منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 20 Aug 2017, 07:21 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي الفرق بين قوله عزوجل (لَا يَسْمَعُونَ ) و (لَا يَسَّمَّعُونَ)

الفرق بين قوله عزوجل (لَا يَسْمَعُونَ الى الملأ الأعلى ) و
(لَا يَسَّمَّعُونَ الى الملأ الأعلى ).
قال الله تعالى
(لا يسمعون الى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب)
و الضمير في يسمعون , عائد الى الشياطين التي تسترق السمع
والملأ الأعلى هم الملائكة , أهل السماء , وعلوهم هو بالنسبة الى من دونهم من أهل الأرض
واختلفت قراءة الأئمة في هذه الكلمة (لا يسمعون )
فقرأها الجمهور , أهل المدينة والبصرة , بسكون السين و تخفيف الميم(لا يَسْمَعُونَ)
وهو نفي السماع , وان كانوا يَتَسَمَّعُونَ , أي يطلبون السماع لكن لا يمكنون منه , ولا يصل أي شيء الى مسامعهم
وقرأ خمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص , (لَا يَسَّمَّعُونَ ) بتشديد السين والميم
وأصلها لا يتسمعون , فأدغمت التاء في السين
وتقتضي نفي التسمع , وهو تطلب السماع , فهم لا يطلبونه أصلا .
لكن هذا مخالف لظاهر الأحاديث الصحيحة في اثبات طلبهم السماع , وتطلعهم الى الملأ الأعلى لقصد التقاط ما تتحدث به الملائكة , مع تقدم أجرئهم الى الأعلى والقائه الكلمة الى من دونه قبل أن يحرقه الشهاب , حتى تصل الى آخرهم فيلقيها الى الكهنة ويزيد معها مائة كذبة
وهذا المعنى يوافق القراءة الأولى , لذلك رجحها الطبري على الثانية , فقال
(وَأَوْلَى الْقِرَاءَتَيْن ِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَهُ بِالتَّخْفِيفِ، لِأَنَّ الْأَخْبَارَ الْوَارِدَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ أَصْحَابِهِ، أَنَّ الشَّيَاطِينَ قَدْ تَسَمَّعَ الْوَحْيَ، وَلَكِنَّهَا تُرْمَى بِالشُّهُبِ لِئَلَّا تَسْمَعُ )) انتهى
ومما يدل على ذلك ما رواه الشيخان من حديث عائشة
(المَلاَئِكَةُ تَتَحَدَّثُ فِي العَنَانِ ، بِالأَمْرِ يَكُونُ فِي الأَرْضِ، فَتَسْمَعُ الشَّيَاطِينُ الكَلِمَةَ، فَتَقُرُّهَا فِي أُذُنِ الكَاهِنِ كَمَا تُقَرُّ القَارُورَةُ، فَيَزِيدُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذِبَةٍ "
و عامة المفسرين كابن عطية والقرطبي أيدوا ما ذهب اليه الطبري
ولكن يمكن توجيه القراءة الثانية , بحيث لا تتنافى مع الأولى
والجمع أولى من الترجيح الذي لا يصار اليه الا بعد تعذر الجمع
وبخاصة أن هذه القراءة ثابتة متواترة , وقد قرأ بها ابن عباس في رواية عنه وكذا الأعمش
ويؤيد صحة هذه القراءة تعدي فعل السماع بالى
فتقول (تسمعت الى ) بمعنى أصغيت اليه
وعلى هذا يكون التسمع المنفي في القراءة الثانية المشددة هو تسمع خاص
فاما أن يكون التسمع الى القرآن , فهم لا يطلبونه لتيقنهم أنه محفوظ بالحرس الشديد والشهب التي ملئت بها السماء الدنيا بعد بعثة النبي عليه الصلاة والسلام , و ما يتكلم الله به الى الملائكة من غير القرآن , فقد يسترقون سمعه ويطلبونه
واما أن يكون التسمع المنفي في الآية هو تسمع الى علو خاص
فيكون هو (الاعلى ) , أما ما دونه فيمكن أن يستمعوا اليه ويطلبونه
ودليله الحديث السابق , حيث أنهم استرقوا السماع من الملائكة التي تتحدث في العنان


التعديل الأخير تم بواسطة أحمد القلي ; 20 Aug 2017 الساعة 08:08 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 Aug 2017, 12:07 PM
مصباح قريدي مصباح قريدي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 35
افتراضي

أخي الكريم أردت أن أكتب لك على الخاص إلا أنني قررت أن يكون على العام حتى يقرأه من يقرأمقالك
أولا: أنت تتكلم على القرآن وعلى روايات ثابتة بالتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله سبحانه وتعالى، فلا يليق القول منك: "فأولى الروايتين بالصواب عندي"
ثانيا: كان عليك نقل كلام المفسرين والشارحين لغريب القرآن
ثالثا: المعلوم من كلام العلماء أن الحديث الصحيح يفسر به القرآن و يرد به ويخطأ به الرواياة الثابتة بالتواتر
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 Aug 2017, 01:05 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصباح قريدي مشاهدة المشاركة
أخي الكريم أردت أن أكتب لك على الخاص إلا أنني قررت أن يكون على العام حتى يقرأه من يقرأمقالك
أولا: أنت تتكلم على القرآن وعلى روايات ثابتة بالتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله سبحانه وتعالى، فلا يليق القول منك: "فأولى الروايتين بالصواب عندي"
بارك الله فيك على النصيحة الخالصة , وقد أحسنت فعلها اذا أخرجتها من الخاص الى العام , حتى يعم الخير وبنتشر النفع
أولا : قوله أكرمك الله في الدارين (أنت تتكلم على القرآن ..)) هذا قد عرفته وهبته قبل أن اقتحمه , و لكن لن أكتب حرفا في أحرف القرآن الا نقلا عن الأئمة الأخيار , و لم أقل في كلامي أن هاتين القراءتين غير متواترتين , فقد كتبت عمن أخذت كل واحدة منهما , بل وأضفت اليها ما شذ عنها من القراءات , وهذا قولي أعيده

اقتباس:
وبخاصة أن هذه القراءة ثابتة متواترة , وقد قرأ بها ابن عباس في رواية عنه وكذا الأعمش
أي القراءة بالتشديد , وانما ذكرت هذا لأن الامام الطبري رجح عليها قراءة الجمهور (المدينة والبصرة ) , فكان لزاما تبيين أن هاته القراءة السبعية ليست بمرجوحة
وبذلك تعلم مجانبتك للصواب حين قلت ناسبا الي ما ليس الي
اقتباس:
فلا يليق القول منك: "فأولى الروايتين بالصواب عندي"
ولم أتعجب من شيء عجبي من قولك هذا , فهذا القول الذي نسبته الي هو للامام الطبري , وقد بينته في كتابتي غاية البيان حين قلت
اقتباس:
وهذا المعنى يوافق القراءة الأولى , لذلك رجحها الطبري على الثانية , فقال
(وَأَوْلَى الْقِرَاءَتَيْن ِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَهُ بِالتَّخْفِيفِ، لِأَنَّ الْأَخْبَارَ الْوَارِدَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ أَصْحَابِهِ، أَنَّ الشَّيَاطِينَ قَدْ تَسَمَّعَ الْوَحْيَ، وَلَكِنَّهَا تُرْمَى بِالشُّهُبِ لِئَلَّا تَسْمَعُ )) انتهى
فذكرت ترجيح الطبري ثم نقلت نقله من تفسيره , فالملامة تنقل اليه أنه رجح احدى القراءتين وليست الي , مع أنني حاولت هنا تبيين أن هاته القراءة ليست مخالفة للأحاديث الصحيحة , بل هي موافقة لبعض منها وقد كنت عازما على ذكرها فسبقتني الى هذا الرد
وتبع الطبري على ذلك أئمة مفسرون كابن عطية والقرطبي الأندلسيين وهذا كله ذكرته سابقا وأضيف اليهما الآن الزمخشري
اقتباس:
ثانيا: كان عليك نقل كلام المفسرين والشارحين لغريب القرآن
قد نقلته و لكنك أخي لم تره , وبينت الفرق بين السماعين , فاتضح المعنى ويقي الاشكال في توجيه المعنى الثاني , وهو الذي سعيت الى تحقيقه ولا يزال يحتاج الى مزيد بيان وتبيين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21 Aug 2017, 06:58 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

الامام أبو جعفر الطبري , رجح قراءة التخفيف على القراءة المشددة استنادا الى ما ثبت في الروايات الصحيحة أن الشياطين كانوا يطلبون السماع ويقصدونه لكن لا يسمعون , أي يتسمعون ولا يسمعون , بينما قراءة ( لَا يَسَّمَّعُونَ ) تنفي التسمع , ويطريق الأولى السماع , منها الحديث المذكور سابقا عن عائشة رضي الله عنها ,
وذكر الطبري هذه الرواية عن ابن عباس، قال: كانت للشياطين مقاعد في السماء، قال: فكانوا يسمعون الوحي، قال: وكانت النجوم لا تجري، وكانت الشياطين لا ترمى، قال: فإذا سمعوا الوحي نزلوا إلى الأرض، فزادوا في الكلمة تسعا; قال: فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الشيطان إذا قعد مقعده جاء شهاب، فلم يخطه حتى يحرقه، قال: فشكوا ذلك إلى إبليس، فقال: ما هو إلا لأمر حدث ; قال: فبعث جنوده، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي بين جبلي نخلة; قال أبو كريب: قال وكيع: يعني بطن نخلة، قال: فرجعوا إلى إبليس فأخبروه، قال: فقال هذا الذي حدث.))
وهذا الأثر مروي في السنن بألفاظ متقاربة وصححه الترمذي
فقول ابن عباس (فاذا سمعوا الوحي ) وقوله (فكانوا يسمعون الوحي ) يدل دلالة واضحة على أنهم كانوا يستمعون
واحتج لها ابن عطية وتبعه القرطبي بقوله عزوجل (انهم عن السمع لمعزولون ), فالأية نفت حصول السمع مع وجود الاستماع والتسمع
لكن للقراءة الثانية مرجح من الناحية اللغوية , ذكره امام من أئمة اللغة وهو أبو عبيد و ذلك أن الفعل الذي يعدى بالى في أكثر استعمال العرب هو يتسمع وليس ( يسمع ),
قال القرطبي في تفسيره ((قال أبو عبيد لأن الْعَرَبَ لَا تَكَادُ تَقُولُ: سَمِعْتُ إِلَيْهِ وَتَقُولُ تَسَمَّعْتُ إِلَيْهِ.)) انتهى

ورد هذا الطبري بأن العرب تستعمله في الفعلين كليهما حيث قال
((فإن ظن ظان أنه لما كان في الكلام"إلى"، كان التسمع أولى بالكلام من السمع، فإن الأمر في ذلك بخلاف ما ظن، وذلك أن العرب تقول: سمعت فلانا يقول كذا، وسمعت إلى فلان يقول كذا، وسمعت من فلان.
وتأويل الكلام: إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب. وحفظا من كل شيطان مارد أن لا يسمع إلى الملإ الأعلى، فحذفت"إن" اكتفاء بدلالة الكلام عليها)) انتهى كلام الطبري

وكلام أبو عبيد أولى وأرجح من هذا , لأن ما رجحه الطبري مبني على تقدير محدوف (الحرف ان ) والأصل عدمه , والله تعالى أعلم


التعديل الأخير تم بواسطة أحمد القلي ; 21 Aug 2017 الساعة 07:03 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 Aug 2017, 02:07 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

تنبيهات
التنبيه الأول للأخ الكريم أبو عمر محمد, فقد رددت على رسالتك , لكن بريدك ممتلئ , والأمر كما ظننته فهما اسمان لشحص واحد
-----------
التنبيه الثاني
بخصوص قراءة التشديد ( لَا يَسَّمَّعُونَ ) , قد أشار الطبري , الى أن قراءة أهل الكوفة بالتخفيف , لكن الملاحظ في المصاحف المنتشرة اليوم بقراءة عاصم برواية حفص أنها بالتشديد أي ( لَا يَسَّمَّعُونَ ) , وعاصم من الكوفة ؟
فالجواب على هذا أن الطبري انما يعرف قراءة عاصم من رواية أبي بكر ابن عياش , وهي موافقة للجمهور
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 Aug 2017, 11:56 PM
مصباح قريدي مصباح قريدي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 35
افتراضي

بارك الله فيك أخي أحمد أنا المخطي -وأعني ما أقول بقولي: المخطي، وليس المخطئ- وما دفعني لذلك هو اندفاي وتسرعي، فأنا علقت مباشرة دون إتمام القراءة لسوء ظني أنه من كيسك، فأستغفر الله وأتوب إليه، وأستسمحك، وأعتذر لكل من قرأ كلامي وللإدارة.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27 Aug 2017, 12:50 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

لم يحدث شيء أخي الكريم , وهذا مجرد ذهول قد يقع لأي أحد , و انما نحن نتناصح ويذكر بعضنا بعضا وينبه أحدنا الى ما لم يتنبه اليه الآخر ويستفيد بعضنا من بعض , وفقني الله تعالى واياك وجميع اخواننا الى خيري الدنيا والآخرة
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 Aug 2017, 11:30 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي شكر وإعجاب

أحسى الله إليك أخي أحمد على ما تقدمت به ، وجزاك الله خيرا، والذي لفت إنتباهي حوارك مع الأخ مصباح الذي أسأل الله تعالى أن يجعله من مصابيح الخير التي تنير الطريق للناس فوالله قد استفدت منه الأدب والرجوع عن الخطإ بكل شجاعة فشكر الله لكما هذا الصنيع الطيب وجزاك الله خيرا أخانا أحمد على المواضيع المفيدة والمهمة وأعجبني جوابك الهادئ على تراجع الأخ مصباح فسلمكما الله تعالى
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 Aug 2017, 12:31 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

بارك الله فيك اخي يوسف وأنت من تستحق الشكر لحسن خلقك وجميل عبارتك , زادك الله احسانا وتوفيقا
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013