منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03 Oct 2016, 01:26 AM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي طالب العلم إذا رجع إلى بلده، ربما إذا بدأ في الدعوة إلى التوحيد نفر عنه الناس، فبماذا يبدأ دعوته؟ الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

سؤال : أحسن الله إليكم، طالب العلم إذا رجع إلى بلده، ربما إذا بدأ في الدعوة إلى التوحيد نفر عنه الناس، فبماذا يبدأ دعوته؟

✍《جواب الشيخ سليمان بن سليم الله الرحيلي حفظه الله :
النبي صلى الله عليه وسلم كان يستطيع أن يدعوَ الناس إلى كلِّ شيء ويُصدَّق إلا التوحيد؛ لأنّ الناس كانوا يُحبّونه، وكانوا يُسمّونه الصادق الأمين، فلو دعاهم إلى كلِّ برّ لأطاعوه؛ ولكنّ الذي نفّرهم هو الدّعوة إلى التوحيد، فالنبي صلى الله عليه وسلم ما قال: نُؤخّر التوحيد وندعوهم إلى البرّ والإحسان والخيرات، ثم ندعوا إلى التوحيد حتى لا ينفر الناس من ذلك.
إذن، عندنا أمر واضح جدّا:
هو البداءة بالتوحيد؛ ولكنّ الشأن:

( كيف أبدأ بالتوحيد؟ )

هذا الذي يُجتهد فيه، ليس من اللازم أن تبدأ بكتاب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، لا، وليس من اللازم أن تقوم في الناس في المسجد في أول خطبة تخطب في المسجد وتقول: (يا عُبّاد القبور إنّكم مشركون ولن تروا الجنّة).

وإنما تبدأهم بالتوحيد:

- إما بأن تُفسّر القرآن، والقرآن كلُّه توحيد، وخُذ إماماً مُعتبراً في بلدك ممن فسّر القرآن وكان تفسيره يُحقّق المقصود، واقرأ لهم من هذا الكتاب، وطَعِّمه بما يُناسب الحال، دعوت للتوحيد.

- خُذ "صحيح البخاري"، ما في مسلم يقول لك لا تقرأ من "صحيح البخاري"، خذ "صحيح البخاري" واقرأ لهم "صحيح البخاري" واشرحه فقط بما يُفهم منه المعنى، دعوت إلى التوحيد.

- بل حتى لو درّست الفقه تستطيع أن تدعوَ إلى التوحيد، إن كنت تحمل همّ التوحيد، ترَوْن ونحن نُدرّس الفقه، تمُرّ علينا بعض المسائل فيها دعوة إلى التوحيد واضحة، تستطيع أن تدعو إلى التوحيد.

المهم أن لا تغتر بمقولة:

(لا تُنفّر الناس)

فإنّه ما جاء الرُّسل إلا ليُفرّقوا بين المؤمنين والمشركين، وبين الحقّ والباطل، والنبي صلى الله عليه وسلم -كما قلنا- دعا إلى التوحيد أول ما دعا مع نُفرة الناس، حتى من كانوا قريبين منه من أعمامه ومن كانوا يُحبّونه، لمّا قال لهم: (قولوا: لا إله إلا الله، تفلحوا)، قال عمّه -وبئس ما قال، أعني أبا لهب- قال: تبّاً لك ألهذا جمعتنا. وانطلقوا وهم يقولون: (أجعل الآلهة إلهاً واحداً إنّ هذا لشيءٌ عُجاب).
إذن -يا إخوة- التوحيد هو أصل الإسلام.

ثمّ أنا قٌلت مرّة لواحد من الإخوة، لو دعوت الناس وهم على الشرك، دعوتَهم إلى الصلاة فصلَّوْا، دعوتهم إلى الزكاة فزكّوا، ودعوتهم إلى الصوم وصاموا، ودعوتهم إلى ترك الزنى وتركوا، وماتوا على الشرك، ما نفعتهم بشيء؛ لكن لو دعوتهم إلى التوحيد فوحّدوا الله وماتوا مُوحّدين؛ لكن على ذنوب، نفعتهم بهذا.

ولذلك من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية الذي يُكتب بماء العين: "إن كثرة الذنوب مع صحّة التوحيد، خير من قلة الذنوب مع فساد التوحيد".

-يا إخوة- موحّد عاصي خيرٌ من مُطيع طاعة كثيرة مع شرك، فكونُنا ندعوا الناس إلى التوحيد ونُخرجهم إلى التوحيد، نَنفَعُهم، أما إذا دعوناهم إلى غير التوحيد ما نفعناهم؛ لأن كل شيء لا يصحّ إلا بالتوحيد.

ولذلك ماذا يقول علماؤنا:
(كُلُّ دعوة بلا توحيد فهي دعوة فاسدة)، هي ليست دعوة إلى الله؛ لأنّ شرط الدعوة إلى الله أن يُدعى إلى التوحيد، بماذا جاء الأنبياء؟
(أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت).

إذن هذه الدعوة إلى الله، فالذي ما يقول للناس: (اعبدوا الله) أبدا، أي وَحّدوه، وما يقول لهم: (اجتنبوا الطاغوت) ما دعا إلى الله.

إذن -يا إخوة- يجب أن نُفرّق بين:
مسألة عدم الدعوة إلى التوحيد: وهذه لا تجوز، بحُجّة أن لا ننفّر الناس، وبعض الناس من أجل السياسة واكتساب الأصوات يتركون دعوة التوحيد.

وأنا قلت لطلاب العلم من قديم: الاشتغال بالسياسة كالانحدار في مُنحدر، ينزلق الإنسان في المُنحدر ويترك الأعلى دائما، ولا يُمكن أن يقف إذا انزلق.
ولذلك ليس شأن طُلاب العلم أن يشتغلوا بهذا الباب، نعم يحرصون على أهل الخير، ويدعون إلى الخير، ويُبيّنون السياسة الشرعية الصحيحة من غير انزلاق في هذا الدرب.

على كل حال نقول: إنّ الدعوة إلى الله لابدّ فيها من التوحيد، فنُفرّق بين أن نترك دعوة التوحيد بحُجّة أن لا نُنفّر الناس، وبين أن نتفنّن في الدعوة إلى التوحيد بما يُقرّب الناس، هذا مشروع، أن نُقرّب الناس إلى التوحيد.
أولا بأفعالنا: فنُري الناس أنّ المُوحِّد خيرٌ لهم من غيره، بتواضعنا ببذلنا لأموالنا بمساعدتنا للناس من أجل الله.
وأن ندعوَ الناس إلى التوحيد بأسلوب مناسب، وأنا قلت للإخوة مرارا وتكرارا: يجب على الداعية ان يُراعي ما يُناسب الحال.
أنا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أدعو إلى الله وأُبيّن -ولله الحمد والمنّة- وهذا يعني نُعان فيه على التوحيد، أنت في بلدك لست مثلي، أنا في بلد (التوحيد في قوّة)، أنت في بلدك (التوحيد في ضعف)، أُدعُ إلى التوحيد؛ لكن انظر إلى ما يُناسب حالك، لا تقارن نفسك بي، الأسلوب والطريقة يُنظر فيها إلى ما يُناسب الحال وما يُمكن؛ لأنّ (الواجب مبني على الاستطاعة).
ولذلك أنا أقول لإخواني من المشايخ وأهل العلم في المملكة عامة أقول لهم: يا أهل العلم -وهذا تباحثنا فيه كثيرا- إذا جاءكم مُستفتي فلابد من مراعاة بساط الفتوى، لابد من مراعاة حال البلد، ليس الناس جميعاً في بلاد الله كالناس في المدينة، ولا كالناس في المملكة، فيجب على المُفتي أن ينظر في هذا لا يُغيّر دين الله، ولا يُفرّط في الأصول؛ لكن بما يُناسب الحال شرعاً، كما قلنا -يا إخوة- الوسائل، الأسلوب، هذه نتفنّن فيها بما يُناسب الحال، وهذا في الحقيقة من أنفع ما يكون لتقريب الناس إلى التوحيد.》

الشريط رقم [٠۲] من شرح كتاب التوحيد
السؤال الخامس
[۱٤- ۱۱ -۱٤۳٧ هـ]
════ ❁✿❁ ════

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013