خطأ مطبعي في كتاب "الإقناع في مسائل الإجماع" لابن القطان الفاسي

[خالد فضيل]

جاء في كتاب"الإقناع في مسائل الإجماع" لأبي الحسن ابن القطان الفاسي (1/42) بتحقيق حسن بن فوزي الصعيدي: "ووصفنا لله سبحانه بأنه الوكيل الحسيب، هذا الوصفان ورد بهما القرآن، وأجمعت الأمة عليهما".

وحكي عن القرظي أنه كان يأبى ذلك ويقول: "إن إطلاق ذلك يوهم الخطأ، وأنه كوكيل القوى والحوائج، وذلك لا يليق بوصفه".

وهذا النص فيه تحريف شنيع، إذ الإمام محمد بن كعب القرظي أحد أئمة السلف الذين نقل عنهم التفسير، وأبوه صحابي، فكيف يأتي بهذه الشنائع، لكن الذي ذكره أهل المقالات أن قائل ذلك هو هشام بن الحكم الفوطي من أهل الاعتزال، قال أبو إسحاق الإسفراييني_عند حكايته مقالات الفوطي_في كتابه"التبصير": "منها قوله: إنه لا يجوز لواحد من المسلمين أن يقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل" فخرق بهذا القول إجماع المسلمين، وزعم أنه لا يجوز أن يسمى وكيلا خلافا لقوله تعالى: "رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا" وخلاف قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما ذكره من أسمائه سبحانه، فإنه عدّ منها الوكيل، وهذا شيء وقع لهذا الجاهل لشدة غباوته وجهله بمواقع اللغة فإن الوكيل في اللغة بمنزلة الكافي ويكون بمنزلة الحفيظ لقوله تعالى: "وأنت عليهم بوكيل"أو"حفيظ" " اهـــ.

وذكر هذا عنه ابن الراوندي فيما نقله الخياط المعتزلي في كتابه"الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد" ص 57_58، قال الخياط: "ولم يكن يمتنع من قولنا"حسبنا الله"، وإنما كان يمتنع لفظة"وكيل"فقط ويبدل مكانها"المتوكّل عليه".

وكان هذا مذهبه في الجملة، قال أبو القاسم البلخي في"مقالات الإسلاميين"له ص 71: "والذي تفرد به امتناعه من أشياء جاء بها القرآن، وكان يقول: لا أطلقها إلا قارئا لكتاب الله، لأن القرآن قد أيقن أهل القبلة بانتفاء الغلط عنه، وكلام العباد ليس كذلك، فأنا لا أتكلم إلا بما لا يوهم الغلط،وقد بينا ما امتنع منه من ذلك في باب الأقاويل المستبشعة".

قلت:فتبين بهذا أن محقق الكتاب تصحف عليه قول ابن القطان من الفوطي إلى القرظي، وبينهما كما بين السماء والأرض، فالقرظي إمام هدى،والفوطي إمام ضلالة، ولئن عذر المحقق في التصحيف لقلة من يسلم منه_على شناعته_، فليس هو معذورا في عدم التنقيب عن أقوال رجال تعزى إليهم في كتاب هو يحققه.

ثم رجعت إلى نسخة الدكتور فاروق حمادة_في أربعة أجزاء_فإذا التحريف نفسه دون تنبيه، فاقتضى هذا مني التنبيه.

والله تعالى أعلى واعلم

أحسنت أبا إسحاق بارك الله فيك.

بارك الله فيك أيها البخيل على ما بذلت هذه المرّة
تنبيه رائع و جميل كيف لا وهو من كيس البخيل