منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11 Jul 2014, 06:14 PM
أبو عبد الله حيدوش أبو عبد الله حيدوش غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: الجزائر ( ولاية بومرداس ) حرسها الله
المشاركات: 759
افتراضي ذكر بعض ما جاء في فضل الفقراء والمساكين

ذكر بعض ما جاء في فضل الفقراء والمساكين


إنَّ الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبي بعده.
أمَّا بعد، فهذا بعض ماورد في فضائل الفقراء والمساكين، الذين ابتلاهم الله عزَّ وجلَّ بالفقر، تذكيرا لهم بالفضل وتسلية للنفس والإخوان، والله المستعان وعليه التكلان.
هم أكثر أتباع الرسل والأنبياء عددا

قال تعالى مخبرا عن قول قوم نوح: "أنؤمن لك واتبعك الأرذلون" أي: كيف نتبعك ونحن لا نرى أتباعك إلا أسافل الناس وأراذلهم وسقطهم؟ [تفسير السعدي سورة الشعراء 111].
وكذلك ما جاء في قصَّة هرقل مع أبي سفيان قال: "وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل" [البخاري 7 ].
ولذلك كانوا هم أكثر أهل الجنة وافدًا

عن عمران بن حصين رضي الله عنهما عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: "اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء" [البخاري 6449].
وعن أسامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجدِّ محبوسون، غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إالى النار، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء" [البخاري 6547].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تحاجت الجنة والنار فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: مالي لايدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم، قال تبارك وتعالى للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول قط قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله عزوجل من خلقه أحدا، وأما الجنة فإن الله عزوجل ينشئ لها خلقا" [البخاري 4850].
ولقد جاء
وصفهم فيما صحَّ عن حارثة بن وهب الخزاعي قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر" [البخاري 4918].
وهم أول الناس إجازة على الصراط

ولقد جاء ذلك في جوابه عليه الصلاة والسلام حين سأله ذلك اليهودي، فمن أول الناس إجازة على الصراط؟ فقال عليه الصلاة والسلام: "فقراء المهاجرين.."الحديث، [مسلم 315].

ومن فضائل فقراء المهاجرين أنهم أول الناس ورودا على حوضه

فعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حوضي من عدن إلى عمان البلقاء ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأكاويبه عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا, أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين الشعث رؤوسا,الدنس ثيابا الذين لا ينكحون المتنعمات ولا تتفتح لهم السدد" [الترمذي 2444-وصحيح الجامع 3165].

ولقد جاء عن عمر بن عبد العزيز أنه لما سمع بهذا الحديث قال: "لكني نكحت المتنعمات وفتح لي السدد، ونكحت فاطمة بنت عبد الملك، لاجرم أني لا أغسل رأسي حتى يشعث، ولا أغسل ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتسخ".اهـ
وهذا منه رحمه الله رجاء أن يكون منهم إذا تشبه بهم، فأين أنت منهم؟

كما أنهم يسبقون الأغنياء في دخول الجنة
كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل فقراء المسلمين قبل أغنيائهم بنصف يوم وهو خمس مائة عام" [صحيح الترمذي 353].

وكذلك في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام: "وأصحاب الجَدِّ محبوسون" أصحاب الجد هم الأغنياء.
وعلى ضعفهم وقلة ذات اليد عندهم فقد جعلهم الله عزوجل سببا للنصر واستجلاب الرزق!!
فعن مصعب بن سعد قال رأى سعد رضي الله عنه أن له فضلا على من دونه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم"[البخاري] وزاد النسائي في سننه (3127): "بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم".

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ابغوني ضعفائكم فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم" [الصَّحيحة 779].
بل ومنهم من لوأقسم على الله لأبره كما جاء في الحديث: "كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره"، ومن هؤلاء أنس بن النضر كما صحَّ ذلك عنه صلى الله عليه وسلم .

ولعلو مكانتهم فقد كان عليه الصلاة والسلام يدعو الله أن يرزقه حبهم، فدلَّ على فضلهم، كيف لا وقد أمره الله تعالى بملازمتهم في قوله: "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم" [الكهف 28].
أي لا تتجاوز بنظرك إلى غيرهم من أبناء الدنيا بمجالستك الأغنياء تريد الشرف والفخر.
فكان من دعائه عليه الصلاة والسلام: "اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت فتنة قوم فتوفني غير مفتون أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب إلى حبك" [إرواء الغليل].
قال ابن رجب رحمه الله: قوله "حب المساكين" هذا قد يقال إنه من جملة فعل الخيرات وإنما أفرده بالذكر لشرفه وقوة الأهتمام به، كما أفرد أيضا حب الله تعالى وحب من يحبه وحب عمل يبلغه إلى حبه، وذلك أصل فعل الخيرات كلها.اهـ

وكذلك أمر أبا ذر رضي الله عنه، فعنه قال: "أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع: أمرني بحب المساكين والدنو منهم وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي.." [أخرجه أحمد في المسند].

بل زاد أن كان يدعو الله عزوجل أن يجعله منهم في الدنيا والأخرة بدعائه عليه الصلاة والسلام: "اللهم أحيني مسكينا وأمتنى مسكينا واحشرني في زمرة المساكين" [الصحيحة 308].

كما ندب سبحانه وتعالى إلى تزويجهم في كتابه العظيم قال تعالى: "إن يكونوا فقراء ( أي الأزواج والمتزوجين ) يغنهم الله من فضله" فلا يمنعكم ما تتوهمون، من أنه إذا تزوج افتقر بسبب كثرة العائلة ونحوه، وفيه حث على التزويج ووعد بالغنى بعد الفقر [تفسير السعدي عند الأية 32 النور].

ومن المعلوم أنه قد -جمع الله سبحانه وتعالى لنبيه الحالات الثلاث، الفقر والغنى والكفاف، فكان الأول أول حالاته فقام بواجب ذلك من مجاهدة النفس، ثم فتحت عليه الفتوح فصار بذلك في حد الأغنياء فقام بواجب ذلك من بذله لمستحقه والمواساة به والإيثار مع اقتصاره منه على مايسد ضرورة عياله، وهي صورة الكفاف التي مات عليها، قال وهي حالة سليمة من الغنى المطغي والفقر المؤلم، وأيضا فصاحبها معدود في الفقراء لأنه لايترفه في طيبات الدنيا، بل يجاهد نفسه في الصبر عن القدر الزائد على الكفاف، فلم يفته من حال الفقر إلا السلامة من قهر الحاجة وذل المسألة.اهـ من فتح الباري .
ومما لايخفى أن الفقر كان حال الكثير من الصحابة رضي الله عنهم بل هو حال جلهم إلا القليل منهم كما مر في قصة هرقل وقوله: "فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه" .
و"كان أهل الصفة ناسآ فقراء لا منازل لهم، فكانوا ينامون في المسجد لا مأوى لهم غيره" [فتح الباري].

وكذلك حال الكثير من التابعين، بل كان ذلك حال خيرهم: أويس القرني -رحمه الله - الذي بلغ من فضله أن أرشد الرسول عليه الصلاة والسلام الصَّحابة الكرام إلى طلب الدعاء منه.
ومع هذا صبرو ورضوا وحققوا العبودية لله تعالى، لعلمهم بأن الدنيا دار بلاء وأن نعيمها زائل منقطع، لذلك تعلقت قلوبهم بالدار الآخرة وعلموا أن النعيم الحقيقي ثمَّ.

فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فأصلح الأنصار والمهاجرة". [البخاري 6413].

وعن سهل قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولغدوة في سبيل الله أو رواحة خير من الدنيا وما فيها" [البخاري6415].

وإنما فضل الفقراء والمساكين لما جاء في قوله عليه الصلاة والسلام: "بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم"، وذلك يكون باغتنامهم لماهم فيه من الصحة والفراغ قال عليه الصلاة والسلام: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ" [البخاري 6412].

ولاشك أن ذلك ينال بالعمل بوصيته عليه الصلاة والسلام في قوله: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"، وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك" [فتح الباري].

وليحذر المسلم من أن يشمله قوله عليه الصلاة والسلام: "تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة، إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض" [فتح الباري6435].

وليكن حالنا كحال موسى عليه الصلاة والسلام في قوله: "رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير" [القصص24].

وقد أمرنا الله عزوجل بذلك فقال تبارك وتعالى: "وسئلوا الله من فضله" [النساء32]

ثم مع ذلك فقد قال عليه الصلاة والسلام: "أبشروا وأملوا ما يسركم, فوالله ما الفقر أخشى عليكم,ولكني أخشى أن تبسط الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم,فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم" [متفق عليه].

ثم إنه: "ليس الغنى عن كثرة العرض,ولكن الغنى غنى النفس" [البخاري 6446] وقال: "إنما الغنى غنى القلب,والفقر فقر القلب" [أخرجه ابن حبان في صحيحه 685].

وقد قيل ومن ينفق الساعات في جمع ماله مخافة الفقر: فالذي فعل الفقر.

ولقد قال عليه الصلاة والسلام: "ما يكون عندي من خير لا أدخره عنكم, وإنه من يستعفف يعفه الله,ومن يتصبر يصبره الله, ومن يستغن يغنه الله,ولن تعطوا عطاء خيرا وأوسع من الصبر" [البخاري 6470].
والحمدلله وحده.

كتبه: أبوعبدالله حيدوش ... يتبع

التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء ; 12 Jul 2014 الساعة 11:41 AM
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
تزكية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013