كلام جميل وكيف وقد صدر من الحسن البصري
ولكن لو علم هؤلاء القوم أن الانسان بين حقين حقوق الخالق وأعظمها التوحيد ويقابله الشرك، وحقوق المخلوقين وهي الاحسان اليهم ويقابله الظلم، فذنبان يجب أن نتفاداهما الشرك والمظالم، وفي وصية النبي عليه أشرف التسليم لمعاذ الإشارة إلى ذلك حيث قال عليه الصلاة والسلام:" اتق الله حيث ماكنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن"
قال ابن ناصر السعدي في تفسيره مشيرا الى الحكمة من جمع الصلاة والزكاة:"وكثيرا ما يجمع تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن، لأن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود، والزكاة والنفقة متضمنة للإحسان على عبيده، فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود، وسعيه في نفع الخلق، كما أن عنوان شقاوة العبد عدم هذين الأمرين منه، فلا إخلاص ولا إحسان".
ويصدق كلام السعدي رحمه الله ما رواه الحاكم وصححه الذهبي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالوا : يا رسول الله فلانة تصوم النهار ، وتقوم الليل ، وتؤذي جيرانها قال : " هي في النار "، وأيضا حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "هل تدرون من المفلس قالوا المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع قال ان المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصيام وصلاة وزكاة ويأتي قد شتم عرض هذا وقذف هذا وأكل مال هذا فيقعد فيقتص هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه من الخطايا أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ".
ولذلك يقال حقوق الله مبناها المسامحة وحقوق الناس مبناها المشاححة.
نسأل الله أن يجعلنا من الموحدين المحسنين ويثبتنا على ذلك ويختم لنا به إنه سميع مجيب الدعاء.
|