منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12 Aug 2015, 12:16 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي رسالة للجزائريين بالقرآن رفعنا الله [ العلامة عبد الحميد بن باديس نموذجا ] ربع قرن في التفسير.

بسم الله الرحمن الرحيم


رسالة للجزائريين بالقرآن رفعنا الله
[ العلامة عبد الحميد بن باديس أنموذجا ]
ربع قرن في التفسير.

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. والحمد لله الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. والحمد لله الذي جعل كتابه موعظة وشفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة ونورا للمؤمنين.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.
أمابعد:

قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين) رواه مسلم، وفي رواية الدارمي ( إن الله يرفع بهذا القرآن...)
وقد جاء في شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري : باب منْ يُرفع بالقرآن
عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ: أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ لَقِيَ عُمَرَ بِعُسْفَانَ، وَكَانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى مَكَّةَ، فَقَالَ: مَنْ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟ فَقَالَ: ابْنَ أَبْزَى، قَالَ: وَمَنْ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ: مَوْلًى مِنْ مَوَالِينَا؟ قَال:َ فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟ قَالَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّهُ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ. قَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ قَدْ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ».
الشرح: هذا الحديث في فضل القرآن وأهله، وقد رواه مسلم في صلاة المسافرين (817) وقد بوب عليه النووي: باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه، وفضل من تعلم حكمةً من فقهٍ أو غيره فعمل بها وعلّمها...
والشاهد من هذا الحديث قوله : فقال له عمر رضي الله عنه: «استخلفت عليهم مولى؟! قال: إنه قارئ لكتاب الله، وإنه عالم بالفرائض» أي إن عمر تعجب كيف تستخلف على أهل مكة، وعلى قريش التي هي أشرف العرب نسبا، وفيها مشايخ العرب وأشرافهم، تستخلف عليهم رجلا كان عبدا فأعتق؟! أي استغرب عمر رضي الله عنه من ذلك الاستخلاف، فقال عامله نافع: إنه قارئٌ لكتاب الله، وإنه عالمٌ بالفرائض، يعني أنه حافظٌ لكتاب الله سبحانه وتعالى، وعالم بأحكامه وفرائضه؛ لأن القارئ في عُرف السلف ليس مجرد من يقرأ القرآن، فمجرد القراءة لا يقال لصاحبها: إنه قارئ لكتاب الله، بل لا بد من شيء من الفهم والعلم والفقه والدراية بكتاب الله سبحانه وتعالى، وأيضا هو عالم بعلم الفرائض، الذي هو علم المواريث، وهذا العلم من العلوم العزيزة، أي قلّ منْ يتقن هذا العلم الشريف، بل جاء في بعض الآثار: أن علم الفرائض هو أول علم يرفع وينسى، أو أول علم يتركه الناس فلا يكاد يعلمه إلا القليل.
فبين له سبب أن استخلاف ابن أبزى على أهل مكة هو العلم والفقه والقرآن، فعند ذلك قال عمر رضي الله عنه: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال: «إنّ الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين» يعني أن الله يرفع بالقرآن أقواما منازل عالية في الدنيا والآخرة، حتى يفوقوا غيرهم ممن هو أشرف منهم نسبا وحسبا، كما قال سبحانه: {يرفع اللهُ الذين آمنوا منكم والذين أُوتوا العلمَ درجات} (المجادلة:11).
قوله «ويضع به آخرين» يضع يعني يذل ويخفض، أي: يضع منزلتهم فتكون منزلتهم وضيعة أي دنيئة، وسبب الذلة: الإعراض عن القرآن وتعلمه وفهمه.
قال العلامة صديق حسن خان: وهذا الحديث عَلَمٌ من أعلام النبوة، فقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم في هذا، ورفع الله بكتابه العظيم جمعاً جما من الناس الموالي وغيرهم، وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا، ووفق عصابةً عظيمة منهم لتفسيره، وضبط معانيه ومبانيه، فارتفعت منازلهم، وهكذا. وترك أقوام إياه - أي تركوا القرآن – قال: كالروافض ومن يحذوا حذوهم، ونبذوه وراء ظهورهم وهجروه، فاتضعتْ مراتبهم، وُنسوا كما نسوه.
وهاهو العلامة عبد الحميد بن باديس في زمن الإستدمار الفرنسي ثبت ثبوت الجبال الراسيات ، عمل وعلم ،فكان شعلة بل نجما وقمرا وشمسا أضاء الدجى في زمن الظلم والظلمات الحالكات ، وفسر كتاب الله تعالى في ربع قرن ، ليثبت للوجود بأن الجزائر مسلمة عربية لا تغير الهوية ونترككم مع العلامة البشير الإبراهيمي يحكي لنا قصة العلامة المفسر قدوة شعب الجزائر قدس الله روحه ورفعه في الأخرة أعلى المقامات و الدرجات مع النبين والصدقين والشهداء وحسن أولائك رفيقا.– آمين-
قال – رحمه الله - كما في آثاره {1/318}: أَتَمَّ اللهُ نِعمتَهُ على القطرِ الجزائريِّ بِختمِ الأستاذِ عبد الحميدِ بنِ باديس لِتفسيرِ الكتابِ الكريمِ دَرْساً على الطَّريقةِ السَّلفيةِ، وكان إكمالُهُ إيَّاهُ على هذه الطَّريقةِ في خمسٍ وعِشرينَ سنةً مُتوالِياتٍ مَفخرةً مُدَّخَرَةً لهذا القُطر. وبُشْرى عامَّةً لِدُعاةِ الإصلاحِ الدِّيني في العالَمِ الإسلاميِّ كُلِّهِ، تَمسَحُ عن نُفُوسِهِمُ الأسَى لِما عاقَ إمامَ المصلحين محمد عبدُهُ عن إتمامِهِ دَرساً، ولِما عاقَ حوَاريه الإمامَ رشيد رِضا عن إتمامِه كتابةً(1). إنَّ إكمالَ تفسيرِ القرآنِ على تلكَ الطَّريقةِ في مُدَّةٍ تُساوي – بعد حذفِ الفترات – المُدَّةَ التي أكملَ اللهُ نُزُولَهُ فيها، يُعَدُّ في نَظَرِ المُتَوسِّمِينَ إيذاناً مِن اللهِ بِرجوعِ دولةِ القرآنِ إلى الوُجودِ، وتَمكينِ سُلطانِه في الأرض، وطُلوعِ شَمسِهِ مِن جديدٍ، وظُهورِ المُعجِزَةِ المحمديةِ كَرَّةً أُخرى في هذا الكونِ. ثُمَّ كان الاحتفالُ بِختمِهِ بمدينةِ قسنطينةَ في الثالثِ عشـر مِـن ربيعِ الثاني 1357 هـ دليلاً على انسياقِ الأمَّةِ الجزائريةِ المسلمةِ إلى القرآنِ واستجابتِها لِداعِي القرآنِ واجتماعِ قُلوبِها على القرآنِ وشُعورِها بلزومِ الرُّجوعِ إلى هِدايةِ القرآن.. ثم قال: وانهالت الوُفودُ على قسنطينةَ يوم الجمعةِ وتلاحقتِ الأمدادُ يوم السبت، وشعرَ النَّاسُ شُعوراً عاماًّ أنَّ الجامِعَ الأخضرَ لا يسعُ الوافدين إذا انهالَ سَيْلُهُم..فرأينا هناكَ وُفودَ البلدانِ الساحليةِ مِن بِجايةَ إلى الحدودِ التونسيةِ ووفودَ مناطقَ التلول مِن سطيف إلى سوق أهراس ووفود المناطق الصحرواية من بسكرة إلى سُوف.. جاذبيةُ القرآن هوَّنت عليهم النَّصَبَ واللُّغُوبَ. رآى الوفدُ التلمساني أن يقطعَ الطَّريقَ مِن الجزائر إلى قسنطينةَ في سيارة أوتوبيس ذات أربعين مقعداً ليجمع بين الفائدة والنُّزهة وعَمِل الاتفاقَ مع الوفد الجزائري على أن يخرُجَ الوفدان مِن الجزائر معاً ويدخُلا قسنطينةَ مساءَ السبت معاً وبلغَ أهالِي سطيف أنَّ الوفديْنِ يَمُرَّانِ ببلدتِهِم فأبى عليهِم كرمُهُم إلاَّ أن يُقيموا لهما حفلةَ شايِ فاخرة... وما كادت تشرُقُ شمسُ يومِ الأحد حتَّى اكتظَّ الجامِعُ الأخضَرُ بالوفودِ، فلم يبـق فيه
مُتَنَفَّسٌ وشَمَلَ الخُشوعُ تلكَ الصُّفوف المُتَراصَّة حتى لا حركةَ ولا ضَوضاء. وتجلَّى جلالُ كلامِ اللهِ في بيتِ اللهِ فكانَ مشهداً يَستنزلُ الرَّحمات، ويتكفَّلُ باستجابةِ الدَّعواتِ، وصَعِدَ الأستاذُ المفسِّرُ مِنبرَ الدَّرسِ فشَخصَت العيونُ وخَفَتَتِ الأنفاسُ واستهلَّ بتلاوةِ المعوِّذتين، وشرعَ في تفسيرِها بما هو معهودٌ منه.. واستغرق الدَّرس ما يقربُ من ساعةٍ ونصف أخذَ الناس فيها على نفوسِهِم، وجلَّلتهم سحابةٌ مِن الخشيةِ والسَّكينةِ. وكذلك المؤمنون الذين يخشونَ ربَّهم بالغيبِ تَقشَعِرُّ جُلودُهم عند سماع كلامه، ثُمَّ تلينُ جلودُهم وقلوبُهم لذكر الله. وختنم الأستاذُ الدَّرسَ بأدعيةٍ وابتهالاتٍ مأثورةٍ، ثم طلبَ من الحاضرين أن يسألوا اللهَ الرَّحمةَ والمغفرةَ لأخيهم حسين باي، مؤسِّسُ الجامع الأخضر ومُحَبِّسُهُ في سبيل العلم وإقام الصلاة وذكر الله كما هو مَنقوشٌ على رُخامةٍ في المسجد. وذكرَ أنَّ مِن علامات إخلاص هذا الرَّجل في عملِه وحُسنِ نِيَّتِهِ أن يَسَّرَ اللهُ ختمَ تفسير كلامِه مِن أوَّلِه إلى آخِرِه في مُدَّةِ خمسةٍ وعشرينَ عاماً بهذا المسجد، فانطلقت الألسنةُ بالدُّعاء والتَّرَحُّمِ وافترقوا على مثل ما اجتمعوا عليه بقلوبٍ خاشعةٍ ونُفوسٍ مُتراحمةٍ وألسنةٍ رَطبةٍ بحمدِ اللهِ وشُكرِهِ على ما وَفَّقَ إليهِ مِن الخيرِ وأعانَ. إهـ.
(تنبيه): لو أنَّ الطلبةَ كانوا يَكتبونَ تفسيرَ الإمام لحَفِظوا لنا عِلماً عظيماً، ولكن لم يبق إلا "مجالس التذكير" وبعض الآيات التي كان يفسّْرها الشيخ تِباعاً في طليعة مجلته الغراء "الشهاب" وقد تأسَّفَ تلميذُه البار العلامةُ الإبراهيميُّ على ذلك التُّراث الذي ضاع. فقال - رحمه الله – كما في آثاره{2/253}: ولم يكتُبْ تلامذتُهُ الكثيرون شيئاً منها، وضاع على الأمَّةِ كنزٌ لا يُقَوَّمُ بِمالٍ، ولا يُعَوَّضُ بحالٍ.. إهـ.
من نصائح العلامة ابن باديس رحمه الله تعالى :

لا نجاةَ لنا من هذا التّيه الذي نحن فيه، والعذاب المنوَّع الذي نذوقه ونقاسيه، إلاَّ بالرّجوع إلى القرآن: إلى علمه وهديه، وبناء العقائد والأحكام والآداب عليه، والتّفقُّه فيه، وفي السُّنَّة النّبويّة شرحُه وبيانُه، والاستعانة على ذلك بإخلاص القصد وصحَّة الفهم والاعتضاد بأنظار العلماء الرّاسخين والاهتداء بهديهم في الفهم عن ربّ العالمين .
[آثار ابن باديس ج1\410].

ياليت قومي يعلمون أن سبب عزهم ورفعتهم هو حبل الله المتين – القرآن الكريم – وتمسكهم بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والعلماء الربانيين.



كتبه وجمعه : أبو عبد السلام جابر البسكري
االأربعاء 27 شوال, 1436 هجري

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام جابر البسكري ; 13 Aug 2015 الساعة 08:16 AM
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, دعوة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013