منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 Oct 2016, 12:10 PM
خالد فضيل خالد فضيل غير متواجد حالياً
مـشـرف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 49
افتراضي الحلقة الثانية والأخيرة من مقال: نقض مقالات عبد الحليم توميات الموسومة بـ: (الخوارج على العلماء..)




نقض مقالات عبد الحليم توميات الموسومة بـ: (الخوارج على العلماء..)
-الحلقة الثانية والأخيرة-



... تابع


ثم قال: "2- جهلهم بمراتب أصول الدّين: فغلاة التّكفير حرَصوا على أصل التّحاكم إلى الشّريعة، وغلاة التّبديع حرصوا على السّبيل السّلفيّة البديعة، ولكنّهم نسُوا - أو تناسًوا - أصولا كثيرة ما أعظمها! وقواعد جليلة ما أكملها!فمن الأصول المهجورة:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}: ومن حقوق الأخوّة: المحبّة في الله تعالى، والنّصح في ستر وأدب، وحسن الظنّ، والتماس الأعذار، وتعظيم حرمة المؤمن ... إلى غير ذلك من الأصول الّتي كبرنا ولم تكبُر معنا. ومن الأصول:{رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}، فنصبر على المخالف، ونكون له كالمحالف، نحبّ له الخير، وندفع عنه الضّير، ونرشده إلى الحقّ بأرقّ عبارة، ونوضح له السّبيل بألطف إشارة. ومن الأصول:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا}، فالاختلاف في القضايا الفرعيّة، لا يُفسِد للودّ قضيّة. ومن الأصول:{إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}، فإنّنا نسمع كثيرا من الكلام، واللّمز والعتاب والملام، ودويّ الخلاف الثّائر، عمّ أقطار الجزائر ! ولكنّنا لا نسمع عن أيّ جلسة لحوارٍ عُقدت، ولا مساعٍ للنّصح بُورِكت! خلاف بلا نقاش أو حوار ؟! فمتى يُسدل للفتنة ستار؟"
قلت: كان أولى به أن يقول:"جهلهم بمراتب مسائل الدين" حتى لا يوهم أنهم جهلوا مراتب الاعتقاد،فإن أصول الدين يطلق على الاعتقاد،وهذه المسائل التي ذكرها ليست منه،بل من عموم أمور الشريعة.
ثم إن كلامه عنهم يدلّ على أنهم عالمون بمراتب هذه المسائل، وبيان ذلك فيما استدل به هو نفسه، فإن قول الله تعالى:"محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم" فبدأ الله سبحانه بالشدّة على الكفار قبل الرحمة بينهم،لأن ترك عداوة الكفار قد يكون من صاحبه كفرا،وقد يكون دون ذلك كما هو مقرر في مسألة الموالاة والتولي، بخلاف الإخلال بالرحمة بين المؤمنين،فإنه معصية،فمعاداة الكفار مع اختلاف بين المسلمين أولى من موالاتهم مع اتفاق بين المسلمين،ألا ترى أن الاختلاف في الله سبحانه هو سبب الموالاة والمعاداة، قال الله تعالى:"هذان خصمان اختصموا في ربهم"، وأن الرحمة تترك لأجل المعاداة في الله سبحانه،قال الله تعالى:"يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوّي وعدوكم أولياء" فبدأ بالإضافة إليه قبل المؤمنين_والله أعلم_لأجل أن سبب العداوة هو الله عز وجل، و تحريضا للمؤمنين على المعاداة في الله، ولما قال عمر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم في الصحابي الذي نزلت فيه الآية:"دعني أقتل هذا المنافق" لم يعلل النبي صلى الله عليه وسلم بأن قتله ترك للرحمة،وإنما علل بأمر آخر.
وأما قول الله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" فالاختلاف في القضايا الفرعيّة، لا يُفسِد للودّ قضيّة" فلست أدري كيف استدل بها على الاختلاف، والله أمرنا فيها بالاتفاق، وكلامه إنما يصحّ في هذه المسألة لو أثبت أحد أمرين:
الأول: أن هؤلاء الغلاة_ كما يسميهم _موافقون لمناوئيهم، فيكونون جميعا معتصمين بحبل الله، فلا ينبغي أن يتفرقوا، وهذا ما لا يقرّ به.
الثاني: أن يكونوا مختلفين حقا كما ذكر،وهذا ما لا نقرّه، لأن الله أرسل رسله لإقامة دينه، فمن أقامه أمر بموالاته، ومن لم يقمه أمر بمعاداته، وليس لنا في هذا الخيرة من أمره، و قد كان أمر المسلمين من القديم على هذا الحال، يوالون في الله ويعادون فيه، بل هذا حال كل من التزم دينا من البشر سواء كانوا يهودا أو نصارى أو مجوسا أو غيرهم، وإنما ظهر اعتقاد الاجتماع مع اختلاف الاعتقاد على يد الماسون في الأديان عموما،ثم أخذ بحظ وافر منه جماعة الإخوان،ثم من خاب سعيه ممن ينتسب إلى السنة زعما، فصار الناس يذكرون المحبة في الدين والرحمة، وأن الإسلام هو دين السلام، وأنه ينبذ العنف والعصبية، وغيرها من كلمات يريدون بها رضا اليهود والنصارى وغيرهم، ثم عادت هذه الكلمات على الدين بالوبال، وفتحوا للزنادقة بابا للطعن في أحكام الله لا يكاد يسد، فانقسم الناس في هذا الباب قسمين:
أحدهما: من يعظم هذه الكلمات، فتراه يطعن بعد ذلك في جهاد الطلب وحكم الردة وعموم الحدود التي جاءت بها الشريعة، ومن هذا طعنهم في طريقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن ذلك طعنهم في أساليب العلماء في الردود على المخالفين، ووسمها بالشدة، ولكل واحد من هؤلاء نصيب ما مما ذكرت، ولئن أردتّ أن تعلم صواب ما أقول،فدونك قول هذا الرجل:"ومن الأصول :{رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}، فنصبر على المخالف، ونكون له كالمحالف، نحبّ له الخير، وندفع عنه الضّير، ونرشده إلى الحقّ بأرقّ عبارة، ونوضح له السّبيل بألطف إشارة"، فانظر كيف وضع الرحمة في المخالف، فلا يكلم إلا بأرق عبارة، وألطف إشارة، وانظر كيف وضع القرآن في غير موضعه، فالله أمر بالرحمة بين الذين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعلها هذا الرجل مع المخالف،والله قال عن المخالف:"أشداء على الكفار"، أم أنه يرى أن مع محمد صلى الله عليه وسلم مخالفا، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ومن قبيح ما أحدثت هذه الطائفة في الإسلام أنهم إذا تكلموا عن الإسلام يخيل إليك أنهم يعتذرون عنه وعن أحكامه، وأحسنهم حالا من إذا قرر الحكم قرره على استحياء واحتياط و خجل مراعاة لأعداء الله، والله عز وجل يقول:"قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا" وفي الحديث: "رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا"، وهذا كله مناف للفرح بالدين وأحكامه والرضا به. وقد أورث هذا عند المسلمين ذلاّ وهوانا، وعند الكافرين عزة وقوة، وما علموا أنه لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى تراق على جوانبه الدم وهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت".
القسم الآخر من الناس نظروا إلى ما ينشره هؤلاء الدعاة من هذه الكلمات، و نظروا إلى أحكام الله، فكذبوا بالدين، واتهموه بالتناقض.
فهذا ما جناه على الإسلام من لم يضع نصوص الشريعة موضعها، وأتى بالمجمل من الكلام الذي يتزلف به إلى المخالف.
ثم قال المعترض:" 3- تنـزيلهم للقضايا الفرعيّة منزلة القضايا الأساسيّة: وأمثلة ذلك لا يمكن عدُّها، ولا يُضبط حدّها. فالله سبحانه وتعالى قد وعد المجتهد الأجر والثّواب، أخطأ أم أصاب كبد الصّواب، ولكنّ كثيرا من هؤلاء لضيقٍ في صدورهم، وقلّة عقولهم، تراهم يؤاخِذون بالحسنات ! فلا تسأل عن موقفهم من السيّئات! قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو يتحدّث عن بعض أصول أهل البدع:
" ... وهذا أصل البدع الّتي ثبت بنصّ سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وإجماع السّلف أنّها بدعة: هو جَعْل العفو سيّئة، وجعل السيّئة كفْرًا، فينبغي للمسلم أن يحْذَر من هذين الأصليْن الخبيثين، وما يتولَّد عنهما من بُغْض المسلمين، وذمِّهم، ولعْنهم، واستحلال دمائهم وأموالهم..." اهـ ["مجموع الفتاوى" (19/73-74)]. فكم رأينا من كفّر غيره من أجل كبيرة بلا خوفٍ ولا وجل ! وكم سمعنا من بدّع غيره لحسنة أو خطأ بلا حياءٍ ولا خجل ! يقول شيخ الإسلامِ ابنُ تيمية رحمه الله: "ولِهذا كان أئمّة الإسلام متَّفقين على تبديع من خالف في مثل هذه الأصول؛ بخلاف من نازع في مسائل الاجتهاد الّتي لَم تبلغ هذا المبلغَ في تواتر السُّنن عنه ..." [" مجموع الفتاوى " (4/425)]. ويقول أيضا رحمه الله في شأن أهل التّوحيد: "وإنْ حَصلَ بينهم تنازعٌ في شيءٍ مِمَّا يَسوغُ فيه الاجتهادُ، لَم يُوجِبْ ذَلكَ تَفَرُّقًا ولا اختلافًا، بلْ هم يَعلمونَ أنَّ المصيبَ منهم له أجرانِ، وأنَّ المُجتهدَ المخطئَ له أجرٌ على اجتهادهِ، وخطَؤُه مغفورٌ له " ["اقتضاء الصراط المستقيم" (1/ 457)]. وقال الحافظ الذّهبيّ رحمه الله في" سير أعلام النبلاء " (27/38): "ولو أنَّا كلَّما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفورًا له، قُمنا عليه، وبَدَّعناه، وهجَرْناه، لَمَا سَلِم معنا لا ابنُ نصرٍ، ولا ابن مَنْده، ولا مَن هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحقِّ، وهو أرحم الرَّاحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة"

وجواب هذا: أنه لو عدّد لنا شيئا من هذه المسائل لكان الكلام فيها،ولكنه كثيرا ما يلجأ إلى مجملات من الكلام وزخارف يرددها كل من أراد الطعن على أهل الحق، ألا ترى أن أهل البدع قديما وحديثا يرمون المتمسكين بالسنن بالاهتمام بقضايا فرعية وجعلها أساسية، ولكن الشأن في أفراد هذه المسائل للنظر فيها،فإن كانت مسألة الولاء و البراء فإنها عند أهل السنة من مسائل الأصول لا من القضايا الفرعية كما يسميها من يسميها بذلك، وإن أراد جلسة الاستراحة مثلا فلا يوجد من يفعل ذلك فيها، ولهذا كان الواجب البيان في هذا الباب دون القول المجمل الذي يحمل الحق والباطل.
ثم قال: ( 4- جهلهم بمعاني كلام أهل العلم في التّكفير والتّفسيق، والتّبديع، والهجر، وغير ذلك.
فتراهم يسيئون فهمَ كلام الأئمّة، وإن فهموه أساءوا إنزاله على المعيَّن ! فينسبون إلى العلماء ما ليس من مذاهبهم! قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في ردّه على من أطلق الهجْر وعدمه: "وكثير من أجوبة الإمام أحمد وغيره من الأئمّة، خرج على سؤال سائل قد علم المسؤولُ حالَه، أو خرج خطابًا لمعيَّن قد عُلم حالُه، فيكون بمنزلة قضايا الأعيان الصّادرة عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، إنّما يثبت حُكْمُها في نظيرها، فإن أقوامًا جعلوا ذلك عامًا ..." .اهـ [من "مجموع الفتاوى" (28/213)].

وهذا الكلام الذي ذكره ليس خاصا بغلاة التكفير ولا بغلاة التبديع، بل يشمل حتى طوائف ممن ينتسب إلى العلم فضلا عن غيرهم، وسوء الفهم لكلام أهل العلم في هذه المسائل وقع فيه طائفتان:
أحدهما: هذا الذي ذكره هذا الرجل.
الثاني: هو من نفى وقوع التكفير والتبديع على الأعيان، وجعله في الأوصاف فقط، وهذا مذهب طوائف من المبتدعة، وقد ردّه العلماء الراسخون، كالإمام ابن عبد الوهاب وأحفاده، وهذا المسلك هو الذي يعمل به كثير ممن نسب نفسه للعلم في هذا الزمان، إلا أنه لا يصرح به، وهو الذي عليه عبد الحليم عملا.
وأما أهل السنة فإنهم يرون وقوع الكفر والبدعة على الأعيان كما يرون وقوعها على الأوصاف، ففارقوا الطائفة الثانية بهذا، كما أنهم لا يحكمون على الأعيان بالبدعة والكفر إلا أن يتلبس به و تتوفر فيه الشروط و تنتفي الموانع،ففارقوا الطائفة الأولى بهذا.
وكلام شيخ الإسلام يدلّ على هذا الذي ذكرته فإن حكم الإمام أحمد على من علم حاله يردّ على الطائفة الثانية، وتخطئة شيخ الإسلام لمن جعله عاما يرد على الطائفة الأولى.
وأما ما ذكره من إساءة فهم كلام أهل العلم، فهو مما يُبهَت به أهل السنة، و إلا فإن أهل العلم أنفسهم هم الذين يتكلمون على هذه المعاني وينزلونها على الأعيان، والسلفيون إنما يتلقون هذا عن أهل العلم تقريرا وتنزيلا، كما كان سلفهم يحذرون من المبتدع فيتبعهم الناس على ذلك، وهذا مما يتيقنه عبد الحليم،فإنه ذكر أن هؤلاء ممن يطيعون سادتهم وكبراءهم.
الشّبه الرّابع: قال المعترض: (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد: فرحم الله الإمام مالكاً الّذي قال:" إذا قلّ العلم ظهر الجفاء، وإذا قلّت الآثار كثرت الأهواء ". لذلك كان (( مَنْ بَدَا جَفَا )) [رواه الترّمذي]؛ لقلّة العلم، وغياب الفهم ! وتمخّض من البادية ذو الخويصرة قائلا: (( يَا مُحَمَّد ! اتَّقِ الله [ اِعْدِلْ ] فقالَ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ من الإِسلام مروق السهْم من الرَّمية، يقتلُون أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ )) [متّفق عليه].
- فالخوارج وغلاة التّكفير، تراهم أعلنوا الجهاد والنّفير، على من جارَ وظلم من حُكّام المسلمين، واستباحوا دماء من كان تحتهم من المحكومين ! فالقضيّة لديهم محسومة، وردّة من لم يُكفّر الحكّام معلومة ..(من لم يكفّر الكافر فهو كافر ) شعارُهم، و( من لم يقُل بقولنا فليس منّا ) دِثارهم ..
إذا سمعوا آيات القتال والجهاد، أنزلوها على حُكام البلاد !فإذا ذكّرتهم، وبيّنت لهم ونصحتهم: كيف تنزلون هذه الآيات، والنّصوص البيّنات، في غير أهلها، وعلى طائفَةٍ خُولِفتُم في كفرها، وتغفلون عن أهل الكفر البواح، والإلحاد الصّراح ؟! قالوا: قتال المرتدّين أولى من قتال الكفّار الأصليّين !
- والخوارج على العلماء وغلاة التّبديع، تراهم رفعوا لواء الردّ والتّشنيع، على العلماء والدّعاة، والصّالحين والتّقاة، فاستباحوا أعراضهم ولحومهم، ونفثوا فيهم سمومهم. (من لم يبدّع المبتدع فهو مبتدع ) نشيدُهم ... و( من لم يقُل بقولنا فليس منّا ) قصيدُهم .. يقرؤون أقوال الأئمّة العلماء، في أهل البدع وأرباب الأهواء، فينزلونها على إخوانهم في السنّة الغرّاء، ومن يسيرون معهم على المحجّة البيضاء! وإذا جئت لتذكّرهم، وتنبّههم وتنصحهم: كيف تنزلون كلام السّلف في الرّوافض والجهميّة، وفي المعتزلة والباطنيّة، وتتأوّلونه فيمن يسلك الطّريق السّلفيّة، وخالفكم في مسائل فرعيّة اجتهاديّة !
إذا سألتهم: من يصدّ زحف العلمانيّة ؟ ويُلجم الدّعوات الهدّامة الكفريّة ؟ ويدكّ صروح الحملات التّنصيريّة ؟ قالوا: أهل البدع والأهواء أخطر وشرٌّ من اليهود والنّصارى ! فخطرُ هؤلاء لا يغفل عنه إلاّ غبيّ، وأمّا أهل الأهواء فشرّهم أكبر وخفيّ!)

قلت: وهذا الشبه الذي ذكره هو مما اشتبه عليه، فإن السلفيين يعرفون قدر العلماء، وإنما طعنهم في أهل الأهواء،فرجع خلاف السلفيين مع عبد الحليم إلى معرفة الفرق بين أهل العلم و بين أهل البدع، وهذا المعترض كثيرا ما يرى أهل الأهواء هم أهل العلم، وأهل العلم هم أهل الجهل والبغي، وبرهان ذلك في قوله:"إذا سألتهم: من يصدّ زحف العلمانيّة؟ ويُلجم الدّعوات الهدّامة الكفريّة؟ ويدكّ صروح الحملات التّنصيريّة ؟"، وكأنه يرى أن هؤلاء الذين يدافع عنهم هم الذين صدّوا النصارى والعلمانية وأهل الكفر عموما، ولو نظر بعين الإنصاف، وتجنب البغي والإجحاف لعلم أن السلفيين هم الذين تصدوا لعموم الطواف الكافرة والمنحرفة، ووضوح هذا لا يحتاج إلى بيان.
وإن أراد شيئا منه فليكن بأقرب شيء إلى بلده، ولينظر إلى من يصد كفر الروافض عن البلد، ويأخذ بحجز الناس عن التشيع، ويرد ليلا ونهارا على كل رافضي كافر وعلماني فاجر وخارجي بائر، أهم الغلاة أم عبد الحليم وأصحابه، فهذه جهودهم منشورة مشهورة في الداخل والخارج، فأما جهودكم فلا نجدها إلا في الدعاوى والرد على من يصدّ هجمات العلمانية والأفكار الكفرية الهدامة.
و لو سلمنا أن هذا الذي ذكره عبد الحليم واقع، ومحصور فيهم،فإن هذا لا يمنع من الرد عليهم شرعا ولا عقلا، وقد كان قديما يرد المعتزلة على الملاحدة والنصارى و غيرهم من أهل الملل، وكان الأشعرية يردون على المعتزلة، وكثير من ردود المعتزلة أقوى وأسلم من المعارضة من ردود الأشعرية على الملاحدة وغيرهم، فلم يمنع الأشعرية ذلك من الرد على المعتزلة ،كما لم يمنع ذلك أهل السنة من الرد على الأشعرية رغم وقوفهم ضد المعتزلة، وهذا مما لا يكاد يختلف فيه أهل السنة، فلو سلمنا جدلا أن هؤلاء الذين يجادل عنهم عبد الحليم هم الرادون على الدعوات الهدامة،فإن أهل السنة أسوتهم سلفهم مع الأشعرية والمعتزلة، وإذا كان مراد المرء دين الله تبارك وتعالى فإنه يذب عنه كل من أراد به سوءا صغيرا كان أو كبيرا، كل بحسبه.
ثم إن عبد الحليم ذكر على لسان السلفيين_الغلاة عنده_ أنهم يقولون:" أهل البدع والأهواء أخطر وشرٌّ من اليهود والنّصارى ! فخطرُ هؤلاء لا يغفل عنه إلاّ غبيّ، وأمّا أهل الأهواء فشرّهم أكبر وخفيّ"،وهذا الكلام الذي ذكره المعترض كثيرا ما يذكره أهل الجهل من المدعين العلم ذامين به أهل السنة، ظانين أن هذا الكلام من غلوهم، و بيان موضع الجهل في هؤلاء أنهم ظنوا أن المراد منه كون أهل البدع شرّا في دينهم وعند ربهم من اليهود والنصارى، وهذا إنما يصحّ على طريقة الخوارج المكفرين بالكبائر، ومَن ذم السلفيين لأجل هذا فإنما يذمهم لسبق فهمه إلى هذا المعنى، وأما مراد أهل العلم بهذا فهو ما ذكر عبد الحليم عن السلفيين في تعليلهم لقولتهم:"فخطرُ هؤلاء لا يغفل عنه إلاّ غبيّ، وأمّا أهل الأهواء فشرّهم أكبر وخفيّ"، وهذا المعنى قد دلّ القرآن والسنة عليه، واعتبر ذلك بالمنافقين والكافرين، ومن يجاهر بالسوء وذي الوجهين، وكلام أهل العلم في بيان هذا أظهر من أن يُذكر، وأهل الباطل لا يروج باطلهم إلا بشائبة حق، والعبارات المشوهة لا تروج إلا بالألفاظ المموهة كما نقل المعترض عن ابن الوزير اليماني.
ثم ذكر المعترض قصة قتل الخوارج لعبد الله بن خباب رضي الله عنه، وقتل الواثق لأحمد بن نصر رحمه الله، وقال:"فهذا شأن الغلاة، سواء كان معتزليا، أو يدّعي الطّريق السّلفيّة".
وجوابه: أنه لم يأت عن السلفيين ببينة، بل ذكر قصص الوعيدية، وجعلها حجة على السلفيين، ولا شك أن هذا تجاوز في الاستدلال، وغلو في القياس، وإلا فإن مردّ الأمر جميعا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم:"يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان" فكل من قتل أهل الإسلام مكفرا لهم وترك أهل الأوثان فإنه ممن شمله الحديث، وهذا الحديث ليس عقيدة للخوارج،فإنهم لا يقتلون من يعتقدونه مسلما، وإنما هو أثر عقيدة لهم جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم علامة عليهم وميزة لهم، وأما المعتزلة فإنهم في ذلك الزمان كانوا يقتلون أهل الإسلام وأهل الأوثان،فلم يكونوا كالخوارج من كل وجه، وأما من يدّعي الطريقة السلفية فإن كانت هذه صفته فقد سبق أن بُيّن عدم نفع الدعوى، وأنه بهذا يكون خارجيا، وأهل السنة أعلم الناس بالحق وأرحمهم بالخلق، فلست تجد من قتلوه على مرّ الزمن إلا ولهم فيه من الله برهان.
وهذا الذي استدل به عبد الحليم يشبه استدلال أعداء الله من اليهود والنصارى وغيرهم من الملل، فإنهم يطعنون على الإسلام والمسلمين بأفعال الخوارج،كما طعن عبد الحليم على السلفيين بأفعال الخوارج والمعتزلة.
وأما إيراده لأثر سفيان بن حسين رحمه الله قال:ذكرتُ رجلاً بسوء عند إياس بن معاوية، فنظر في وجهي وقال: أغزوت الرّومَ ؟! قلت: لا، قال: أغزوت السّندَ والهندَ والتّرك ؟ قلت: لا، قال: أفسَلِمَ منك الرّوم والهند والسند والترك ولم يسْلَمْ منك أخوك المسلم ؟! فلم أعُد بعدها أبدا"، فهذا كثيرا ما يستدل به من لم يتحرّ العلم ويحكم أصوله في هذا الزمان، فإن الغيبة أمر محرم بالإجماع، فهذا الذي ذكره إياس بن معاوية في هذا الأثر وحذر منه، وأما الكلام على أهل البدع وعلى أهل الرواية جرحا وتعديلا فإنه مشروع بإجماع أهل العلم، والخلط بين هذا و ذاك هو ديدن المبتدعة من المتصوفة وغيرهم،وقد بيّن هذا أهل العلم قديما وحديثا، فعن عاصم الأحول قال: جلست إلى قتادة فذكر عمرو بن عبيد فوقع فيه، فقلت: ياأبا الخطاب ألا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض، قال يا أحول أو لا تدري أن الرجل إذا ابتدع بدعة فينبغي أن يذكر حتى يحذر"وهذا الموضع أوضح من أن يوضح، وأبين من أن يبين، والله أعلم.

الشّبه الخامس:
الحاكميّـة والمنهـج

قال المعترض: "
قال الإمامُ ابنُ الوزير اليماني رحمه الله في "العواصم والقواصم" (4/179):(أكثر المعانِي المشوّهة، تُستَر بالعبارات المموّهة )، فيجعلون الرّوث مفضّضا، والكنيف مبيّضا! ومن الألفاظ الّتي ستر بها الغلاة أفكارهم الفاسدة، وروّجوا بها سلعتَهم الكاسدة: (الحاكميّة)، و( المنهج)!( الحاكميّة ) و(المنهج ) كم من جريمة ارتُكِبت باسمكما ؟! واللاّفت للانتباه: أنّ المصطلحين - مع شدّة تنافر حاملي لوائِهما - كلاهما شاع وذاع على لسان سيّد قطب رحمه الله وعفا الله عنّا وعنه. ولو ألقيت نظرة على تفسيره فحسب، لوجدت مصطلح الحاكميّـة تكرّر قرابة 140 مرّة، ومصطلح المنهـج زهاء 600 مرّة.من هنا زال عجبُنا من ظاهرة كانت تؤرِقنا، وبلجام الحيرة تُخرسُنا، وهي: ما السرّ في أنّ جلَّ وغالبَ من رفع لواء المنهج، كان بالأمس من جملة حاملي لواء الحاكميّة ؟"
قلت: أما الحاكمية والمنهج فهما لفظان جاء القرآن بهما قبل أن يأتي بهما سيد قطب، ولو ألقى المعترض نظرة في كتاب الله تعالى لوجده يقول:"إن الحكم إلا لله" و"أن احكم بينهم بما أنزل الله""ومن لم يحكم بما أنزل الله"" وعندهم التوراة والإنجيل فيها حكم الله""فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك""وما اختلفتهم فيه من شيء فحكمه إلى الله"، وقد جمع الله بين المنهاج والحاكمية في قوله تعالى:" فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منهم شرعة ومنهاجا "
وأما كثرة ذكر سيد قطب لهذين المصطلحين فلا يدلّ ذلك على حرمة استعمالهما وهما في كتاب الله، بل ينظر إلى المصطلحين هل هما موافقان للشرع أم لا؟،و الدعوة إلى تحكيم شرع الله من أوجب الواجبات، بل ما خلق الله الخلق إلا لذلك،قال الله تعالى:"إن الحكم إلا لله أمر ألاّ تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم" وقال سبحانه:" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، فإذا رغب الناس عن شيء من شرع الله وعبادته سبحانه فالواجب التركيز عليها حتى لا يندرس الإسلام، وحتى يبقى هو المنهج والسبيل والصراط الذي يسلك للوصول إلى رضا الله تعالى.
ومن طريقة أهل الأهواء في التنفير عن الحق إلصاقهم الحقَ بمن هو مأبون في علمه ودينه مشهور بذلك، أو تشهير أهل الحق بالسوء والنقص، فمن الأول نسبة هذين اللفظين الذين جاءا في كتاب الله إلى سيد قطب، وهذا لعلم الناس بسوء سمعته بين أهل العلم، فينفر عن كل من ذكرهما بمثل هذا، ومثله ما يشنع به بعض من لم يدرك حظا من العلم على أهل العلم من استعمالهم لفظ"التمييع" وأن الذي جاء به سيد قطب في الأشخاص، ومراد أهل العلم به أوضح من الشمس، بل قد استعمله الحافظ الإمام أبو عبد الله ابن القيم واصفا به أبا محمد ابن حزم، قال رحمه الله تعالى:" وأما أبو محمد فإنه على قدر يبسه وقسوته في التمسك بالظاهر، وإلغائه المعاني والمناسبات والحكم والعلل الشرعية، انماع في باب العشق والنظر وسماع الملاهي المحرمة،فوسع هذا الباب جدا..."(روضة المحبين ص202).
ومن أمثلة الثاني ردّ أهل البدع والشرك ما جاء به القرآن من التفرقة بين توحيد الألوهية والربوبية بدعوى أن أول من ابتدعه هو ابن تيمية، وتشويههم له رحمه الله.
والمنهاج في القرآن يراد به يراد به السنة والطريق الواضح في الشريعة.
وأما في مصطلح أهل العلم فإن المتأخرين منهم يطلقونه على مسائل التعامل مع ولاة الأمر والمخالفين في مسائل الاعتقاد ونحوها مما شاع مخالفته في هذه الأعصار كالتحزب ونحوه مما لا يكون من مسائل الاعتقاد كالأسماء والصفات والصحابة والإفراد لله بالعبادة، فإن هؤلاء يطلق عليهم أسماء الفرق المعروفة، وسيد قطب ليس هذا مراده بالمنهج، وإنما مراده أن يكون الإسلام منهج حياة، وهذا مراد صحيح إلا أن الشأن هو في معرفة الإسلام وفهمه، والمعترض أتى بالكلمة من موضع فوضعها في موضع آخر مختلف المراد،فمثله كمن قال إن المشتري قارن الثريا، وهذا المشتري هو الذي اشترى السلعة، والثريا زوجة سهيل.
واستعمال المنهج والمنهاج معروف في كلام أهل العلم قديما وحديثا، فهذا "منهاج السنة النبوية"و"منهاج التأسس والتقديس" لعبد اللطيف آل الشيخ، و"منهج أهل الحق و الاتباع " لابن سحمان و غيرها كثير، ولم يأخذوا هذا عن سيد قطب.
أما قول المعترض:" من هنا زال عجبُنا من ظاهرة كانت تؤرِقنا، وبلجام الحيرة تُخرسُنا، وهي: ما السرّ في أنّ جلَّ وغالبَ من رفع لواء المنهج، كان بالأمس من جملة حاملي لواء الحاكميّة ؟"
فأقول: هذه العلة التي أشار إليها عليلة، وقد بين له أنهما مذكوران في آية واحدة في كتاب الله، فكان أولى به أن يحسن الظن بالعلماء كما يطالب هو غيره، والناس يعرفون أن تلاميذ الشيخ عبد الله القرعاوي في هذا الزمان من أشد العلماء تمسكنا بالسنة ومحاربة للبدعة، وهم من حمل راية المنهج السلفي لحرب أهل البدع بدأ بالشيخ حافظ الحكمي فتلميذه أحمد بن يحي النجمي وزيد المدخلي وربيع بن هادي المدخلي وتلاميذهم كمحمد المدخلي وغيره ممن اشتهروا بنصرة السنة والمنهج السلفي والموالاة والمعادة فيه، وظاهر صنيع المعترض أنه يريد الشيخ ربيعا في هذا، لأنه أتى بما يدلّ على قصده في مواضع من مقالاته، فقد أتى بلفظ الشيخ ربيع في قوله:"حزبي متستر"، و أتى هنا بما أزال أرقه وحيرته، لعلمه أن الشيخ ربيعا قرأ كتب سيد قطب، وأتى بقول الشيخ ربيع:"سلفيتنا أقوى من سلفيته"، وأتى بلفظ"الأوكار الحزبية" التي ردّ بها على عدنان عرعور، وللمعترض نظائر من الطعن في الشيخ تلميحا في غير هذه المقالات،فالله حسيبه.
وأما قراءة الشيخ ربيع لكتب سيد قطب فهي قراءة عالم بالخير والشر حذر قومه مما يراد بهم من السوء، وقد قال الله تعالى:"وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين" وقد علم له العلماء هذه المنزلة، فأثنى عليه فيها ابن باز وابن عثمين والألباني وغيرهم، وسئل الشيخ ابن عثيمين عن سيد قطب فأحال على الشيخ ربيع، فهذا منهج أهل السنة والاتباع، بخلاف منهج المعترض في التشنيع والإقذاع.
ولم يكن أحد من هؤلاء رافعا راية الحاكمية على ما ينادي به جماعة الإخوان، بل كانوا ولا يزالون يدعون إلى تحكيم شريعة الله على مراد الله سبحانه وتعالى.
ولو سلمنا جدلا أن هؤلاء كانوا يرفعون راية الحاكمية على طريقة الخوارج، فما بالك تزري عليهم بذنوب تابوا منها ورجعوا عنها، وهذا مما يصدق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم عن آدم عليه السلام:"أتلومني على شيء قد كتبه الله علي"، فإن التوبة تجب ما قبلها.
ثم قال المعترض بعد كلام له:" 1- كلّ من الطّائفتين جعل هذين المصطلحين مناطَ الولاء والبراء !
فلو كنْتَ من الزهّاد والصّالحين، والدّعاة العاملين، فإنّه لن يقبل منك صرفٌ ولا عدلٌ عند الطّائفتين حتّى:
تكون رافعا للواء الحاكميّة، عند غلاة التّكفير.
ومتمكّنا في المـنـهـج ! عند غلاة التّبديع.
أمّا إذا كنت لهم من الموافقين، فقد جُزت القنطرة ولو كنت من المنافقين"
قلت: أما عقد الطائفتين الولاء والبراء على هذين المصطلحين،فهذا صحيح،لكن عقد أهل السنة عليه من أجل السنة،وعقد التكفيريين عليه من أجل بدعتهم، وقد سبق الكلام على أن هذا مما قال الله تعالى فيه:" ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا"، وأعداء الإسلام يقولون: وكذلك يشارك هذين الطائفتين عموم المسلمين في عقدهم الولاء على التوحيد وعلى رسولهم محمد صلى الله عليه وسلم، فما أجابهم به المعترض فهو جوابنا له، وليعلم أن بطلان القول وصحته إنما يظهر من طرد الاستدلال ، فإن نتج طرد الاستدلال عن زندقة_كما في هذا الموضع_ فالاستدلال باطل،والله أعلم.
ثم إن من البهتان رمي أهل السنة بأنهم لا يقبلون شيئا من أحد حتى يكون متمكنا في المنهج، فإن أهل السنة أعلم الناس بالحق وأقومهم بالقسط، وهم في أنفسهم منهم الصلب في سنته ومنهم دون ذلك.
وأما قوله:" أمّا إذا كنت لهم من الموافقين، فقد جُزت القنطرة ولو كنت من المنافقين" فهذا غلو منه جاوز التبديع حتى زعم أن أهل المنهج السلفي يقبلون المنافقين ماداموا يظهرون الموافقة، وهذا فجور في الخصومة وجرأة على الضمائر كان ينعاها على أهل السنة في أوائل مقالاته، فانظر كيف أنكر اتهام النيات لأجل التبديع،ثم هو يتهمها بالنفاق،وهكذا يفر من القطر ليقع تحت الميزاب.
قال المعترض: 2- كلّ من الطّائفتين ينبز العلماء بجهل الحاكميّة والمنهج. فقد كنّا قديما نعاني من غلاة المتصوّفة الّذين قسّموا أهل العلم إلى: علماء شريعة، وعلماء حقيقة ! - فجاء غلاة التّكفير، فحملوا راية التّفريق بين علماء الشّريعة، وعلماء فقه الواقع والحاكميّة ! - وأقبل غلاة التّبديع، فرفعوا لواء التّفرقة بين علماء الشّريعة، وعلماء المنهج ! كم من مناقشة صُودِرت، وكم من أفواهٍ ألجِمت، بسبب قولهم: - فلان، عالم بالحديث .. عالم بالفقه .. عالم باللّغة .. ولكنّه جاهل بالواقع، ليس راسخا في مسالة الحـاكميّة ! - فلان، فقيه ..وخطيب مفوّه نبيه .. له باع في الفقه والتّفسير .. عالم بسنّة النبيّ البشير .. ولكنّه غير متمكّن من المـنـهـج ! ومع الأيّام، يشتدّ وحْيُ إبليس، ويحمَى الوطيس، فيحملون لواء الطّعن واللّمز، والثّلب والهمز: - فلان، عالم بالحديث .. متبحّر في العلوم .. ولكنّه جبان .. ضعيف ليس من أصحاب المواقف .. تابعٌ للحكّام ! حاشيته من السّلطة .. ونحن أخْبَرُ منه بمكايد الأعداء .. - فلان، عالم متبحّر .. ولكنّه مغفّـل .. حاشيته من أهل الأهواء .. دلّسوا عليه ! لا يعرف مسائل المـنـهـج والجرح والتعديل .. ونحن أخْبَرُ منه بالمناهج البدعيّة، وأعلم بأوكار الحزبيّة .. بل سلفيّتنا أقوى من سلفيّته".
قلت: هذا الذي ذكره المعترض عن أهل السنة، و أجمل فيه الكلام ولم يفصل، وأتى في كلامه ما يحتمل الحق والباطل، فأما كونهم يتهمون العلماء بالجهل بالمنهج فليس بصحيح، ولكنهم يتهمون من خالف السنة فيما يطلقون عليه المنهج بأنهم جهلة بالمنهج، وهذا صحيح واقع، فإن من ينسب إلى أهل العلم إذا كان يجهل بابا من أبوابه فمن الكذب نسبة العلم إليه في ذلك الباب، وإذا كان يخالف العلم في باب من الأبواب فلا ينسب إليه العلم به، بل ينسب إليه الجهل به ولو كان يعلم حقيقة ذلك العلم، ومثاله علماء الأشعرية فإنهم كان لهم من علوم الشريعة ما يعلمه كل من عني بالعلم، لكن لم يكن لهم علم بمذهب أهل السنة، فهم علماء شريعة وليسوا علماء عقيدة، كما أن هؤلاء الذين وصفهم المعترض علماء شريعة وليسوا علماء منهج على وصفه_ إن أثبت أن منهم من يصحّ وصفه بهذا الوصف_،وإلا فإن علماء الشريعة في هذا الزمن هم علماء السنة والمنهج، ومن خالف أهل السنة العالمين بمنهج السلف فلا يكاد يكون إلا أهل فتن يجرها على المسلمين في دينهم ودنياهم.
فتفريق السلفيين راجع إلى تفريق بين العلوم، كالحديث والاعتقاد والأصول واللغة،إلا أن ما فرق فيه السلفيون يتعلق بالسنة والبدعة، فكان تفريقهم أكثر فائدة وأعم عائدة.
أما تفريق غلاة المتصوفة فإنه بداية الزندقة، لأن الحقيقة عندهم تقضي على الشريعة، ولهذا كان نهاية مذهبهم ترك العبادة والانسلاخ عن النبوات وادعاء تحديث القلب عن الربّ سبحانه وتعالى عما يفترون.
ولو أنهم أرادوا التفريق بين أهل العلم بالشرع وأهل العبادة لكان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"وفضل العالم على العابد"، ولكنهم أرادوا معنى مبطلا للشريعة فكان قولهم مخالفا لقول السلفيين في تفريقهم، وكان ينبغي للمعترض أن يفرق بين التفريقين، فلا يجعلهما من باب واحد.
ثم قال المعترض: " فلان، عالم متبحّر .. ولكنّه مغفّـل .. حاشيته من أهل الأهواء .. دلّسوا عليه ! لا يعرف مسائل المـنـهـج والجرح والتعديل .. ونحن أخْبَرُ منه بالمناهج البدعيّة، وأعلم بأوكار الحزبيّة .. بل سلفيّتنا أقوى من سلفيّته".
قلت: وهذا من الحق الذي ينكره المعترض،فإن الرجل قد يكون عالما عابدا، وبطانته من أهل الأهواء فيجرونه إليهم، والأرواح جنود مجندة ، والعالم المتبحر إذا كان سنيا فإن حاشيته لن تكون بدعية، وهذا مقرر شرعا وواقعا،لأن السني يذكر السنة فينفر أهل الأهواء منها، وإنما تكون حاشية العالم من أهل الأهواء إذا كان هو منهم، لأنه لا يذكر إلا ما يوافق أهواءهم، فيبقون حوله، ولو كان سنيا وذكر السنة لانفضوا من حوله، وهذا الذي كان عليه سلف السلفيين قديما، فعن يحيى بن سعيد القطان قال لما قدم سفيان الثوري البصرة، جعل ينظر إلى أمر الربيع- يعني ابن صبيح- وقدره عند الناس، سأل: أي شيء مذهبه؟ قالوا: ما مذهبه إلا السنة قال: من بطانته؟ قالوا: أهل القدر قال : هو قدري.
قال الإمام ابن بطة رحمه الله: رحمة الله على سفيان الثوري لقد نطق بالحكمة فصدق وقال بعلم فوافق الكتاب والسنة، وما توجبه الحكمة ويدركه العيان، ويعرفه أهل البصيرة والبيان، قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ [آل عمران : 118]. الإبانة (1/144.
وأما قول المعترض معرضا بالشيخ ربيع:" بل سلفيّتنا أقوى من سلفيّته". فهذه الكلمة قالها الشيخ ربيع لما ذكر تلاميذ الشيخ عبد الله القرعاوي ومناظرتهم مع الشيخ الألباني رحم الله الجميع، وهذه الكلمة مما شنع بها من لم يدر العلم ولا حقق الفهم في مذهب السلف، فإن السلف كانوا يقولون فلان أصلب في السنة من فلان، وأعرف بالسنة من فلان، مثل قولهم عن حماد بن سلمة وحماد بن زيد فإن حماد بن زيد أعلم وأوثق من حماد بن سلمة،إلا أن حماد بن سلمة كان أصلب في السنة و أشد على أهل البدع من حماد بن زيد، وكان عثمان بن سعيد الدارمي أعلم بمرامي كلام الجهمية من إمام الأئمة ابن خزيمة، وهكذا مما يدل على جهالة المشنع بهذه الكلمة، فكان ينبغي للمعترض أن ينزه نفسه عن إعادة كلام أهل الجهل من غير نظر ولا تدبر، ويكفي المعترض لمعرفة أن هذا من تشنيع أهل الجهل أن المشنع بها هو عدنان عرعور، وقد أجاب الشيخ ربيع عن شناعته، وأنه إنما قالها في سياق الذب عن الشيخ الألباني رحمه الله تعالى، ومن علامة كون المسألة من مسائل الضلالات والجهل أنك لا تجد من يتكلم فيها إلا أهل الجهل والبدع.
ثم قال المعترض:" 3- زعم كلّ من الطائفتين إحياء فرائض ميتة. - فيزعم غلاة التّكفير: أنّهم أَحْيَوا معنى ( لا إله إلاّ الله ) بين الأجناس، حين أبرزوا معنى الحاكميّة للنّاس.وكان من وراء ذلك استباحتهم للتّفجيرات، والقتل والاغتيالات - جاهلين أنّهم مسيّرون لا مختارون -، فهدموا من حيث يظنّون أنّهم يشيدون:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}.- ويدّعي غلاة التّبديع: أنّهم أحْيَوا علم المـنـهـج، وجدّدوا علم الجرح والتّعديل بفكرهم الأعـرج. وكان من وراء ذلك ظهور عصبيّة مقيتة في الأمّة، والقول بعصمة الأئمّة، وطاشت سهامُهم في أعراض، وانتشر بمسلكهم آفات وأمراض، يظنّون أنّهم يفعلون ما يريدون، والحقّ أنّهم ينفذون ما يريد الأعداء الحاقدون، {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ}، فنسأل الله تعالى أن يرفع عنهم أدواءَهم.
والقاسم المشترك بعد هذا العراك، أنّهم جعلوا الأمّة بلا حِراك، فلا الإسلام نَصَروا، ولا الكفرَ كَسَروا، ولا البدعة دحروا".

قلت: قول المعترض: وكان من وراء ذلك استباحتهم للتّفجيرات، والقتل والاغتيالات - جاهلين أنّهم مسيّرون لا مختارون -، فهدموا من حيث يظنّون أنّهم يشيدون"، هذا الكلام مما يردده كثير من الناس في حكمهم على الآخرين أنهم مسيرون لا مختارون، و هو مخالف لما دلّ عليه الكتاب والسنة، و ما اعتقده أهل السنة، ولإن زعمت الجبرية هذا في الله عز وجل لأجل إفراد الله بالفعل،فإن هؤلاء يزعمون الجبر في اليهود وغيرهم من الدول الكافرة، وهذا مما يقدح في توحيد الربوبية، فتجد هؤلاء الناس لا يكادون يرون شيئا من نقائص المسلمين في هذا الزمان إلا ونسبوه إلى أن الكفار هم من يحكم فيهم، وأن المسلمين لا حول ولا قوة لهم، وهم مسيرون، وهذا من الغلط البين، فإن الأفعال الخاطئة منها ما يجزم بأن صاحبها هو الذي أرادها وفعلها دون إجبار غيره، ومنها ما يفعله بالتبعية والتقليد، ومنها ما يلزم به إلزاما، وأما جعل كل أفعال الناس حتى ما يتعبدون الله به وينشرونه من العلم والفتوى إنما هي من قبل أعداء الله وتحكمهم فهذا مما يعلم العاقل بطلانه بالاضطرار، فإن العلماء إذا رأوا بدعة أنكروها،وقد يسأل العالم عن البدعة فيحكم بكونها بدعة وهو في بيته أو مسجده من غير أن يملي عليه ذلك الحكم من يزعم المعترض أنهم يسيرونه،و هؤلاء الخوارج قد أخبر أعلم الناس بحالهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم يخرجون ويمرقون، ولم يخبرنا بأنهم مسيرون غير مختارين، بل قد تأول سعد رضي الله عنه قول الله تعالى:"الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه" في الخوارج، وأنت ترى أن الله نسب نقض الميثاق وقطع ما أمر الله بوصله والإفساد في الأرض إليهم لا إلى غيرهم.
وأما قوله:"- ويدّعي غلاة التّبديع: أنّهم أحْيَوا علم المـنـهـج، وجدّدوا علم الجرح والتّعديل بفكرهم الأعـرج وكان من وراء ذلك ظهور عصبيّة مقيتة في الأمّة، والقول بعصمة الأئمّة، وطاشت سهامُهم في أعراض، وانتشر بمسلكهم آفات وأمراض، يظنّون أنّهم يفعلون ما يريدون، والحقّ أنّهم ينفذون ما يريد الأعداء الحاقدون"
فإنهم لم يدّعوا ذلك، بل لا يزال ما يتكلمون فيه من أمور المنهج والجرح والتعديل موجودا في الأمة سلفا عن خلف، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لاتزال طائفة من أمتي على الحق"،فلو كان ما يتكلم فيه السلفيون من منهجهم مما أحيوه لكان قد مر على الأمة فترة ضلال لا حق فيها،لأن هذه المسائل مما يضلل فيه المخالف، وما من فترة إلا وفيها من ينتصر للسنة و يذب عن دين الله، وإن شئت معرفة ذلك اختصارا،فإن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن خير الناس قرنه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم كان بعدهم أصحاب الكتب الستة والرازيان و الدارميان ثم بعدهم ابن خزيمة وابن منده ومن بعده أهل بيته و القصاب ويحي بن عمار وغيرهم، ثم بعدهم إلى زمن يوسف ابن عبد الهادي فقد ذكر أهل السنة من كل طبقة إلى طبقته في كتابه"جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر"،ثم بعدهم دعوة أهل نجد إلى زماننا هذا، فالسلفيون لم يحيوا منهجهم ، وإنما اتبعوا أسلافهم في منهجهم، ولما كان المعترض لا يدرك هذا ظن أنهم أحيوا شيئا جديدا.
وقد يكون بعض مسائل هذا الباب كغيرها من مسائل الدين تظهر في بقاع وتختفي في أخرى، وتندرس وتتجدد، لكن لا يزال قائم لله بالحجة في كل زمان، ولم تخل الأرض من أمثال هؤلاء ولله الحمد.
وأما نسبة ظهور القول بعصمة الأئمة إليهم،فهذا من الباطل والزور، وإلا فإنهم هم أكثر الناس اتباعا للكتاب ونبذا للعصبية، ولم يدع أحد منهم العصمة في أحد، ولكن لما رأى المعترض أن السلفيين يثقون في طائفة من أهل العلم في هذه المسائل ويأخذون بأقوالهم وكانت هذه الطائفة من أبغض الناس إلى المعترض ساءه ذلك وادعى عليهم العصمة فيهم، وأما أخذ السلفيين بأقوال مجموعة من أهل العلم دون مجموعة فهذا لا محذور فيه إلا عند منقوص، فإن من العلماء من يكون أخبر من غيره بباب من أبواب العلم، فهذا حذيفة كان عالما بأهل الشر، فكان خيار الصحابة ينظرون إلى أقواله وأفعاله ليأخذوا بها، وكان أيوب وابن عون و يونس بن عبيد من أعلم الناس بالسنة، وأشد الناس تحذيرا من البدعة، وكان الأوزاعي كشافا لما يطلق عليه بالمنهج، والآثار عنه تدل على ذلك، وكان الناس يرجعون إليه لما علموا عنه من المعرفة في هذا الباب، ولم ينقل عن أحد منهم وصفه بالعصمة، وهذا أحمد بن حنبل قد بلغ من المنزلة عند الناس ما بلغ، حتى صار محنة، وكان الرجل إذا أراد أن يقوي قولا ولا يعترض عليه نسبه إلى أحمد، ولم يدع أحد من العالمين فيه العصمة، وقد كان أئمة الجرح والتعديل يسألون عن الرجل فيوثقونه أو يضعفونه، فينقل ذلك عنهم ويؤخذ من غير ادّعاء عصمة فيهم، ولكن هم أكثر الناس إصابة وأقلهم خطأ، وما اجتمع اثنان منهم على تضعيف ثقة ولا توثيق ضعيف كما قال الذهبي رحمه الله تعالى، فكيف والكلام في السنة والبدعة أظهر وأجلى من الكلام في حفظ الرجل من عدمه،فإن الكلام عن السنة والبدعة والسني و البدعي مرده إلى الكتاب والسنة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه تركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وهذا يدل على وضوح السنة والبدعة أكثر من وضوح الحفظ من عدمه، ولهذا كان أهل العلم إذا بدعوا الرجل فإنما يبدعونه بأدلة الشرع، وهذا لا يكاد يقع فيه الخطأ، ويكون حكمهم عليه مبنيا على النصوص، والنصوص التي يبدع من خالفها ليست من قبيل الاجتهاد، فيكون حكمهم عليه بناء عليها ليس من قبيل الاجتهاد، وإنما يدخل الاجتهاد في مسألة أخرى، هي تحقق القول بالبدعة عند ذلك الرجل، فإنه قد ينسب الرجل إلى البدعة ولا يكون متلبسا بها في حقيقة الأمر، لكن إن ثبت تلبسه بالبدعة وثبت كونها بدعة فإنه لم يبق للاجتهاد فيه محل.
فهذا الذي أردت أن أنبه عليه من كلام المعترض على أهل السنة، ثم تبيّن لي أن المعترض إنما سرق مقالاته عازيا إياها إلى نفسه من كتاب أبي الحسن المأربي، فإنه ذكر هذه المعاني في كتابه:" فتنة التفجيرات والاغتيالات" ص10 فما بعدها، وأتي بمجمل نقوله وألفاظه، ولم يعز إليه ولا ذكر أنه عول عليه، وهكذا يأخذ الأعمى عن الأعور، والله المستعان.
والحمد لله ربّ العالمين.





التعديل الأخير تم بواسطة خالد فضيل ; 29 Oct 2016 الساعة 01:08 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 Oct 2016, 04:48 PM
أبو الحسن نسيم أبو الحسن نسيم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
افتراضي

بارك الله فيك أخي خالد على هذا الرد السديد،والبيان الجميل في كشف تلبيسات الملبسين،وتحريف المحرفين،زادك الله من فضله ووفقك لطاعته،ينتظر أهل السنة منك المزيد في كشف انحراف القوم وإرجافهم وتشغيبهم على أهل الحق.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 Oct 2016, 09:55 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

أوجعتهم أخي خالد. فجزاك الله خيرا. وإن كنت أود أن تكمل مناقشة المأربي وليس السارق المارق.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 Oct 2016, 10:51 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرًا أخي الفاضل خالد على مقاليك النَّافعين أيَّما نفع وإفادة في كشفِ تلبيسات عبد الحليم توميات وطعونه الخفيَّة في العلماء السَّلفيين ومن يأخذ بأقوالهم ويستنير بنصائحهم وتوجيهاتهم، فقد أبنت ما حوته مقالاته من خلطٍ وتدليسٍ وسوءِ فهم وزيادةً على هذا كلِّه أنها مسروقةٌ والله المستعان.
فبارك الله فيك وفيما كتبت ونفع به المسلمين.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03 Nov 2016, 08:53 AM
مهدي بن صالح البجائي مهدي بن صالح البجائي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 591
افتراضي

نسأل الله أن لا يحرمنا من مثل هذه الأعلاق النفيسة!
بارك الله لكم في علمكم وجهدكم.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03 Nov 2016, 10:31 AM
نسيم منصري نسيم منصري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: ولاية تيزي وزو حرسها الله
المشاركات: 1,038
افتراضي

الحمد لله الذي وفقك لإتمام هذا الموضوع القيم و العمل المبارك إن شاء الله كشفت حال و أحوال المدعي و من على شاكلته و ما أكثر القوم لا كثر الله أمثالهم هم بإسم السنة ينخرون في السنة و لكن هيهات سخر الله تعالى رجال نصروا بفضل الله مسددا موفقا حفظك الله و رعاك
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013