منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 31 Dec 2011, 08:43 AM
أبو أنس عبد الله الجزائري أبو أنس عبد الله الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
الدولة: الجزائر المحروسة
المشاركات: 107
افتراضي ** التلخيص المصون لمعاني الجوهر المكنون شرح رسالة قالون **


التلخيص المصون لمعاني الجوهر المكنون شرح رسالة قالون




بسـم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, قيوم السموات والأرضين, فاطر الأولين والآخرين, ومغيث ذوي الكربات والمحتاجين, وصلى الله على محمد سيد السابقين واللاحقين, أرسله الله بالحق المبين, هدى ورحمة للمؤمنين, ونقمة على الكفار والمنـافقين, وعلى آله الطيبين الطاهرين, وأصحابه من الأنصار والمهاجرين وبـعد.
فقد عزمت وما كان عزمي بمنجزم ما لم تساعدني ألطاف من الباري أن أختصر بعض معاني الجوهر المكنون شرح رسالة قالون مقتصرا منها على ما يحتاج إليه أهل هذه الفنون (1) فأسأل الله أن يجعله لي ذخرا يوم لا ينفع مال ولا بنون.


( لك الحمد يا ألله صل على النبي ** وآل وأصحاب كرام ومن تلا )

( لك الحمد يا ألله ) قال ابن القيم في "البدائع" (2/93):" الحمد هو إخبار عن محاسن المحمود مع محبته و إجلاله."اهـ (2)
( صل على النبي )
النبي لغة: مأخوذ من النَّبْوة وهي الارتفاع, وذلك لأنه بالإيحاء إليه صار مرتفعا على غيره في المكانة.(3)
شرعا: على ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وجماعة من المحققين هو: من أوحي إليه بشرع لنفسه أو أمره بالتبليغ إلى قوم موافقين.(4)

( صلّ )
أحسن ما جاء في تعريف الصلاة ما روي عن أبي العالية الرياحي أنه قال:"الصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى."اهـ
ذكره البخاري معلقا (8/532) ووصله القاضي إسماعيل بن إسحاق الجهضمي في "فضل الصلاة على
النبي"(95) بإسناد حسن كما قال العلامة الألباني, وهذا اختيار ابن القيم في "جلاء الأفهام"(253).
( وآل )
اعلم أن العلماء قد اختلفوا في المراد بالآل على أقوال(5), وقال المحققون منهم : هم أهل البيت خاصته الذين حرمت عليهم الصدقة, وأفضلهم أهل الكساء الذين جللهم به النبي صلى الله عليه وسلم.
( وأصحاب )
قال الحافظ في "الإصابة" (1/7):"وأصـح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الإسلام.....وهذا التعريف مبني على الأصح المختار عند المحققين كالبخاري وشيخه أحمد ابن حنبل ومن تبعهما."اهـ

(َفَبسمِل لَهُ في السورتين وَصِل أَواَسْـ ** ـكِنَن ميم جَمعٍ إِن تَحرَّكَ ما تَلاَ)

( فبسمل له بين السورتين ) أي: أن قالون أثبت البسملة بين كل سورتين سواء أكانتا مرتبتين أو غير مرتبتين من غير خلاف, إلا بين الأنفال وبراءة فلا خلاف بين القراء في تركها, وله بينهما كغيره ثلاثة أوجه معلومة فلا نطيل بذكرها .
( وصل أو اسـكنن ميم جمع )
ميم الجمع هي:" الميم الزائدة الدالة على جماعة المذكرين حقيقة أو تنزيلا", نحو: منهم, لهم لكم.
فدخل في قولهم:"حقيقة" الميم في مثل قوله:
ﭿ ﮯ ﮰفإنها دالة على الجمـع حقيقة, ودخل في قولهم:"تنزيلا" الميم في نحو: "حفظكم الله" خطابا للواحد نزلته منزلة جماعة مذكرين تعظيما له, ومنه قوله تعالى:ﭿ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ فإن الضمير في ﭿ يعود على فرعون كما قاله جماعة من المفسرين, انظر"النجوم الطوالع" (27) وكذا "زاد المسير" لابن الجوزي (4/53) .
والحاصل أن قالون قرأ
ميم الجمع بالوجهين: الوصل بأن تضم وتوصل بواو لفظية, أو أن تسكّن وهو المقدم.
( إن تحرك ما تلا )
أي: إن كان ما بعدها متحركا نحو: ﭿ ﭮ ﭯ , وأما إذا كان ما بعدها همزة قطع فتعطى حكم المد المنفصل نحو: ﭿ ﭮ ﭯ, فتنبه (!) .

( وَقَصِّرْ يـُؤَدِّهْ مَعْ نُوَلِّهْ وَنُصْلِهْ ** وَنُؤْتِهْ فَـألْقِهْ يَتَّقِهْ أرْجِهْ كِلا َ)

المعنى: أن قالون قصر الهاء أي: حذف صلتها, وذلك في المواضع الأحد عشر الآتية:
ﭿ
ﮣ ﮤ موضـعي [آل عمران]، ﭿ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿفي [النساء]، ﭿ ﮡ ﮢ موضعي [آل عمران] وموضع [الشورى]، ﭿ ﮔ ﮕ في [النمل]، ﭿ ﯿ في [النور]، ﭿ في [الأعراف] و[الشعراء].

( وَفي يَأتِهْ طَه خِلاَفٌ وَما انْفَصَلْ ** فَوَسِّطْ أو ِاقْصُرْ وَسْطَ ما اتَّصَلَ اقْبَلاَ )

( وَفي يَأتِهْ طَه خِلاَفٌ ) أي:قد اختلف عنه في قوله تعالى:ﭿ ﰆ ﰇبين إشباع الميم وقصرها.
فأبو نشيط روى عنه القصر والحلواني روى عنه الصلة, وهما وجهان صحـيحان
والمقدم القصر, وإنما قدم لكونه:
_ مذهب قالون في
ﭿ ومثيلاتها .
_ لكثرة رواته عنه .

_ لقاعدته المرعية في ذلك.

ولمعرفة المزيد عن هذه القاعدة راجع " الجوهر المكنون "(26) و" النجوم الطوالع "(34).

( وَما انْفَصَلْ فَوَسِّطْ )
أي: أنه قرأ المد المنفصل نحو: ﭿ ﭕ ﭖ بالتوسط وهو:أن تمد صوتك بقدر النطق بأربع حركات (4).
( أو ِاقْصُرْ )
أي وله وجه ثان وهو القصر, وهو: أن تمد صوتك بمقدار حركتين (2).
قال في " النجوم الطوالع " (42)
:"والذي استقر عليه عملنا القراءة بالوجهين لقالون في المنفصل القـصر (2) والمد (4) مع تقديم القصر."اهـ
هذا وله وجه آخر ذكره الضباع, فقال في "الجوهر المكنون" (26):"وقدّر في "التيسير" مدّه بألـــف ونصف يعني: ثلاث حركات (3) وقد روّيناه ولا مانع من الأخذ به."اهـ

( وَسْطَ ما اتَّصَلَ اقْبَلاَ )
أي:أنه قرأ المد المتصل بالتوسط (4), وله وجه آخر ذكره الضباع في "الجوهر المكنون" (27) فقال:" وقدّره في "التيسير" بثلاث حركات ولا مانع من الأخذ به مع مثله والقصر في المنفصل. "اهـ

( وَمَا بَعدَ هَمزٍ خُذْ بِقَصرٍ وَلِينَهُ ** كَذَا وَاصِلاً ثَلِّثْه في الوقف مسجلاَ)

( وَمَا بَعدَ هَمزٍ خُذْ بِقَصرٍ ) المعنى: إذا جاء المد بعد همز وهو الذي يسمى:" مد البدل" فقد قرأه كسائر القراء بالقصر (2) وجها واحدا, نحو:ﭿ ﯿ.
فائدة:

فلتعلم أيها النّـبـيه أن القرّاء مجمعون على قصره, وقد اختص ورش بمده على اختلاف بين أهل الأداء فيه, راجع "الوافي شرح الشاطبية"(75) و"النجوم الطوالع"(46).

( وَلِينَهُ كَذَا وَاصِلاً )
أي: أنه قرأ مد اللين بالقصر (2) حال الوصل, نحو: ﭿ .
( ثَلِّثْه في الوقف مسجلاَ )
يعني: أن له في متطرف الهمز منه مثل:(شيء) في حالة الوقف ثلاثـة المـد: القصر(2) والتوسط (4) والطول (6).

( لِثَانِيهِمَا سَهِّلْ وَبِالفَصلِ قُلْ خَلاَ ** أئمة آمـَنتُمْ آلِهَةٌ فَلاَ )

( لِثَانِيهِمَا سَهِّلْ ) أي: أنه سهل الهمزة الثانية من كل همزتي قطع تلاصقتا في كلمة مع إدخال ألف فصل بينهما وهي التي تسمى:" ألف الإدخال " أو " ألف الفصل ", ومقدارها حركتان (2), هذا وقاعدة الإدخال عنده تشمل الصور الثلاث للهمزة .
[ ءَءَ ] نحو:
ﭿ .
[ ءَءِ ] نحو:
ﭿ .
[ ءَء ُ] نحو:
ﭿ .
( وَبِالفَصلِ قُلْ خَلاَ أئمة آمَنتُمْ آلِهَةٌ فَلاَ )
أي: أن قالون استثنى في الباب ثلاث كلمات فلم يفصل بين الهمزتين فيهن وهن: ﭿ في خمسة مواضع [التوبة],[الأنبياء], موضعي[القصص] و[السجدة], وقوله: ﭿ [الزخرف], وكذا قوله: ﭿ [الأعراف] , [طه] , [الشعراء].

( ِبحَالِ اتِّفَاقِ الْفَتْحِ الأولى فَاَسْقِطَا ** وَفِي الْكَسْرِ أَوْ ضَمٍّ فَسَهِّلْ لِتَعْدِلا َ)

ذكر في هذا الفصل حكم الهمزتين من كلمتين, والمراد بهما: همزتا القطع المتلاصقتان, فخرج به الهمزتان في نحو: ﭿ ﮏ ﮐ لكون الثانية همزة وصل.
( ِبحَالِ اتِّفَاقِ الْفَتْحِ الأولى فَاَسْقِطَا )
يعني: إذا اتفقت الهمزتان فكانتا مفتوحتين فقد أسقط الأولى منهما وذلك مثل: ﭿ ﭳ ﭴ , وللعلم فإن قوله تعالى: ﭿ ﮪ ﮫ [الروم] ليس منها, راجع "البدور الزاهرة" (246), وكذا "النجوم الطوالع" (56).
( وَفِي الْكَسْرِ أَوْ ضَمٍّ فَسَهِّلْ لِتَعْدِلا َ)
يعني: إذا كانتا مكـسورتين نحو: ﭿ ﭻ ﭼأو مضمومتين نحو: ﭿ فسهل الهمزة الأولى, ويفهم من سكوته على الثانية أنها محققة على الأصل.

( وَفِي السُّوءِ إِلاَّ اخْتِيرَ الإبدال وَادُّغِمْ ** وَإِنْ حَرفُ مَدٍّ قَبلَ هَمزٍ تَسَهَّلاَ )
(أَجِزْ قَصْرَهُ والمَدَّ لَكِنْ إِذَا سَقَطْ ** فَمَعْ مَدِّ مَفْصُولٍ بِمَدٍّ تَســـَجَّلاَ)

( وَفِي السُّوءِ إِلاَّ اخْتِيرَ الإبدال وَادُّغِمْ ) يعني: أن لقالون في قوله:ﭿ ﭙ ﭚوجه آخر وهو إبدال الهمزة الأولى واوامكسورة مع إدغام الواو التي قبلها فيها فتصير:ﭿ بالسُوِّوهو المقدم في الأداء .
( وَإِنْ حَرفُ مَدٍّ قَبلَ هَمزٍ تَسَهَّلاَ )
أي: أن المد الواقع قبل همز مغير له فيه وجهان ذكرهما في قوله:
( أَجِزْ قَصْرَهُ والمَدَّ........ )
يعني: لك قصره (2) ومده (4).
قال الضباع في "الجوهر المكنون" (
31):"لكن يترجح المد (4) فيما إذا كان التغيُّر بالتسهيل... ويترجح القصر (2) فيما إذا كان التغيُّر بالإسقاط, ويأتي كل من الوجهين على وجهي المد المنفصل إلا أنّ القصر في حـالة الإسقـاط يمتنع على مد المنفصل. "اهـ بتصرف.

( وَحَقِّقْ لِئَلاَّ وَالنَّسِيءُ وَمَا انْفَرَدْ ** مِنْ الْهَمْزِ لاَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ فِي كِلاَ )

( وَحَقِّقْ لِئَلاَّ وَالنَّسِيءُ ) يعني: اقرأ همزة ﭿ أينما وقعت وكذاﭿ بالتحقيق, هذا ويترتب على الموضع الأخير المد المتصل.
( وَمَا انْفَرَدْ مِنْ الْهَمْزِ )
أي: أنه روي عنه تحقيق كل همزة مفردة ساكنة نحو:ﭿ أو متحركة نحو:ﭿ .
( لاَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ )
يعني: إلا قوله تعالى:ﭿ ﯨ ﯩ في موضعي [ الكهف ] و[ الأنبياء ] فقد قرأه بإبدال الهمزة فيهما ألفا وفاقا لورش.

( وَمُؤْصَدَةٌ خُذْ نَقْلَ ألان مَعْ رِدَا ** وَعَادًا الأولى وَاهْمِزْ الْوَاوَ مُسْجَلاَ )

( وَمُؤْصَدَةٌ ) أي: أبدل همزةﭿ في [ البلد ] و[ الهمزة ] واوا ساكنة.
( خُذْ نَقْلَ ألان )
قد وافق قالون ورشا في النقل فيﭿ في موضعي [يونس] فرواهما بنقل حركة الهمزة إلى اللام وحذف الهمزة فله فيها في الوصل ثلاث أوجه:
_ أبدل الهمزة ألفا مشبعة (6).

_ أبدلها مع القصر (2).

_ سهلها مع القصر (2).

فإذا وقف عليها فله في اللام ثلاثة المد: القصر (2) والتوسط (4) والطول (6), وذلك على كل من ثلاثة الهمزة, فتصير الأوجه تسعة فليعلم.

( مَعْ رِدَا )
أي: أنه روى قوله تعالى:ﭿ ﯨ ﯩفي [القصص] بنقل حركة الهمزة إلى الدال وأسقط الهمزة فقرأها (ردًا).
( وَعَادًا الأولى )
أي: أنه روى قوله تعالى: ﭿ ﭭ ﭮ بنقل حركة الهمزة إلى اللام مع إدغام التنوين قبلها في حالة الوصل.
( وَاهْمِزْ الْوَاوَ مُسْجَلا َ )
أي: أنه قرأ الواو همزة ساكنة وصلا وابتداءا, فيتحصل:
أن قالون له فيها في الوصل وجه واحد وهو النقل وهمز الواو
ﭿ لُؤْلَى.
وإذا ابتدأ بها فقد قرأها:

_ بهمزة الوصل فلام مضمومة فهمزة ساكنة
ﭿأَلُـؤْلَـى.
_ بلام مضمومة وحذف همزة الوصل
ﭿ لـُؤْلَى.

( وَ قَدْ فضَّلُوا فِي بِدْئِهِ تَرْكَ نَقْلِهِ ** وَمَعْ ظَا وَضَادٍ قَدْ بالإظهار عُدِّلا )

( وَ قَدْ فضَّلُوا فِي بِدْئِهِ تَرْكَ نَقْلِهِ ) يعني: قد زاد أكثر أهل الأداء وجها ثالثا في الابتداء وهو رد الكلمـة إلى أصلها قبـل النقل ﭿ وفاقا لحفص وهو أرجح الثلاثة.
( وَمَعْ ظَا وَضَادٍ قَدْ بالإظهار عُدِّلا )
أي: أنه أظهر الــدال عند الظاء والضاد نحو:ﭿ ﭤ ﭥ ﭦو ﭿ ﮉ ﮊ .

( وَتَاءٍ لَدَى ظَاءٍ وَيَس ن ثُمّ ** لَدَى الْبِكْرِ أَدْغِمْ بَا يُعَذِّبْ مُعَدِّلاَ )

( وَتَاءٍ لَدَى ظَاءٍ ) أي: أنه أظهر التاء عند الظاء كقوله: ﭿ ﭕ ﭖ .
( وَيَس ن )
أي:أنه قد أظهر النون عند الواو في سورة يس في قوله:ﭿ ﭬ ﭮ , وكذا في سورة القلم في قوله: ﭿ ﮉﮊ ﮋ , وذلك قولا واحدا من غير خلاف عنه.
( ثُمّ لَدَى الْبِكْرِ أَدْغِمْ بَا يُعَذِّبْ مُعَدِّلاَ )
أي: أنه أدغم الباء في المــيم من قوله:ﭿ ﮍ ﮎ ﮏفي سورة[البقرة] وهي المشار إليها بقوله: ( لدى البكر) .

( وَأَدْغِمْ بخُلْفٍ يَلْهَثْ ارْكَبْ وَلاَ تُمِلْ ** وَهَاٍر أَمِلْ تَوْرَاةَ فَافْتَحْ وَقَلِّلاَ )

( وَأَدْغِمْ بخُلْفٍ يَلْهَثْ ارْكَبْ ) أي: قد اختلف عنه في الثاء عند الذال من قوله: ﭿ ﯞﯟ ﯠوكذا الباء عند الميم من قوله:ﭿ ﮨ ﮩبين الإدغام والإظهار, وهما وجهان صحيحان مقروء بهما إلا أن الإدغام أكثر وأشهر.
( وَلاَ تُمِلْ )
يشير أن قالون روى باب الإمالة بالفتح قولا واحدا خلافا لورش, إلا في موضع واحد أشار إليه فقال:
( وَهَاٍر أَمِل ْ)
يعني: أن قالون قد أمال قوله تعالى: ﭿ في [ التوبة ] إمالة كبرى.
( تَوْرَاةَ فَافْتَحْ وَقَلِّلاَ )
أي: أنه قد اختلف عنه في ألفﭿ حيث وقعت بين الفتح والتقليل, وهما وجهان صحيحان إلا أن الفتح مقدم.

( وَرَاءَاتِ وَرْشٍ فَخَّمَهَا وَرَقِّقَـ ** ـنْ لاَمَاِتِه لِي فِيهَا أسْكِنْ لِتُوصَلاَ )

المعنى: أن قالون روى بابي الراءات واللامات بالأحكام التي رواها غير ورش, وأما ياءات الإضافة فإن قالون سكّن منها تسع ياءات أتت ثابتات في المصحف.
وياءات الإضافة في اصطلاح القراء هي:"الياء الزائدة الدالة على المتكلم."

فخرج بقولهم:"الزائدة" الياء الأصلية في نحو:
ﭿ , وخرج بقولهم:"الدالة علـى المتكلم" الياء في جمع المذكر السالم نحو:ﭿ ﰘ ﰙ ﰚ, والياء في نحو قوله: ﭿ ﭑ ﭒ لدلالتها على المؤنث المخاطب.
( لِي فِيهَا أسْكِنْ لِتُوصَلاَ ) أي: أنه سكّن الياء في قوله تعالى:
ﭿ ﮇ ﮈ ﮉ [طه].

( كَذَا تُؤْمِنُوا لي يُؤْمِنُوا بِي وَإخْوَتِي ** وَمَحْيَايَ أَوْزِعْنِي مَعِي ظُلَّةً عَلاَ )

يعني: أن قالون سكن الياء في قوله:ﭿ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦفي [الدخان]، و ﭿ ﯸ ﯹ[البقرة] و ﭿ ﮯ ﮰ[يوسف]، و ﭿ [الأنعام]، ويلزم مد ألفها مدا مشبعا (6) لأنه يصير من باب المد الكلمي المخفف, فتنبه (!), وكذا قوله: ﭿ ﮧ ﮨ في [النمل] و[الأحقاف], فقد سكن الياء فيه.
( مَعِي ظُلَّةً عَلاَ )
يعني قوله:ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃفي [الشعراء] وقيده بقوله: ( ظُلَّةً ) احترازا من ياءﭿ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ في [الملك], فإنهما قد اتفقا على فتحها.

( وَفِي يَا إِلَى رَبِّي الَّذِي تَحْتَ غَافِرٍ ** خِلاَفُ وَبِالْوَجْهَيْنِ قَالَ لَهُ المَلا َ)

المعنى: أن قالون قد اختلف عنه في الياء من قوله تعالى:ﭿ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ [فصلت], بين الفتح والإسكان, والوجهان حكاهما الداني والشاطبي وغيرهما وكلاهما صحيح مقروء به والمقدم الفتح لشهرته عنه ولأنه الأقيس بمذهبه فيما ماثله.
وأشار بقوله:
(الَّذِي تَحْتَ غَافِرٍ) إلى سورة فصلت لأنها إنما تقع في ترتيب المصحف بعد سورة غافر فيخرج بهذا الياء من قوله تعالى: ﭿ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ [الكهف] فإن قالون وورشا اتفقا على إسكانها.

(صِلْ إنْ تَرَنِ بِالْيَا مَعَ اتَّبِعُونِ أَهْـ ** ــدِ آتَانِ نَمْلٍ خُلْفٌ ذَا وَقْفًا اعْتَلاَ)

بدأ ببيان الياءات الزوائد عند قالون, وبينها وبين ياءات الإضافة أربعة فروق راجعها في "النجوم الطوالع"(138), فلن تعدم الفائدة.
( صِلْ إنْ تَرَنِ بِالْيَا مَعَ اتَّبِعُونِ أَهْـدِ )
يعني: أنه روى قوله:ﭿ ﮒ ﮓ ﮔ وقوله:ﭿ ﯕ ﯖ بإثبات الياء بعد النون فيهما وصلا, ووافق ورشا على حذفها وقفا.
( آتَانِ نَمْلٍ خُلْفٌ ذَا وَقْفًا اعْتَلاَ )
قد اختلف عنه في الوقف على قوله: ﭿ [النمل] بين إثبات الياء أو حذفها, والوجهان صحيحان مقروء بهما إلا أن الإثبات مقدم, هذا وقد وافق ورشا على إثباتها وصلا.

( وَفِي دَعْوَةَ الدَّاعِ دَعَانِ التَّلاَقِ وَالتَّـ ** ـنَادِ خِلاَفٌ حَالَ وَصْلٍ تَوَصَّلاَ )

أي: قد اختلف عنه في إثبات الياء أو حذفها في حـالة الوصل في قوله: ﭿ ﯱ ﯲ,ﭿ ﭿ و ﭿ فقطع الأكثرون بالحذف وقطع غيرهم بالإثبات, والوجهان صحيحان والحذف مقدم في الموضعين الأولين, أما الموضعين الأخيرين فقد ضعف العلامة ابن الجزري الإثبات فيهما وعدّه من الإنفرادات فليس لقالون فيهما إلا الحذف فليعلم.

( وَبِالحذْفِ يَدْعُ الدَّاعِ تَسْئَلَن كَالجَوَا ** بِ بِالـْوَادِ في الْفَجْرِ دُعَا نُذُرِ انْجَلاَ )
( مَعَ الْـبَادِ تُرْدِينِ نَـذِيرِ يُكـــَذِّبُو ** نِ قَالَ وَعِيدِ يُنْـقِذُونِ فَـحَصِّلاَ )
( كَذَا اعْتَزِلُونِ تَرْجُمُونِ نَكِيرِ خُذ ْ** فَهَذِي الأُصُولُ احْفَظْ لِتَرْقَى إِلى الْـعُلاَ )
المعنى: أنه روى حذف الياء في خمس وعشرين موضعا وهي:
ﭿ
ﯴ ﯵ ﯶفي [القمر], وﭿ ﭝ ﭞ في [هود], و ﭿ في [سبأ]، وﭿ في [الفجر], وﭿ ﯪ ﯫفي [إبراهيم]، و ﭿ ستة مواضع في [القمر]، وﭿ في [الحج], و ﭿ في [الصافات]، و ﭿ ﮋ ﮌ في [الملك]، و ﭿ ﯮ ﯰ في [القصص]، و ﭿ في [إبراهيم] وموضعي[ق]، و ﭿ ﯧ ﯨفي [يس]،و ﭿ ﭿ كلاهما في [الدخان]، و ﭿ في [الحج] و[سبأ] و[فاطر] و[الملك].

بعدها شرع الناظم في الكلام على فرش الحروف, والفرش: مصدر فَرَشَ الشيء إذا نشره, وفَرشُ الحروف يقصد به: "الكلمات المتفرقة التي قرئت بقراءات مختلفة", وتسمى: الفروع, وهي عكس الأصول, فقال:


( وَهَا هُوَ عَنْ فَا وَ وَاوٍ وَلاَمِهَا ** وَثُمَّ هْوَ أَسْكِنْ وَالبُيُوتِ اكْسِرْ اسجَلاَ )

( وَهَا هُوَ ) يعني: أنه روى إسكان هاء ضمير المذكر الغائب المنفصل المرفوع (هو), وكذا المؤنث (هي).
( عَنْ فَا وَ وَاوٍ وَلاَمِهَا )
يعني: إذا وقع كل منهما بعد الفاء أو الواو أو اللام الابتدائية الزائدة. وقولهم:"الزائدة" احترازا من اللام في قوله:ﭴ ﭵ , فإن اللام في ذلك أصلية والهاء ساكنة للجميع لأنها ليست هاء الضمير "هو", وذلك نحو:وﭼﭽ و ﭼ ﭽ .
( وَثُمَّ هْوَ أَسْكِنْ )
أي: أسكن الهاء في قوله:ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ[القصص], ولا نظير له في القرآن .
( وَالبُيُوتِ اكْسِرْ اسجَلاَ )
أي: قد روى كيفما ورد بكسر الباء, ووجهه كسره لها أن الخروج من الضم إلى الياء ثقيل والجمع ثقيل, فخفف بكسر أوله لأن الكسرة مع الياء أخف من الضمة معها, وهي لغة معروفة.
وخص قالون
بيوتا بالكسر دون العيون والغيوب وجيوبهن لكثرة ورودها والعلم عند الله.

( نِعِمَّا اخْتَلِسْ سَكِّنْ كَتَعْدُوا يَخَصِّمُو ** يَهَدِّي وَهَاأَنْتُمْ مَعَ الْفَصْلِ سَهِّلاَ )

( نِعِمَّا اخْتَلِسْ سَكِّنْ كَتَعْدُوا يَخَصِّمُو يَهَدِّي ) المعنى: أنه روىﭥ ﭦفي [البقرة] و ﯫ ﯬ ﯭفي [النساء] باختلاس كسرة العين أو إسكانها.
و
ﯺ ﯻ في [النساء] باختلاس فتحة العين أو إسكانها.
و
ﭺ ﭻ ﭼفي [يونس] باختلاس فتحة الهاء أو إسكانها.
و
ﮱ ﯓ في [يس] باختلاس فتحة الخاء أو إسكانها.
قال ابن الجزري في " النشر" (2/269)
: "والوجهان صحيحان." اهـ
وجرى العمل على الأخذ بهما مع
تقديم الإسكان, والاختلاس هو: " النطق بحركة سريعة مع بقاء كثير منها."
( وَهَاأَنْتُمْ مَعَ الْفَصْلِ سَهِّلاَ )
يعني: أنه سهل همزة مع إدخال ألف الفصـل بين الهاء وهمزة .

( وَمَعْ قَصْرِهِ ذَا الْفَصْلِ أَطْلِقْ وَإِنْ تَمُد ْ** فَبِالْمَدِّ لاَ غَيْرُ اقْرَأَنْ كَيْ تُفَضَّلاَ )

( وَمَعْ قَصْرِهِ ذَا الْفَصْلِ أَطْلِقْ ) يعني: إذا قرأ المد المنفصل بالقصر (2) فله في ألف الفصل: قصرها (2) أو مدها (4).
( وَإِنْ تَمُد فَبِالْمَدِّ لاَ غَيْرُ اقْرَأَنْ كَيْ تُفَضَّلاَ )
المعنى: أنه إذا قرأ المنفصل بالمد (4) فليـس له إلا مد (4) ألف الإدخال.

( رَأَيْتَ فِي الاسْتِفْهَامِ سَهِّلْ وَفِي أَنَا ** لَدَى كَسْرِ هَمْزٍ مُدَّ بِالخُلْفِ وَاصِلاَ )

( رَأَيْتَ فِي الاسْتِفْهَامِ سَهِّل ) يعني: أنه روى ﭿ كيفما وقعت إذا سُبقت بهمزة الاستفهام بتسهيل همزتها وجها واحدا.
( وَفِي أَنَا لَدَى كَسْرِ هَمْز ) يعني: إذا جاءت قبل همز مكسور وذلك نحو:ﭨ ﭩ ﭪ .
( مُدَّ بِالخُلْفِ وَاصِلاَ ) أي: فقد اختلف عنه في إثبات الألف بعد النون أو حذفها في حالة الوصل والوجهان صحيحان والإثبات مقدم, فيصير حينئذ من باب المنفصل.

( وَرَا قُرْبَةٌ سَكِّنْ وَبِالخُلْفِ يَا أَهَبْ ** وَرِءْيًا فَأَبْدِلْ مُدْغِمًا تَغْدُ فَاضِلاَ )

( وَرَا قُرْبَةٌ سَكِّنْ ) يعني: أنه روىﯰ ﯱبإسكان الراء.
( وَبِالخُلْفِ يَا أَهَبْ )
أي: قد اختلف عنه في ألفبين قراءتها ياءا أو همزة, والوجهان صحيحان والمقدم الهمز.
( وَرِءْيًا فَأَبْدِلْ مُدْغِمًا تَغْدُ فَاضِلاَ )
أي: قد روى قوله:بإبدال الهمزة ياءا وإدغامها في الياء بعدها وريًّا.

( لِيَقْطَعْ فَسَكِّنْ مَعْ لِيَقْضُوا كَحَرْفِ عَنْـ ** ـكَبُوتٍ وَهَمْزَ اللاَّءِ حَقِّقْهُ مُسْجَلاَ )

المعنى: أنه روى ﰑ ﰒوكلاهما في [الحج] وفي [العنكبوت] بإسكان اللام.
وروى أيضا
في [الأحزاب] و[المجادلة] وموضعي [الطلاق] بتحقيق الهمزة بلا ياء.

( وَبِالْيَا مَعَ التَّشْدِيدِ صِلْ لِلنَّبِي إِنْ ** بـُيُوتَ النَّبِيِّ سَكِّنْ أَوَابَاؤُنَا كِلاَ )

المعنى: أنه روى ﯚ ﯛ ﯜوﮚ ﮛ ﮜ كلاهما في [الأحزاب] بإبدال الهمزة ياءا في الوصل ووافق ورشا على همزها وقفا, وروى في [الصافات] و [الواقعة] بسكون الواو.

( وَسَكِّنْ وَزِدْ هَمْزًا كَوَاوٍ أَؤُشْهِدُوا ** مَعَ الْفَصْلِ بِالْخُلْفِ الْمُرَادُ تَكَمَّلاَ )

المعنى: أنه ورد عنه في ﯘ ﯙ في [الزخرف] وجهان أحدهما: إدخال ألف الفصل بين الهمزة المحققة والهمزة المسهلة.
والثاني: تركها, أي: الاكتفاء بالتسهيل , والعمل على الأخذ بهما مع
تقديم الأول في الأداء.


هذا والله أعلم وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه.


أتم جمعه
أبو أنس عبد الله أحمد الجزائري
ليلة السابع والعشرين من شهر
رمضان لعام اثنين وثلاثين وأربعمائة وألف
بالجزائر المحروسة






________

(1) ولا تستوحش أيها الحصيف مما تجده من بعض الزيادات, فقد أبيت إلا أن أقلد هذا المختصر شيئا من ذلك, مقتبسا تلك الغرر من نجوم قد طلعت, أو من واف قد وفى المقام شرحا وتحريرا, أو من بدور قد أزهرت وأينعت,
هذا وقد آثرت نقل الكلام من هذه المصادر مع عدم الإكثار من العزو بغية التسهيل والتقريب, فليتنبه لهذا (!) فكم من مريد للخير (!) لم يصبه (!).
(2) راجع " نونية ابن القيم مع شرح ابن عيسى" (2
/215), وغيرها .
(3) انظر" لسان العرب"(1/163), "التعاريف" للمناوي (307) .

(4) راجع "النبوات" (184) لشيخ الإسلام ابن تيمية, " تفسير ابن كثير" (3/494)," تفسير القرطبي" (7/298) .

(5) راجع "معارج القبول "(1/81) حاشية (4), "ذخيرة العقبى شرح المجتبى" (1/172) وغيرهما .










التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس عبد الله الجزائري ; 31 Dec 2011 الساعة 09:09 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 31 Dec 2011, 09:29 PM
أبو أنس عبد الله الجزائري أبو أنس عبد الله الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
الدولة: الجزائر المحروسة
المشاركات: 107
افتراضي

قد يتساءل بعض إخواننا الكرام عن سبب مثل هذه المواضيع في هذه الأوقات, إلا أني رأيت شبه عزوف عن هذا العلم _ أحكام الترتيل _ في هذا المنتدى وفي غيره, فليعذرنا العاذل, وكما قال أبو هريرة:« مَا لِي أَرَاكُمْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ، وَاللَّهِ لَأَرْمِيَنَّ بِهَا بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ ».


والله الموفق والهادي سواء السبيل

أخــوكم
.......

التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس عبد الله الجزائري ; 31 Dec 2011 الساعة 09:32 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013