جزاك الله خيرًا أخي الحبيب خالد على مقالك البديع، الذي وفقت في اختيار عنوانه حتَّى أخذ بالقلوب وهيأها للجدِّ الَّذي في مضمونه، فكان المضمون بحمد الله مطابقًا للعنوان، فقد نقضت ما أتى به عبد الحليم -بصَّره الله- بحجَّة وبيان، وحسن فهم وتوجيه للكلام، مع نقولات بديعة عن الأئمَّة الأعلام.
وبيَّنت أنَّ عبد الحليم -بصَّره الله- وَرِثَ حقًّا ما أوتي منه المأربيُّ النَّصيب الأوفر من قلب حقائق الأمور، فقد قال الشَّيخ ربيع بن هادي -حفظه الله-: "إنَّ أبا الحسن المصري المأربي أعجوبة من أعاجيب هذا الزمان لا أجد له نظيرا في القدرة على الثرثرة وكثرة الكلام، ويتمتع بقدرة هائلة على تقليب الأمر وجعل الحق باطلا والباطل حقا، والظالم مظلوما والمظلوم البريء ظالما، وإلباس نفسه لباس التقوى والورع، وإلباس الأبرياء لباس الفجار الهدامين المفسدين الظالمين..." كما في "مقدمة التنكيل".
وإنَّ التَّعامل مع هذا الصِّنف يحتاج لتوقُّد ذهن، وجودة قريحة، وحسن فهم للمرام، لا سيَّما وهم من "لصوص النُّصوص"، ينقلون النَّقل في غير موطن النِّزاع توصُّلا لمقصودهم وما يدبِّرون، فالحمد لله على ما رزقك من فضله وأسأله أن يزيدك، فقد وفِّقت لتجلية الحقائق وردِّ الأمور لمجاريها.
وأرجو أن يكون هذا المقالُ فاتحة خيرٍ لتتبعه جهودٌ أخرى تفيدنا بها، وأن يكون بادرةً للالتفات لهذه العصبة الَّتي سَلَبت عقول كثيرٍ من الشَّباب فصاروا يطعنون في العلماء الرَّاسخين وينزلونهم عن مرتبتهم ويرفعون المجاهيل.
أخوك ومحبُّك فتحي
|