منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 28 Jan 2017, 11:00 PM
عبد الصمد سليمان عبد الصمد سليمان غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 139
افتراضي نشر البنود لبيان أحق الناس بمشابهة اليهود - رد على الدعي شمس الدين بروبي - الجزء الثاني

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه وبعد:
اعلم رحمك الله أن خصال الرافضة التي شابهوا فيها أهل الكتاب من اليهود والنصارى بل وشابهوا فيها المنافقين والمشركين الكفرة كثيرة ومتعددة كما قرر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وسأذكر بعض ما يفتح به الله سبحانه بيانا لقبح مذهبهم وبعدهم عن دين ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم:
فمن الخصال التي شابه فيها الرافضة أهل الكفر والضلال:
1- الخصلة الأولى: فمن أكبر ما شابه فيه الرافضة أعداء الله من اليهود عدم عملهم بعلمهم، وهذا ما يستوجب غضب الرب عليهم، ومنهم من فيه شبه بالنصارى في أعظم خصالهم الفاجرة ألا وهي العمل بلا علم، والتقرب إلى الله بالذوق والوهم، فالرافضة فيهم شبه من الطائفتين ففي الوقت الذي يتركون كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فلا يعملون بهما يعملون بالأوهام، وما لم يأت به سلطان في شريعة الإسلام:
- قال الله تعالى:" صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)" سورة الفاتحة.
والمغضوب عليهم هم اليهود ومن شابههم وكان على شاكلتهم، والضالون هم النصارى ومن سار على ضربهم وتخلق بأخلاقهم.
2- الخصلة الثانية: أنهم يودون صرف السنيين عن دينهم، وصدهم عن سنة نبيهم، مع علم كثير منهم أنه الحق الذي لا محيد عنه، والصدق الذي لا مزيد عليه، ولكن منعتهم شهواتهم من لزوم طريق نبيهم؛ فأصبحوا على الباطل سائرين، ولصد السنيين عن دينهم ساعين، ليستووا وإياهم في الباطل الذي عندهم، وهذه من أعظم الخصال التي شابهوا فيها أهل الكتاب الضلال:
قال الله تعالى:"وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)" سورة البقرة.
وقال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100)" سورة آل عمران.
وهذا الود الذي عمر قلوب أهل الكتاب؛ والذي أثمر سعيا عظيما في محاولة صد المؤمنين عن دين رب الأرباب، أخبر الله سبحانه أنه لا يؤثر في أهل الإيمان بإذن الرحيم الرحمن، وذلك لسببين اثنين يعصم الله بهما من تمسك بغرزهما، وهما: نزول القرآن الكريم، ووجود النبي عليه أفضل الصلاة وأزكى السليم:
قال الله تعالى:" وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)" سورة آل عمران.
وكما عصم الله بهذين السببين أهل الإيمان من شبهات أهل الكفر والطغيان، فبهما يحمي أهل السنة والجماعة من شبهات الرافضة المتشيعة، وغيرهم من المبتدعة؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ" رواه الحاكم في مستدركه وصححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الجامع رقم 2937.
3- الخصلة الثالثة: غلوهم في أوليائهم وصالحيهم واتخاذهم لهم أربابا مع الله سبحانه؛ يصرفون لهم خالص حقه الذي لا يجوز صرفه لغيره؛ من دعاء واستعانة واستغاثة وخوف ورجاء وذبح ونذر وغيرها والله المستعان:
- قال الله تعالى:" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)" سورة آل عمران.
- قال الله تعالى:" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77)" سورة المائدة.
فكما أن اليهود والنصارى غلوا في أنبيائهم وصالحيهم فعبدوهم مع الله بصرف أنواع العبادة لهم، فكذلك الرافضة غلو في أئمتهم، وهكذا المتصوفة يسلكون دربهم ويسيرون على سبيلهم.
وكما أُمر المسلم بأمر الله لنبيه أن ينهى أهل الكتاب أن يغلوا في دينهم، فهو مأمور بأن ينهى كل غالي في دينه صارف العبادة لغير الله سبحانه.
وهذه دعوة أهل السنة ولله الحمد والمنة يدعون الرافضة ومن شابههم وكان في الغلو مثلهم كالصوفية وغيرهم أن يعبدوا الله وحده لا شريك له، وأن لا يصرفوا خالص حقه لغيره، وأن يتركوا الغلو في الصالحين الذي يوصلهم للشرك برب العالمين، وأن يحققوا في عبادتهم الإخلاص الذي هو سبيل النجاة والخلاص.
4- الخصلة الرابعة: زعمهم أن عليا رضي الله عنه كان منهم، وأنه على طريقتهم، وهو أول أئمتهم؛ فنسبوا ترفضهم إليه، وهم إنما جاؤوا من بعده، وأُحدث دينهم ومذهبهم بأصوله وفروعه بعد سنوات وقرون من وفاته، وإن كانت بداياته في حياته، وهذا كمثل زعم اليهود والنصارى أن إبراهيم عليه السلام كان منهم، وعلى طريقتهم، مع أن التوراة والإنجيل إنما أنزلهما الله من بعده، ولم ينزلهما في زمنه، وكما أن النبي صلى الله عليه وسلم والذين ءامنوا هم أولى بإبراهيم عليه السلام من المنتحلين له من أهل الكتاب، فكذلك أهل السنة هم أولى بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه من منتحليه من الرافضة أهل الشتيمة واللعن والسباب:
قال الله تعالى:"يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)" سورة آل عمران.
فاليهود والنصارى نسبوا إبراهيم عليه السلام إليهم وادعوا أنه كان على ملتهم، مع أن كتبهم لم تنزل إلا من بعده، وأديانهم لم تعرف إلا بعد عصور من عصره، وهكذا الرافضة نسبوا عليا إليهم وزعموه على نحلتهم، مع أن دينهم إنما أحدث من بعده بأصوله وفروعه، بل إن الثابت عنه رضي الله عنه ينقض عليهم دينهم، ويفسد عليهم مذهبهم، فكما أن إبراهيم عليه السلام من أبعد الناس عن دين اليهود والنصارى، فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه من أبعدهم عن دين الرافضة الحيارى.
ثم إن السنيين المتمسكين بدين النبي الأمين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم والسائرين على هدي الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين هم أولى بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ممن انتحله، وزعمه إماما له، وغلا فيه غلوا أخرجه به عن بشريته وعبوديته التي هي شرفه وفيها منتهى كماله، ومثلهم في هذا هو مثل أهل الإيمان الذين هم أولى بإبراهيم ممن ادعاه وانتحله من أهل الكفر والطغيان بشهادة رب السماوات والأرض سبحانه وتعالى.
5- الخصلة الخامسة: أنهم يودون إضلال السنيين عن دينهم، وفي الحقيقة إنما يضلون أنفسهم، لأن سعيهم فيإضلال المؤمنين زيادة في ضلال أنفسهم، وزيادة عذاب لهم، ومع كل هذا فهم لا يشعرون بمكر الله بهم، وهذا كله مشابهة منهم لأهل الكتاب في معاملتهم للمسلمين، كما أخبر الله سبحانه في كتابه المبين:
قال الله تعالى:"وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69)" سورة آل عمران.
فالرافضة شابهوا أهل الكتاب في هذا من عدة وجوه:
الوجه الأول: في الضلال العظيم عن الصراط المستقيم.
الوجه الثاني: في محاولة إضلال غيرهم؛ فكما أن أهل الكتاب يسعون في إضلال المؤمنين فالرافضة يسعون في إضلال السنيين.
الوجه الثالث: في أن محاولتهم عائدة بالشر عليهم لا على من يتربصون بهم، ويحرصون على إضلالهم؛ لأن سعيهم في إضلال غيرهم هو زيادة في ضلالهم، وبعدهم عن مراجعة دينهم، فالضال في نفسه الذي يحاول أن يضل غيره من أبعد الناس عن مراجعة ما هو عليه، والسعي في البحث عن الحقيقة فيما يرد عليه.
الوجه الرابع: أنهم لا يشعرون باستدراج الله لهم ليتمكن الضلال منهم، ثم يعاقبهم عليه عقابا يليق بهم، وما ذلك إلا لاستحقاقهم العقاب، وعدم أهليتهم أن يكونوا من أهل رضوان رب الأرباب.
6- الخصلة السادسة: كفرهم بآيات الله سبحانه مع علمهم بصدقها، وتحققهم من حقها، وهذا من أعظم ما شابهوا فيه أهل الكتاب،ووافقوهم فيه من التكذيب والارتياب:
قال الله تعالى:" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70)" سورة آل عمران.
فالرافضة شابهوا أهل الكتاب في هذه الخصلة من وجهين:
الأول: كفرهم بآيات الكتاب المبين والوحي المنزل على سيد الأنبياء والمرسلين.
قد يقول قائل وأين هي آيات الله التي كذب الشيعة بها ولم يؤمنوا بمضمونها؟
فالجواب: أنها كثيرة ومتعددة ومن أعظمها آيات التوحيد التي تأمر بصرف العبادة وإخلاصها لرب العبيد:
كقول الله تعالى:"إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)" سورة النساء. وقوله تعالى:"قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)" سورة الأنعام. وغيرها كثير. وقد شابههم في هذا الصوفية وكل من صرف العبادة لغير الله سبحانه.
ومنها الآيات التي جاءت في ذكر فضل أصحاب رسول الله والثناء عليهم وتبشيرهم برضا الله عنهم؛ كقوله تعالى:" وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)" سورة التوبة. وقوله تعالى:" لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)" سورة الحشر. وقوله تعالى:" لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19)" سورة الفتح. وغيرها كثير.
والأمثلة عن الآيات التي كفروا بها وألحدوا فيها كثيرة، وبخاصة تلكم الآيات التي تعرضوا لتأويلها، وتحريف معانيها، وهي كثيرة ينبئك تصرفهم معها على كفرهم بمراد الله بها، وإذا أردت معرفتها فانظر في كتاب العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه "الانتصار لكتاب العزيز الجبار وللصحابة الأخيار على أعدائهم الأشرار" فإنه لا مثيل له في بابه أسأل الله أن يجزي مؤلفه خير الجزاء.
ثانيا: علمهم بحقيقة مذهبهم وبعده عن دين نبيهم صلى الله عليه وسلم على أقل علماؤهم ومشايخهم وإلا فكل من اطلع على كلام أئمتهم في كتبهم المعتمدة عندهم ثم قرأ كلام الله إلا ويعلم بطلان ما هم عليه وكفر من يعتقده ويدين به.
7- الخصلة السابعة: أنهم إضلالا لمن انتسب إليهم، واتبعهم على دينهم، يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق عنهم، وهذا من أعظم ما شابهوا فيه أهل الكتاب الملبسين الكاتمين:
قال الله تعالى:" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71)" سورة آل عمران.
فشابه الرافضة اليهود في هذه الخصلة من عدة وجوه:
الأول: إضلالهم لمن انتسب إليهم واتبع طريقهم بطرق يستعملونها ووسائل يحسنون استخدامها.
الثاني: لبسهم للحق بالباطل تلبيسا على أتباعهم ومن وثق بهم؛ فيلبسون الباطل لبوس الحق، ويبهرجونه بقشر من الصدق منمق.
الثالث: أنهم يكتمون عن أتباعهم الحق الذي بلغهم؛ لعلمهم أنه يفسد عليهم دعوتهم، وهذا كثير عند الرافضة.
8- الخصلة الثامنة: أنهم يبدون لأهل السنة أنهم على طريقهم، ويخفون عنهم مخالفاتهم لهم؛ حتى يُنَفِّقُوا بضاعتهم بخفاء ودهاء عليهم، ولذلك يأمرون أتباعهم إن هم خالطوا السنيين أن يثنوا على أئمتهم المعظمين عندهم، ليطمئنوا لهم، ويسمعوا كلامهم، ويتبعوهم على الشر الذي يلقونه على مسامعهم، فتجد الرافضة في البلاد التي يُعظم فيها الإمام مالك رحمه الله يثنون عليه، ويمدحونه، ويعظمون أمره، وما ذلك إلا حيلة منهم في بدو مجلسهم، ليلبسوا على السنيين بعد ذلك دينهم، بما يوردونه عليهم من شبهاتهم، وهذه الطريقة هي طريقة اليهود الذين عظمت مشابهتهم لهم في كثير من أخلاقهم وصفاتهم وتصرفاتهم ووسائلهم:
قال الله تعالى:" وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)" سورة آل عمران.
وهكذا تقول الرافضة أثنوا على أئمتهم، وأظهروا الخير لهم، حتى تنفق عليهم شبهاتكم ويتبعونكم على دينكم، فتنبهوا يا أهل السنة والقرآن والله المستعان.
وهذه طريقة كثير من المبتدعة الضلال كالصوفية والأشاعرة وغيرهم فهم لا يقفون عند الثناء على الأئمة رحمهم الله وإنما ينتسبون إليهم ويظهرون تعظيم مذهبهم بل ويتعصبون لهم، هذا وحقيقة أمرهم هي كالتالي:
- إما أنهم يتعصبون لهم في مذهبهم الفقهي ويخالفونهم بل يحتقرونهم في مذهبهم العقدي السلفي؛ فلو كانوا حقا معظمين لهم لما تركوا عقيدتهم واعتقدوا ما هو منكر عندهم وباطل في أصولهم.
- وإما أنهم كما تقدم يظهرون تعظيمهم وحبهم واحترامهم لينفقوا على عموم أهل السنة بضاعتهم وباطلهم وإلا فهم يطعنون فيهم ويعتقدون ضلالهم.
ونضرب مثالا لأمثال هؤلاء: فإنه قد شاع على لسان دعي عندنا الطعن في أهل السنة بالحشوية وهو يسمي كثيرا منهم ويذكرهم بأعيانهم ومعلوم أن النابزين لأهل الحق من السنيين بهذا اللقب المشين لا يستثنون أحدا منهم ولا يبرئون عالما من علمائهم بما فيهم الإمام مالك رحمه الله كما هو مصرح به عندهم في كتبهم فقال النوبختي الرافضي الشيعي في كتابه "فرق الشيعة" ص20[1]: أصحاب الحديث منهم ( سفيان بن سعيد الثوري ) ( وشريك بن عبد الله ) ( وابن أبي ليلي ) و( محمد بن إدريس الشافعي ) و( مالك بن أنس ) ونظراؤهم من أهل الحشو والجمهور العظيم وقد سموا ( الحشوية ).
فأقول: للدعي المسمى بشمس الدين بروبي هل تجرؤ على الاعلان بعقيدتك الحقيقية في الإمام مالك رحمه الله وتقول: أنه من الحشوية، أم أنك تخفي معتقدك فيه وفي أمثاله من المعظمين عند الجزائريين خوفا أن يتفطنوا لك ولحقيقتك فيلفظونك لفظ النواة من حينك وساعتك؟.
فإذا كنت تعتقد ان الإمام مالكا رحمه الله بعيد عن الحشوية وبريء من الطرق الزائغة الغوية فما هو قولك فيمن طعن فيه وزعم أنه حشوي مثل النوبختي الرافضي.
ثم ما هي الحشوية التي تقصدها وترمي علماء الدعوة السلفية بها وكيف كان الإمام مالك خارجا عنها؟.
ثم ما هي مخالفات علماء الدعوة السلفية في الجزائر وفي غيرها للإمام مالك رحمه الله في العقيدة حتى نبزتهم بالذي لا تنبز به إمامهم على الأقل في العلانية وأثبت ذلك بالأدلة الجلية؟.
ثم ما هو الفارق بينك وبين النوبختي وأنت تستعمل الكلمة نفسها التي يطعن في أهل السنة بها؟.
9- الخصلة التاسعة: إخفاؤهم لعقائدهم والضلالات التي عندهم، حتى لا يحتج أهل السنة والجماعة بها عليهم، فهم من أشد الناس كتما لمذهبهم، وأعظمهم حذرا أن يطلع عليه مخالفوهم، مخافة أن يقيموا عليهم الحجة، ويوقظوا من هو غافل من أتباعهم عن هذه المحجة، وهذا الذي كان اليهود يتواصون به ويحرصون عليه:
قال الله تعالى:" وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74)" سورة آل عمران.
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: وقوله:" وَلا تُؤْمِنُوا إِلا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ" أي: لا تطمئنوا وتظهروا سركم وما عندكم إلا لمن اتبع دينكم ولا تظهروا ما بأيديكم إلى المسلمين، فيؤمنوا به ويحتجوا به عليكم...
فشابه الرافضة اليهود في هذه الخصلة من عدة وجوه:
الوجه الأول: كتمان الباطل الذي عندهم عن أهل الحق الذين يعادونهم مخافة أن يحتجوا به عليهم.
الوجه الثاني: إطلاعهم من كان على دينهم وعلى مثل باطلهم بحقيقة مذهبهم وجلية دعوتهم.
الوجه الثالث: تواصيهم بهذا الكتمان وتناصحهم بعدم إظهاره لمن كان على خلاف مذهبهم من أهل الإيمان.
- ثم اعلم رحمك الله أن الرافضة أحدثوا طرقا لإخفاء عقائدهم عن مخالفيهم لعلمهم بأنها تتضمن فضائحهم ومخازيهم ومن تلكم الطرق:
التقية التي يستعملونها مع أعدائهم والتي يعتبرونها تسعة أعشار دينهم فيبرزون لهم ما لا يعتقدونه بقلوبهم.
ومنها التبديل في كتبهم المطبوعة فيطبعونها عدة طبعات ويختزلون من بعضها بعض ما ينكر عليهم في بعضها الآخر فإذا احتج عليهم السني بقولهم في بعض طبعات كتبهم أخرجوا الطبعة التي اختزلوا فيها الكلام المنكر وقالوا هذا غير موجود فيه وإنما أنت تفتري على صاحبه.
وغير ذلك من طرائقهم.
10- الخصلة العاشرة: أنهم يستبيحون دماء السنيين وأموالهم وأعراضهم، ولا يرون بأسا من النكاية بهم؛ لأنهم كفار عندهم، ومارقون عن الدين الحق في زعمهم،ذلكم الدين الذي أحدثه لهم رهبانهم أقصد معمميهم، فالسنيون عندهم كلأ مباح، وصيد مستباح، لا يضرهم عند ربهم ما يفعلونه بهم، لأنهم في اعتقادهم يستحقون ذلك، والله سبحانه هو الذي أمرهم أن يعاملوهم بذلك؛ فلأجل هذا هم يتقربون بما يعاملونهم به، ويرجون الثواب الجزيل عليه، وكل هذا قول على الله بلا علم، بل كذب وظلم وافتراء مع علم، وهذا من أعظم ما شابهوا فيه اليهود الظالمين المعتدين؛ الذين يسمون غيرهم بالأمميين، ويرونهم مسخرين لهم ومن مماليكهم الذين يحق لهم مطلق التصرف فيهم:
قال الله تعالى:" وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)" سورة آل عمران.
- ولقد شابه الرافضة اليهود في هذه الخصلة من عدة وجوه:
الوجه الأول: تعاليهم في أنفسهم وظنهم علو منزلتهم عند ربهم مع ضلالهم وفجورهم وظلمهم وكفرهم.
الوجه الثاني: احتقارهم لغيرهم وازدراؤهم لهم مع أن فيهم من هو أقرب إلى الله منهم.
الوجه الثالث: نبزهم لغيرهم بأنباز السوء التي تدل على تعاليهم وإحسانهم الظن بأنفسهم فكما أن اليهود يسمون غيرهم بالأميين أو الأمميين فالرافضة يسمون أهل السنة بالنواصب وأعداء أهل البيت وغيرها من الألقاب القبيحة والأنباز المذمومة.
الوجه الرابع: أنهم وبناء على تعاليهم في أنفسهم وزعمهم أنهم خير من غيرهم استباحوا دماء هؤلاء الغير وأموالهم وأعراضهم وادعوا أن الله قد أباح لهم كل ذلك منهم.
الوجه الخامس: أنهم يقولون على الله الكذب وهم يعلمون؛ وبخاصة معمميهم الذين ظهر كذبهم واشتهر افتراؤهم، بل مما تقرر عند كل من شم رائحة العلم أن الرافضة من أكذب خلق الله على الله سبحانه إن لم يكونوا هم أكذبهم.
11- الخصلة الحادية عشرة: كفرهم بآيات الله بالكفر بمعانيها، وسعيهم في تحريفها وتعويجها عما أراده الله بها حين أنزلها، ثم صدهم من آمن بالله من السنيين عنها، وبذلهم وسعهم في صرفهم عن الاهتداء بهديها، فلا هم اهتدوا بآيات الكتاب في أنفسهم، ولا هم خلوا بينها وبين من يريد الاهتداء بها من غيرهم، وكل هذا وهم يعلمون إفلاسهم من أدلة حقيقية تدعم أقوالهم، ويشهدون أن الحق والدليل والبرهان مع السنيين الذين يحاولون إضلالهم، وهذا من أعظم ما شابه فيه الرافضة الحيارى إخوانهم من اليهود والنصارى:
قال الله تعالى:" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100)" سورة آل عمران.
ولقد شابه الرافضةُ أهل الكتاب في هذه الخصلة من عدة وجوه أيضا:
الوجه الأول: كفرهم بآيات الكتاب المبين وهذا قد تقدم الكلام عليه وبيان وجه كفرهم بآيات الله سبحانه.
الوجه الثاني: صدهم من آمن بالله عن دينه سبحانه.
الوجه الثالث: سعيهم في تحريف آيات الله التي أنزلها على عباده، وتعويجها عما جعلت له وأنزلت لأجله، وقد سبق التنبيه على كتاب العلامة ربيع حفظه الله الذي يبرز هذا منهم.
الوجه الرابع: علمهم بأن فعلهم وصنيعهم وطريقهم الذي يسلكونه في دينهم كفر عظيم، وجرم جسيم، ومع ذلك فهم مستمرون عليه، متشبثون به، قال العلامة السعدي رحمه الله عند تفسيره لهذه الآيات:"وهم شاهدون بذلك عالمون بأن ما فعلوه أعظم الكفر الموجب لأعظم العقوبة"الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون" فلهذا توعدهم هنا بقوله:" وما الله بغافل عما تعملون" بل محيط بأعمالكم ونياتكم ومكركم السيء، فمجازيكم عليه أشر الجزاء".
الوجه الخامس: أن من أطاعهم واتبع سبيلهم ارتد قطعا عن دين ربه، وسلك حتما غير سبيل نبيه؛ لأن دينهم من أبعد الأديان عما أنزله الله سبحانه في القرآن، وبعث به نبيه العدنان والله المستعان.
والخلاصة: أن الرافضة يكفرون بآيات الكتاب ولا يهتدون بهديها لاعتقادهم دخول التحريف عليها، ويريدون صد من يهتدي من السنيين بها بإدخالهم في الطريق الذي ينفرهم عنها، ويزيل من قلوبهم سلطانها، وهم يعلمون أنهم كاذبون في ادعائهم أن القرآن محرف على الأقل أهل العمائم السوداء منهم.
12- الخصلة الثانية عشرة: أنهم لم يؤمنوا كما تقدم حقيقة بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، فردوا الأدلة الصريحة التي تأمر بتوحيد الله سبحانه، وصرف العبادة له وحده، فصرفوا كثيرا من الطاعات وجملة من القربات لأوليائهم، ومن يزعمون الإمامة فيهم، وكذلك لم يؤمنوا بمدلولات كثير من النصوص الصريحة في فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم، مع وضوحها وظهور مراد الله منها، كما أنهم تلاعبوا بآيات الكتاب وحرفوها لتوافق أهواء نفوسهم، وضلالات مخترعي نحلتهم، ولو أنهم آمنوا بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم لكان خيرا لهم في الدنيا والبرزخ والآخرة، ولكنهم أبوا ذلك إلا القليل منهم كالشيخ إحسان إلهي ظهير ومن كان على شاكلته:
قال الله تعالى:" كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)" سورة آل عمران.
وهذه الآية تدل على مشابهة الرافضة لأهل الكتاب اليهود والنصارى من وجوه متعددة وهي:
الوجه الأول: عدم إيمانهم بما أنزل الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولقد تقدم.
الوجه الثاني: أن خيرهم مربوط بالإيمان بما جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لا يفعلون وهم في تنكب طريقه مغرقون.
الوجه الثالث: أن عدم إيمانهم وتنكبهم لطريق نبينا صلى الله عليه وسلم هو حال أكثرهم، والقليل القليل من يؤمن بالحق منهم؛ كمثل ما وقع من بعض الرافضة الذين راجعوا الحق وعادوا إليه، وأعلنوا توبتهم من الضلال الذي كانوا عليه؛ كإحسان إلاهي ظهير والموسوي وغيرهما.
13- الخصلة الثالثة عشرة: أنهم من أهل الأماني الكاذبات، والدعاوى الفارغات؛ فيزعمون أن الجنة لهم دون غيرهم ممن هو على غير نحلتهم ومذهبهم، فالجنة الطويلة العريضة إنما ينالها في زعمهم الشيعة الرافضة، وهذه المزاعم والدعاوى مطابقة لمثيلاتها عند اليهود والنصارى:
قال الله تعالى:" لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) " سورة النساء.
وقال تعالى:" وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111)" سورة البقرة.
ولقد شابه الرافضة اليهود والنصارى في هذه الخصلة من وجوه متعددة وهي:
الوجه الأول: في زعمهم أن الجنة لهم وحدهم دون سائر من لم يكن على ملتهم ودينهم.
الوجه الثاني: في بنائهم هذا الزعم على الأماني الكاذبات والدعاوى الفارغات، فليس لهم دليل على صدق مزاعمهم ولا برهان على ثبوت دعاويهم.
الوجه الثالث: أن رد الله على اليهود والنصارى هو رد ملائم على الرافضة الحيارى حيث قال الله تعالى في رده على أهل الكتاب:" بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)" سورة البقرة.
فأخبر أنه لا يدخل الناس الجنة بدعاويهم ولكن بصالح أعمالهم وهي ما كان خالصا لله أشار إليه بقوله:" بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ" ومتبعا فيه صاحبُه رسولَ الله أشار إليه بقوله:" وَهُوَ مُحْسِنٌ"، فشرطا قبول الأعمال هما الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل السنة والجماعة والحمد لله هم أسعد الناس بهذين الشرطين فهم أكثر الناس حرصا على التوحيد وصرف العبادة لله وحده لا شريك له، وأكثرهم حرصا على معرفة سنن النبي صلى الله عليه وسلم وفهمها ومتابعته عليها ولزومها وعدم مخالفتها، على عكس ما عليه حال الرافضة المنتسبين لهذه الأمة، واليهود والنصارى المعادين لهذه الملة.
14- الخصلة الرابعة عشرة: غلوهم في علي رضي الله عنه والأئمة المزعومين من بعده؛ حتى زعموا فيهم ما لا يليق إلا بالله سبحانه؛ فادعوا أنهم يعلمون المغيبات، ويتصرفون في الكون تصرف رب الأرض والسماوات، بل من غلو بعضهم زعمهم أن عليا هو ربهم، ولا يزال فيهم اليوم من يصرح بهذا الغلو العظيم، والكفر الجسيم، وهذا من أعظم ما شابهوا فيه اليهود والنصارى الذين غلو في أنبيائهم وصالحيهم:
قال الله تعالى:" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) " سورة النساء.
ولقد شابه الرافضة أهل الكتاب في هذه الخصلة من عدة وجوه:
الوجه الأول: غلوهم في أنبيائهم وصالحيهم، فاليهود والنصارى غلوا فيهم حتى زعموهم أربابا مع الله سبحانه، والرافضة غلو في علي رضي الله عنه وفي أهل بيته ممن يزعمون إمامته.
الوجه الثاني: أن غلوهم في صالحيهم وأئمتهم دفعهم للتقول على الله جل جلاله، والافتراء عليه ما لم ينزل الله به سلطانا، ولا أعطاهم عليه دليلا وبرهانا.
الوجه الثالث: أن الآية فيها نهي لهم عن هذا الغلو الذي صار ديدنهم، ولما شابهت الرافضة النصارى في غلوهم كان النهي في الآية شاملا لهم.
الوجه الرابع: أن الآية فيها رد على اليهود والنصارى، وفيها رد أيضا على الرافضة الحيارى حيث قررت:
أولا: أن الله إله واحد لا معبود معه.
ثانيا: أنه مالك ما في السموات والأرض فلا يخرج عن ملكه أحد من مخلوقاته.
ثالثا: أن المسيح عليه السلام لا يمتنع أن يكون عبدا لله فكيف يزعمون إلاهيته وربوبيته.
رابعا: أن الله سبحانه سيحشرهم جميعا إليه لأنهم عبيده الذين لا يمكنهم الخروج عن ملكه وتصرفه، فإذا كان هذا هو حالهم فكيف يُعبدون معه.
فإذا كانت الآية فيها رد على النصارى الذين غلو في عيسى عليه الصلاة والسلام ففيها رد من باب أولى على من غلا في علي رضي الله عنه وفي أهل بيته ممن تزعم الرافضة إمامته.
15- الخصلة الخامسة عشرة: أنهم بسبب نسيانهم لبعض ما أنزل الله على نبيهم، وذكرهم به ربُهم نسيانا علميا أو نسيانا عمليا أغرى الله العداوة والبغضاء بينهم؛ فصاروا فرقا يكفر بعضهم بعضا، ويبدع بعضهم بعضا، كما هو معروف من أمرهم، ومشهور عن فرقهم، وهذا مما شابه فيه الرافضة الحيارى أعداء الله من النصارى:
قال الله تعالى:" وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14)" سورة المائدة.
وهذه الخصلة شابه فيها الرافضة النصارى من عدة وجوه أيضا:
الوجه الأول: أنهم نسوا حظا مما ذكروا به مما أنزله الله على أنبيائه ورسله، وللرافضة من هذا النسان الحظ الأوفر، والنصيب الأكبر؛ حتى أنه لا يمكن لأحد درس كتبهم وعرف مذهبهم أن يجادل فيه، ولا أن ينكره، كيف لا وهم ينكرون السنة جملة وتفصيلا، ويزعمون أن القرآن حرف وبدل فيه تبديلا.
الوجه الثاني: أنهم وبسبب نسيانهم لبعض ما أنزله الله على أنبيائه أغرى الله بينهم العداوة والبغضاء وصاروا فرقا يعادي بعضهم بعضا ويحارب بعضهم بعضا وهذا ما وقع للرافضة الذين افترقوا إلى فرق شتى وطوائف عدة ومن شاء معرفة طوائفهم وفرقهم فليقرأ في كتب الملل والنحل ككتاب "الفرق بين الفرق" للبغدادي و"الملل والنحل" للشهرستاني بل ولينظر كتاب "فرق الشيعة" للنوبختي الرافضي.
16- الخصلة السادسة عشرة: أنهم ينقمون على أهل الحق من أهل السنة تمسكهم بكتاب ربهم، وسنة نبيهم، واعتقادهم فسق وضلال من تركهما، وتنكب طريقهما، ولم يرفع رأسا بهما، واهتدى بغيرهما، فهل يوجد شيء دعا القوم لعداء أهل السنة إلا التمسك بالكتاب والسنة، وبما جاء فيهما من توحيد الله سبحانه، وإفراده بما يختص به في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وهذا من أعظم ما شابه فيه الرافضة أهل الكتاب:
قال الله تعالى:" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60)" سورة المائدة.
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره: يقول تعالى:" قل يا محمد، لهؤلاء الذين اتخذوا دينكم هزوًا ولعبًا من أهل الكتاب:" هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزلَ مِنْ قَبْلُ" أي: هل لكم علينا مطعن أو عيب إلا هذا؟ وهذا ليس بعيب ولا مذمة...." إلى أن قال:"... وقوله:" وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ" معطوف على "أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزلَ مِنْ قَبْلُ" أي: وآمنا بأن أكثركم فاسقون، أي: خارجون عن الطريق المستقيم...."
ثم بعد أن تكلم على معاني الأوصاف التي ذم أهل الكتاب بها وهي:"قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ" قال رحمه الله:"....يرجع معناها إلى أنكم يا أهل الكتاب الطاعنين في ديننا، والذي هو توحيد الله وإفراده بالعبادات دون ما سواه، كيف يصدر منكم هذا وأنتم قد وجد منكم جميع ما ذكر؟ ولهذا قال:" أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا" أي: مما تظنون بنا "وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ".
قلت: فالرافضة شابهت أهل الكتاب في هذه الخصال فهم ينقمون على أهل السنة توحيدهم لربهم، واعتقادهم في الرافضة ما هو ثابت عنهم في كتبهم؛ مما يدل على خبثهم ومروقهم عن الدين الذي أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم، وهم مع عيبهم لأهل السنة بما يعد من مفاخرهم نسوا ما هم عليه من الشر العظيم، والانحراف الجسيم، فإن أراد أحدهم التنصل من هذه الخصلة فيقال له:
- فهل تنقمون منا إلا لزوم كتاب الله وسنة نبيه وأنتم تتركونهما للأخذ بمرويات لا خطام لها ولا زمام، ولا تقوم على أساس متين يجعل المطلع عليها يطمئن لها ويأخذ بها.
- وهل تنقمون منا إلا أننا نعتقد وحدانية الله في ألوهيته؛ وأنه لا يجوز صرف عبادة من العبادات لغيره سبحانه، وأنتم تصرفون خالص حق الله لغيره؛ من دعاء واستعانة واستغاثة وذبح ونذر وخوف ورجاء وغيرها من أنواع العبادات التي لا يجوز أن تصرف إلا لله سبحانه.
وهل تنقمون منا إلا أن عرفنا شركم فتجنبناه، وضلالكم فرددناه، وباطلكم فنقضناه؛ انتصارا لدين الله وتقريرا لما أنزله الله سبحانه وجاء به نبيه صلى الله عليه وسلم، وأنتم تحاربون التوحيد، وتنكرون سنة خير من أرسله الله رحمة للعبيد.
وهل تنقمون منا إلا أن أحببنا من أمرنا الله بحبه، وأثنينا على من أثنى عليه سبحانه في كتابه وعلى لسان رسوله؛ أقصد أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم، وأنتم اتخذتموهم غرضا، وجعلتم معاداتهم دينا مفترضا، وأخذتم دينكم عن غيرهم من زنادقة الناس الذين يبغضونهم.
فالذي نقمتموه علينا هو الحق بأدلته الشرعية، وهو هو الذي نقم اليهود مثله أو مشابها له على أهل الإيمان كما جاء في القرآن.
فهل يضرنا أن نقمتم علينا ديننا الكامل التام الذي جاء به نبينا ورضيه لنا ربنا قال الله تعالى:" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" سورة المائدة من الآية 3؟.
أما نحن فننقم عليكم أن صرفتم العبادة لغير الله، وغلوتم في خلقه حتى وصفتموهم بما لا يوصف به غيره سبحانه، وننقم عليكم زعمكم أن القرآن محرف واتباعكم لكلام كل زنديق مخرف، وننقم عليكم تصديقكم للخرافات وإيمانكم بالخزعبلات، وننقم عليكم معاداتكم لأولياء الله وموالاتكم لأعدائه سبحانه، وننقم وننقم وننقم، فهل عندكم دليل واحد من كتاب الله على صحة ما ننقمه عليكم وننكره من عقائدكم وترهاتكم؟.
قلت: وهذا حال كل من ينقم على أهل السنة شيئا مما اتبعوا فيه كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم كالصوفية والمعتزلة والجهمية وغيرهم ممن ينبز أهل السنة بأنباز السوء كالمشبهة والمجسمة والحشوية وغيرها مما سيسألون عنه يوم القيامة ويندمون على لوكه بألسنتهم ساعة لا تنفعهم الندامة.
17- الخصلة السابعة عشرة: التقية التي يستعملونها مع أهل الإيمان، وهي النفاق بعينه والله المستعان؛ فيظهرون للمؤمنين عند لقائهم ما لا يضمرون في بواطنهم، فهم يصانعون السنيين في الظاهر، وقلوبهم منطوية على أعظم الكيد والشر؛ كصنيع أمثالهم من المنافقين مع أسلافنا المؤمنين:
قال الله تعالى:" وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ (61)" سورة المائدة.
وهذا من أعظم ما شابه فيه الرافضة المرّاق أهل الخديعة والنفاق، فتراهم يجلسون مع السنيين بعقائدهم الباطلة، ويقومون من عندهم ولازالت في قلوبهم حاصلة، وهكذا كان المنافقون الأوائل، لم يتجاوز هؤلاء من هديهم مقدار الأنامل.
- فشابهوا المنافقين في جبنهم وضعفهم وخورهم.
- وشابهوهم في خداعهم ومكرهم الذي يرجع بإذن الله عليهم.
- وشابهوهم في مخالفة سرائرهم لظواهرهم فهم يظهرون لأهل الحق ما لا يضمرن في أنفسهم.
- وشابهوهم في القيام من عند أهل الحق بغير الوجه الذي جالسوهم به.
- وشابهوهم في فضح الله لهم وإظهاره لسرائرهم وهتكه لأستارهم.
18- الخصلة الثامنة عشرة: أنهم يسارعون في الإثم والعدوان ويتنافسون فيهما ويرون أنهم يتقربون إلى الله بهما؛ فيجتهد أحدهم في المتعة وهي الزنا تقربا إلى الله، ويعتدي على السني بما أطاق وكأنه ينصر الإله، كما أنهم يستبيحون أكل أموال الناس بغير وجه حق، ويظنون أن لهم في ذلك الحقالمطلق، ومع كل هذا لا ينهاهم فقهاؤهم ولا يزجرهم مشايخهم بل هم أول من يؤيدهم ويشجعهم، ويخالطهم في الشر ويشاركهم؛ وهذا مما شابه فيه الرافضة اليهود:
قال الله تعالى:"وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63)" سورة المائدة.
- قال الإمام ابن كثير رحمه الله: وقوله:" وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ" أي: يبادرون إلى ذلك من تعاطي المآثم والمحارم والاعتداء على الناس، وأكلهم أموالهم بالباطل "لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" أي: لبئس العمل كان عملهم وبئس الاعتداء اعتداؤهم.
قوله:" لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ" يعني: هلا كان ينهاهم الربانيون والأحبار عن تعاطي ذلك. والربانيون وهم: العلماء العمال أرباب الولايات عليهم، والأحبار: وهم العلماء فقط.
قلت: وقد تقدم الكلام على استحلالهم أموال السنيين واستباحتهم كل ما بأيدي أتباع النبي الأمين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، فسبحان الله كيف تشابهت قلوبهم وتطابقت أعمالهم.
19- الخصلة التاسعة عشرة: أن القرآن الكريم الذي أنزل لهداية الناس، لم يزدهم ربهم به إلا الطغيان والكفر والإفلاس، فانحرفوا به حينما اعتقدوا تحريفه، وضلوا عن هداه لما أعرضوا عن سوره وآياته، فازداد أهل السنة بإيمانهم به علما نافعا وعملا صالحا، وازداد الرافضة باعتقادهم فيه جهلا بشعا وعملا طالحا، وأصبح حال الرافضة مع القرآن كحال أهل الكفر والإلحاد والطغيان والله المستعان:
- قال الله تعالى:" وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)" سورة المائدة.
- قال الله تعالى:"قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)" سورة المائدة.
- قال الإمام ابن كثير رحمه الله: وقوله:" وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنزلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا" أي: يكون ما أتاك الله يا محمد من النعمة نقمة في حق أعدائك من اليهود وأشباههم، فكما يزداد به المؤمنون تصديقًا وعملا صالحًا وعلمًا نافعًا، يزداد به الكفرة الحاسدون لك ولأمتك "طُغْيَانًا" وهو: المبالغة والمجاوزة للحد في الأشياء "وَكُفْرًا" أي: تكذيبا، كما قال تعالى:" قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ"(فصلت:44) وقال تعالى:" وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا"(الإسراء:82).
- قال العلامة السعدي رحمه الله: وقوله:" وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا" وهذا أعظم العقوبات على العبد،أن يكون الذكر الذي أنزله الله على رسوله، الذي فيه حياة القلب والروح، وسعادة الدنيا والآخرة، وفلاح الدارين، الذي هو أكبر منة امتن الله بها على عباده، توجب عليهم المبادرة إلى قبولها، والاستسلام لله بها، وشكرا لله عليها، أن تكون لمثل هذا زيادة غي إلى غيه، وطغيان إلى طغيانه، وكفر إلى كفره، وذلك بسبب إعراضه عنها، ورده لها، ومعاندته إياها، ومعارضته لها بالشبه الباطلة.
20- الخصلة العشرون: أنهم على الضلالة ويظنون أنهم مهتدون، وفي سبيل الغواية ويحسبون أنهم محسنون، فدينهم بعيد عن دين الإسلام الذي بعث به النبي عليه الصلاة والسلام، كيف لا وهو مؤسس على أقوال لا خطام لها ولا زمام، ولا يمكن أن يثق بها من له أدنى اطِّلاع وإلمام، وإن سبب غوايتهم وضلالتهم هو إعراضهم عن كتاب ربهم، وإنكارهم لما صح عن نبيهم، ومعاداتهم لنقلة الوحي الموثوقين وحملته العدول المتقنين، ولذلك لا يمكنهم أن يكونوا على شيء من الحق والدين ما لم يرجعوا إلى القرآن المبين وسنة سيد الأولين والآخرين، وحالهم في هذا شبيه بحال اليهود والنصارى:
- قال الله تعالى:" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)" سورة المائدة.
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: يقول تعالى: قل يا محمد:" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ" أي: من الدين، "حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإنْجِيلَ" أي: حتى تؤمنوا بجميع ما بأيديكم من الكتب المنزلة من الله على الأنبياء، وتعملوا بما فيها ومما فيها الأمر باتباع بمحمد صلى الله عليه وسلم والإيمان بمبعثه، والاقتداء بشريعته؛ ولهذا قال ليث ابن أبي سليم، عن مجاهد، في قوله:" وَمَا أُنزلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ" يعني: القرآن العظيم.
قلت: والله إن هذه الآية لمنطبقة على الرافضة الحيارى كانطباقها على اليهود والنصارى، أما رأيت أن أهل الكتاب ليسوا على شيء من الدين وهكذا الرافضة المساكين، وأنهم جميعا لن يخرجوا من حالهم إلى بالإيمان الصحيح والعمل بما أنزل عليهم من ربهم.
21- الخصلة الحادية والعشرون: غلوهم في علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسائر أئمتهم؛ اتباعا لشيوخ الضلالة ومعممي الجهالة، فالشيعة إنما يأخذون عقائدهم من معمميهم، ومقدمي طائفتهم؛ الذين خرجوا عن طريق الاستقامة والاعتدال، إلى طريق الغواية والضلال، فمثلهم مع مشايخهم كمثل النصارى مع رهبانهم:
- قال الله تعالى:" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77)" سورة المائدة.
- قال العلامة السعدي رحمه الله: يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ" أي: لا تتجاوزوا وتتعدوا الحق إلى الباطل، وذلك كقولهم في المسيح، ما تقدم حكايته عنهم.وكغلوهم في بعض المشايخ، اتباعا لـ "أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ" أي: تقدم ضلالهم. "وَأَضَلُّوا كَثِيرًا" من الناس بدعوتهم إياهم إلى الدين، الذي هم عليه. "وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ" أي: قصد الطريق، فجمعوا بين الضلال والإضلال، وهؤلاء هم أئمة الضلال الذين حذر الله عنهم وعن اتباع أهوائهم المردية، وآرائهم المضلة.
قلت: فلا سبيل إلى خروج الرافضة مما هم عليه من الضلالة إلا بترك معمميهم والنأي عن مشايخهم ثم لزوم كتاب الله وما صح من سنن نبيه صلى الله عليه وسلم، فسبب ضلالهم أصحاب العمائم السوداء والعقائد الباطلة النكراء الذين يتأكلون بدينهم ويتاجرون بإضلال غيرهم.
22- الخصلة الثانية والعشرون: موالاتهم لأعداء الله سبحانه ومعاداتهم لأولياء الله جل جلاله، فيسعون في نصرة الكافرين ويعينونهم على غزو وحرب المؤمنين، فكم هي مخازيهم التي كانت سببا لفضيحتهم عبر تاريخهم الأسود الذي سود الله به وجوههم، وهذا من أعظم ما يدل على اضمحلال الإيمان من قلوبهم، فحالهم في ذلك كحال المنافقين الأولين؛ الموالين للكفار، والمحبين للملاحدة الأشرار:
قال الله تعالى:" لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)" سورة المائدة.
- قال الإمام ابن كثير رحمه الله: وقوله:" تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا" قال مجاهد: يعني بذلك المنافقين. وقوله "لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ" يعني بذلك موالاتهم للكافرين، وتركهم موالاة المؤمنين، التي أعقبتهم نفاقًا في قلوبهم، وأسخطت الله عليهم سخطًا مستمرًا إلى يوم معادهم؛ ولهذا قال:"أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ" فسر بذلك ما ذمهم به. ثم أخيرًا أنهم "وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ" يعني يوم القيامة....." إلى أن قال:" ثم قال تعالى:" وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ" أي: لو آمنوا حق الإيمان بالله والرسل والفرقان لما ارتكبوا ما ارتكبوه من موالاة الكافرين في الباطن، ومعاداة المؤمنين بالله والنبي وما أنزل إليه "وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" أي: خارجون عن طاعة الله ورسوله مخالفون لآيات وحيه وتنزيله".
قلت: وهذ واضح لمن اطلع على جزء ولو يسير من تاريخهم الذي يدل على حقيقتهم، بل إن من أعظم ما يدل على أن ذلك متجذر فيهم واقعهم.
23- الخصلة الثالثة والعشرون: شدة عدائهم للسنيين وعظيم بغضهم للمتبعين للنبي الأمين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وهذا من أعظم ما شابهوا فيه اليهود أهل الغلظة والمشركين أهل الشدة ولم نر فيهم من لانت قلوبهم ورقة على السنيين أفئدتهم ولو وجد فيهم أمثال هؤلاء لكانوا مشابهين للنصارى الضالين:
- قال الله تعالى:"لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82)" سورة المائدة.
- قلت: وهذا واضح من أفعالهم وتصرفاتهم ومعاملتهم لأهل السنة، ولو أنك قارنت بين معاملتهم للسنيين ومعاملة الكفرة للمؤمنين لوجدت التطابق التام بينهم والذي يدل على اتفاقهم فيما يعمر قلوبهم من الحقد والبغض والغلظة والشدة، فإن وجدت فيهم من رق قلبه على بعض السنيين فهو مشابه في هذه الخصلة للنصارى الضالين.
24- الخصلة الرابعة والعشرون: تعذيبهم لأنفسهم بأيديهم، وتمزيقهم لأبدانهم بمحض إرادتهم، وبسكاكينهم وسيوفهم التي يشترونها بأموالهم، وهذا من أعظم ما شابهوا فيه إخوانهم من أعداء النبي صلى الله عليه وسلم وأعداء صحبه رضي الله عنهم وأرضاهم؛ أقصد اليهود الخائبين المخربين لبيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين:
- قال الله تعالى:" هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2)" سورة الحشر.
- قلت: فهم يعذبون أنفسهم بأيديهم كتخريب اليهود بيوتهم بأيديهم فشابهوهم في السعي فيما يضرهم وهم يحسبون أنه ينفعهم.
والخلاصة: أن الرافضة يشابهون اليهود والنصارى، والمنافقين والمشركين الكفرة؛ في كثير من خصالهم وأخلاقهم ومبادئهم والوسائل التي يستعملونها مع مخالفيهم، فهل يا ترى يعلم الرويبضة هذا من دين الرافضة؟وهل يا ترى يدرك أن الطائفة كلما كانت أبعد عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كانت أقرب إلى سنن الكافرين والمشركين؟وأن لا عاصم من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم إلا لزوم ما جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم وكان عليه سلفنا الصالح رضوان الله عليهم؟ وهذا مصداقا لحديث أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:" لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ". قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ:"فَمَنْ" رواه البخاري ومسلم.
تنبيه: هذا غيض من فيض وقطرة من مطرة كما يقولون، ولو استوعبت جميع الآيات التي تدل على مشابهة الرافضة لأعداء الله من اليهود والنصارى، والمنافقين والمشركين، لبلغت كراسة، ولأمكن أن تكون رسالة، ولكن المذكور يدل على المستور، والقليل قد يغني عن الكثير، فنسأل الله أن يحفظ علينا إيماننا، وأن يثبتنا على ديننا، وأن يلهمنا شكره وحمده على أن مَنَّ علينا وجعلنا من أتباع نبينا، من أهل السنة المقتفين، وأصحاب الحديث الأثريين.
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والشكر له سبحانه على ما من به من النعم السابغات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد خير البريات وعلى آله الطاهرين وصحابته الغر المحجلين ما دامت الأرض والسموات.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
وكتبه: أبو عبد السلام عبد الصمد بن الحسين سليمان
اليوم: االسبت 29 ربيع الثاني 1438 هـ / 28/01/2017 م

-------------------------------------------------------------------------------------------
[1]- طبعة دار الرشاد تحقيق وتعليق الدكتور عبد المنعم الحفني.


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الصمد سليمان ; 29 Jan 2017 الساعة 12:34 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, نشرالبنود, البوروبي, الجزءالثاني, ردود

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013