منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 24 Jan 2019, 01:02 PM
أشرف حريز أشرف حريز غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2019
المشاركات: 115
افتراضي الصحابة زكاهم الله، أنت! من زكاك؟ للشيخ محمد أمين الشنقيطي رحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى كل من يطعن في الصحابة - رضي اللَّه عنهم- و لا يعرف قدرهم .
هذه الكلمة مفرغة من صوتية ( « الصحابة زكاهم الله ،أنت من زكاك؟») للشيخ العلامه محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى.


.... { و هاجروا } أوطانهم وأموالهم و ديارهم {بأموالهم و أنفسهم في سبيل الله} ، فسرناه بالأمس، و هذه الصفات كله يقصد بها المهاجرون الذين هاجروا إلى المدينة هذه و هم النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه الذين هاجروا معه رضي الله عنهم ، {وَالَّذِينَ آوَوا} يعني آووهم: تقدم أن العرب تقول :" آواه، يؤويه، إيواءا"، إذا ضمه إليه و جعل له مأوى يأوي إليه ، و المأوى: المسكن والمنزل لأن الأنصار هيؤوا للمسلمين أمكنة ينزلون فيها و هيؤوا لهم كل ما يستعينوون به، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم، كان يقول: " فلان أخو فلان"، فيتوارثان بذلك الإيخاء، و كان الأنصار يشاطرونهم أموالهم، وقد آخى صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن إبن عوف الزهري - رضي اللَّه عنه- و سعد بن الربيع الأنصاري-رضي الله عنه- ؛ ذكر بعض أهل المغازي والأخبار بأن النبي لما آخى بينهما جاء سعد إلى عبد الرحمن و قال: " أرخص ما عندي نعلاي،فهذه إحداهما و أعظم ما عندي زوجتان ،أنزل على إحداهما فإن تمت عدتها تزوجتها" وقد كان عبد الرحمن إبن عوف -رضي الله عنه- وأغلب المهاجرين تعففوا و اتجروا ، فقال له عبد الرحمن إبن عوف:" أقرضني درهما" ، فأقرضه درهما فاتجر به، فراح و عنده درهمان ، رد إليه درهمه و اتجر بالثاني، فراح عنده درهمان، و ما زال يتجر حتى انتشر عليه المال، وكان من أغنياء الصحابة
- رضي اللَّه عنهم - . فهم آووهم حيث هيؤوا لهم المساكن و الأموال ، و شاطروهم أموالهم، و أحسنوا إليهم كل الإحسان، كما في قوله { يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ }[ الحشر الآية 9] هذا ثناء الله للمهاجرين و الأنصار ، ثم قال: {أُولَئِكَ} الإشارة في قوله { أُولَئِكَ } شاملة للمهاجرين و الأنصار معا، فالمهاجرون هم المعبر عنهم ب { آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بأموالهم و أنفسهم فِي سَبِيلِ اللَّهِ} و الأنصار هم المعبر عنهم بقوله: {آوَوا وَّنَصَرُوا } أي : آووا النبي وأصحابه ونصروهم على أعدائهم هؤلاء جميعاً {هم المؤمنون حقا } حق إيمانهم حقا؛ لأنهم صدقوا إيمانهم بهجرتهم و جهادهم في سبيل الله بأموالهم و بأنفسهم و بإيمانهم ، وأولئك حققوه بإيوائهم ونصرتهم لله، لأن الأنصار قامت موقفا عظيماً حيث تحملت عداوة جميع أهل الدنيا في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه؛ ولذا قال : { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَئِكَ } هؤلاء { هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا } بمعنى الكلمة الإيمان الذي لا قيل فيه و لا قال، بل هو الإيمان كما ينبغي.
و هذه من الآيات الدالة على تزكية الصحابة لا سيما المهاجرين والأنصار ، و وصفهم بالعدالة و صحة الإيمان، فإذا روى لنا مهاجري أو أنصاري حديثاً فلا نقول: هل هذا عدل أو غير عدل؟؟؟ لأنه لا مزكي أعظم تزكية من الله و لا تزكية أعظم من قوله: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}[ الأنفال الآية 4] والله ( جل وعلا) نوه بشأن المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم ، و نوه بشأن جميع الصحابة وزكاهم في غير ما آية، فمن الآيات التي أثنى بها على المهاجرين والأنصار قوله: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رضي اللَّه عنهم و رضوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ }[ التوبة الآية 100] وفي قراءة إبن كثير { جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } والمصحف الذي أرسله عثمان إلى مكة فيه: {مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } بذكر لفظة (من)و قراءة الجمهور و المصاحف التي أرسلت إلى الشام و الكوفة والبصرة فيها:{ تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ } بغير لفظة (من) فقوله: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ } لم يشترط فيهم شيئا، بل قال: {رضي اللَّه عنهم و رضوا عَنْهُ} و هذه أعظم تزكية، والذين اتبعوهم إشترط فيهم شرطا و هو الإحسان لأن قوله {بإحسان } إشترطه في خصوص الذين اتبعوهم ، ومن هذه الآيات قوله تعالى : {لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا }
[ الحديد الآية 10 ] ثم قال : {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} ، {كُلًّا} من جميع الصحابة ممن أنفق و قاتل قبل الفتح و بعده وعد الله الحسنى.
و من هذه الآية الكريمة قال إبن حزم *يجب على كل مسلم أن يعتقد أن الصحابة كلهم في الجنة ؛ لأن الله صرح بذلك و لا يخلف الله الميعاد حيث قال: {{ لايَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا } ثم صرح في الجميع بوعده الصادق الذي لا يخلفه قال:{وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} و قال (جل وعلا) {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِك هُمُ الصَّادِقُونَ} [ الحشر الآية 8] فزكاهم بقوله {أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} ثم ذكر الأنصار قال { وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ } الدار : هي المدينة {تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ} أي: و انتهجوا الإيمان ، فهو مفعول فعل محذوف دل المقام عليه*.
{ من قبلهم يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا } قال جماعة من أهل العلم: إن المهاجرين أفضل من الأنصار و لذا كان الأنصار لا يكون في صدورهم شيء من فضل المهاجرين عليهم ، هكذا قاله غير واحد ، {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ } [الحشر الآية 9] ثم ذكر من يأتي بعدهم فقال: { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ }[الحشر الآية 10] ومن هذه الآيات أخذ مالك بن أنس -رحمه الله إمام دار الهجرة أن الذين يسبون بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نصيب لهم في فيء المسلمين أبداً و قال لبعضهم: *هل أنتم من الفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم و أموالهم يبتغون فضلا من الله و رضوانا و ينصرون الله و رسوله؟ قالو : لا، لسنا من هؤلاء ، قال : هل أنتم من الذين قال فيهم { وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قبلهم يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ}؟ قالوا : لا ، لسنا من هؤلاء، قال: و أنا أشهد أنكم لستم من الطائفة الثالثة التي قال الله فيها {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} فأنتم تسبون الصحابة و تلعنونهم ، فلستم من جملة من جعل الله لهم شيئا من المسلمين فلا شيء لكم البتة*.
و هذه الآيات و أمثالها في القرآن تدل على أن الذين يسبون بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم « ظلال » « منابذون لهدي الله » « مخالفون لكتاب الله » الذي هو آخر الكتب السماوية نزولا من عند رب العالمين (جل وعلا) و هذا معنى قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا } . قال بعض العلماء : { حَقًّا } مصدر أي: حق ذلك حقا أي لما حققوه به من الإيمان و الهجرة و الجهاد بالنفس والمال في سبيل الله، إلى غير ذلك من الصفات.
{ لَّهُم مَّغْفِرَةٌ } المغفرة (مفعلة) من الغفران وأصل مادة الغين و الفاء و الراء (غفر) أصلها معناها الستر و التغطية أيضاً كمادة (الكفر ) لأن الله يستر بحلمه و فضله ذنوب التائبين إليه حتى لا يظهر لها أثر يتضررون به.
{وَرِزْقٌ } هو ما يرزقهم الله في الجنة.
و قوله { كَرِيمٌ} كل شيء حسن مبالغ في الحسن والجمال تسميه العرب كريما، و إنما وصف رزقهم بأنه كريم لأن ما في الجنة من الأرزاق كله كريم {كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا}[البقرة الآية 25] و أرزاق الجنة مبينة في القرآن العظيم من مآكلها و مشاربها و غير ذلك ، وهذا معنى قوله {لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}.

و هذا رابط الصوتية كاملة للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى رحمة واسعة https://yuotu.be/wVs8pXZ-pa8

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 Jan 2019, 11:28 AM
محسن سلاطنية محسن سلاطنية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 320
افتراضي

رضي الله عن الصحابة جميعا ، ورحم الله العلامة الشنقيطي وأسكنه فسيح جناتك .
وجزاك الله خيرا أخي أشرف على هذا النقل الطيب.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 Jan 2019, 10:06 PM
أشرف حريز أشرف حريز غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2019
المشاركات: 115
افتراضي

وجزاك خيرا أخي
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013