالوا: أومن قلة نحن يا سول الله ؟ قال :لا أنكم كثير ؛ ولكنكم غثاء كغثاء السيل) ثم قال : ( ولينزعن الله مهابتكم من قلوب أعداءكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . قالوا: ما الوهن يا رسول الله ! ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت ] .
فالغثائية سببها المعاصي والبدع فلهذا هذه المواقع إنما من أجل أن تطهر صف الأمة من المعاصي التي أضعفتها والتي أرهقتها والتي جعلتها مرهقة و أضعفت قواها أمام أعدائها وما يفعل بنا أعداؤنا من القتل ، وما يفعل بنا أعداؤنا مما يفعلون
أخذوا كثيرا من مواطننا و أخذوا كثيرا مما بأيدينا سبب ذلك الذنوب والمعاصي بل وأعظم سبب هي البدع فإن البدع من أعظم أسباب تفرق الأمة وتمزق الأمة عياذا بالله رب العالمين ولهذا أخوة الإيمان ينبغي أن نسلك طريق السلف الصالح الذين علموا بكتاب ربهم وبسنة نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولهذا رفع الله عز وجل منازلهم وقوى شوكتهم وأكثر عددهم تحقيقاً لقول الله عز وجل في كتابه الكريم : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِلَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْوَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْمِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ) ولهذا عليك أيها الأخ الكريم بعلم الكتاب والسنة فهو سبيل النجاة وهو سبيل الفوز في الدنيا والآخرة واحذر من البدع واحذر من المحدثات ولهذا يقول ابن عباس رضي الله عنهما قال : من قرأ باسم من هذه الأسماء المحدثة وهو يعني البدع التي ظهرت فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ثم قال : ( و الأسماء المحدثة أسماء أهل الأهواء كالخوارج والرافضة والقدرية وهكذا إلى آخره .
فهذا ابن عباس ظهرت الخوارج في زمانه وظهرت الرافضة في زمانه وظهر أيضاً القدرية في زمانه وهو من المتأخرين وقد ناظر الخوارج وتاب منهم عدد كبير فعلى هذا الواجب أن نسلك طريق هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم الذين كانوا على المعتقد الصحيح وعلى الطريق الصحيح
وأن نتعلم ما استطعنا من كتاب ربنا ومن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وليحذر كل مسلم من البدع فالبدع أعظم من المعاصي وأعظم من الذنوب بل أعظم من كبائر الذنوب ولهذا يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى لئن يبتلى المرء بما نهى الله عز وجل عنه خلا الشرك خير له من أن يبتليه بالكلام أي بالبدع وجاء في رواية عنه لئن يلقى العبد ربه بكل ذنب سوى الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الأهواء أي من البدع ، البدع أعظم من شرب الخمور وأعظم من الزنا وأشر منها وأشر من أكل الربا عياذا بالله رب العالمين ولهذا ندعو جميع المسلمين إلى تصحيح مناهجهم وإلى تصحيح عقائدهم وإلى أن يعرضوا عقائدهم على كتاب ربنا وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ففيهما السلامة و فيهما النجاة وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لقد تركتم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك أي تركتكم على منهج مثل الشمس على منهج مثل الشمس ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تركت فيكم شيئين ما إن تمسكتم فيمها لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي والله عز وجل يقول في كتابه الكريم : (فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَكَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى) تنسى لهذا يا شباب الإسلام تعلموا كتاب الله وتعلموا سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم واحذروا مما يخالف كتاب الله ومما يخالف سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم واتعظوا بحال المسلمين في زماننا هذا فإن الذي فرق الأمة ومزق الأمة هو تشعب الناس في البدع والأهواء والضلالات وهي سبب أن عدداًَ كبيرا من المسلمين يسبون الصحابة رضي الله عنهم ويطعنون فيهم ويطعنون في القرآن ويطعنون في السنة فهؤلاء الإسلام بريء منهم وهم أبرياء من الإسلام فاتعظوا بما عليه المسلمون فالواجب أن تصححوا أن تسيروا على المنهج الصحيح الذي يضمن لكم السعادة في الدنيا ويضمن لكم الهداية في الدنيا ويضمن لكم النجاة في الآخرة فالنجاة في الآخرة هي التمسك بكتاب ربنا وبسنة نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم والله عز وجل يقول في كتابه الكريم فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى أي لا يضل في الدنيا لا يضل عن الحق ولا يضل عن الهدى ولا يضل عن الخير ولا يشقى في الآخرة لا يشقى بعذاب الله سبحانه وتعالى فمن أراد النجاة ومن أراد السلامة فليتمسك بالكتاب والسنة وليحذر مخالفة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم وقال ربنا في كتابه الكريم فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك في شجر بينهم .... تسليما ويقول ربنا في كتابه الكريم ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِلِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْالْمُفْلِحُونَ( ويقول ربنا في كتابه الكريم (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ) أي وإن تطيعوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويقول ربنا في كتابه الكريم : (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنْ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوْ اخْرُجُوامِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوامَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً (66) وَإِذاًلآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاًمُسْتَقِيماً (68) وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَأَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِوَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً ) لهذا الواجب علينا جميعاً أن نسلك الطريق الذي سلكه النبي عليه الصلاة والسلام لإن الهدى فيه الهدى والرحمة في طريق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو الذي جاء بالهدى من عند الله كما قال ربنا في كتابه الكريم : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَىالدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ )
ولو كره المشركون فالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لقد جاء بالهدى من عند ربنا سبحانه وتعالى والهدى هو كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعلينا جميعاً أن نسلك هذا الطريق الذي رسمه لنا ربنا سبحانه وتعالى والذي أمرنا ربنا سبحانه وتعالى أن نسلكه وأن نحذر طريق الجهل وأن نحذر طريق الجهل وأن نحذر من طريق المخالفات ومن طريق البدع والأهواء فإنها مهلكة نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا للعمل بكتابه وبسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأن يسلمنا من الأهواء والبدع ولهذا أخوة الإيمان ينبغي أن تترقبوا هذه العلوم الشرعية التي تنطلق من هذا الموقع التي نسأل الله عز وجل أن يجعل فيه بركة للأمة الإسلامية فهنا مجموعة مباركة من علماء أهل السنة والجماعة السلفيين الذي يسيرون على منهج السلف ويدعون إلى منهج السلف مثل الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله والشيخ محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله والشيخ يحيى الحجوري حفظه الله والشيخ عبد العزيز البرعي حفظه الله والشيخ محمد الصوملي حفظه الله والشيخ عثمان العتمي السالمي حفظه الله والشيخ عبد الرحمن العدني حفظه الله والشيخ عبد الله بن مرعي العدني حفظه الله والشيخ عبد المصور حفظه الله و المشائخ بحمد الله في بلادنا كثير بفضل الله عز وجل الذين يدعون الأمة إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإلى أن يهتدوا بهدي الله عز وجل ومن هداه الله فلا يضله أحد ولا يستطيع أن يزيغه احد ومن أضله الله فلا يستطيع أحد أن يهديه وصدق الله إذ يقول في كتابه الكريم من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشداً وصدق الله إذ يقول في كتابه الكريم قل إن الهدى هدى الله وصدق الله إذ يقول في كتابه الكريم ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يظلل الله فماله من هاد نسأل الله أن يهدينا وأن يهدي جميع المسلمين سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك والحمد لله رب العالمين .
الشيخ عبد الله بن عثمان الذماري حفظه الله
في يوم الاثنين 13 / رجب / 1427هـ
للتحميل على مستند ورد
للاستماع إلى الكلمة

الشيخ عبد الله بن عثمان الذماري

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الكتاب المنسوب للابن سيرين لا يصح عنه * تفسيرالأحلام * أم جهان قــســـــــــــم الأخــــــــــــوات 6 11 Feb 2008 11:32 AM
من هم أهل الكتاب و الكفار و المشركون ؟ أبو البراء إلياس الباتني الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 2 13 Jan 2008 10:00 PM
تحريم الغناء من الكتاب والسنة وأقوال السلف أبوعبدالله عبدالرحمن الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 6 20 Nov 2007 08:45 PM
هل التبديع يكون بعموم المجالسة؟ وسيم بن معن الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 0 17 Nov 2007 11:24 PM
آخر إصدار لبرنامج الكتاب الإلكتروني Adobe Reader .. أبو موسى عبدالرزاق الطبني مــــنـــتــدى الـكـمـبـيـوتـر والإنترنــــــــت 6 06 Nov 2007 06:54 PM


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013