هكذا نرجو أن تكون خطب الجمعة في مساجدنا !!
لا يخفى على الجميع أننا نعيش في زمن اختلطت فيه المفاهيم ، واختلفت فيه الآراء ، واختلت فيه بعض الموازين ، وهذا ظاهر لكل ذي لب و بصيرة ، فوجب على الملتزم الصادق ، وكل من يسير في طريق الاستقامة الجادة ، أن يوضح منهجه ، ويبين مسلكه ، إبراء للذمة ونصحا للأمة ، ومن ذلك بيان ما يجب أن تتناوله خطب الجمعة من مواضيع ، و تعالجه من قضايا.
إن أسمى منهج تكون عليه خطب الجمعة هو منهج القرآن و السنة، اللذين بينا كل شيء تصلح به الأمة ، في دينها ودنياها ، في معاشها ومعادها ، قال تعالى : "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين".
خطب الجمعة عقيدة و عبادة ومعاملات وقصص:
1ـ عقيدة تُوَضَّح للأمة بيسر وسهولة دونما تعقيد ، فيرسخ في النفوس حب الخالق المجيد ، وخوفه ورجاءه والتوحيد ، وكذا الإيمان بعالم الغيب ، فتتطلع القلوب إلى الجنة وتتشوق إليها ، ، وتخاف النار وترجو النجاة منها.
2ـ خطب الجمعة تُوَضَّح فيها السبل الصحيحة للعبادة ، وتُبَيَّن الأخطاء الشائعة ، بجميل منطق ، ولطيف عبارة ، وحكمة رصينة.
3ـ خطب الجمعة تُعالَج فيها قضايا المعاملات ، وما يجب أن يكون بين المؤمنين والمؤمنات من بيع وشراء وزواج وطلاق وعلاقات أسرية و قضايا اجتماعية و توجيهات تربوية.
4ـ خطب الجمعة تحسيس للمسلمين بواقع الأمة و آمالها وآلامها ، وما تعيشه بعض أصقاعها من محن ولأواء ، وجراحات دونما دواء ، كل ذلك بعاطفة صادقة نابعة من الكتاب والسنة ، مربوطة بهم علماء الأمة الثقات الأثبات ، عاطفة مقيَّدة بالعلم يزينها الحلم ، دونما تهريج أو تحريش أو دعوة للفوضى وتأثُّر بمسلك أهل السياسة.
5ـ خطب الجمعة قصص قرآني ونبوي ، تستلهم منه العبر ، وتستخلص منه الدروس والعظات الدرر ، قال عز من قائل عليما : "فاقصص القصص لعلَّهم يتفكرون"، وقال جلَّ في علاه : "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب".
نعم : إنها قصص وسير ، لكنها من صحيح القصص والسير ، الثابتة ، ليست قصص الخرافيين ، ولا حكايات القصاصين الدَّجَّالين ، بل قصص حق وسِيَر صدق لمن كان له قلب أو ألقى السَّمع وهو شهيد.
التعديل الأخير تم بواسطة صابر عمارة دباش ; 18 May 2016 الساعة 07:40 AM
|